هآرتس : 7 أكتوبر.. أكبر فشل في تاريخ “إسرائيل”

 

بقلم: عاموس هرئل

لقد كان عاماً فظيعاً بدأ بفشلٍ رهيب، يعدّ أكبر إخفاق في تاريخ “إسرائيل”، لكن القصة بعيدة عن أن تنتهي.

إنّ الفشل الرهيب في 7 أكتوبر سيستمر في مرافقة “إسرائيل”، وكذلك ستفعل الحرب التي يمكن أن تستمر لسنوات.

نكاد نعتاد على الأخبار اليومية: قذائف صاروخية على الجليل، صواريخ على منطقة حيفا والأغوار، جنائز قتلى المعارك الأخيرة، وصفر تقدم في المفاوضات حول صفقة الأسرى.

لقد كان عاماً فظيعاً بدأ بفشلٍ رهيب، يعدّ أكبر إخفاق في تاريخ “إسرائيل”، لكن القصة بعيدة عن أن تنتهي. الحرب ستستمر عميقاً إلى عامها الثاني، والواقع الإقليمي الجديد والعاصف سيؤثر في كل الشرق الأوسط في السنوات القادمة.

وليس فقط أنّ “إسرائيل” لم تحلَّ المشكلات التي انبثقت في أعقاب هجوم حماس، وفي المقام الأول مصير الأسرى الـ 101 في قطاع غزة، بل إن المخاطر والتعقيدات تزداد، فالحرب ضد حزب الله لم تضمن استقرار الوضع الأمني بما يسمح بعودة السكان إلى منازلهم على طول الحدود اللبنانية.

كذلك، إنّ المواجهة المباشرة، الأولى من نوعها، مع إيران، يمكن أن تحث الأخيرة على التقدّم بالبرنامج النووي، وعلى الأقل الوصول إلى تصنيف إيران دولة عتبة نووية.

وفي تناقض صارخ لهراءات النصر المطلق التي يطلقها أحياناً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسؤول الرئيسي عن الكارثة التي وقعت خلال سنوات حكمه الطويل، فإن “إسرائيل” لا تقترب من حسم المواجهة مع أعدائها.

إنّ مواجهة الضربة التي تلقيناها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي استهلت بفشل ذريع قد يستغرق التعافي منه عقوداً كثيرة.

إنّ المنطقة الجنوبية وفرقة غزة احتفظتا بحد أدنى من القوة القتالية بالقرب من السياج بسبب ازدرائهما للفلسطينيين. وعندما وصلت التسونامي، على شكل آلاف من المسلحين تبعتهم حشود من غزة، انهارت منظومة “الجيش” الإسرائيلي في غضون دقائق.

تم اختراق السياج، وجرفت الأمواج المواقع في موجات تلو الأخرى، وانخرطت القوات في دفاع يائس عن النفس، بدلاً من مساعدة المواطنين. وفي المستوطنات، انتظر الإسرائيليون ساعات طويلة حتى وصول التعزيزات وقوات الإنقاذ من “الجيش” الإسرائيلي، وحتى ذلك الوقت، لم ينهَر خط الدفاع فحسب، بل انهارت أيضاً الثقة بالسلطة.

ويشكّل الهجوم المميت الذي وقع في بئر السبع خلال الأيام الأخيرة، إشارة أخرى مثيرة للقلق. إنّ العمليات في الضفة الغربية هي الأكثر حدة منذ الانتفاضة الثانية. لقد تسبب السنوار في أكبر ضرر للإسرائيليين؛ سواء في انعدام الثقة الواضح الذي نشأ في قدرة السلطات على مساعدتهم، وهذا أيضاً يتجلى في المعالجة الفاشلة لأزمة النازحين، أو في تكيفنا مع تدهور المعايير القتالية لـ “الجيش” الإسرائيلي، على خلفية فظائع المجزرة والحرب المستمرة في غزة.