الجيش الإسرائيلي يقتحم موقعا لقوة حفظ السلام جنوبي لبنان

اليونيفيل: دبابتا "ميركافا" دمرتا البوابة الرئيسية لموقع القوة الأممية ببلدة راميا جنوبي لبنان ودخلتاه بالقوة والجيش طلب مرارا إطفاء أنوار الموقع

المسار الاخباري : دبابتا “ميركافا” دمرتا البوابة الرئيسية لموقع القوة الأممية ببلدة راميا جنوبي لبنان ودخلتاه بالقوة والجيش طلب مرارا إطفاء أنوار الموقع

– 15 من جنود حفظ السلام يتلقون علاجا من تهيج الجلد ومشاكل بالمعدة جراء دخان كثيف إثر إطلاق إسرائيل رشقات نارية قرب الموقع

– خرق موقع أممي انتهاك صارخ آخر للقرار 1701 (2006) وللمرة الرابعة في يومين نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم

أعلنت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم موقعا للقوة الأممية في بلدة راميا جنوبي لبنان.

وقالت اليونيفيل، عبر بيان: “في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد)، رصد جنود حفظ السلام في موقع للأمم المتحدة في راميا 3 فصائل من جنود الجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان”.

وتابعت: “عند 4:30 صباحا (02:30 ت.غ)، وبينما كان جنود حفظ السلام في الملاجئ، قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوةً”.

وأردفت: “طلبوا عدة مرات إطفاء أنوار القاعدة (الموقع الأممي)، ثم غادرت الدبابتان بعد نحو 45 دقيقة”.

القوة الأممية أفادت بأن انسحاب الدبابتين جاء “بعد احتجاج اليونيفيل من خلال آلية الارتباط التابعة لنا، فوجود الجيش الإسرائيلي يعرّض جنود حفظ السلام للخطر”.

وأردفت: “عند حوالي الساعة 6:40 صباحا (04:40 ت.غ)، أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالا”.

وأوضحت أن هذا الانتهاك “أدى إلى انبعاث دخان كثيف، وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار، بينها تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة، ويتلقى الجنود العلاج اللازم”.

بالإضافة إلى ذلك، “أوقف جنود الجيش الإسرائيلي اول أمس (السبت) حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل (دون إيضاحات) بالقرب من (بلدة) ميس الجبل (جنوب)، ومنعوها من المرور، ولم يكن من الممكن إكمال تلك الحركة المهمة”، وفق البيان.

ومشيرة إلى اعتداءات إسرائيلية سابقة، أفادت اليونيفيل: “للمرة الرابعة خلال يومين، نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.

وأكدت أن “خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يشكل انتهاكا صارخا آخر للقرار 1701 (2006)، وأي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701.

وشددت القوة الأممية، على أن “ولاية اليونيفيل تنص على حرية الحركة في منطقة عملياتها، وأي تقييد لهذا يعد انتهاكا للقرار 1701.. وطلبنا من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة”.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية ومحاولات توغل بري في الجنوب.

وأسفرت الغارات حتى مساء السبت، عن ألف و437 قتيلا و4 آلاف و123 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

ويوميا يرد “حزب الله” بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

ـ تهديد إسرائيلي

وفي تهديد بمواصلة استهداف قوة “اليونيفيل”، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى سحبها “فورا”، بدعوى عدم تعريضها للخطر.

ومخاطبا غوتيريش، قال نتنياهو، في كلمة متلفزة: “حان الوقت لكم لإخراج اليونيفيل من معاقل حزب الله، ومن مناطق القتال”.

وأضاف: “طلب الجيش الإسرائيلي ذلك مرارا، وقد تم رفض طلبه مرارا، بهدف توفير درع بشري لإرهابيي حزب الله”، على حد زعمه.

وتابع: “رفضكم إجلاء جنود اليونيفيل يجعلهم رهائن لدى حزب الله”، مضيفا: “هذا يعرضهم ويعرض حياة جنودنا للخطر”.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت اليونيفيل إصابة جنديين من قوة حفظ السلام جراء استهداف الجيش الإسرائيلي برج مراقبة للقوات الأممية بلبنان.

وفي اليوم التالي، استهدف الجيش الإسرائيلي المدخل الرئيسي لمركز قيادة “اليونيفيل” في بلدة الناقورة جنوبي لبنان بقذائف مدفعية، ما أصاب إصابة جنديين آخرين.

وأُسست اليونيفيل في مارس/ آذار 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.

وتم تعديل المهمة مرتين نتيجة التطورات في عامي 1982 و2000 وبعد حرب يوليو/ تموز 2006.

وقرر مجلس الأمن تكليف “اليونيفيل” بمهام أخرى بينها مراقبة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومرافقة ودعم القوات اللبنانية في عملية الانتشار بجنوب لبنان، والمساعدة لتأكيد وصول المعونات الانسانية للمواطنين، والعودة الطوعية الآمنة للمهجرين.