نداء من المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية – ندى

الأونروا مطالبة بشمول احتياجات النساء والاطفال بخطة طواريء شاملة و جدية لإغاثة النازحين و اللاجئين في مراكز الإيواء وفي المخيمات و التجمعات الفلسطينية .

أدى العدوان الإسرائيلي على لبنان , إلى موجة نزوح واسعة من المخيمات و التجمعات الفلسطينية , خاصة من منطقة صور بالإضافة إلى مخيم الجليل في بعلبك و مخيم برج البراجنة و نسبيا مخيم شاتيلا في بيروت.

لقد قارب عدد النازحين الفلسطينين 40 ألفاً، حوالي 4 آلاف منهم جرى استيعابهم في مدارس وكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينين –أونروا- التي تحولت إلى مراكز للإيواء بموجب خطة الطوارئ التي سبق وأن وضعتها الأونروا ، و توزع الحجم الغالب من النازحين إلى بيوت الأقارب و الأصدقاء و بينهم من اضطر لاستئجار مساكن مؤقتة في المخيمات و التجمعات و المناطق الأكثر أماناً.

و من خلال تجربة شهر من التعاطي مع أبناء شعبنا النازحين أو الصامدين في المخيمات و التجمعات الفلسطينية, بات واضحاً قصور الأونروا و عجز خطتها للطوارئ عن الاستجابة بالحد الأدنى المطلوب لاحتياجات النازحين الإغاثية و الصحية و النفس-اجتماعية داخل مراكز الإيواء.

كما يسجل على الأونروا إهمالها لاحتياجات النازحين و اللاجئين في المخيمات و التجمعات الفلسطينية, حيث أغلقت مراكزها وعياداتها في مخيمات صور و شاتيلا و برج البراجنة و الجليل، كما حصرت توزيع الأدوية الشهرية لأصحاب الأمراض المستعصية في مراكز بعيدة عن المخيمات حيث عرضتهم لمخاطر و تكاليف التنقل.

إن ما تقدمه الأونروا للنازحين في المأوي بشكل عام و للنازحات و أطفالهن بشكل خاص, قد إنحصر بتوفير المكان، ومؤخرا بدأت تقدم وجبة غذائية بسيطة، بالمقابل يعاني النازحون في مراكز الإيواء من نواقص متعدده بينها تلك المتعلقة بالنساء و الفتيات والأطفال نبرز منها ما تعانيه النساء الحوامل اللواتي افتقدن لخدمات الرعاية قبل الولادة بسبب توقف برنامج الرعاية الصحية المقدم للأم و الطفل نتيجة لإغلاق عديد العيادات، كما تعاني الحوامل أثناء المخاض من تعقيدات الحصول على وسائل نقل توصلهن لمستشفيات أو مراكز التوليد في الوقت المناسب، و بعد الولادة لا يتوفر للأمهات أماكن ملائمة لإرضاع أطفالهن في ظروف تصون خصوصيتهن، كما لا تتوفر لهن مستلزمات وأدوات النظافة الشخصية إلى جانب افتقادهن للغذاء المناسب وافتقاد أطفالهن للحليب و الحفاضات .

و يشكل تأمين مياه النظافة بكميات محددة و محدودة إلى مراكز الإيواء, معضلة إضافية للنساء و الأطفال تؤثر على مستوى النظافة الشخصية و العامة و تولد بيئة خصبة لتفشي الأمراض الجلدية و المعوية .

تجدر الإضاءة أيضا , على العدد المحدود للمراحيض و عدم تنظيم استخدامها ووجودها غالباً في أماكن خارج الملاعب و بعيده نسبيا عن مباني الإيواء ، و اللافت بهذا المجال لجوء الإدارات إلى إغلاق الحمامات الموجودة داخل المباني و التي كانت مخصصة للموظفين بالمدارس , الأمر الذي يعرض النساء إلى جانب إنعدام النظافة لمخاطر عنفية متعددة مبنية على النوع الاجتماعي عند ذهابهن لقضاء حاجاتهن.

أما النساء كبيرات السن و ذوات الاحتياجات الخاصة , فإنهن يعانين من صعوبة الحركة جراء إنعدام الحصول على العكازات و الكراسي المتحركة و المستلزمات الأخرى الخاصة كفرشات المياه و التجهيزات الخاصة بالمراحيض ناهيك عن صعوبة وصولهن لأماكن توزيع الأدوية الشهرية و الخاصة بالأمراض الصعبة .

و تشهد مراكز الإيواء تفاقما للعلاقات المتوترة بين النازحين و تزايداً للأزمات و النزاعات الأسرية, جراء الظروف الصعبة في مراكز الإيواء و التعرض للصدمات الجارحة الناجمة عن هول العدوان في ظل محدودية عدد المرشدين الاجتماعيين المفرزين من قبل الأونروا إلى مراكز الإيواء .

أما النازحات المقيمات عند الأقارب و الأصدقاء فإنهن يعانين من الإهمال التام على كافة الصعد بما أن خطة الأونروا للطوارئ لم تلحظ مسؤوليتها عن النازحين واللاجئين في المخيمات و التجمعات الفلسطينية.

أمام كل ما تقدم , فإن المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية – ندى – تضم صوتها إلى صوت عموم شعبنا لمطالبة الأونروا , بالتحرك الجدي و الحثيث لتوفير التمويل اللازم لخطة طوارئ إغاثية و صحية شاملة للنازحين في المآوي وخارجها و كذلك لعموم اللاجئين الفلسطينين في لبنان، كما تطالب بادماج احتياجات النساء و الأطفال في الخطه بحيث تضمن التالي :

– توفير عيادات ميدانية في مراكز الإيواء و فتح العيادات في كافة المخيمات بما يشمل إعادة فتحها في مخيمات صور و بيروت و الجليل على أن تتضمن تقديماتها وخدماتها رعاية خاصة للنساء الحوامل و للأم و الطفل إلى جانب تسليم الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة و الصعبة في مراكز الإيواء والعيادات في المخيمات و توفير المستلزمات الطبية لكبيرات السن و ذوات الاحتياجات الخاصة و تأمين وسائل لنقل الحوامل إلى مستشفيات و مراكز التوليد في الوقت المناسب .

– توفير الغذاء اللازم للنساء كبيرات السن و ذوات الاحتياجات الخاصة والحوامل و المرضعات و كذلك تأمين حليب الأطفال ومستلزمات وأدوات النظافة الصحية الخاصة بالنساء و الأطفال .

– تطوير اهتمام الأونروا ببرامج الصحة النفس-اجتماعية المقدمة للنساء و زيادة عدد المرشدين و الأخصائيين النفس-اجتماعيين في مراكز الإيواء و العيادات في المخيمات .

– تنظيم مراكز الإيواء و تجهيزها على أساس يحفظ خصوصية النساء لاسيما الأمهات المرضعات , و إيلاء أهمية لتوفير العدد الكافي من المراحيض و فتح المراحيض المغلقة داخل المآوي و تخصيصها للنساء و تجهيزها بوسائل الاستحمام و تخصيص بعضها لاستخدام كبيرات السن و ذوات الاحتياجات الخاصة.

– توفير الكميات اللازمهطة من المياه للاستحمام و الاستخدام الشخصي و العام صونا لنظافة المآوي و صحتها البيئية .

– إجراء دراسة سريعة لاحتياجات وواقع النازحات و الصامدات في المخيمات و شمولهن بخطة الطوارئ .

المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية – ندى –

27/10/2024