دوليعربي

ممثل الجزائر في مجلس الأمن حول الهجوم على إيران: “قوة الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تحاسب على أفعالها”

المسار الاخباري :أدان ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، بشدة الهجمات العسكرية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدا على تضامن الجزائر الكامل مع طهران، مع دعوة المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على هذه الاعتداءات.

وفي كلمته خلال الاجتماع العاجل لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، حثّ ممثل الجزائر المجتمعَ الدولي على تحمل مسؤولياته في كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي، الذي أدخل منطقة الشرق الأوسط في دوامة من اللااستقرار، محذرا من خطورة تزايد هذا الصراع الإقليمي الذي قد تمتد عواقبه الوخيمة إلى العالم بأسره. وأضاف أن سياسة “الكيل بمكيالين” تجاه القانون الدولي تضعف النظام القانوني العالمي ومصداقية مجلس الأمن.

ودعا السفير الجزائري إلى وقف إطلاق نار “فوري” و”دائم” في غزة ولبنان، قائلا: “ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى فرض وقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة ولبنان، والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية”. وأوضح بن جامع أن الأزمات في الشرق الأوسط مترابطة وتحتاج إلى معالجة شاملة، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو السبب الجذري لهذه الأزمات.

وأشار إلى أن الجزائر منذ بدء ولايتها في مجلس الأمن في كانون الثاني/ يناير الماضي، قد حذرت من مخاطر امتداد العدوان الإسرائيلي على غزة إلى بقية منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أصبح اليوم واقعا مؤسفا. وأعرب عن أسفه لتردد بعض أعضاء المجلس في تصنيف هذا الوضع كتهديد للسلم والأمن الدوليين.

وأكد بن جامع على “ضرورة احترام القانون الدولي دون استثناء”، مشددا على أنه “لا أحد يعلو على القانون وأن قوة الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تحاسب على أفعالها”. كما أوضح أن الأحداث الأخيرة يجب ألا تحجب القضية المركزية المتمثلة في العدوان على الشعب الفلسطيني. وأضاف: “على المدى القصير، يعد الوقف الفوري لإطلاق النار ضروريا لوقف العنف، أما على المدى البعيد، فإن تحقيق السلام الدائم يتطلب تمكين الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم المشروعة وإنهاء احتلال كافة الأراضي العربية”.

وكانت الجزائر في رد فعلها الأول على الهجوم على إيران، قد وصفت في بيان لخارجيتها هذه العملية بالعدوان “الشنيع” الذي يمثل انتهاكا سافرا لسيادة إيران و”خرقا صارخا” لميثاق الأمم المتحدة. كما شددت الجزائر على “المسؤولية الراسخة التي تقع على المجموعة الدولية في كبح جماح الاحتلال الصهيوني ووقف تصعيده متعدد الأوجه والجبهات في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وهي المنطقة التي أدخلها هذا الاحتلال في دوامة لامتناهية من اللاأمن واللااستقرار واللاسلم.

وتنشط الجزائر في مجلس الأمن على مستويين، الأول يرتبط بالمأساة الإنسانية التي تعيشها غزة، والثاني يتعلق بجهود وقف إطلاق النار على الرغم من العجز الذي يبديه هذا المجلس في لجم إسرائيل، حيث كانت خلال الأسبوعين الماضيين، وراء أغلب دعوات عقد جلسات طارئة حول الوضع في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، أكد بن جامع خلال النقاش الأخير حول معاناة النساء، أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك من أجل حماية الأشخاص الأكثر ضعفا في غزة، سيما النساء. وأبرز في سرد للمعاناة الفظيعة التي يعيشها الفلسطينيون، أن العدوان بغزة، قد ألحق معاناة قاسية جدا بالنساء، مع ما رافقه من انتهاكات صارخة لحقوقهن كنساء وكبشر، حيث إنه من بين 42000 فسلطيني استشهدوا في غزة، هناك 14000 طفل وأزيد من 10.000 من النساء”.

وحول حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، تساءل السفير الجزائري في اجتماع آخر: “كيف أنه من الممكن الوصول إلى هذا العدد من الأطفال للتلقيح، فيما لا يمكن إيصال الغذاء إليهم، وكيف تم ضمان وصول الشاحنات التي تنقل هذا اللقاح، في حين لا يمكن ضمان وصول الشاحنات التي تحمل الغذاء إلى الفلسطينيين؟”، مؤكدا أن “هذا ليس بتبعات ثانوية، بل هي سياسة تجويع صهيونية متعمدة للشعب الفلسطيني”.

وأكد بن جامع أنه “لا ينبغي للمدنيين الفلسطينيين أن يكونوا أهدافا لهجمات الاحتلال الصهيوني، كون المدنيين يحظون بحماية القانون الدولي وعلى الكيان الصهيوني أن يفي بالتزاماته في هذا الصدد، خاصة فيما يتعلق بتجويع المدنيين كأداة من أداوت الحرب وحرمانهم من المواد الأساسية للنجاة ومنع وصول المساعدات الإنسانية”.

وفي الشق السياسي، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال زيارته لمصر قبل يومين، قد وصف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بأنه “إبادة مكتملة الأركان” تشمل تجويعا ونقصا حادا في المياه والغذاء والدواء، فضلا عن إغلاق المستشفيات. وأكد أن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير، وأن الحل الجذري يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. كما أشار إلى أن الجزائر ومصر تسعيان معا لإنقاذ الوضع في غزة، مؤكدا دعمه لمبادرة الرئيس السيسي لتأمين دخول الاحتياجات الأساسية إلى القطاع، في انتظار التوصل إلى حل نهائي يمكّن الفلسطينيين من السيطرة على أراضيهم.

المصدر … القدس العربي