المسار :
■ «بصوت ضعيف، بمرارة، وأحياناً بغضب، انتهت بالأمس حرب إسرائيل، الزائدة عن الحاجة، في الشمال». هكذا يبدأ جدعون ليفي مقاله اليوم في هآرتس، محلِّلاً المرارة السائدة في إسرائيل مع توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار.
■ يصف ليفي خطاب بنيامين نتنياهو أول أمس، بـ«المثير لليأس»، والذي عدّد فيه «كم قتلنا وكم دمّرنا، وكأن هذا إنجاز»!
■ «تزلزلت الأرض في بيروت»، يقول نتنياهو ويعقّب عليه الكاتب: «ماذا استفادت إسرائيل من الأرض المتزلزلة في بيروت، باستثناء إرضاء شهوة الانتقام؟ كيف استفاد من هذا أيّ شخص، باستثناء صنّاع السلاح وبارونات الحرب؟ لم يحاول نتنياهو ولو للحظة تقديم ذرة أمل في مستقبل آخر. فقط الوعد بأننا سنعود للقتل والتدمير أيضاً في الجولة القادمة».
■ «لأيّ هدف كان كل هذا العرض العنيف»؟ يتساءل: «هل إسرائيل الآن مكان أكثر أماناً؟ الجليل؟ هل تحسن الوضع الدولي للدولة؟ فقط تراكمت الخسائر ووصلت لمستويات غير مسبوقة». برأيه، لم يتحقّق أيّ هدف من أهداف الحرب سوى اغتيال القادة، وسرعان ما سيظهر بدلاً منهم قادة جدد.
■ كان واضحاً من اليوم الأول للحرب، أنّ الجبهتَين لن تؤديا لمستقبل أفضل، «هذا ما يحدث عندما نخرج في حرب عقابية، كل هدفها إرضاء الرأي العام». في غزة و لبنان انتصرت إسر…ائيل عسكرياً، ولكنها خسرت بأيّ منظور آخر: قادتها مطلوبون في لاهاي ومواطنوها منبوذون في العالم.
■ يخصّص الكاتب جزءاً كبيراً من مقاله للردّ على الزعم بأنّ الحربَين، في غزّة ولبنان، لم تكونا اختياريّتَين. برأيه، كان من الممكن، بل ومن الواجب، عدم الخروج لحرب مرعبة لهذا الحدّ ضدّ غزة، حتى في أعقاب 7أكتوبر، حيث الحرب لم تُعِد الموتى ولا حتى المخطوفين.
■ يقول إنه كان من الممكن، بل ومن الواجب، ألّا تخرج إسرائيل للحرب أيضاً ضدّ حزب الله. إذ أنّ ما تحقّق في الاتفاق الموقَّع أول أمس كان يُمكن تحقيقه بلا حرب، فقط عبر وقف الحرب في غزّة.
■ لو أنّ إسرائيل أرادت الدفاع عن نفسها، كان عليها أن تعرف ما الذي تريده عند انتهاء الحرب. لم يكن لديها فكرة عن هذا، ولذلك فقد كانت تلك حرباً عبثيةً أخرى، لا أحد يحتفل حتى بانتهائها جزئياً.