شبكة المسار الاخباري: مأساة الطفولة المبتورة لا تنتهي، وتزداد بؤساً يوماً بعد يوم بأشكالها كافةً، أمام زهرات أفقدتهم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة ليومها الـ439 أدنى حقوقهم، فكيف إذا سلبتهم قدماً يمشون بها، أو أي جزءٍ من أجسادهم الصغيرة.
الطفل إسلام الفيراني، أحد الناجين من قصف إسرائيلي على منزلهم شمال قطاع غزة قبل نزوحه إلى جنوبها رفقة والدته، لكن جرحاً غائراً مغروزاً في قلبه، بعد بتر قدمه جراء إصابته بشظية إسرائيلية.
يقول الطفل “إسلام” إنه أصيب في استهداف منزلهم في مدينة غزة، حيث بقي ساعتين تحت الركام دون أن تستطيع طواقم الدفاع المدني إخراجه.
وبصوت متحشرج ودمعة طفل بريء، يتمنى “إسلام”، أن يحظى بطرف اصطناعي، وتعود حياته لما كانت عليه، إذ باتت أسمى أمنياته أن يعود للعب كرة القدم مع إخوته، وأن يسبح مرةً أخرى.
بدورها، تُعيدنا والدة الطفل “إسلام” إلى ساعات الاستهداف قائلةً: “إن جيش الاحتلال استهدف منزلنا المكون من 4 طوابق، وأُصبت أنا وعائلتي المكونة من 9 أفراد، كذلك أخت زوجي وجميع من كانوا في البيت”.
وتشير إلى أن حالتها الصحية كانت حرجةً بادئ الأمر، ثم أخذت تستقر يوماً بعد الآخر، لتكتشف أن نجلها “إسلام” قد بُترت قدمه.
وتتابع بدمعة جُمِّدت في عينيها” سألني إسلام وين رجلي يما؟ قلتله راحت يما من اليهود”.
وتعيش الآن أم محمد رفقة نجلها “إسلام” في خيمة بمدينة خانيونس، في ظروف صعبةٍ تحتاج فيها إلى زوجها وأطفالها المتواجدين شمال القطاع، وفقاً لما ذكرته لنا، معبرةً عن شوقها واحتياجها للعودة شمالاً في أقرب وقت.
1 من كل 4 مصابين بحاجة لتأهيل..
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ439 توالياً، مستهدفاً بذلك العائلات المدنية والأطفال والنازحين وكل ما أمامه من بشرٍ وحجر.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، إن واحداً من كل 4 أشخاص أصيبوا في حرب غزة يحتاجون إلى خدمات إعادة تأهيل، بما فيها الرعاية بعد بتر الأطراف وإصابات الحبل الشوكي، وفق منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن أعلى نسبة أطفال مبتوري الأطراف في العالم موجودون بغزة، وأن كثيرا منهم خضعوا لعمليات جراحية دون تخدير.