فلسطينيلاجئون وجاليات

اللاجئون الفلسطينيون في سوريا.. عودة تدريجية وسط ظروف صعبة ومستقبل غامض

شبكة المسار الاخباري: تعيش المخيمات الفلسطينية في سوريا واقعًا صعبًا ومزريًا؛ جراء تأثرها بالأزمات السياسية والاقتصادية التي وقعت في البلاد منذ العام 2011 وحتى يومنا هذا، في وقتٍ يشهد مخيم اليرموك قرب دمشق، عودةً تدريجية للاجئين وسط ظروف معيشية وأمنية غير مستقرة.

وقال مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، فايز أبو عيدة، في تصريحٍ تابعته  “شبكة المسار الاخباري”، إنّ المخيمات الفلسطينية في سوريا تعيش واقعًا صعبًا بعد تعرضها للتدمير الكامل أو الجزئي نتيجة الحرب، حيث يعاني آلاف اللاجئين من ظروف معيشية وإنسانية كارثية وخانقة.

وأشار لوجود 14 مخيمًا للاجئين في سوريا، من بينها 9 معترف بها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، وتتوزع هذه المخيمات على كافة محافظات سوريا، لكن النسبة الكبرى من الفلسطينيين تقطن في دمشق وريفها.

وأوضح أبو عيدة، أنّ هذه المخيمات التي كانت تحتضن 560 ألف لاجئ، أصبحت اليوم بعد سنوات دامية أثرًا بعد عين وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، مشيرًا لوجود نحو 431 ألف فلسطيني حاليًا في سوريا بحسب إحصائيات “أونروا”.

وتسبب الأحداث في سوريا منذ 2011، بتهجير حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، إلى دول أوروبا ولبنان والأردن وتركيا ومصر وغيرها باعتبارها “أكثر أمنًا”، بينما بقيت أعداد كبيرة منهم في المخيمات تحت ظروف معيشية قاسية، وفق ضيفنا.

وتعد 20% من الأبنية في المخيمات الفلسطينية غير صالحة للسكن وآيلة للانهيار، بحسب إحصائيات “أونروا” لعام 2024، فيما قدّر أبو عيدة نسبة الدمار الذي لحق بمخيم اليرموك جراء أحداث سوريا بـ 80%، لكن بالرغم من ذلك فإنّه يشهد عودةً تدريجية منذ سقوط النظام السوري في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ولفت أنّ مخيم اليرموك الذي شُيّد قرب دمشق عام 1957، وهو المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين في البلاد، يعيش فيه حاليًا حوالي 3500 عائلة، بعد أن كان يضم قرابة 220 ألف لاجئ

ووصف أبو عيدة الظروف العامة التي يعيشها اللاجئون في المخيم بـ “القاسية” حيث الدمار يحيطهم من كل جانب، وتهالك البنية التحتية وغلاء المعيشية ونقص الخدمات، عدا عن حالة الفلتان الأمني وسرقة الممتلكات؛ الناتجة عن غياب عمل لجان تنظيم الأوضاع وحياة الأهالي هناك.

كما بلغت نسبة الدمار في مخيمي درعا جنوبي سوريا وحندرات بمدينة حلب حوالي 80% وتشمل جميع مرافق الحياة والبنية التحتية.

وشدد أنّ الوضع في المخيمات الفلسطينية داخل سوريا عمومًا “مأساوي” ويحتاج اهتمامًا عاجلًا، سواء من حيث إعادة الإعمار أو تأمين الخدمات الأساسية، مؤكدًا أن تدمير البنية التحتية ومرافق التعليم والصحة جعل الحياة أكثر صعوبة وأدى لتفاقم معاناتهم اليومية.

وأكد، أنّ “المخيمات التي كانت تعتبر وطنًا للفلسطينيين في الشتات، تحولت إلى بؤر من المعاناة والدمار، وهذا يتطلب حشد الدعم من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضمان توفير سبل عيش كريم للاجئين وضمان حياة آمنة ومستقرة لهم لحين عودتهم إلى بلادهم”.

فيما رأى مدير منصة “شتات نيوز” محمد صفية في تصريحاتٍ صحفية، أنّ اختيار “سياسة لإعادة إعمار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يتطلب دراسة شاملة تأخذ بعين الاعتبار العديد من الجوانب القانونية والسياسية والإنسانية والاجتماعية”.

وأشار صفية، لوجود تحديات عديدة أمام اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، أهمها تعامل حكومة تصريف الأعمال الجديدة مع الفلسطينيين الذين تعتبرهم “مهاجرين”، مؤكدًا أنّ هذه إشكالية قانونية يجب أن توضع في الاعتبار لأن اللاجئ الفلسطيني يجب أن يحتفظ بصفة “اللاجئ” حتى يعود إلى أرضه.

بدوره، اعتبر مدير مديرية شؤون الفلسطينيين في الشمال السوري محمد بدر الوضع الحالي للاجئين في سوريا بأنه “غامض” حيث يعيش اللاجئون في حالة ترقب بشأن مصيرهم بعد سقوط النظام السوري.

وأضاف بدر في تصريحات صحفية، أنّه إلى “لحين تشكيل مرحلة حكم جديدة والبدء بتغيير القوانين ودستور البلاد، سيبقى وضع الفلسطينيين كما هو حتى اتضاح الرؤية مستقبلا”.