إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 12/3/2025

قطر والسعودية والعراق: طائرة عرفات الخاصة تقوم برحلات سرية من إسرائيل

بقلم: آفي شرف

في فجر 11 أكتوبر 2019، عادت طائرة خاصة صغيرة إلى إسرائيل قبل يومين، أقلعت إلى كينشاسا، وهي واحدة من عدة رحلات قامت بها خلال شهر إلى عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية في وسط أفريقيا، قبل حوالي ساعتين من هبوطها، فوق البحر الأحمر، أقلعت من شرق المملكة العربية السعودية، وهي وجهة أخرى مرغوبة ستزورها الطائرة، باللونين الأزرق والأبيض وعلم الاتحاد الأوروبي على ذيلها. تعمل على مدار العقد الماضي من مطار بن غوريون، ومن بين أمور أخرى، إلى وجهات لا تهبط فيها الطائراتعن المكتب الصحافي الإسرائيلية. زار مؤخرا بغداد. قليلون هم من يعرفون تاريخها، وتاريخها يبدأ مع ياسر عرفات.

هذه طائرة تنفيذية من طراز تشالنجر 604، صنعتها شركة بومباردييه الكندية، برقم تسلسلي 5435. وخرجت من خط الإنتاج في عام 1999، وتم تسجيلها في النمسا برقم الذيل OE-IYA. لقد كانت قائمة محددة للغاية، وليست عشوائية، تحتوي على الأحرف الأولى من اسم رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات – YA . وكانت الطائرة النمساوية 604 واحدة من طائرتين لكبار المسؤولين استخدمهما عرفات منذ أن استقر في رام الله بعد اتفاقيات أوسلو. وكانت الطائرة السابقة طائرة قديمة مسجلة جزائرية أهداها له حاكم العراق صدام حسين.

وفي تحقيق نشر في النمسا عام 2004، زُعم أن من قام بتمويل شراء عرفات لطائرة تشالنجر الجديدة بمبلغ 29 مليون دولار هو بنك BAWAG النمساوي. وهذا هو نفس البنك الذي يُزعم أن الأموال تدفقت من خلاله من رجل الأعمال النمساوي مارتن شالف إلى عائلة أرييل شارون – وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة هآرتس عام 2011 بواسطة جيدي فايتز. وكان البنك أيضًا شريكًا لشلاف في كازينو أريحا.

الطائرة، التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني، استخدمها عرفات، من بين أمور أخرى، في رحلاته إلى الولايات المتحدة والصين والعواصم الأوروبية وغيرها. وبعد وفاة عرفات عام 2004، واصلت الطائرة التحليق حول العالم تحت لون مختلف وتسجيل نمساوي مختلف، في خدمة العديد من شركات الطيران الصغيرة.

وفي مايو 2016، غيرت الطائرة ملكيتها مرة أخرى، عندما تم تسجيلها في جزيرة مان باسم شركة قبرصية تدعى Durstwell Limited، وحصلت على رقم الذيل M-AAAM. وتعد جزيرة مان، إلى جانب سان مارينو، وجهة التسجيل المفضلة لرجال الأعمال الإسرائيليين والأجانب، الذين يسجلون طائراتهم هناك، غالبا باسم شركات مخفية في جزر فيرجن، بطريقة تجعل من الصعب تحديد المالك الحقيقي.

ومنذ ذلك الحين، ظلت الطائرة متوقفة بشكل دائم في إسرائيل، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى الإعفاء الرسمي الذي حصلت عليه من هيئة الطيران المدني الإسرائيلية. وتدير الطائرة من إسرائيل شركة الطائرات الخاصة “شينو للطيران”، ووفقا لبيانات الطيران المرئية، قامت على مر السنين برحلات غير معلنة من إسرائيل إلى أفريقيا، وإلى وجهات في الشرق الأوسط – التي لا تستطيع الطائرات الإسرائيلية الطيران إليها رسميا – وإلى أوروبا.

ووفقا لمسجل الشركات في قبرص، تم تأسيس شركة Durstwell Limited في عام 2015 في نيقوسيا لأغراض “صيانة وتشغيل” الطائرة المعنية. وبحسب التقارير المالية للشركة، فإن قيمة الطائرة تنخفض كل عام بمقدار ربع مليون يورو، وتبلغ قيمتها حاليا حوالي 3 ملايين يورو فقط، وبحسب المسجل فإن مالك الشركة هو بشار المصري، وعنوانه مسجل في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

والمصري ملياردير فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية، وهو صاحب شركة قابضة عالمية ومؤسس مدينة روابي الفلسطينية. وبحسب ما نشره بن كاسبيت هذا الأسبوع، فإن المصري هو المستشار السري والمقرب لآدم بوهلر، مبعوث الرئيس ترامب في قضية المختطفين، والذي أجرى في الأشهر الأخيرة مفاوضات مباشرة وسرية مع حماس. وبحسب كاسبيت، استخدم بوهلر طائرة المصري للتحليق بين عواصم المنطقة، في إطار المفاوضات للإفراج عن المختطفين.

ووفقا لبيانات الطيران المرئية، منذ انتخاب ترامب وتعيين بوهلر، حدثت قفزة حادة في عدد الرحلات التي قامت بها طائرة المصري من أفغانستان، فمنذ ديسمبر/كانون الأول، سافر عدة مرات إلى قطر والقاهرة والرياض واسطنبول وأنقرة. وفي نهاية الأسبوع الماضي، عاد إلى الدوحة مرة أخرى، كما زار بغداد، حيث أفادت التقارير، أن بوهلر ضغط على رئيس الوزراء العراقي من أجل إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية إليزابيث زوركوف.

رئيس السلطة الفلسطينية لم يعد يسافر في طائرة خاصة صغيرة مثل عرفات: طائرة محمود عباس الرئاسية هي من طراز بوينج 737 بهيئة كبار الشخصيات، متوقفة في عمان ومسجلة في سان مارينو. وقبل ذلك، طار بطائرة جلوبال 5000 وتشالنجر 604 المسجلة في جزيرة أروبا في البحر الكاريبي.

—————————————-

هآرتس 12/3/2025 

الصراع على الأراضي في المجتمع العربي يكلف دماء

بقلم: ضياء الحاج يحيى

هذا المبنى يعرفه تقريبا كل شخص من سكان قلنسوة. هو مبنى كبير، بني بحجارة بيضاء، التي خلال السنين اصبح لونها رمادي بشكل جزئي. ايضا النباتات التي تنمو بين الشقوق وتتسلق على الجدران تغطي قليلا المجد الذي كان هنا في السابق. ولكن هذا البيت الآن، المغروس في قلب الحي القديم في المدينة، غير معروف بسبب ماضيه، بل بسبب حاضره الدموي. منذ اربع سنوات هو يوجد في قلب صراع دموي على الاراضي، الذي حتى الآن جبى حياة ثمانية اشخاص، ويبدو أن هذا العدد غير نهائي.

كل ذلك بدأ في 2021 عندما حصل ابناء عائلة سلامة العقبى، حسب قولهم، على تصاريح من البلدية للعيش في المبنى، الذي اعتبر في حينه مبنى عام. واذا سألنا عائلة الناطور فان هذا العمل كان اقتحام. حيث أنهم في هذه العائلة يدعون الملكية التاريخية لهذا المبنى. من هنا فان المسافة الى رصاصة البداية التي كانت في شهر حزيران في تلك السنة كانت قصيرة. 20 رصاصة على سيارة بكر الناطور، ابن العائلة الذي كان في حينه عضو في مجلس قلنسوة. هو قتل على الفور واصيب ثلاثة من اخوته. ابناء العائلة توجهوا للثأر، وبعد ذلك الثأر للثأر. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن فان اطلاق النار يجر اطلاق آخر، والقتل يجر القتل، ومن بين المصابين ايضا عدد غير قليل من الابرياء. هذه قصة واحدة ولكنها مثال على الطريقة التي فيها الصراع على الاراضي سرعان ما يتحول الى صراع اجرامي في المجتمع العربي في هذه الايام، من الشمال وحتى الجنوب، من المدن وحتى القرى البدوية. هذا هو المكان الذي فيه الجريمة المتصاعدة تلاقي عدم التسوية الواضحة للاراضي، واطالة الاجراءات القضائية وعدم الثقة بالمؤسسات والنقص الكبير في الاراضي للبناء والتخطيط.

“الارض”، يقول الشيخ محمود نادر من الطيبة، “كان يجب أن تكون مصدر للحياة، التراث والربط بين الاجيال”. ولكن الشيخ نادر، المعروف كرجل اصلاح في المدينة، يشير بخيبة أمل الى أنه بالنسبة للكثيرين الارض الآن هي ارض خصبة للصراعات التي لا تتوقف، الصراعات الدموية. “تقريبا كل اسبوع تصلنا ملفات عن صراعات”، قال. “منذ 25 سنة أنا أركض بين العائلات من اجل الصلح. فقط في السنوات الخمسة الاخيرة هذا الامر اصبح شائع جدا. هناك حالات كثيرة من التحايل في داخل العائلة، والاسوأ هو أن هناك عائلات تدخل منظمات الجريمة أو المجرمين لابتزاز ابناء العائلة أو الجيران”.

هذا الصراع في داخل العائلة هو روتين حياة سمر (اسم مستعار) منذ بضع سنوات. البداية كانت في 2019 عندما اقترحت عليها والدتها شراء بيتها وقطعة الارض القريبة منه في منطقة أبو غوش. “ارادت الاهتمام بي، أنا بنتها الوحيدة، كي يكون مكان لي أعيش فيه”، قالت. “لم افكر بالنقود أو المكاسب. دفعت لها 600 ألف شيكل، وكل ذلك موثق”. 

في نفس الوقت الأم قامت بتوزيع املاكها المتبقية في اطار الورثة بين الاخوة. في الوقت الحقيقي كل ذلك حدث بالتراضي، ولكن عندما مرضت الأم، قالت سمر، بدأ الصراع. “اخوتي بدأوا في التسلل ومحاولة التأكد من أن الارض ستكون لهم. الأم عارضت وقالت هذا ليس الوقت المناسب”.

عندما توفيت الأم لم تكن أي طريقة لوقفهم، قالت سمر. اثنان من اخوتي ببساطة لم يوافقوا على أن البيت مسجل على اسمي رغم أنني دفعت كل ما املك مقابله. في البداية، حسب قولها، هددوا زوجها ومنعوه من الوصول الى البيت وقاموا بتخريب سيارته. بعد ذلك عندما قامت سمر بتأجير البيت لعائلة اخرى بدأوا في تهديد هذه العائلة الى أن تركت البيت. “عرضوا علي شراء البيت بـ 200 ألف، في حين أنني دفعت 600 ألف شيكل ثمنا له”، قالت. “هم ايضا قطعوا طريق وصولي الى قطعة الارض، التي ينوون ايضا اخذها مني”.

من هنا تفاقمت الامور. ذات مرة اخوتها قاموا بالاعتداء على زوجها، ومرة اخرى كان اطلاق نار نحو البيت وتهديد بالقتل. “اخوتي اشخاص خطيرون وأنا أعرفهم”، قالت. “ذهبنا الى الشرطة ولكنها لم تفعل أي شيء. حققت معهم عدة مرات، هذا كل شيء”. الآن هي تعيش في خوف – فقدان حياتها وحياة احباءها أو فقدان العقار الذي قامت بشرائه باموالها. “أنا لم اتخيل أن عائلتي ستتفكك بسبب قطعة ارض وبيت. لم اعتقد أن اخوتي سيضربون أولادي وزوجي”، قالت بيأس. “هل يجب علي الصمت وخسارة مستقبلي، فقط بسبب عنفهم وبسبب أن القانون لا يحميني؟”.

من عائلة الى جريمة

الصراعات على الميراث ليست ظاهرة جديدة. ولكن في السنوات الاخيرة الصراعات ازدادت وازداد خطرها. “على الاغلب هذا ينبع من الطمع”، قال مقبل جبارين (أبو مجهد) من لجنة الصلح في أم الفحم. حسب الشريعة الاسلامية فان قوانين الميراث واضحة. ولكن الآن الكثيرين غير مستعدين للعمل بحسبها. من هنا تبدأ سلسلة التحايل والضغط. الاخوة يجبرون الاخوات على التنازل عن نصيبهن. الاخوات يقمن بتجنيد المجرمين ضد الاخوة، والاخوة يهددون بعضهم البعض”. حسب اقوال أبو مجهد، الذي كان ايضا عضو في لجنة الاصلاح القطرية قبل اخراجها خارج القانون، فان الحديث لا يدور فقط عن صراعات تندلع بعد موت الآباء. هو يقول بأنه في مرات كثيرة يحاول أحد الاخوة السيطرة على املاك أخيه المتوفى بدل تركها لاولاده. عندما يكبر الاولاد يطالبون بنصيبهم، عندها ينشب الصراع من جديد. ولكن الذروة تكون عندما تتدخل في التقسيم منظمات جريمة. الناس يحضرون المجرمين لحل المشكلة، لكن عمليا هم يصعدون الوضع، الطمع يعمي عيونهم، الامر الذي يصل احيانا الى اطلاق النار واشتعال النيران وحتى القتل.

الامثلة غير قليلة، مؤخرا وصلت الى لجنة الاصلاح حالة بدايتها كانت قبل 15 سنة. بعد ذلك، قال أبو مجهد، “شخص بالغ سأل بناته اذا كن يردن نصيبهن في الميراث في تلك اللحظة. هن تنازلن لاخوتهن. الآن عندما اصبحت قيمة الارث مليون بدلا من 100 ألف، تراجعن وطالبن بنصيبهن. 

حسب قوله، عندما عرفن الاخوات بأنهن لن ينجحن في الحصول على ما يردن بالطريقة المقبولة توجهن الى المجرمين، الذين هددوا الاخوة. النهاية شملت الترسانة المعروفة من اطلاق النار والقاء القنابل واشعال الحرائق. لجنة الاصلاح نجحت في التوصل الى تسوية فيها دفع الاخوة تعويضات مالية للاخوات. “هذا لا يعتبر عدل أبدا”، يعترف. “لكن هذا هو الحل الذي نتجت عنه اقل الاضرار”.

امام كل ذلك هناك مجهول واحد بارز وهو السلطات. تقريبا كل الذين لهم صلة بالصراعات يوافقون على أن الشرطة لا ترد، وبالتأكيد ليس بالسرعة المطلوبة. “الشرطة لم تأت للدفاع عنا بعد اطلاق النار على بيتنا”، قال عبد الجابر. “هي تأتي فقط بعد أن يكون ضحايا. ايضا عندها لا تفعل أي شيء”.

وقد جاء من الشرطة الرد: “نحن نصمم على تعزيز الامن الشخصي للجمهور العادي، ونقود مع هيئة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي في مكتب رئيس الحكومة، نضال مصمم بهدف العثور على واعتقال من يرتكبون الجريمة والعنف في الشوارع، وضمان الأمان وتحسين ظروف حياة سكان الدولة الذين يحترمون القانون”.

——————————————

هآرتس 12/3/2025

تعاون إسرائيلي فلسطيني خلق في غزة مخيمات تعمل كالكيبوتسات

بقلم: نير حسون

من بين مئات آلاف الغزيين الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات النازحين، هناك حوالي 12 ألف شخص يعيشون في مخيمات اقيمت بتعاون استثنائي بين منظمة اسرائيلية وجمعية فلسطينية. هذه المخيمات اقيمت في اطار كيبوتسات، مع مطبخ جماعي، تعليم مشترك، تشغيل مباشر لسكان المكان في اعمال مختلفة في المنشأة. قرار اسرائيل اغلاق جميع المعابر الى القطاع يعرض للخطر استمرار هذه المبادرة، لأنها تمنع نقل المعدات الى المخيمات، ويمكن ايضا أن تمنع اقامة مخيمات اخرى كان مخطط لاقامتها في اطار التعاون الاسرائيلي – الفلسطيني. 

المشروع بادرت اليه جمعية “الدامور” الفلسطينية، التي يترأسها وزيران سابقان في حكومة سلام فياض، ومعهد العربة، المعهد الاكاديمي الاسرائيلي الذي يعمل في كيبوتس كاتورا في النقب. المشروع تم الدفع به قدما من خلال الادراك بأن اعادة ترميم مناطق السكن في القطاع تتقدم ببطء ازاء النقص في المعدات الثقيلة ومواد البناء والتمويل ومنظومة مرتبة لازالة الكميات الضخمة للانقاض.

في منظمات الاغاثة يعتقدون أنه حتى لو استمر وقف اطلاق النار، وحتى لو رفعت اسرائيل معارضتها لادخال مواد البناء والمعدات الهندسية فانه ستمر سنوات الى أن يكون بالامكان العودة الى الحياة الطبيعية في القطاع. خلال الحرب نزحت الاغلبية من بين الـ 2.2 مليون غزي من بيوتهم، معظمهم انتقلوا للسكن في جنوب القطاع. منذ وقف النار عاد مئات الآلاف الى شمال القطاع وبدأوا في اعادة اعمار مناطق سكنهم. بعضهم اختاروا السكن داخل الانقاض، احيانا في خيام واحيانا في الفضاء الذي تكون بين اكوام الانقاض. 

المنظمات الانسانية تعمل في الاشهر الاخيرة في التخطيط للفترة الانتقالية، وهو الوضع الذي سيستمر حسب التقدير 3 – 5 سنوات. خلال ذلك الكثير من سكان القطاع سيعيشون في الخيام أو المباني المؤقتة. “الدامور” ومعهد “العربة” اتصلت بهيئات دولية اخرى في اطار مبادرة باسم “اعادة الأمل الى غزة”، التي تهدف الى طرح نموذج للعيش في هذه الفترة.

مدير معهد العربية، الدكتور طارق أبو حامد، الذي عمل في السابق كعالم رئيسي في اسرائيل، قال إنه في الاشهر الاولى للحرب ركزوا في محاولة لمساعدة سكان القطاع على الانتقال من مكان الى آخر أو المغادرة. وحسب قوله بعد ذلك ادركوا أن النازحين سيعيشون في خيام لسنوات. لذلك، يجب البدء في العمل على اقامة مخيمات لاجئين دائمة، بما في ذلك المياه والمجاري والطاقة الشمسية وامكانية تخزين المياه.

حتى الآن تمت اقامة ثلاثة مخيمات في منطقة الجنوب – الوسط، في المواصي والزويدات. المخيمات محاطة بجدران وتتكون من خيام مع مطبخ ومكان للتعلم ومنظومات لتنقية المياه ومنظومة لمعالجة مياه المجاري ومولدات لانتاج الكهرباء. في منظمات الاغاثة يأملون في أن يستطيعوا بعد ذلك تحسين الظروف في المكان، ضمن امور اخرى، استبدال الخيام بالكرفانات والانتقال الى الكهرباء التي تنتج بالطاقة الشمسية وربط الخدمات بمنظومة “بيو غاز”، التي تنتج غاز الطبخ من مياه المجاري. 

كان هناك مبدءان رئيسيان وقفا نصب عيون من خططوا لمخيمات النازحين. فهم يصممون على العيش “خارج الشبكة”، أي أنه يمكنهم الاهتمام بانفسهم على صعيد الكهرباء، المياه والمجاري وما شابه، بدون الاعتماد على البنى التحتية في القطاع التي تم تدميرها في الحرب، والتي لا يتوقع أن تعود للعمل في الفترة القريبة القادمة. المبدأ الثاني هو أهمية الشراكة. “بما يشبه فكرة الكيبوتسات”، قال مدير معهد العربية، الذي يعمل في داخل كيبوتس.

رؤساء المبادرة يخططون لاقامة خمس مخيمات اضافية، اثنان في جنوب القطاع وثلاثة في شمال القطاع. أحد هذه المخيمات كان يتوقع اقامته في هذه الفترة في خانيونس، بحيث يضم 3500 نازح، لكن حتى الآن اقامته مشكوك فيها في اعقاب وقف ادخال المساعدات. “منذ الاسبوع الماضي جميع المعابر في القطاع مغلقة. الآن على الحدود توجد 720 خيمة وملابس شتوية وفرشات وبطانيات، و3 آلاف رزمة مواد تنظيف، صهاريج مياه، منظومة “ووتر جن” لضخ المياه. في مصر تنتظر منظومات تحلية ومنظومات بيو غاز، قال براك تلمور من معهد “العربة”. 

اضافة الى ادخال المساعدات من الطرف الاسرائيلي فان معهد العربية يساعد على تجنيد الموارد لهذه المبادرة بالتنسيق مع منسق اعمال الحكومة في المناطق. “هناك اشخاص يقومون بانتقادنا بسبب عملنا مع الاسرائيليين”، اعترف مصدر فلسطيني رفيع، لكنهم يعرفون أننا نساعد الكثير من الاشخاص ويشكرونا على ذلك. 

وزيرة الثقافة والشباب السابقة في السلطة، الشريكة في جمعية “الدامور”، تهاني أبو دقة، قالت إنه الآن بعد اسبوع على اغلاق المعابر، يتم الشعور بالنقص في القطاع. “شقيقتي قالت لي إن كيلو غاز الطبخ يكلف الآن 120 شيكل، قبل اسبوعين كان يمكن شراء الـ 10 كيلو بـ 70 شيكل. يوجد نقص في الفرشات والبطانيات والخيام لم تعد صالحة بعد 15 شهر. اشعر بأن نتنياهو يريد استئناف الحرب، لأن هدفه ليس فقط تصفية حماس، بل تنفيذ الترانسفير”. 

العلاقة بين المعهد الاسرائيلي والجمعية الفلسطينية لصالح المشاريع في غزة بدأت قبل سنوات، لا سيما حول مشاريع بيئية تتعلق بانتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وتحلية المياه والزراعة المستدامة. التعاون استمر ايضا في الوقت الذي فيه معظم العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين انقطعت بسبب سلطة حماس والحصار. قبل الحرب نجحت المنظمتان في استكمال اقامة حقل كبير للطاقة السمشية في القطاع، بمساحة 24 دونم، استهدف المساعدة في ازمة الكهرباء. الحقل الذي كان على بعد اسبوع للربط بالشبكة في زمن بداية الحرب، تم تدميره بالكامل في المعارك. في اليوم التالي للحرب التقى النشطاء الاسرائيليون والفلسطينيون عبر “الزوم” واتفقوا على مواصلة النشاطات المشتركة.

——————————————

إسرائيل اليوم 12/3/2025

يُرسمون الحدود في الشمال

بقلم: يوآف ليمور

تنشغل إسرائيل في جهد موازٍ لتصميم الساحتين في الشمال – الأولى بالنار والثانية بخليط من الدبلوماسية والنار. 

الساحة الأولى، السورية، وقفت في بؤرة سلسلة هجمات ليلة أول أمس. يخيل أنه منذ نهاية الحرب في الشمال لم يسمع نشاطا جويا يقظا كهذا، أفهمنا أيضا في مدى الأهداف التي استهدفت – أساسا منظومات الدفاع الجوي ومجالات عسكرية – بهدف منع تموضع قوات الحكم الجديد في المنطقة التي في جنوب دمشق. 

يمكن الافتراض بان هجوما كهذا يستند الى جمع معلومات استخبارية، مع اشتباه ملموس بان النظام في دمشق معني بتعزيز قبضته في هذه المنطقة، التي لإسرائيل فيها مصالح مختلفة – من الدفاع عن حدودها في الجولان، عبر الدفاع عن الدروز، وحتى ابعاد قوات الثوار عن تفعيل تهديد ذي مغزى على استقرار الأردن. في خلفية الأمور توجد أيضا المذبحة التي ارتكبتها قوات النظام في نهاية الأسبوع الأخير بابناء الطائفة العلوية، والمعرفة بان من خلف السمحة المعتدلة زعما التي يسعى لعرضها الرئيس السوري أحمد الجولاني، تتبين منظمة الإرهاب إياها التي تتبنى الأيديولوجيا الداعشية المعروفة ولا تتردد في ذبح خصومها. 

لهذه الأسباب من المتوقع لإسرائيل ليس فقط أن تواصل الاحتفاظ بالمناطق التي استولت عليها في الجولان السوري بل أن تعمق سيطرتها فيها. في الأسابيع الأخيرة تعاظمت وتيرة الاعمال المبادر اليها في المنطقة، سواء الهجمات (نحو مجالات عسكرية) ام هندسية (تثبيت مجال الفصل). قسم الجيش الإسرائيلي المنطقة التي بين الحدود ودمشق الى ثلاثة مجالات فرعية – مجال الفصل بعمق حتى 5 كيلو مترات عن الحدود، مجال الامن حتى 15 كيلومتر عن الحدود، ومجال النفوذ الذي يتواصل حتى طريق دمشق السويداء والتي يعمله فيها جميعها بطرق وبكثافة متغيرة. 

ينشغل الجولاني حاليا بتثبيت حكمه في سوريا، وأمس وقع على اتفاق هام مع الأقلية الكردية في الدولة. معقول أن في وقت ما سيتفرغ أيضا لجبهة الجنوب ويطالب بانسحاب إسرائيلي من المناطق التي استولت عليها. 

على إسرائيل ان تصل الى هذا الوقت جاهزة عسكريا وسياسيا. صحيح ان الجيش الإسرائيلي يعرف كيف ينسحب ليدافع عن إسرائيل من أراضيها، لكنه سيكون مطالبا بان يتأكد من أن الجيش السوري الجديد لن يتموضع في المناطق التي يخليها وأيضا الا يتمتع الجيش التركي بقدرة وصول حرة للعمل في سوريا وليخلق منها تهديدا هاما على إسرائيل. 

سياسة العصا والجزرة

بالتوازي، في الساحة الثانية، اللبنانية، تعمل إسرائيل بسياسة متداخلة من العصي والجزر. العصي اليومية جاءت في شكل هجوم على مجال فيه رجال حزب الله وتصفية نشيط في المنظومة الجوية للمنظمة زعم انه عني بترميم قدرات تضررت في الحرب. لهذه الهجمات المتواترة أهمية مزدوجة: فهي تنزع بؤر معرفة وقدرات من حزب الله، وهي تخلق “اعتيادا” على اعمال هجومية لإسرائيل – أي فهم بانها لن توافق على العودة الى فترة “المعادلات” وبناء تهديد متجدد في الأراضي اللبنانية. 

اما الجزر فجاء في صورة تحرير خمسة لبنانيين اعتقلوا في اثناء الحرب. وتم التحرير في اطار المحادثات التي تجرى في الناقورة، كجزء من آلية الحوار بين الطرفين. هذه آلية معروفة كانت لها ثلاثة اضلاع – الى جانب إسرائيل ولبنان شارك فيها أيضا ممثلو قوة اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة – واليوم أربعة اضلاع، بقيادة الجنرال الأمريكي جاستر جيفرس الذي اقام آلية الرقابة على تنفيذ وقف النار. 

علم أمس ان الالية تعمل على حوار في بضع مسائل مركزية وعلى رأسها استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط في جنوب لبنان، الخلافات بين الدولتين حول ترسيم الحدود، وتحرير باقي اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل. 

موضوع ترسيم الحدود هام بشكل خاص لانه اذا تحققت فيه توافقات، فستسحب من حزب الله حجة مركزية لعمله العسكري في المجال. 

مجرد الحوار مشجع لانه يبعد استئناف الحرب (التي حزب الله على أي حال غير معني بها)، ويسمح لإسرائيل بمهلة إضافية للعمل على نزع قدرات لم تعالج بعد في جنوب لبنان. المسيرة تسمح أيضا بخلق دينامية تمكن الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون وضمنا تضعف حزب الله. ينبغي الامل ان لاحقا يستكمل الجيش اللبناني انتشاره على طول الحدود، على أمل أن يعمل أيضا بنجاعة ضد محاولات متوقعة من حزب الله للعودة للتموضع في المجال.

——————————————-

هآرتس 12/3/2025

سوريا تتطلع لأن تكون دولة أقلياتها، لكن المصاعب كثيرة

بقلم: تسفي برئيل

لقد تم توقيع اتفاق أول أمس بين مظلوم عابدي، زعيم قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكري للادارة الكردية في شمال شرق سوريا، مع الرئيس السوري احمد الشرع. هذا الاتفاق يمكن أن يكون وثيقة اساسية في دولة تناضل من اجل اعادة بناء نفسها. لقد انضم الى هذه العملية أمس تقارير عن اتفاق مشابه مع الدروز في المحافظة الانفصالية السويداء في جنوب سوريا، وان كان حتى الآن غير واضح طبيعة ودرجة قبوله في اوساط الطائفة.

من شأن هذه الاتفاقات اذا تحققت، أن تكون لها تداعيات ثقيلة الوزن على قدرة الشرع على ادارة الدولة والحصول على الشرعية، بالاساس بمساعدة دولية وعربية، وعلى مكانة تركيا في سوريا، وايضا تطلعات اسرائيل للاحتفاظ بمناطق محتلة في شرق هضبة الجولان وجنوبها. اضافة الى ذلك هذه الاتفاقات تظهر أن الشرع يعترف بصعوبة أن يقيم في سوريا “دولة معظم اقلياتها” باستثناء الاقلية العلوية. هو سيطمح الى ادارة دولته بالموافقة وليس السير في طريق الاسد الأب والابن. 

لكن امام هذا التطلع الذي تم التعبير عنه في الاتفاقات، هناك عقبات كأداء قابلة للانفجار. كل واحدة منها يمكن أن تبقي هذه الاتفاقات بمثابة اوراق تاريخية ستحتوي في داخلها لحظة من الاتفاق الذي لم يتحقق. الاتفاق مع الاكراد يشمل دمج كل المؤسسات العسكرية والمدنية، وكل آبار النفط والمطارات والمعابر الحدودية ووضعها تحت سيطرة الدولة. في المقابل، يتوقع أن يحصل الاكراد على حكم ذاتي ثقافي وحصة مناسبة في مؤسسات النظام ووظائف رفيعة في الجيش. 

هذه العملية، التي في اطارها سيحصل الجيش على 100 ألف مقاتل كردي تقريبا اذا انضم اليه المقاتلون الدروز، تعني اقامة جيش وطني موحد بقيادة وطنية متجانسة ستضع حد لمبنى المليشيات لقوات الامن بقيادة الشرع. العائق الذي أخر انضمام الاكراد للجيش السوري بعد اسقاط نظام الاسد في كانون الاول، كان المطالبة بالحفاظ على اطار خاص بهم داخل الجيش السوري. من غير الواضح هل مطالبة الاكراد تمت الاستجابة لها، وماذا ستكون طبيعة خضوع القوات الكردية لقوات الجيش الوطني، وهل جنودهم سيخدمون فقط في المحافظات الكردية كقوة دفاع أو سيعملون في ارجاء الدولة، وبالاساس كيف يمكن للاتفاق أن يدافع عن السكان الاكراد من هجمات تركيا، التي تعاملت امس مع الاتفاق بـ “تفاؤل حذر”؟. 

هنا تكمن نقطة ضعف الاتفاق الاساسية. فهو غير منفصل عن الحاجة الكردية لتضمن لنفسها اطار دفاعي طالما أن تركيا تواصل السيطرة على مناطق كردية ومهاجمة اهداف ومواقع كردية. هذا الاطار سيقتضي اتفاق منفصل بين تركيا وسوريا الذي فيه سيحدد نطاق نشاطات تركيا وطبيعة هذه النشاطات وجدول زمني لانسحابها من سوريا. تركيا ساعدت بشكل مباشر ونشط الشرع في اسقاط نظام الاسد. هي أيدته في فترة وجود “هيئة تحرير الشام”، اتحاد مليشيات المتمردين الذي اقامه الشرع والذي قاعدته المركزية كانت في ادلب. منذ فترة طويلة تحولت لتكون حليفة في سوريا عندما جاءت مع رزمة وعود لمساعدة اقتصادية وبناء قوتها العسكرية. 

لكن رغم الاتفاق مع الشرع إلا أن تركيا ما زالت تعتبر هذه القوات الكردية، التي هي مدعومة من قبل الولايات المتحدة، تنظيم ارهابي يهدد أمنها الوطني. هي تطالب بنزع سلاحه وابعاده عن مناطق الحدود. في نفس الوقت يمكن التقدير أن تركيا كانت شريكة، بمعرفة وموافقة، في هذه العملية التي أدت الى الاتفاق. يمكن الافتراض ايضا أنها ايدتها لانها تتساوق مع استراتيجية موازية تقوم بادارتها. قبل شهر تقريبا بدأت تركيا في عملية مصالحة مع “حزب العمال الكردستاني”، الذي يعتبر تنظيم ارهابي. وتدير ضده منذ الثمانينيات حرب دموية قتل فيها 40 الف شخص. قبل اسبوعين، في اطار عملية مصالحة، طلب رئيس حزب العمال الكردستاني، المحكوم بالمؤبد عبد الله اوجلان، اتباعه الى التخلي عن سلاحهم وحل التنظيم الذي يعمل داخل تركيا ومن قواعد في العراق وفي شمال سوريا. قيادة التنظيم وافقت على وقف النار، لكنها لم توافق على نزع سلاحها، حتى المفاوضات التي سيتم فيها ضمان حقوق الاكراد وتتوقف مطاردتهم.

تركيا تعتقد أن اعلان اوجلان موجه ايضا للقوات الكردية السورية، حيث أنها تعتبرها جزء لا يتجزأ من “قوة الارهاب” الكردية. ولكن الزعيم الكردي عابدي سارع الى التوضيح بأن دعوة اوجلان لا تتعلق بهم وأنهم سيواصلون القتال من اجل الدفاع عن اراضيهم وطائفتهم. هذا ربما كان رد اعلاني مطلوب، لكن الاكراد في سوريا يعرفون جيدا أنه منذ تتويج دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة فان وقف دعم امريكا لهم وانسحاب القوات الامريكية من سوريا هي فقط مسألة وقت آخذ في النفاد. بدون المساعدة العسكرية والاقتصادية وازاء العلاقات الجيدة لرئيس تركيا مع الرئيس الامريكي فان عابدي يجب عليه التقرير بسرعة لحماية قواته والطائفة الكردية السورية بشكل عام.

هنا وجد لقاء مصالح بين تطلع الرئيس السوري لتوحيد الدولة واقامة قوة عسكرية وطنية – وبين حاجات الحماية للطائفة الكردية السورية وقيادتها العسكرية والسياسية، حيث في اطارها تعمل بشكل مشترك مصالح امريكية وتركية. مصدر في الادارة الكردية العراقية قال في الاسبوع الماضي للصحيفة بأن الاكراد في سوريا يواجهون معضلة غير محتملة. 

“هذه ليست معضلة أن يكونوا أو لا يكونوا، بل كيف يكونوا. من الواضح لهم أنه في ظل ترامب فان الركيزة الامريكية ستتحطم، وتركيا من شأنها أن تحصل على يد حرة للعمل في شمال سوريا كما حصلت اسرائيل من ترامب على يد حرة للعمل في غزة”، قال. “المخرج الوحيد امامهم هو التوصل الى اتفاق مع النظام الجديد في سوريا ومحاولة تحقيق كل ما يمكن تحقيقه وبسرعة”.  يبدو أن تقدير المصدر الكردي تحقق جزئيا. بدون اتفاق اطار بين سوريا وتركيا وبدون تدخل امريكا، لا سيما امام تركيا، حيث يضمن سلامة الاكراد فانه تصعب رؤية كيف يمكن للاكراد تجسيد الانجازات التي تمت صياغتها في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه أول أمس.

قصة الاتفاق مع الدروز ايضا، اذا حقا تم التوقيع على وثيقة رسمية بين قيادة الشرع وقيادتهم، لم تنته بعد. الموقف “الرسمي” الذي يطرحه حكمت الهاجري، الذي يعتبر الزعيم البارز والمؤثر من بين الزعماء الثلاثة الروحانيين للطائفة في سوريا، أعلن بأنه يؤيد دولة سوريا موحدة ولا يؤيد اقامة كانتون درزي يتمتع بحكم ذاتي. ولكنه حتى الآن اشترط انضمام المليشيات الدرزية للجيش الوطني بأن يتم تشكيل جيش كهذا وأن تتم صياغة دستور يضمن حقوق الدروز. يبدو أن مواقف القيادة الدرزية منقسمة، التي هي ليست متجانسة، وبينها وبين بعض قادة المليشيات الدرزية. الاخيرون غير مستعدين لنزع سلاحهم والاعتماد على تعهدات الشرع، الذي اثناء وجوده كقائد لجبهة النصرة عملت قواته ضد الطائفة الدرزية.

لكن مؤخرا اضيف للدروز “قيمة” استراتيجية يمكن أن تساعدهم في الحصول من الشرع على تنازلات وانجازات اكبر. “الحماية” التي القتها عليهم اسرائيل بذريعة الدفاع عنهم، التي تستخدم ايضا كذريعة لسيطرتها على مناطق في جنوب سوريا، تزيد بالذات قوة مساومتهم امام الشرع.

في نهاية المطاف، في الواقع في بدايته، الطائفة الدرزية تعتبر نفسها جزء لا يتجزأ من دولة سوريا، ومستقبلها مرهون بعلاقاتها مع النظام وليس مع اسرائيل. والدليل على ذلك هو أنه أمس نشر أن مئات من أبناء الطائفة قرروا التجند في الجيش السوري، وفي الميدان الرئيسي في السويداء اجريت مظاهرات تأييد للاتفاق الذي كما يبدو تم التوقيع عليه. مطلوب فقط التعامل مع مظاهر التأييد بشكل مناسب من التشكك. فهي يمكن أن تتبدل بالاحتجاج والتمرد اذا تبين أن الورق الذي كتب عليه الاتفاق لا تتم ترجمته الى انجازات فعلية تضمن الحقوق السياسية، الاقتصادية والثقافية، للدروز.

——————————————-

معاريف 12/3/2025

إسرائيل تعمل بقوة وبوحشية في ظل تثبيت قواعد جديدة في الشرق الأوسط

بقلم: افي اشكنازي

كانت إسرائيل منشغلة جدا في اليوم الأخير – في كل ساحات القتال. 

في غزة: بأربع هجمات بالمُسيرات، صفي عناصر من حماس بينهم من كانوا يزرعون عبوات ناسفة. 

في سوريا: نحو 30 هجوما في عدة موجات على 40 هدفا، تضمنت مواقع عسكرية، وسائل قتالية ورادارات كشف. 

في لبنان: نفذت محاولة لتصفية عنصر من حزب الله (صحيح حتى يوم امس ليس معروفا اذا كان صفي) وهوجم عدد من المخربين، كانوا يتعاملون مع وسائل قتالية. 

لا شك أن إسرائيل بدأت تنفذ مفهوم الامن خاصتها، بعد أن انتعشت من ما بعد صدمة 7 أكتوبر وتفهم بانها ملزمة بان تعمل بقوة وبوحشية، في ظل تثبيت قواعد جديد في الشرق الأوسط. 

ان تواجد الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ – او باللغة الدارجة “جبل الشيخ السوري” – هو اكثر من خطوة تكتيكية. يدور الحديث هنا عن خطوة استراتيجية من الدرجة الأولى. 

مركز جبل الشيخ السوري يسيطر على البقاع اللبناني، على مسارات التهريب بين سوريا ولبنان وعلى مجالات القرى الشيعية، السُنية والدرزية في صفوف جبال الشوف وسلسلة جبال لبنان. 

من الجهة الأخرى، توجد أيضا سيطرة كاملة على سلسلة جبل الدروز، دمشق وطريق بيروت – دمشق مثلما أيضا على محاور التهريب الإيرانية. 

في الأيام الأخيرة، ثبتت إسرائيل بالافعال بان منطقة بعمق 80 كيلو متر عن الحدود في داخل سوريا ستبقى مجردة من سلاح الحكم السوري، الميليشيات في منظمات الإرهاب وعلى رأسهم حماس وحزب الله. نعم، حماس، هذا ليس خطأ. فتح سجون الأسد حرر الاف من رجال حماس الفلسطينيين الذين يستعدون الان للعمل ضد إسرائيل. 

ايران من جهتها لم تيأس من محاولة بناء طوق خنق على إسرائيل. وعليه، فان إسرائيل ملزمة بان تعمل في الميدان بقوة. موسم الثلوج بدأ ينتهي، الربيع كفيل بان يكون حارا وأيدي مقاتلي الجبال كفيلة بان تكون مليئة بالعمل. 

في قطاع غزة التحدي كبير. حقيقة أنه يوجد في أيدي حماس مخطوفون، تصعب على إسرائيل الوصول الى الحسم. الجيش الإسرائيلي من ناحيته يستعد لهجوم قوي على منظمة الإرهاب: عدد كبير من الفرق تناور مع الكثير من النار على سلاح الجو، المدفعية وسلاح البحرية. في إسرائيل يعتزمون استنفاد خطوة المفاوضات لتحرير المخطوفين. في هذه الاثناء، تبدو هذه عالقة. بالمقابل، حماس أيضا تستعد للمعركة.

——————————————-

يديعوت احرونوت 12/3/2025

حكومة إسرائيل تقبل باستسلام كل مطالب ترامب

بقلم: ايتمار آيخنر

الأشهر الأولى لرئاسة ترامب تبدو كشهر عسل لحكومة إسرائيل، ولبنيامين نتنياهو بشكل شخصي. في  البيت الأبيض يجلس رئيس يفهم إسرائيل ومصالح الإسرائيليين ولا يحاول فرض حلول وخطوات لا تروق لنا.  وبالاجمال يبدو ان ترامب يعمل وفق منطق يتناسب وحكومة اليمين الإسرائيلية. بل انه يسير بعيدا الى اكثر من هذا حين يقترح طرد سكان غزة وبناء ريفييرا هناك. حلول حتى اليمين الإسرائيلي لم يتجرأ على طرحها. غير أنه من الجهة الأخرى، نحن نرى أيضا بان الامل في شريك في البيت الأبيض خاب، وبمعنى ما بدلا من شريك يوجد لنا رب بيت او ملك. 

لقد لاقى نتنياهو في الغرفة البيضوية انسانا يأخذ القرارات الاستراتيجية نيابة عنه. من خلال مبعوثه ستيف ويتكوف بدأ يعمل حتى قبل ان يدخل الى البيت الأبيض وفرض المرحلة الأولى من اتفاق المخطوفين الذي لم يرغب فيه نتنياهو. يدور الحديث عن ذاك الاتفاق الذي كان ممكنا عقده قبل نحو سنة، والان فرض عليه. 

عودة الى اتفاق 2022

هذه هي الولايات المتحدة إياها التي الان في واقع الامر تفرض تنفيذ مرحلة التباحث مع لبنان على الحدود، الامر الذي لم يرغب فيه نتنياهو بالتأكيد. عندما وقع لبيد على اتفاق المياه الاقتصادية مع لبنان، وصفه نتنياهو كاتفاق خيانة واستسلام بل ووعد حتى بالغائه. نتنياهو سبق أن استسلم للرئيس بايدن عندما وافق على اتفاق وقف النار مع حزب الله. كان هذا استسلاما لبايدن تحول الى استسلام لترامب. عمليا، سينفذ نتنياهو بالضبط اتفاق لبيد. 

بالتوازي تكتشف حكومة إسرائيل أيضا بانه تجري مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس. ومع أن هذه المفاوضات لم تنجح والولايات المتحدة أعلنت منذ الان بانها لن تتكرر، لكن من جهة أخرى واضح ان هذا تم انطلاقا من موقع قوة ودون أن يتشاوروا او يسألوا حكومة إسرائيل. لو نجحت هذه المفاوضات، وكانت حماس أكثر ذكاءً وفهمت بان من الأفضل لها ان تبحث مباشرة مع ترامب – لكنا سنرى كيف ستفرض كل الخطوات المستقبلية علينا من قبل الأمريكيين، دون أي تفكر إسرائيلي. لحظنا، طرحت حماس مطالب مبالغا فيها لتحرير مئات المخربين مقابل عيدان الكسندر، مطالب حتى الأمريكيين فهموا انها مبالغ فيها. في كل ما يتعلق بالمخطوفين، النهج الأمريكي هو بالتأكيد بشرى طيبة. ترامب ومبعوثه ويتكوف يريدان أن يريا استمرارا لوقف النار وتحرير مخطوفين. بخلاف بايدن لا يمكن لنتنياهو ان يقول لهما لا، وويتكوف يعرف هذا. 

في هذه الاثناء، بالنسبة للمفاوضات الإسرائيلية مع حماس بوساطة قطر ومصر، في القدس يقدرون بان الاحتمالات بان تقبل حماس منحى ويتكوف بتحرير عشرة مخطوفين احياء ووقف نار لستين يوما متدنية. وعليه، فقد اقترحوا في إسرائيل تمديد المرحلة الأولى بنبضات تحرير اصغر. امس جاء ويتكوف الى الدوحة واليوم سينضم الى المحادثات. 

فضلا عن الاملاءات في المفاوضات، فان إسرائيل تطيع أيضا املاءات أمريكية بالنسبة لاعلانات في الولايات المتحدة، والدليل – التصويت في صالح روسيا وضد أوكرانيا. 

ينبغي أن نقول بصدق: إسرائيل خاضعة تماما للاجندة الامريكية. نحن نكشف لمفاجأتنا بان ترامب لا يكتفي بان يكون رئيس الولايات المتحدة. فهو يريد أن يكون أيضا رئيس وزراء إسرائيل. 

في هذه الاثناء، هذا ينجح له على نحو لا بأس به. حكومة إسرائيل تقبل باستسلام كل مطالبه. لن يحصل لنتنياهو ما حصل لزلنسكي طالما كان يطيع ترامب. في اللحظة التي يتوقف فيها عن اطاعته من شأن هذا ان يتغير – ونتنياهو يعرف هذا. وعليه فان إسرائيل سكتت حين انكشفت مفاوضات المبعوث بولر مع حماس. وعليه، سكتت إسرائيل أيضا حين ضحك بولر في المقابلات على ديرمر وتحدث عن فنجان القهوة مع زعماء حماس دون أن يفهم ما الذي يفعله. 

وعودة الى الاتفاق مع لبنان: في المحادثات في الناقورة بمشاركة ممثلي الجيش الإسرائيلي، الولايات المتحدة، فرنسا ولبنان – اتفق على إقامة مجموعات عمل هدفها استقرار المنطقة. ستركز المجموعات على المواضيع التالية: خمس النقاط التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان. مباحثات في موضوع الخط الأزرق والنقاط التي بقيت موضع خلاف (بالاجمال 13 نقطة). وموضوع المعتقلين اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.

بشكل استثنائي، إسرائيل، بتنسيق مع الولايات المتحدة، وكبادرة حسن نية للرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون وافقت على تحرير خمسة معتقلين لبنانيين بينهم أيضا رجل حزب الله واحد. المعتقلون نقلوا امس الى لبنان وإسرائيل أوضحت بانه اذا انتشر الجيش اللبناني في الجنوب – ستبدأ إسرائيل بالانسحاب من المواقع التي تسيطر فيها. 

الاحتمال بجائزة نوبل

وافقت إسرائيل أيضا على الدخول في حديث مع نقاط الحدود موضع الخلاف مع لبنان منذ قبل سنتين، بناء على طلب المبعوث السابق عاموس هوكشتاين. الحرب منعت تنفيذ التوافق، لكنه سلم للإدارة الامريكية منذ زمن بعيد. 

البادرة الطيبة للرئيس اللبناني لم تأتي من فراغ. يدور الحديث عن رئيس انتخب رغم أنف المحور الشيعي ويتخذ خطوات من خلف الكواليس ضد حزب الله، ولهذا السبب فان إسرائيل تريد أن تعزز المحور المعتدل في لبنان، وهي تتخذ هنا خطوات حقيقية. 

نشير الى ان اتفاقا إسرائيليا لبنانيا هو مصلحة أمريكية. كما أن هذه مصلحة اللاعب القوي في المنطقة، الوحيد الذي يشكل حقا شريكا لترامب – السعودية. السعوديون يريدون تعزيز مكانتهم الإقليمية على حساب ايران الآخذة بالضعف وترامب من جهته يتطلع بكل آماله لان يصل الى اتفاق بين السعودية وإسرائيل. سواء كي يحصل على جائزة نوبل أو كي يملأ جيوب عائلته وجيوب أصدقائه المالتي مليارديريين. وهو لن يتردد في أن يدفع للسعوديين “بعملة إسرائيلية”، بما في ذلك حيال السلطة الفلسطينية، وذلك دون أن يتجرأ نتنياهو وحكومته على الاعراب عن أي اعتراض، خوفا من أن يصبحوا الصيغة الشرق أوسطية لفولوديمير زلنسكي.

——————————————-

يديعوت احرونوت 12/3/2025 

مزيد من حالات العنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية

بقلم: اليشع بن كيمون ورونين بيرغمان

تكشف مصادر عسكرية رفيعة المستوى باحساس من الإحباط النقاب عن ظاهرة مقلقة: ارتفاع في حالات العنف والجريمة لجنود من الجيش الإسرائيلي تجاه سكان فلسطينيين. وهم يدعون بان الموضوع لا يعالج بالتشدد الواجب، اذا كان يعالج على الاطلاق، لا من قبل الوحدات ولا من قبل الشرطة العسكرية – في المرات القليلة التي تصل لمعالجتها.

فقط عندما يكون توثيق وتأكيد للحدث، وفي الجيش يخافون من إجراءات في خارج البلاد، عندها يتخذون عملا”، يقول احد المصادر. “وحتى هذا بقوى متدنية وبكسل، وبشكل هو عموما ينتهي بعد اشهر طويلة بلا عقوبات حقيقية. واذا كانت هذه شكوى من فلسطيني “فقط” فلا يوجد أي أمل في أن تفتح الشرطة تحقيقا. فهي على أي حال تكاد لا تفعل شيئا ضد الجريمة القومية والإرهاب من جانب المستوطنين منذ سنين، وتحت بن غفير كفت تماما. في الجيش، في الحالات التي لا يكون فيها تصوير يعملون بشكل مشابه ويضعون مصاعب هائلة امام السكان كي لا يتمكنوا من التبليغ في الزمن الحقيقي ورفع الشكاوى وكي لا تعالج حالات التنكيل بهم أو بممتلكاتهم حقا”.

في الجيش الإسرائيلي يردون الادعاءات ويدعون بان الحالات التي تصل الى الجيش تعالج في اقرب وقت ممكن وبتشدد، ووفقا للأنظمة والقوانين. مصدر عسكري رفيع المستوى يشرح بان “معايير السلوك للقوات في الميدان هي موضوع يشغلنا بشكل يومي. قادة الجيش يتعاملون بجدية كبيرة مع كل حدث من هذا النوع، وكل حالة يحقق فيها بعمق – أحيانا حتى مستوى قائد المنطقة. في الأشهر الأخيرة اتخذت خطوات انضباطية من القيادات، بما في ذلك التنحية وفتح تحقيق في الشرطة العسكرية. كقادة، نحن ملزمون بمعالجة كل شذوذ. احداث من هذا النوع تخجلنا وتؤذينا كجيش وهي لا تمثل الروح العامة لمقاتلينا. يوجد لنا مقاتلون ممتازون في النظامي وفي الاحتياط، ونحن ملتزمون بان ننتصر في ظل الحفاظ على قيم الجيش الإسرائيلي والإنسانية”.

من المعطيات التي ننشرها لأول مرة يتبين أنه في الشهرين الاولين من العام 2025 طرأ ارتفاع حاد في حالات الجريمة القومية لمستوطنين ومواطنين إسرائيليين يهود آخرين ضد فلسطينيين في مناطق الضفة، بالنسبة لمعطيات العام 2024. في المتوسط الشهري يدور الحديث عن ارتفاع بنحو 30 في المئة، حيث وقعت منذ بداية السنة 119 حالة – تمثل وتيرة سنوية لاكثر من 800 حالة. كل هذا وفقا لمعطيات قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.

في العام 2024 بالمقابل وقعت نحو 673 حدث جريمة قومية أصيب بها 217 شخصا منهم 17 جندي وشرطي إسرائيلي. يدور الحديث عن انخفاض كبير عن السنة السابقة 2023، حين سجل 1049 حالة – لكن قسما كبيرا منها وقع في الاشتعال الكبير الذي اجتاح الضفة فور هجمة حماس في 7 أكتوبر. من اصل 120 مصاب في احداث جريمة قومية في 2023، 22 كانوا يهودا، 7 عرب إسرائيليين و 4 من رجال قوات الامن.

 الاحداث المتعلقة بالجنود تقع في إطار اعمال الامن الجاري التي تتضمن احتكاكا مع السكان الفلسطينيين. فقد وثق قبل بضعة أيام جنود من الجيش الإسرائيلي وهم يدفعون الى الهوة سيارة فلسطيني توقفت في منطقة الخليل. ومن الناطق العسكري جاء انه لم يفتح تحقيق من الشرطة العسكرية كون السيارة كانت على أي حال مرشحة للابادة وليس لها قيمة مالية ولاجل فتح تحقيق شرطة عسكرية هناك حاجة لقيمة مالية دنيا للممتلك المتضرر. مع ذلك، في الجيش اضافوا بانه “في اثناء نشاط عملياتي لاحظت قوة من الجيش الإسرائيلي سيارة مشطوبة مشبوهة معدة للجر. بخلاف الأنظمة، قرر قائد القوة دهورت السيارة. هذا سلوك خطير لا ينسجم مع قيم الجيش الإسرائيلي. بعد التحقيق تقرر تجميد قائد القوة من منصبه”. هذا الشريط المسجل الذي بموجبه لاحظت القوة سيارة مشطوبة، لم يهاجمها الجيش. كما ان الادعاء بان السائق القى بالمفتاح الى السيارة ولهذا اعتقل لم يلقَ بينات داعمة.

في توثيق آخر، لحدث وقع في العروب، يظهر فلسطيني يجثم على ركبتيه، فيما أن جنديا يضربه بقوة بسلاحه وبعدها يصفعه على وجهه بقوة شديدة. في الجيش يقولون ان “الحدث معروف للقادة وحقق فيه قائد اللواء. إضافة الى ذلك، في اعقاب الحدث فتح تحقيق لدى الشرطة العسكرية في ختامه ستحول النتائج لعناية النيابة العسكرية. بطبيعة الأحوال لا يمكننا تناول تفاصيل تحقيق لا يزال جاريا.

في حالة أخرى رسم مقاتلو حرس الحدود نجمة داوود على ايدي فلسطينيين في الخليل. في حرس الحدود شرحوا بان الأطفال هتفوا للمقاتلين “اذبح اليهود” وحيوا حماس، والمقاتلون فعلوا هذا كرد على ذلك. ومع ذلك ادعى حرس الحدود بان المقاتلين عملوا بشكل غير مهني لا ينسجم وقيم السلاح وهم سيعالجون انضباطيا.

في الجيش الإسرائيلي يعملون لاجل القضاء على الظاهرة ويشرحون بان هذا أغلب الظن هو جراء انهاك القوات بعد سنة وأربعة اشهر من القتال. “الحرب الطويلة جعلت وحدات الاحتياط تستدعى ثلاث مرات للخدمة في كل جولة لاكثر من 70 يوما. بعض من الجنود في خدمة متواصلة على مدى اشهر طويلة. والانخفاض في كمية المتجندين للاحتياط وفي امتثال الجنود للنداءات المتكررة جعلت وحدات معينة تعمل في قوة عددية ناقصة. وهم منهكون جدا. هذا ليس تبريرا بالطبع ولكن يوجد انهاك”، يقول المصدر رفيع المستوى ويحذر من أن احداث العنف والتوتر القائم قد يؤدي الى موجة عمليات.

تجدر الإشارة الى انه منذ بداية الحرب يعمل الجيش الإسرائيلي بشكل عدواني في الضفة وفرقة المناطق الى جانب قيادة المنطقة الوسطى توجد في تواصل للاعمال ينهك المقاتلين.

——————————————-

هآرتس 12/3/2025

عقدوا الكنيست لتوسيع حصانتهم.. وأم “مخطوف” قتل في غزة: أين حقوقنا أيها المجرمون؟

بقلم: أسرة التحرير

القطيعة بين أعضاء الائتلاف ومواطني الدولة تحطم أرقاماً قياسية. فمن توقع أن يقوم نتنياهو وأعضاء حكومته بفعل اللازم والاستقالة عقب 7 أكتوبر أو على الأقل الاعتراف بمسؤوليتهم عن الكارثة التي وقعت في ورديتهم، لم يستوعب بعد عمق العفن. هؤلاء لا يعيرون المخطوفين وعائلاتهم أي اهتمام، بل إنهم لا ينشغلون إلا بأنفسهم وتثبيت مكانتهم كسامين عن الشعب. أمس، عادت القطيعة وبلغت عنان السماء حين بحثت لجنة الكنيست مشروع قانون النائبة تالي غوتليف والمعد لتوسيع حصانة النواب ضد تقديمهم للمحاكمة والدعاوى المدنية. الدولة في أسفل درك من تاريخها، والائتلاف المسؤول عن الكارثة ينشغل بحصانته. عالمهم ضيق كعالم المجرمين.

أجادت إستر بوخشتوف في وصف الفجوة الشاسعة، وهي أم لمخطوف قتل في الأسر، وشاركت في البحث: “هل تعرفون أن واجبكم هو الانشغال بإعادة 59 مخطوفاً… وليس بحقوقكم. أين حقوقنا، نحن مواطني هذه الدولة؟ سكان الغلاف؟ أتدركون بأي مكان نعيش؟”.

مما شاع في الناس أن مشاعر الخجل غريبة على غوتليف. ويصعب فهم كيف تتجرأ على أن تتقدم بمشروع قانونها – الذي سيمنح النواب “إعفاء من القانون” – كدرس استخلصته من “لظى أكتوبر”. ويتبين أنها تقاتل في سبيل حقها بالنفخ في الصافرة، ونثر نظريات مؤامرة حقيرة على كل من ترغب البيبية في إيذائه دون إعطاء الحساب على ذلك. وحسب مشروع القانون، لن يفتح تحقيق جنائي ضد نائب أو نائب سابق على مخالفة ارتكبت في فترة ولايته إلا إذا قررت الكنيست بأغلبية 75 من أعضائها بأن الفعل موضع الحديث لم يتم في إطار أداء مهامه. بمعنى أنه سيتعين على الشرطة إقناع 75 نائباً لفتح تحقيق ضد نائب، أما المواطن الذي يرغب في رفع دعوى مدنية بحق نائب فعليه التصرف كمجموعة ضغط سياسية.

هذه سيناريوهات وهمية. عملياً، ما سيحصل هو أن النواب، ولا سيما أولئك في الائتلاف ممن يتمتعون بالأغلبية في الكنيست، سيعيشون فوق القانون. ورغم أن بعضاً من المخالفات استثنيت من التعديل، فإنه سينطبق على مخالفات عديدة في مجالات أمن الدولة، وتشويه عمل المحاكم، والاعتداء، والغش، والتحرش الجنسي، ومخالفات الضريبة؛ وفي الدعاوى المدنية على إجراءات بقوة أحكام الإساءة اللفظية وحماية الخصوصية مثلاً. إذا ما أجيز القانون، فسيشتاق الجمهور لزعران الحكم الحالي، لأن الكنيست ستصبح مغناطيساً للمجرمين.

إذا لم يحسم الأمر لدى أحد ما، فإن الانقلاب النظامي بات بيننا. ينبغي وقف أعضاء الائتلاف قبل أن يوقفوا مواطني إسرائيل القلقين على سلطة القانون.

——————————————-

هآرتس 12/3/2025

نتنياهو وانقلابه النظامي: سنجبر الإسرائيليين على بيع الخضراوات قبل إملاءات ترامب

بقلم: ألوف بن

وقف إطلاق النار في غزة وإمكانية فرض إدارة ترامب على إسرائيل هدنة مع حماس، تشطب من جدول الأعمال استئناف الحرب وإعادة نظام نتنياهو للدفع قدماً بالانقلاب الداخلي. إن تأسيس ديكتاتورية دينية على أنقاض ديمقراطية إسرائيلية نازفة، كان وما زال جهد الحكومة الأساسي، وهي تتوجه إليه مجدداً بنفس الحماسة والتصميم كما في الأيام الأولى وأمام قدر أقل من الاحتجاج والمعارضة.

إذا ما نجحوا، كيف ستبدو الدولة اليهودية الديكتاتورية تحت حكم نتنياهو ولفين؟ ورغم أن الوزير نير بركات يسمي رئيس الحكومة “الزعيم الأعلى”، يصعب تخيل إسرائيل مثل كوريا الشمالية أو إيران، ومن يعارضون النظام يزجون في “سديه تيمان” بدلاً من الأسرى الفلسطينيين. ربما تكون مجرد أمنية. مع ذلك، يبدو أن النظام البيبي سيفضل الاعتماد على الخضوع المدني والمطالبة بالإخلاص الأيديولوجي وليس على العنف المكشوف.

فاتسلاف هابل، الكاتب المسرحي الذي حارب ضد النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا وانتخب رئيساً أول لها عندما أصبحت دولة ديمقراطية، وصف في مقال سري له في العام 1978 “قوة عديمي القوة”. ووصف كيف يعمل جهاز القمع. كان البطل بائع خضراوات، علق في دكانه، بين البصل والجزر، لافتة عليها شعار الماركسية، “يا عمال العالم، اتحدوا”.

هل بائع الخضراوات متحمس من الوحدة بين عمال العالم؟ لا، كتب هابل، هو تسلم اللافتة من المسؤولين عنه وعلقها ليظهر الامتثال ويتجنب المشاكل. “لو تسلم بائع الخضراوات تعليمات بعرض شعار “أنا خائف، لذلك أمتثل بدون طرح أسئلة”، لاهتم بدلالات هذا الشعار رغم أنه يعكس الحقيقة. بائع الخضراوات كان سيخجل من وضع إعلان قاطع لإهانته على نافذة محله”، كتب هابل، ويذهب التفكير بعيداً ليصل إلى شخصيات حالية مثل بركات أو الرئيس إسحق هرتسوغ، رموز الخضوع للبيبية.

لكن النظام لم يرغب في إهانة بائع الخضراوات، بل يريد إخضاعه فقط. لذلك، غلف الإهانة بغلاف أيديولوجي. “الأيديولوجيا، قال هابل، هي طريق مضللة للنظر إلى العالم. تمنح الناس وهم الهوية والكرامة والأخلاق، في حين تسهل عليهم الانفصال عنها: هي تعويذة يمكن للناس إخفاء وجودهم الهابط خلفها واستخفافهم وتكيفهم مع الوضع القائم. ذريعة يمكن لأي شخص استخدامها، بدءاً من بائع الخضراوات الذي يخفي خوفه من فقدان عمله خلف مصلحة مفترضة في توحيد عمال العالم، إلى المسؤول الأعلى الذي يريد البقاء في السلطة”.

كليشيهات القومية اليهودية المتطرفة في إسرائيل، بدءاً من “معاً سننتصر” وحتى آيات مطاردة العدو التي أطلقها رئيس الأركان الجديد إيال زمير، تعمل بالضبط مثل لافتة بائع الخضراوات من براغ. فهي تستهدف تحديد الذين لا يخضعون لأوامر السلطة، ويتجرأون على التشكيك أو المعارضة، تحديداً رئيس “الشاباك” رونين بار، والحاصل على جائزة الأوسكار يوفال أبراهام، والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا، والممثل الارتجالي نضال بدارنة.

جميعهم يزعجون السيطرة البيبية، مثل الجزر المستقلة التي بقيت في المسرح والسينما والأكاديميا ووسائل الإعلام. وكلما تقدم انقلاب نتنياهو سيقف المزيد من الإسرائيليين أمام الاختيار بين إما تعليق اللافتة أو رفض المخاطرة بالإقالة والمقاطعة لليهود والتحقيق والاعتقال للعرب.

—————–انتهت النشرة—————–