إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية .. الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

إسرائيل اليوم 15/5/2025 

على جدول الاعمال: تحرير عدد صغير من المخطوفين ووقف نار قصير المدى

بقلم: داني زاكن

“اذا تحقق في اليوم القريب القادم وقف للنار – فقد يكون لقاء بيبي – ترامب. لعل هذا هو الموضوع الأهم الذي بحث فيه ترامب مع رؤساء دول الخليج إذ ان فيه ما ينهي الحرب في غزة ويزيل العائق الأساس عن خطته الكبرى “الصفقة الكبرى” لنظام جديد في الشرق الأوسط ولحل بعيد المدى للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني”. هكذا يصف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في احدى دول الخليج مسألة صفقة انهاء الحرب في غزة ومنها المنحى للتسوية الإقليمية الشاملة. 

من خلف الكواليس تجري هذه الأيام اتصالات حثيثة مع إسرائيل ومع الأطراف الأخرى لاجل الوصول الى الهدف الهام جدا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: توفقات على وقف نار قبل نهاية زيارته الى المنطقة. 

لإسرائيل وجه اكثر من تلميح في انهم اذا نجحوا في الوصول الى وقف نار، فالرئيس كفيل بان يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقف النار كان موضوع الحديث الأساس امس بين نتنياهو والمبعوث ويتكوف، وفي هذا بحث الوفد الإسرائيلي في الدوحة. 

وأفادت صحيفة “الشروق” المصرية امس الى أن ويتكوف التقى مع وفد من كبار المسؤولين في حماس ضم رئيس مجلس القيادة محمد درويش، خليل الحية وزاهر جبارين، وبحث معهم في تحريك المفاوضات لتحرير المخطوفين وفي طلب حماس لانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة. وأفادت المصادر بان الأجواء في الدوحة كانت إيجابية، وأشارت الى ان ويتكوف شارك أيضا في لقاء ترامب مع امير قطر ال ثاني، والذي استعرضت فيه الاقتراحات المختلفة. 

في المباحثات الحثيثة في قطر وبين الدوحة والقدس توجد الان على جدول الاعمال مرة أخرى تسوية ويتكوف لوقف نار قصير المدى وتحرير بضعة مخطوفين. وما أن تبين انه لا يمكن الان على الحصول على جواب حقيقي من حماس بعد محاولة تصفية محمد السنوار قرر الفريق الأمريكي تجربة منحى يسمح للرئيس ترامب بالتبشير بإنجاز آخر والتأجيل لعدة أيام المناورة الإسرائيلية في القطاع. 

الضغط على إسرائيل قوي على نحو خاص، والتعليل هو انه يجب إعطاء قيادة حماس بضعة أيام لاستيعاب الوضع الجديد كي يكون ممكنا التقدم. وقيل ان حماس لا يمكنها الان ان تعطي جوابا إيجابيا يفسر كاستسلام بعد تصفية قائدها العسكري.

التردد في إسرائيل صعب. فالمفاوضات تحت النار تعطي نتائج، ووقف الضغط العسكري سيؤدي الى تصلب خط حماس، كما يدعي مصدر في إسرائيل. مصدر إسرائيلي آخر يقول بالمقابل ان توقف مؤقت محدود، مع موعد لاستئناف القتال وطلب لا يساوم لشروط استمرار وقف النار لعله يسمح للأطراف الأقل تطرفا في قيادة حماس الدفع قدما بموقفهم. أثر آخر للقرار سيكون على العلاقة مع الولايات المتحدة واساسا مع ترامب، والتخوف من أن يخلق الاعتراض على الاقتراح الجديد احتكاكا آخر.

منحى لجائزة نوبل:

الاقتراح الأساس يوجد على الطاولة منذ اشهر، لكن انتخاب ترامب وقراره الوصول أولا الى الخليج سرع الاقتراع لسلسلة اتصالات وتبادل المسودات. “منحى لجائزة نوبل للسلام”، كما وصف ذلك دبلوماسي من الخليج. 

المبادرة جاءت من اتحاد الامارات، من رئيسها محمد بن زايد وشقيقه وزير الخارجية عبدالله. وانضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بكل ثقل وزنه ووزير خارجيته فيصل بن فرحان عرض المنحى الواسع في واشنطن قبل نحو شهر.

في لقاءات ترامب وفريقه مع ابن سلمان ورجاله بحثت الخطة مرة أخرى، حسب الوزير السعودي “اتفقنا على الحاجة لانهاء الحرب وتحرير المخطوفين”. وهاكم تفاصيل الخطة كما علمت بها “إسرائيل اليوم” من مصادر عربي وامريكية. وتوجد لهم بضع روايات وصياغات، لكن الروح متشابهة:

وقف النار يبدأ فورا على أساس منحى ويتكوف، في غضون أيام قليلة يتحرر نصف المخطوفين وتبدأ مفاوضات على انهاء تام للحرب.

حماس تحرر في اثناء المفاوضات كل المخطوفين الإسرائيليين، بما في ذلك الجثث، بالمقابل إسرائيل تحرر مخربين فلسطينيين وفقا للمفتاح الذي كان حتى الان، ويستأنف توريد المؤن والمساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

إسرائيل تنهي تماما اعمالها العسكرية في قطاع غزة، وبعد فترة انتقالية وضمانات امنية تنسحب انسحابا كاملا الى خط الحدود. 

حماس تسلم بجهة عربية كل الأسلحة – من الصواريخ وحتى السلاح الخفيف؛ زعماء عسكريون كبار من حماس، الجهاد وباقي منظمات المقاومة يخرجون من القطاع؛ تقام مخيمات مؤقتة لفترة الاعمار وتكون إمكانية للخروج من القطاع، باولوية المرضى والجرحى.

اعمار القطاع يبدأ فور الإعلان عن انهاء الحرب وتديره لجنة عربية أمريكية تتلقى السيطرة على القطاع. في اللجنة تشارك الامارات، السعودية، مصر، الأردن، الولايات المتحدة وممثلية أوروبية. اما الفلسطينيون فتمثلهم عناصر مدنية، مهندسون، مدراء واقتصاديون وآخرون.

السلطة الفلسطينية تعطي مباركتها، ولاحقا – بعد أن تنفذ إصلاحات بنيوية جوهرية لنجاعة عملها وتقليص الفساد – تضم لادارة الاعمار الذي يستمر عشر سنوات. 

من ناحية إسرائيل، على ما يبدو لن يكون ممكنا تحقيق تسوية افضل، لكن حماس في هذه الاثناء رفضت نزع السلاح والخروج ولهذا فقد توجه زعماء الامارات والسعودية الى ترامب – ليضغط على قطر، سيدة منظمة الإرهاب، كي تنزل قيادة حماس من الشجرة في الطريق الى حل المسألة. 

في دول الخليج والولايات المتحدة واعون للمصاعب الائتلافية لرئيس الوزراء نتنياهو، ويعدون بالجائزة الكبرى لاحقا. تطبيع مع دول أخرى وعلى رأسها السعودية التي تعطي الإشارة، وبعدها سوريا، لبنان ودول عربية وإسلامية أخرى. “هذه هي الخطوة التي ستؤدي الى نوبل”، كما يشير المصدر الدبلوماسي.

لنتنياهو سيكون هذا مفترق طرق جوهري. اذا اختار التسوية فمن المعقول ان يفقد الجناح اليميني – الصقري في الائتلاف ويؤدي الى انتخابات. من غير المستبعد ان يستجيب للمرحلة الأولى ويحاول الفصل بين مسألة غزة والخطوة الكبرى.

——————————————-

معهد بحوث الأمن القومي (INSS) 15/5/2025 

خلف الحدود: فرصة اسرائيل الاستراتيجية في سوريا

بقلم: نير بومز وكارميت فالنسي ومزاحم السلوم

في الثامن من ديسمبر/كانون الاول 2024، شهدت سوريا نقطة تحول تاريخية بسقوط بشار الأسد. أنذر هذا التطور الدراماتيكي بمرحلة جديدة من عدم اليقين وفترة انتقالية، محفوفة بالمخاطر والفرص. لا يزال من السابق لأوانه تقييم المسار الذي ستسلكه سوريا على المدى الطويل، ولكن حتى الآن، اتخذت القيادة الجديدة للبلاد، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، خطوات حذرة لتحقيق الاستقرار. ومع ذلك، ركز رد الفعل الأولي لإسرائيل – مدفوعًا بالمخاوف الأمنية وصدمة هجوم 7 أكتوبر – على نهج عسكري أحادي الجانب، قد يتجاهل الفرص الدبلوماسية الكامنة في الوضع الجديد ويديم أنماط الصراع القديمة. يتناول هذا المقال الديناميكيات المتغيرة في سوريا، ومخاطر السياسة الإسرائيلية المُفرطة في المواجهة، والفرص الاستراتيجية التي قد تنشأ مع تحول إسرائيل من موقف هجومي إلى موقف دفاعي حذر. إن إعادة ضبط هذا النهج لن يُحسّن الأمن الإسرائيلي فحسب، بل سيُعيد تشكيل المشهد الإقليمي بأكمله.

كان الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 نقطة تحول تاريخية في سوريا، بسقوط نظام بشار الأسد ونفيه إلى موسكو. غيّرت الاضطرابات الجذرية في سوريا موازين القوى التي ميّزت البلاد على مدى العقد الماضي، ولا تزال هذه التغييرات مستمرة. بين الاعتدال والحوكمة الشاملة من جهة، وعدم الاستقرار الذي يغذيه التطرف من جهة أخرى، لا يزال من غير الواضح أي اتجاه سيسلكه النظام الجديد. ورغم اتخاذ عدد من الخطوات الإيجابية، إلا أن ثمة شكوكًا حول النوايا الحقيقية للرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، نظرًا لخلفيته الجهادية.

مع ذلك، يصعب تجاهل أن الحكومة السورية الجديدة قد رسّخت مكانتها بسرعة كسلطة رسمية، وتسعى جاهدةً لتعزيز الاستقرار. في غضون أربعة أشهر، شُكّلت حكومة انتقالية تعمل على استعادة العلاقات الخارجية لسوريا. وبدأت الإدارة الجديدة بإرسال رسائل طمأنة إلى العالم والدول المجاورة، وخاصة إسرائيل، مؤكدةً أنها لا تنوي مواصلة المواجهات العسكرية. قدّمت أجندتها، مُشدّدةً على أهدافٍ عملية: تقاسم السلطة، ومنح الأقليات حقوقها، والتنمية الاقتصادية – وكلها أمورٌ بالغة الأهمية لبلدٍ اعتاد على القتال.

ورغم هذه الخطوات الإيجابية، يواجه النظام تحدياتٍ كبيرة، لا سيما في السيطرة على جميع القوات المسلحة العاملة لصالحه. وكان الدليل الواضح على ذلك الاشتباكات الدامية بين العلويين وقوات النظام في اللاذقية، أواخر مارس/آذار 2025. أضرّ هذا الحدث بصورة النظام، وسعى الشرع إلى التخفيف من وطأة الضرر من خلال إدانة العنف وتشكيل لجنة تحقيق حكومية للتحقيق في الأحداث وتقديم المسؤولين عن إيذاء المدنيين إلى العدالة. وفي أوائل مايو/أيار، اندلعت اشتباكاتٌ عنيفةٌ أيضًا مع الطائفة الدرزية، مما أدى إلى هجماتٍ إسرائيليةٍ عنيفة، كان الغرض منها تحذير الشرع من الاستمرار في إيذاء الدروز. ورغم عدم وجود أدلة واضحة على أن النظام هو الذي وجه العنف ضد الدروز وأن هذا كان حادثاً محلياً ــ وليس من خصائص ونطاق المذبحة كما زعم البعض ــ فإن الحدث يوضح السيطرة الجزئية للشريعة على المنطقة، بما في ذلك حالة عدم الاستقرار التي لا تزال تميز سوريا.

بشكل عام، يبدو أن السياسة التي انتهجها الشرع تُتيح فرصةً لإعادة تشكيل العلاقات في المنطقة. ومع ذلك، فإن نهج إسرائيل تجاه سوريا منذ سقوط الأسد قد أملته المخاوف الأمنية، متأثرةً بصدمة السابع من أكتوبر. يشير رد إسرائيل (السيطرة على المنطقة العازلة منزوعة السلاح المُنشأة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، بما في ذلك مناطق على الجانب السوري من جبل الشيخ؛ وسلسلة مكثفة من الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية؛ وغارات على دمشق) إلى نهجٍ تصادمي. وقد صرّح مسؤولون إسرائيليون بأن الحكومة الجديدة في سوريا يقودها “إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة” – وهي رسالةٌ رددتها إيران، وتثير تساؤلاتٍ حول استعداد إسرائيل للنظر في تغيير علاقاتها مع سوريا.

بالتوازي مع العمليات العسكرية، أعلنت إسرائيل سياسة “حماية الأقليات” للأكراد والدروز، الذين يتشاركون مخاوف مماثلة بشأن صعود القوى الإسلامية في المنطقة ويشعرون بالقلق على أمنهم. تعهدت إسرائيل بدعم الأكراد وحماية الدروز حتى بالوسائل العسكرية (كما حدث بالفعل في النزاعات الأخيرة) – وهي سياسة تضعها كطرف فاعل في قلب الصراعات الداخلية في سوريا، وفي موقف معارض للحكومة التي تقودها الأغلبية السنية.

يمكن تفسير سياسة إسرائيل على أنها مدفوعة برغبة في منع حدوث فراغ أمني والحفاظ على حرية عملها لتحييد التهديدات المحتملة، لكن حكام دمشق الجدد ليسوا حماس، ولا يتبنون سياساتها. تجنبت الحكومة السورية الجديدة التواصل مع قادة حماس، وطردت عدة فصائل فلسطينية من أراضيها (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحماس) بأمرها بنقل أنشطتها خارج سوريا، بل واتخذت خطوة نادرة باعتقال اثنين من كبار أعضاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، بذلت جهودًا كبيرة في إحباط محاولات حزب الله لتهريب الأسلحة عبر أراضي البلاد، بما في ذلك ضرب قوات حزب الله على طول الحدود السورية اللبنانية.

كيف يمكن لسياسة إسرائيل الحالية أن تُولّد التهديدات ذاتها التي تسعى إلى منعها؟

على الرغم من تركيز الحكومة السورية الجديدة بشكل أساسي على التحديات الداخلية، وتمسكها بنهج حذر ومُتحفظ تجاه إسرائيل، إلا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة (والقاتلة أحيانًا) داخل سوريا تجذب اهتمامًا شعبيًا وإعلاميًا مكثفًا. وتأتي هذه الهجمات رغم تأكيد الرئيس الشرع علنًا التزامه بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتجنب الصراع مع إسرائيل.

أثارت الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا ردًا على الاشتباكات مع الدروز، بما في ذلك هجوم غير عادي قرب القصر الرئاسي في دمشق (وهي خطوة تجنبتها إسرائيل حتى في عهد الأسد)، بالإضافة إلى الغارة الإسرائيلية القاتلة في جنوب سوريا في 3 أبريل/نيسان، والتي أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص، غضبًا واسع النطاق بين الشعب السوري، وأشعلت احتجاجات جماهيرية، ووفرت خلفية لدعوات في المجتمعات المحلية إلى تسليح أنفسهم ومقاومة الوجود الإسرائيلي في سوريا. ومن المفارقات أن إسرائيل، من خلال أفعالها الهادفة إلى إحباط التهديدات المحتملة بالوسائل العسكرية، قد تُؤجج المعارضة لها وتزيد من احتمالية نشوب صراع مستقبلي – وهو السيناريو ذاته الذي تسعى إلى منعه من خلال تدخلها.

علاوة على ذلك، بدأت تصرفات إسرائيل في تآكل شرعية الحكومة السورية الجديدة، التي يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها غير قادرة على السيطرة وإظهار السيادة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. وبينما لا تُعرب إسرائيل عن ثقتها في الحكومة، التي نشأت من تنظيم هيئة تحرير الشام، نظرًا لخلفيتها الإسلامية، فإن تصورها لها على أنها ضعيفة قد يُعزز عن غير قصد العناصر المتطرفة ذاتها التي تسعى إسرائيل إلى كبحها. في غضون ذلك، تتزايد الانتقادات الدولية لأفعال إسرائيل في سوريا، وتُتهم بانتهاك السيادة السورية دون مبرر واضح.

قد تكون سياسة إسرائيل لحماية الأقليات (دعم الأكراد والدروز) استراتيجية حكيمة على المدى القصير، ولكنها قد تثبت عدم فعاليتها على المدى الطويل. فالتحركات الإسرائيلية لا تؤدي إلا إلى تعزيز الانقسام الفعلي لسوريا إلى جيوب عرقية وطائفية، وبالتالي تُخاطر بعرقلة جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة. إن هذه السياسة، في حين تبدو متوافقة ظاهريا مع المصالح الأمنية الإسرائيلية، قد تؤدي بدورها إلى تعزيز الانقسام الطائفي في حلقة مفرغة لن تفيد إلا منافسي إسرائيل، وفي المقام الأول إيران.

التخريب الإيراني في سوريا

منذ سقوط الأسد وانسحاب القوات الإيرانية، سعت إيران إلى إيجاد سبل جديدة للحفاظ على نفوذها وتوسيعه في سوريا. وحتى بعد إجبارها على الانسحاب من مناطق معينة، واصلت إيران تسليح قوات بالوكالة، بما في ذلك بعض الموالين للشيعة العلويين، وحزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية، والمسلحين المحليين، وحتى أكراد حزب العمال الكردستاني. تُعد هذه الجماعات جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية إيران، التي تهدف إلى كسب نفوذ إقليمي في سوريا والمنطقة ككل من خلال استخدام وكلائها. ليس جديدًا أن تتلاعب إيران وتنشر وتزعزع الاستقرار من خلال المنظمات السورية المحلية، لكن هدفها النهائي كان ولا يزال ترسيخ قبضتها على سوريا. ومن المفارقات أن تصرفات إسرائيل في ظل سياستها الحالية قد تخدم الرواية الإيرانية: فقد سارعت إسرائيل إلى إلقاء اللوم على الإسلاميين التابعين لهيئة تحرير الشام في مذبحة العلويين والمسيحيين في مارس/آذار 2025، لكن الواقع على الأرض كان أكثر تعقيدًا ودقة، ولم يكن أي من الطرفين بمنأى عن اللوم تمامًا. اتضح أن إيران متورطة في التحريض على العنف، في إطار محاولتها توسيع نفوذها في سوريا وزعزعة استقرارها.

علاوة على ذلك، وفّر استمرار نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب سوريا لإيران ذريعةً مناسبةً للدعوة إلى تجديد “المقاومة” ضد إسرائيل انطلاقًا من الأراضي السورية. أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024 أنه لا شك في أن الشباب السوري الشجاع سيطرد “الصهاينة” من سوريا. وصرح قائد الحرس الثوري حسين سلامي بأن الوضع الذي يسمح “للصهاينة” بالنظر إلى منازل دمشق بالعين المجردة لا يُطاق، وأنهم سيدفعون ثمنًا باهظًا ويدفنون في التراب السوري. وصرح أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي” علي أكبر أحمديان في لقاء مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بأنه مع احتلال إسرائيل للأراضي السورية، وُلدت “مقاومة” جديدة، ستتجلى في السنوات القادمة.

احتمالات التصعيد بين إسرائيل وتركيا

ربما تكون تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تربطها علاقات معقدة بإسرائيل، العامل الأكثر إلحاحًا وحسمًا في هذه المعادلة. وقد أدى اندلاع حرب غزة عام 2023 إلى تفاقم التوترات بين تركيا وإسرائيل، منهيًا بذلك فترة وجيزة من المصالحة بين البلدين.

سمح انهيار نظام الأسد لأنقرة بتوسيع نفوذها في سوريا من خلال توظيف قدراتها العسكرية لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الروسية والإيرانية من البلاد. ومنذ ديسمبر 2024, تتفاوض أنقرة ودمشق على اتفاقية دفاعية، توفر بموجبها تركيا غطاءً جويًا وحماية عسكرية للحكومة السورية الجديدة. وفي إطار هذه الجهود، تسعى تركيا إلى الاستيلاء على قاعدة (T4) الجوية في سوريا، وتخطط لنشر أنظمة دفاع جوي هناك.

ترى إسرائيل في الوجود العسكري التركي المتزايد تهديدًا محتملًا لحرية عملها في سوريا. منذ ديسمبر/كانون الأول، كثّف جيش الدفاع الإسرائيلي غاراته الجوية على البنية التحتية العسكرية السورية، وكان آخرها استهداف قاعدتي T4 وتدمر الجويتين، حيث أصاب مدارج الطائرات والأصول الاستراتيجية. تهدف هذه الضربات إلى التأكيد على أن إسرائيل لن تتسامح مع الإجراءات التركية التي قد تقوّض حرية إسرائيل في المجال الجوي. مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضربات ستُثني تركيا؛ وفي أحسن الأحوال، قد تُؤدي إلى تأخيرات تكتيكية. علاوة على ذلك، فإنها تزيد من خطر تدهور العلاقات الإسرائيلية التركية، وقد دفعت بالفعل ممثلي البلدين إلى الاجتماع في أذربيجان لمناقشة آلية لحل النزاعات. علاوة على ذلك، يتردد الشرع نفسه في الانحياز الكامل للمصالح التركية لأنه لا يريد تحويل سوريا إلى محمية تركية. الجهات الفاعلة الأخرى التي يُحافظ على اتصال بها هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. على أي حال، قد تُقرّبه هذه التحركات الإسرائيلية من أردوغان.

لتركيا تاريخ من السياسات العدائية تجاه إسرائيل، لكن دورها الاستراتيجي يختلف عن دور إيران. ورغم معارضتها للسياسات الإسرائيلية في بعض المجالات، فمن غير المتوقع أن تصبح تركيا عدواً لدوداً لإسرائيل بسبب نهجها البراجماتي، وعضويتها في حلف شمال الأطلسي، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة، ومصالحها الاستراتيجية الشاملة في المنطقة.

من التصعيد إلى التفاعل الإيجابي والتعاون مع دمشق

إن استمرار إسرائيل في التركيز على الوجود العسكري والغارات الجوية وحماية الأقليات في سوريا قد يُفاقم انقسام البلاد ويُضعف الحكومة المركزية في دمشق. ومن المفارقات أن هذا التوجه يتماشى مع مصالح إيران، إذ تستفيد من غياب السيادة المركزية في سوريا. فبعد أن فقدت الكثير من نفوذها في سوريا، تسعى إيران إلى كسب قنوات نفوذ جديدة في البلاد، معتمدةً على موالين سابقين لها، بالإضافة إلى بقايا شبكات وكلائها، وتُنافس إسرائيل فعليًا على هذه الجماهير. بالإضافة إلى أنشطة إيران التخريبية، تُمثل سوريا المُنقسمة أرضًا خصبة لازدهار عناصر متطرفة أخرى، مثل داعش والقاعدة وحماس – وجميعها تخضع حاليًا للقمع من قبل النظام السوري الجديد.

هناك حجة أخرى تُساق ضد سياسة إسرائيل الحالية، وهي أنها تتعارض مع مبدأ أساسي مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ضرورة تعزيز الحكومات المركزية في الدول العربية الهشة، لتمكينها من التعامل بشكل أفضل مع الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تجيد إيران استغلالها لتوسيع نفوذها، وخاصة في لبنان (عبر حزب الله) والعراق (عبر الميليشيات الشيعية الموالية لإيران). يُثير الوضع الراهن مفارقة: ففي لبنان، تدعو إسرائيل إلى تعزيز الحكومة المركزية لإضعاف حزب الله، وفي العراق، تعمل الولايات المتحدة على دمج الميليشيات الشيعية في قوات الأمن الرسمية للحد من استقلاليتها وكبح نفوذ إيران، أما في سوريا، فإسرائيل هي التي تعمل بمبادرة منها لتقويض الحكومة المركزية. قد تتمتع إسرائيل بحرية عمل أكبر في بلد منقسم بلا حكومة قوية، لكنها في الوقت نفسه ستُجبر على مواجهة تهديدات متعددة، مما يتطلب منها استثمار المزيد من الموارد والاهتمام، لدرجة تُخاطر بالتورط في ساحة (أخرى). يمكن التفكير في مسار بديل، مسار يخدم مصالح إسرائيل على المدى البعيد بشكل أفضل: فبدلاً من التركيز على تعميق عدم الاستقرار في سوريا، يمكن لإسرائيل الاستفادة من نجاحاتها العسكرية الأخيرة ضد إيران وحزب الله وحماس، وتبني استراتيجية بناءة أكثر. بعد أن أظهرت قوتها العسكرية، تُتاح لإسرائيل فرصة لتغيير نهجها والانخراط في حوار مختلف مع الحكومة السورية الجديدة.

مع أن مستقبل سوريا لا يزال غامضًا، ينبغي على إسرائيل اتخاذ خطوات استباقية للحد من خطر التصعيد والسعي إلى إبرام سلسلة من التفاهمات والاتفاقيات مع الحكومة السورية، بدءًا من ترتيبات أمن الحدود وصولًا إلى إمكانية توسيع مجالات التعاون. أما بالنسبة لتركيا، فمن المثير للاهتمام النظر في كيفية تحول دمشق (التي لطالما اعتُبرت محورًا مركزيًا في الصراع) إلى ساحة محتملة للتعاون الإسرائيلي التركي. ونظرًا لأن كلا البلدين يواجهان مخاوف أمنية مشتركة بشأن نفوذ إيران، فإذا تمكن البلدان من التغلب على صراعهما الحالي ووضع إطار من التفاهمات المشتركة، فقد يتطور التعاون إلى ما هو أبعد من مجرد آلية أساسية لحل النزاعات. على سبيل المثال، قد يشمل ذلك قيودًا على نشر أنظمة الدفاع الجوي التركية في سوريا، مما قد يُشكل تهديدًا لإسرائيل. ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح الباب أمام الحوار والجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في سوريا ومحاربة العناصر المتطرفة، وهو ما يصب في مصلحة كل من إسرائيل وتركيا.

إن إطارًا مستقرًا من التفاهم، تدعمه الولايات المتحدة ويُنسّق مع تركيا، يمكن أن يجمع بين الردع العسكري والتدابير الدبلوماسية والإنسانية. ومن شأن هذا النهج أن يسمح بانسحاب إسرائيلي حذر وآمن، رهنًا بظهور قوة مسؤولة وقادرة على الجانب السوري، مع تحسين التنسيق مع إسرائيل. ومن شأن الخطوات الإيجابية التي يتخذها النظام الجديد أن تُكسب بدورها اعترافًا وإيماءات متبادلة حذرة من إسرائيل.

تتشاطر إسرائيل مع الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مصالح مشتركة في تحقيق الاستقرار في سوريا، والحد من خطر تفاقم التطرف الإسلامي، ومكافحة التغلغل الإيراني، والحد من النفوذ التركي. ومن بين مجالات التعاون الواعدة إعادة إعمار سوريا. وبالتنسيق مع دول الخليج، يمكن لإسرائيل المضي قدمًا في مشاريع البنية التحتية المشتركة، مثل مبادرات المياه والزراعة، سواء من خلال تمويل المساعدات أو من خلال التكنولوجيا والخبرة الإسرائيلية. لن يدعم هذا التعاون تعافي سوريا فحسب، بل سيعزز أيضًا دور إسرائيل كفاعل إقليمي بنّاء. وستكون قدرة إسرائيل على إدارة هذا التوازن الدقيق (إلى جانب دعم الجهات الفاعلة الإقليمية) أساسيةً في تشكيل مستقبل سوريا بما يعود بالنفع على الشرق الأوسط الأوسع.

على المدى البعيد، قد تُخدم المصالح الأمنية لإسرائيل على أفضل وجه من خلال بناء ترابط بنّاء، أي موازنة السياسة الأمنية مع الفرص الاقتصادية، وإشراك الشركاء الإقليميين في تحقيق الاستقرار في سوريا. إن سوريا موحدة، قائمة على نموذج فعال لتقاسم السلطة (أقل اعتمادًا على إيران ومتحالفة مع الدول العربية المعتدلة)، من شأنها أن تعزز الاستقرار الإقليمي وتحد من التهديد على الحدود الشمالية لإسرائيل. تجدر الإشارة هنا إلى أنه خلال أول زيارة لمشرعين أمريكيين إلى سوريا منذ سقوط الأسد، أبلغ الرئيس الشرع عضو الكونغرس كوري ميلز أن سوريا ستكون مستعدة للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم “في ظل الظروف المناسبة”.

ينبغي أن يتوخى الحذر في تعامل إسرائيل والمجتمع الدولي مع النظام السوري، مع ضمان أن يكون أي اعتراف أو مساعدة تدريجيًا ومشروطًا بالتزامات واضحة. وإلى جانب معالجة قضايا أمن الحدود، ينبغي أن يسعى هذا النهج إلى منع عودة إيران وحزب الله إلى الوجود، وإخراج المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، وتفكيك القدرات الكيميائية، وتعزيز الإصلاحات السياسية الحقيقية، بما في ذلك التمثيل السياسي الواسع واحترام حقوق الأقليات.

بمجرد بناء ثقة كافية، يمكن لإسرائيل الاستفادة من ذلك لدفع عملية التطبيع مع سوريا، بدءًا باتفاقيات أمنية وتعاونية. من شأن التطبيع أن يُسهم في الحد من خطر عودة ظهور الإسلاميين، وإضعاف قبضة إيران على المنطقة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

——————————————-

هآرتس ذي ماركر 15/5/2025  

السعوديون ينتقلون الى أسلحة الجيل الثاني، اسرائيل ستضطر الى الصمود في سباق التسلح

بقلم: حجاي عميت

صفقة المشتريات الامنية التي وقعت بين السعودية وامريكا بمبلغ 142 مليار دولار، هي اموال كبيرة حتى بالنسبة للسعودية. من اجل فهم ذلك يكفي القول بأن ميزانية الدفاع للسعودية تبلغ 78 مليار دولار، نصف المبلغ الذي وقعت عليه الان مع الولايات المتحدة. المعنى هو ان الصفقة الضخمة تشكل صعود درجة في الاستراتيجية السعودية. “السعوديون يقومون بقفزة في هذه الصفقة”، قال ذلك مصدر يعمل في التجارة الدولية للسلاح. “هم ينتقلون الى “الجيل الثاني” في كل المجالات، سواء في مجال طائرات الركاب أو تكنولوجيا الفضاء التي يريدون التعمق فيها”.

انواع المنظومات التي ستشتريها السعودية ما زالت لم تنشر، وكما يبدو ايضا لم يتفق عليها بغالبيتها. الآن الحديث يدور عن اتفاق حدد الاطار المالي للصفقة بين الحكومتين، على اساس تقدير واسع للمعدات المطلوبة للسعودية، التي الولايات المتحدة مستعدة لتزويدها.

قطار من المدراء العامين لشركات السلاح الضخمة الامريكية مثل ار.تي. اكس ونورتروب غورمان وبوينغ، يتوقع ان يصل الى السعودية في الفترة القريبة القادمة من اجل انهاء التفاصيل.

حتى الان غير معروف اذا كان السعوديون سيحصلون على مصادقة لشراء طائرات اف 35 بتكلفة 110 مليون دولار للطائرة، لكن حتى بدونها فان السعوديين لن يجدوا صعوبة في العثور على سلاح وذخيرة امريكية كي ينفقوا عليها الاموال.

ثمن طائرات اف 15 المتقدمة، التي تمتلكها الان السعودية، يبلغ 100 مليون دولار لكل واحدة. شراء طائرات اف 15 متقدمة او تطوير طائرات اف 15 التي بحوزة السعودية سيكلف مليارات الدولارات. 

من اجل الدفاع عن خط الشاطيء للدولة الذي طوله 2500 كم فان السعوديين بحاجة الى غواصات كثيرة لصواريخ ومنظومات كثيرة من الرادار. بخصوص قاذفات من نوع اس.ام3 للحماية من الصواريخ فان التقدير هو ان تكلفة اطلاق واحد تبلغ 10 – 30 مليون دولار.

من اجل مواجهة صواريخ بالستية من ايران فان السعوديين بحاجة الى منظومات دفاع من نوع ثائد، تكلفة بطارية الدفاع هذه تبلغ مليار دولار. تكلفة كل صاروخ اعتراض تطلقه هي 8 ملايين دولار.

يمكنهم المنافسة في النوع وليس في الكم

في وزارة الدفاع وفي الصناعات الامنية يتابعون هذه الصفقات باهتمام وقلق. في هذه الاثناء الصفقة الضخمة السعودية يتوقع ان تزيد سباق التسلح الاسرائيلي الذي في الاصل توجد فيه اسرائيل.

السعودية في الحقيقة دولة صديقة، لكن اسرائيل تقارن قدرتها العسكرية مع قدرة السعودية، مثلما اعتبر ذلك مصدر رفيع في هذا المجال: “في الشرق الاوسط كل شيء يمكن ان ينقلب. هذا يمكن ان يكون ذات يوم جيش سنتواجه معه. وهذه الصفقة الضخمة تذكرنا كم نحن صغار. ليست لنا القدرة على منافسة السعودية في كمية السلاح، فقط يمكن المنافسة في النوعية”.

في الولايات المتحدة يقولون بانهم يشعرون انهم ملزمون بالسماح لاسرائيل بافضلية نوعية على القدرات العسكرية للدول الاسلامية. ولكن كلما طورت دول مثل السعودية قدراتها فان الانفاق الذي اسرائيل بحاجة الى تخصيصه من اجل الحفاظ على هذا التفوق يزداد.

زيادة سباق التسلح هو بشرى جيدة للشركات الاسرائيلية. مع ذلك، الى جانب الطلب المتزايد للسلاح الاسرائيلي النابع من ذلك فانهم في الصناعات الاسرائيلية لا يحبون الحصرية التي ستجلبها الصفقة مع السعودية والصفقات الاخرى المتوقعة لشركات السلاح الامريكية في وقت لاحق على زيارة ترامب في اتحاد الامارات وقطر.

السنوات التي انقضت منذ التوقيع على اتفاقات ابراهيم شكلت دول الخليج هدف مهم لصفقات السلاح بالنسبة لشركات اسرائيلية. تطبيع مستقبلي مع السعودية كان يمكن ان يكون امكانية كامنة ضخمة لاسرائيل. ولكن الزيارة الحالية للرئيس ترامب تستهدف ضمان ان هذا السلاح سيكون بايدي امريكية. 

بصورة رمزية تقريبا، في موازاة الزيارة، اعلن السعوديون في هذا الاسبوع بتفاخر عن منظومة ثائد الاولى التي انتجت في بلادهم نتيجة التعاون بين امريكا والسعودية –  خطوة تذكر بالتعاون بين شركات اسرائيلية وشركات امريكية.

“مشكوك فيه ان يسمح الامريكيون لهم بشراء منظومات اسرائيلية”، قال مصدر يتعامل مع شراء السلاح من شركات امريكية. 

ربما في النهاية سيبقى شيء ما لاسرائيل

من بين المنصات الامريكية المباعة في ارجاء العالم يمكن ايجاد انظمة مختلفة تم تصنيعها في اسرائيل، سواء كان الامر يتعلق بانظمة الطيران التابعة للصناعات الجوية الاسرائيلية، او خوذة الطيار التي تصنعها شركة “البيت”. 

هكذا، الطلبات التي ستصل الى “لوكهيد مارتن” و”بوينغ” وشركات اخرى يمكن ان تؤدي الى زيادة انتاج هذه المنظومات ايضا في اسرائيل. ولكن هذه الزيادة ليست دراماتيكية. الامكانية الكامنة الكبيرة للصناعات الاسرائيلية كان يمكن ان تكون كامنة في التطبيع مع السعودية. 

“التطبيع مع السعودية كان يمكن ان يفتح سوق كبيرة لشركة “البيت” للمنظومات أو الصناعات الجوية. في هذه الاثناء الحديث يدور عن صفقة مع الولايات المتحدة، نحن ليس لنا علاقة بها. الاجزاء التي تمتلكها اسرائيل في المنتجات الامريكية ليست هي التي ستؤثر علينا بشكل كبير”، قال عمري عفروني، المحلل في شركة اوبنهايمر للاستثمارات، الذي يغطي الصناعات. 

مصدر رفيع في الصناعات الامنية الاسرائيلية اكد على ان الامكانية الكامنة الحقيقية كان يمكن ان تكون في التطبيع مع السعودية. “مبيعاتنا لدول الخليج هامشية في هذه الاثناء. كانت هناك اوقات فيها كانت هذه اعلى. يجب الانتظار لرؤية كم سيقدس ترامب الصناعة الامريكية في الاتفاقات.

“اذا لم يضع السعوديون كل البيض في سلة ترامب وصناعة السلاح الامريكية، ربما سيبقى لاسرائيل شيء ما. السعوديون والاماراتيون سبق واشتروا السلاح من كل العالم، هكذا يمكن ان تكون امكانية كامنة لنا ايضا”.

مع ذلك، حتى الان تصميم حكومة اسرائيل على مواصلة الحرب في غزة يغلق امكانية هذا التطبيع. في ظل غياب ذلك الشركات الاسرائيلية يمكنها فقط النظر الى احتفال صناعة السلاح الامريكية والتفكير ماذا كان سيحدث لو أن هذه الشركات لم تبق في الخارج.

——————————————-

هآرتس 15/5/2025   

عربات الابادة الجماعية تسخن المحركات

بقلم: جدعون ليفي

تقريبا 70 شخص من فجر أمس وحتى الظهيرة، تقريبا ضعف عدد الذين قتلوا في المذبحة في نير عوز، 22 طفل و15 امرأة. 23 شخص في مساء اول امس في المستشفى. “عربات جدعون” لم تنطلق بعد في الطريق، وعربات الابادة الجماعية بدأت تسخن المحركات. ماذا نسمي هذه المذبحة عديمة التمييز، حتى قبل البدء في العملية الكبيرة؟ 23 قتيل في قصف المستشفى، من اخطر جرائم الحرب، فقط في محاولة لتصفية محمد السنوار بتسع قنابل اختراقية، وكل ذلك من اجل توفير العنوان الرئيسي لـ “يديعوت احرونوت”، “في اعقاب شقيقه”، الذي احبه القراء. الاسرائيليون احبوا ذلك. لا أحد خرج ضد ذلك امس.

في الرياض صنعوا السلام وفي غزة ذبحوا. يصعب التفكير في تناقض صارخ اكثر من ذلك، بين مشاهد الرياض ومشاهد جباليا امس. جثث الاطفال يحملها الاباء بين ايديهم. الجرافة التي تحاول شق الطريق لسيارة الاسعاف يتم قصفها من الجو. الاشخاص الذين ينبشون في انقاض المستشفى بحثا عن اعزائهم. كل ذلك امام رفع العقوبات عن سوريا والامل بمستقبل جديد.

لا شيء، حتى ليس تصفية لسنوار آخر يمكن ان تبرر قصف عديم التمييز لمستشفى. هذه الحقيقة تم نسيانها هنا كليا. كل شيء طبيعي، وتم تبريره وشرعنته، حتى المس بوحدة العلاج المكثف في المستشفى الاوروبي في خانيونس هو احد الوصايا. لا يوجد خيار الا العودة والصراخ: يجب عدم المس بالمستشفيات، أو المدارس التي تحولت الى ملاجيء. حتى لو اختبأت تحتها القيادة الجوية الاستراتيجية لحماس، وحتى لو كان السنوار هناك الذي تصفيته هي عديمة الجدوى.

هل يوجد شيء اخر نفعله في غزة، الذي سيعتبر في اسرائيل امر مرفوض اخلاقيا وقانونيا؟ 100 طفل قتيل؟ 1000 امرأة مقابل السنوار الاخ؟ هذا الشخص، قالوا، يجب تصفيته لانه هو “العائق امام صفقة التبادل”. ايضا الخجل ضاع. العائق الوحيد امام صفقة التبادل يجلس في القدس واسمه بنيامين نتنياهو، ومعه الشركاء الفاشيين، ولا احد يخطر بباله بانه مشروع المس بهم من اجل ازالة هذا العائق.

ما حدث اول امس في غزة هو المقدمة لما سيحدث في الاشهر القادمة اذا لم يقم أي احد بوقف اسرائيل. كلما تقدمت الحملة الضخمة التي يشنها دونالد ترامب في الخليج فان المسدس الذي سيوقف اسرائيل لم يتم ايجاده بعد. عندما كان شيء يشبه الامل، وعندما كانت الاهداف واضحة كما يبدو، وعندما كانت الحاجة الانسانية الى العقاب والثار لـ 7 اكتوبر ما زالت مفهومة، وعندما ظهر الامر وكأن اسرائيل تعرف ماذا تريد، كان يمكن بطريقة معينة قبول القتل الجماعي والتدمير. ولكن ليس بعد الآن. الآن بعد ان تبين ان اسرائيل ليس لها هدف او خطة فانه لم تعد هناك أي طريقة لتبرير ما حدث في غزة في الليلة قبل السابقة. 

أي زعيم اسرائيلي لم ينبس ببنت شفة، ولا أي واحد. امل اليسار، يئير غولان، يدعو في افضل الحالات الى انهاء الحرب، ومثله عشرات الاف المتظاهرين المصممين. هم يريدون انهاء الحرب لاعادة المخطوفين، هم ايضا يخشون على حياة الجنود من ان يقتلوا عبثا.

لكن ماذا بشان غزة؟ ماذا بشان ضحاياها؟ كيف وصلنا الى وضع فيه أي سياسي صهيوني لا يهب للدفاع عنها؟ لا احد في سدوم، ولا أي صدّيق. 

المشاهد من هناك مرة اخرى احرقت الروح. مرة اخرى عربات الجثث. مرة اخرى اكياس الاطفال البيضاء مرمية على الارض في صف طويل. ها هي الجثث ملقاة، ومرة اخرى البكاء يمزق الاباء على البنات والاولاد.

امس قتل في غزة 100 شخص تقريبا جميعهم ابرياء، باستثناء كونهم فلسطينيين من سكان غزة. لقد قتلوا على يد الجنود الاسرائيليين. هذه مقبلاتهم للعملية التي يطمح اليها جيشهم. ونحن نصمت.

——————————————-

هآرتس 15/5/2025  

ترامب اثبت في لقائه مع الشرع: إسرائيل فقدت تفوقها في واشنطن

بقلم:  حاييم لفنسون

في الاشهر التي اعقبت سقوط نظام الاسد عمل احمد الشرع (الجولاني) على التقارب من اسرائيل. فقد ارسل رسائل ومعلومات عبر وسيط في محاولة للتلميح لاسرائيل بأن توجهه هو نحو السلام البارد وتطبيق متشدد لاتفاق فصل القوات من العام 1974. حتى الان يصعب تقدير نوايا الشرع. هل هو “بن غوريون السوري”، الذي سيقوم بتفكيك التنظيمات الارهابية في سوريا واقامة دولة مستقلة، مستقرة وليبرالية، أو هو الجهادي الذي فاز بجائزة في اليانصيب. حتى الآن يظهر الامر وكأنه يحاول على الاقل. نظام الاسد يعاني من مشكلات اقتصادية وتنظيمية حادة تصعب عليه تثبيت حكمه في كل ارجاء سوريا، والغرب توجد له مصلحة في مساعدته في ذلك على امل أنه ذات يوم سيقوم بتاسيس دولة معقولة، الامر الذي يمكن ان يضع حد للحرب والسماح للاجئين في اوروبا بالعودة اليها. 

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزير رون ديرمر رفضا أي مبادرة من قبل الرئيس السوري. وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي يتجول كسائح في عواصم العالم، يقوم بزيارة اليابان في الوقت الذي فيه كل الشرق الاوسط يتجمع في المنطقة. لا توجد أي سياسة خارجية أو استراتيجية خارجية، بل توجد محافظة نتنياهو وقول “لا” كرؤية. العنصر الصقوري في الحدث هو رومان غوفمان، السكرتير العسكري لرئيس الحكومة وأبو استراتيجية “نتنياهو هو درع الدروز”. حسب رأيه اسرائيل ستثير المشاكل في سوريا وستجذب الدروز الى صفها وستحافظ على العلاقات التجارية معهم. ومن يعرف، ربما يحلون ذات يوم مكان العمال الفلسطينيين من المناطق الفلسطينية. هذه ليست نكتة، بل هذه هي الخطة. 

اضافة الى ذلك نتنياهو حتى حاول الادارة في واشنطن باتخاذ خط متصلب تجاه الشرع. في حينه حاول. الشرع سافر الى السعودية وحصل هناك على بطاقة دخول الى واشنطن. اللوبي اليهودي – الاسرائيلي، الذي كان يشكل رعب للبيت الابيض في الخمسين سنة الاخيرة، ببساطة لم يعد ذا صلة. ترامب قام برمي امتداده الاسرائيلي، مايك وولتس، وهو الآن يفعل ما يخطر بباله. 

استعراض القوة السعودي هو اشارة على تغيير ميزان القوة في الشرق الاوسط. اسرائيل ليست الامبراطورية الاقليمية الوحيدة. لم تعد فيلا في الغابة. ومحمد بن سلمان حصل على هدية كبيرة من ترامب عندما قام الاخير برفع العقوبات عن سوريا ببث حي امام كل العالم، كمعروف شخصي لولي العهد. لا يوجد شيء اقوى مما حصل عليه. هذه الرسالة تجد صداها في كل عواصم المنطقة: ترامب يستمع الى ابن سلمان، وهو الطريق الى واشنطن. اسرائيل لم تعد ذات اهمية.

نتنياهو اكثر من الادعاء في خطاباته خلال السنين بأنه يقود اسرائيل الى “العظمة”، لكن الواقع مختلف. دول الخليج الثلاثة التي يقوم بزيارتها الان، “الديكتاتوريات المدارة”، تعمل لنتنياهو مدرسة للقوة. نموذجها هو تحد لكل الديمقراطيات، لكن بشكل خاص للجارة اسرائيل. الديكتاتورية لم تعد شيفرة لدولة لا تقوم بعملها بشكل جيد، والتي تنهار بسبب الفساد وقمع المدنيين. هي يمكن ايضا ان تكون وطن للابداع، التكنولوجيا، الثقافة، الرياضة والعلوم، التي تعطي من يعيشون فيها الامن الشخصي والحرية التجارية للنجاح والازدهار. عندما بدات السعودية وقطر واتحاد الامارات في فعل شيء ما مجدي باموال النفط والغاز لديها لم يكن لدى اسرائيل أي رد.

الصورة الاكثر بروزا في زيارة ترامب في السعودية هي المحادثة بين سام التمان، مدير عام “اوبن آي”، ربما رجل الاعمال الاكثر اهمية في العالم، وبين ترامب وابن سلمان. التمان هو شخص مثلي علني ومتزوج من رجل، ولو انه كان يعيش في السعودية لكان تم جلده علنا. ولكن الاعمال هي الاعمال، والسعودية تستثمر الآن مئات مليارات الدولارات بهدف المشاركة في عالم التكنولوجيا المتطور. في المقابل، اسرائيل التي كانت ذات يوم دولة عظمى في التكنولوجيا والابداع، بقيت في الخلف. ثورة الذكاء الصناعي تقفز عنها، وكثير من رجال التكنولوجيا يحذرون منذ سنوات بأننا لم نعد في الدائرة. نتنياهو لا يهمه ذلك، وحتى لو أنه كان يهتم لما كان لديه الاشخاص المهنيين والادارة للقيام بفعل ذلك. 

هذا ليس امر يتعلق بالاموال، بل يتعلق ايضا بالاجواء. في دول الخليج سعداء من المبادرين ويفعلون كل ما في استطاعتهم للتسهيل عليهم. يوجد لديهم برامج استراتيجية بعيدة المدى وهم ينشرون في كل سنة كيف انهم يتقدمون في تطبيقها. في اسرائيل البرنامج الاستراتيجي للمدى البعيد هو “نتنياهو 2030، الذي يفسر كيف سيبقى في الحكم رغم الحرب. في دول الخليج يشغلون اشخاص مهنيين ولا يخجلون من جلب اشخاص اجانب من الخارج عندما يكونون بحاجة الى المساعدة. في اسرائيل لا يوجد وزير واحد يفهم بالعمل الذي يجب عليه القيام به. في دول الخليج يستثمرون في بنى تحتية ستمكن من نمو شركات خاصة – مثل مطارات تحرك اقتصاد العالم. في اسرائيل يتشاجرون منذ 15 سنة حول مكان بناء مطار صغير آخر.

في اسرائيل حكومة نتنياهو تعادي القطاع التجاري وتعتبره يساري خائن. هم يفضلون ضيقي الجبهة في القناة 14 على رجال الهايتيك والابداع. وحتى الآن نتنياهو لم يكلف نفسه عناء قول كلمة عن صفقة “ويز”، التي هي واحدة من الصفقات العشرة الكبيرة في تاريخ الهايتيك العالمي. وكي نكون منصفين هو لم يكلف نفسه حتى عناء التفكير في كيفية الاستعانة بمعرفته بمؤسسي الشركة من اجل تسويق المزيد من هذه الشركات. في قطر كان رجال الاعمال مرتبطين بالعائلة المالكة، في اسرائيل هم يستحقون الاحتقار، لينتقلوا الى برلين. 

ترامب وقع في السعودية على صفقات سلاح ضخمة، واذا كانت الولايات المتحدة قالت في السابق بانه دائما سيتم الاحتفاظ لاسرائيل بالاولوية الاستراتيجية، فان الامر لم يعد كذلك. السعودية ستحصل على كل منظومات السلاح المتقدمة جدا التي يمكن للولايات المتحدة ان تعرضها. صفقات مشابهة ستوقع ايضا في قطر رغم أنها دولة صغيرة وجنودها عددهم محدود. ايضا في الموضوع الايراني اسرائيل الآن توجد في الزاوية. موقف القدس ما زال يسمع في واشنطن، لكنه ليس الموقف الذي يقرر. المصلحة القطرية – السعودية – الاماراتية هي التوصل الى اتفاق مع ايران وتجنب أي حرب ستعرض للخطر البنى التحتية فيها للتنقيب عن النفط في الخليج الفارسي. الآن هذا اكثر اهمية من موقف اسرائيل.

——————————————-

هآرتس 15/5/2025   

المحور الذي يبنيه ترامب، إسرائيل والقضية الفلسطينية حاضران غائبان

بقلم: تسفي برئيل

الـ 33 دقيقة التي قضاها أمس الرئيس الامريكي مع الرئيس السوري احمد الشرع، بوجود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بواسطة الفيديو، رسمت مسار المحور الجديد الآخذ في التبلور برعاية الرئيس الامريكي. في هذا المحور السعودية هي الدولة القائدة وتركيا هي الشريكة الاستراتيجية وعلى طاولة ايران يوجد اقتراح للانضمام الى النادي، في حين ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بشكل عام هما في هذه الاثناء احصائيات حاضرة – غائبة. 

مقابل زيارته السابقة في المنطقة التي شملت اسرائيل، في هذه المرة جاء ترامب مع خريطة طريق واقعية وذكية اكثر. دعوته للرئيس السوري الانضمام لاتفاقات ابراهيم وتطلعه لتطبيع بين السعودية واسرائيل، لم  تعد مرفقة بآلية ضغط وتهديد او هدايا واغراءات التي عرضها قبل ست سنوات لتجسيد حلم الشرق الاوسط الجديد الخاص به. ترامب سمح لابن سلمان بأن يقرر متى سيكون الوقت المناسب له للتوقيع على اتفاق التطبيع، ورفع العقوبات عن سوريا لم يشترطه بانضمامها للاتفاقات. لا يوجد تعبير واضح اكثر على فهمه بان العائق الرئيسي لتوسيع دائرة “دول الاتفاق” يوجد في القدس وفي يد نتنياهو – الذي مثل محمود عباس لم يتم ذكره ولا مرة في كل خطاباته الطويلة المليئة بالاشادات الشخصية للرئيس الامريكي هو نفسه.

ليس عبثا تحول القصة السورية الى البؤرة الرئيسية في زيارة ترامب. هي تشمل اعطاء اعتماد سياسي واقتصادي للرئيس السوري وفتح فرصة تاريخية لدولة كانت منبوذة في نظر الولايات المتحدة لعشرات السنين. الشرع، الذي هو من مواليد السعودية، كان ارهابي حارب ضد القوات الامريكية في العراق واعتقل وسجن لخمس سنوات في السجن سيء الصيت أبو غريب. وقد انضم للقاعدة وانشأ الفرع السوري لها باسم جبهة النصرة، لكنه رفض الانضمام لتنظيم الدولة الاسلامية داعش وحتى أنه حارب ضده. في 2016 قطع علاقته مع القاعدة واقام هيئة تحرير الشام، التنظيم الذي ما زال محسوبا على قائمة التنظيمات الارهابية الدولية الذي معه اسقط نظام الاسد في كانون الاول الماضي.

ان مصافحة ارهابي لا تعتبر “تحديث”، الذي عرضه ترامب في اللقاء مع الشرع امس. الرئيس الامريكي صافح في السابق يد رجال طالبان الذين وقع معهم على اتفاق سمح بانسحاب جزئي للقوات الامريكية من افغانستان. وهو ايضا حقق منذ فترة قصيرة اتفاق لوقف اطلاق النار مع الحوثيين الذين شملهم هو نفسه في قائمة منظمات الارهاب الدولية. وايضا مدح محمد بن سلمان، الشخص الذي قالت المخابرات الامريكية بأنه متورط مباشرة في قتل الصحافي جمال الخاشقجي في 2018. الى سلسلة “لقاءاته مع الارهابيين” يمكن لترامب ان يضيف ايضا الحوار المباشر لادم بهلر، مبعوثه لشؤون المخطوفين، مع خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. 

اسرائيل كوعاء فارغ

عن طريق سوريا عبر ترامب عن ميزان القوة الجديد كما ينوي تشكيله. لقد تجاهل معارضة اسرائيل لرفع العقوبات وتبنى مواقف السعودية وتركيا وقطر التي وضعت نفسها كضامنة لـ “حسن سلوك” الشرع. لأنه مقابل اسرائيل التي تفحص سوريا فقط عبر ثقب قفلها، فان ترامب اقنعته النتائج الاستراتيجية الاقليمية بان هذه الخطوة يمكن ان تكون مجدية له. ان رعاية تركيا والسعودية لسوريا تحت مظلة امريكية تجعل سوريا بشكل كامل تنتمي الى الفضاء المؤيد لامريكا، وتضع سور حصين ضد تطلعات ايران بالعودة الى المنطقة. هي ستمكن ترامب من استكمال انسحاب القوات الامريكية من سوريا وستدفع قدما بدمج قوات الاكراد في اجهزة النظام السوري، خاصة بعد ان اعلن حزب العمال الكردي “بي.كي.كي”، وهو التنظيم الذي حاربته تركيا مدة 45 سنة، عن تفكيك نفسه.

ان رفع العقوبات سيفتح امام سوريا ولبنان مسار توفير الكهرباء من الاردن والغاز من مصر، ومع بداية اعادة الاعمار يمكن لمليوني سوري البدء في العودة الى وطنهم من اوروبا ولبنان وتركيا.

بخصوص انضمام سوريا الى اتفاقات ابراهيم من الافضل عدم التوقف عن حبس الانفاس حاليا او التخطيط لزيارات نهاية اسبوع في دمشق. الشرع في الواقع قال انه سيكون مستعد للانضمام الى الاتفاقات عندما “تنضج الظروف”، لكن هذه الظروف ستشمل انسحاب اسرائيل ليس فقط من المناطق التي سيطرت عليها في الحرب الاخيرة، بل ايضا من كل هضبة الجولان. ترامب بالتاكيد لم ينس انه في 2019 اعترف رسميا بسيادة اسرائيل في هضبة الجولان، وحتى انه حظي بمستوطنة على اسمه. صحيح ان دول كثيرة لها علاقات دبلوماسية كاملة مع الدول التي توجد لها معها نزاعات على الحدود، وأن حلها يجري عبر المفاوضات، لكن هناك شك كبير فيما اذا كانت اسرائيل وسوريا ستتبنى هذا النموذج. في نفس الوقت يوجد لسوريا مكانة ودور  في ترسيم الحدود البرية بين اسرائيل ولبنان، المشمول في اتفاق وقف اطلاق النار. استكمال الترسيم الذي يمكن ان ينهي النزاع على الحدود مع لبنان يقتضي موافقة سوريا على ترسيم الحدود مع لبنان، من اجل ان يكون بالامكان تحديد الدولة التي تعود لها مزارع شبعا، التي هي من نقاط الخلاف الرئيسية بين اسرائيل ولبنان.

لا يقل عن ذلك اهمية الرسالة التي ينقلها رفع العقوبات الى ايران. طهران التي في هذه الاثناء تجري مفاوضات متقدمة مع الولايات المتحدة حول صيغة اتفاق نووي جديد تطالب بالمقابل برفع العقوبات التي فرضت عليها. الطريقة التي يرفع فيها ترامب العقوبات عن سوريا – بيان “تقني” وكأنه يفعل معروف لاصدقائه بدون التشاور مع الكونغرس او الاخذ في الحسبان موقف اسرائيل – يمكن ان تهديء ايران في كل ما يتعلق بالضمانات الامريكية التي تطلبها، وعلى الاقل ان تخدم ستيف ويتكوف الذي يجري المفاوضات من قبل الرئيس لاقناع ايران بكيفية سير الامور في عهد ترامب.

في هذا الشأن من المهم جدا موقف السعودية. السعوديون الذين عارضوا الاتفاق النووي الاصلي في 2015 يؤيدون الان الاتفاق، وحتى انهم ساهموا في الدفع قدما بالمفاوضات. ترامب يعرف موقف السعودية التي تعارض أي عمل عسكري ضد ايران. وهو حتى ردد موقف السعودية عندما امتنع عن التهديد بفتح باب جهنم على ايران اذا لم توقع في القريب على الاتفاق، واكتفى بالتعهد باستخدام “الحد الاقصى من الضغط الاقتصادي” الذي سيمنع ايران كليا من تصدير النفط. الرئيس الذي كرر مرة تلو الاخرى تعهده بعدم السماح لايران بالحصول على السلاح النووي تجنب ايضا في الزيارة الحالية القول بأن ايران لا يمكنها تخصيب اليورانيوم، خلافا لاقوال ويتكوف منذ فترة قصيرة في موقع “برايت بيرت”، التي بحسبها ايران ستضطر الى تفكيك كل مشروعها النووي والتوقف عن التخصيب وازالة اجهزة الطرد المركزي كشرط لرفع العقوبات.

التحول التكتوني الذي يحدثه ترامب في الشرق الاوسط لم تستوعبه اسرائيل بعد. فهي تنشغل بنشاطات تكتيكية أو تتلذذ بالانجازات المحلية مثل اغتيال محمد السنوار غير المؤكد أو قصف الموانيء في اليمن، وتركز اهتمامها على الحفاظ على قوة التحالف. اسرائيل غير مستعدة لاتفاق نووي جديد مع اسرائيل، وليست لديها خطة سياسية لوقف الحرب في غزة أو حل القضية الفلسطينية بشكل عام، في حين ان الغطاء الدولي، بما في ذلك الغطاء الامريكي، يتصدع بشكل متزايد بل ويتساقط جزئيا. اذا كانت اسرائيل قبل سنة ونصف تعتبر جزء لا يتجزأ من نظام دفاع اقليمي وشريكة رائدة في التحالف ضد ايران بسبب قدرتها العسكرية والاستخبارية المدهشة، فانها الان عندما يطلب منها اظهار مهارتها السياسية وتفكيرها الاستراتيجي الاصيل، تجد نفسها وعاء فارغ.

——————————————-

إسرائيل اليوم 15/5/2025   

إسرائيل خرجت من اللعبة الشرق اوسطية

بقلم: يهودا بلنجا

لقاء أمس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري احمد الشرع هو لقاء تاريخي ليس فقط بسبب حقيقة أن هذا كان أول لقاء منذ 25 سنة بين رئيسي الدولتين، بل بسبب حقيقة ان الأمريكيين وافقوا على ان يعترفوا بزعيم منظمة إرهاب (هيئة تحرير الشام). فالاخير كما هو معروف، استولى على الحكم في سوريا في انقلاب عنيف فيما كانت جائزة بمبلغ 10 مليون دولار معلقة فوق رأسه. في المرة الأخيرة التي عقد فيها لقاء رفيع المستوى كهذا بين الأمريكيين والسوريين كانت في جنيف في اذار 2000 في المحاولة الأخيرة للرئيس بيل كلينتون لإنقاذ محادثات السلام بين حكومة اهود باراك وحافظ الأسد. 

عقد اللقاء بوساطة سعودية – تركية. القوتين الأقوى الان في الشرق الأوسط، واللتين تحركان الحجارة على لوحة الشطرنج الإقليمية. إسرائيل بقيت جانبا، مثل طفل تلقى بلاغا اخرجه من مجموعة الواتس اب للصف. كلهم تلقوا الدعوة للحفلة في الرياض فيما بقينا نحن في الخارج، نحاول جمع المعلومات عن الحراكات التكتونية في الساحة الشرق أوسطية دون أي قدرة على التأخير. 

غزة، لبنان، سوريا، ايران واليمن – في كل هذه الساحات ردت إسرائيل، دون أن تبادر في خطوات سياسية. في الجانب العسكري، استراتيجية القتال حققت نتائج بالفعل. فحماس وحزب الله تلقيا ضربة شديدة وهناك من سيقول ان قوتهما العسكرية والسياسية ضعفت جدا عما كانت عليه قبل الحرب. بالفعل، أدت النجاحات في لبنان وفي غزة الى سقوط طوق النار الإيراني حول إسرائيل وانهيار نظام الأسد. لكن بينما أدى النجاح العسكري الى إنجازات في هذه الساحة بدا وكأن إسرائيل سعت لان تعمل بقوة القصور الذاتي ولم تبني أي خطة استراتيجية تعطيها الثمار السياسية. 

بأي قدر نحن في الحدث؟ العرابان الهامان للقاء ترامب – الشرع هما كما اسلفنا السعودية وتركيا. تجاه الأولى تحاول إسرائيل المغازلة منذ سنوات طويلة، حتى الان بلا نجاح، وتجاه الثانية توجد العلاقات على شفا انفجار في ظل مظاهر عداء دائم من جانبها. اذا كانت تركيا تعتبر كدية فقد كان ممكنا العمل مع السعوديين وبلورة جدول اعمال واضح لغزة ولسوريا. خطة اطار لـ “اليوم التالي” ما كانت فقط لتقرب الرياض من القدس، بل كانت ستقلل الضغط من جان الولايات المتحدة، أوروبا والعالم العربي على إسرائيل. إضافة الى ذلك كان ممكنا ان تربط بالعربة أيضا مصر والأردن، القلقتان بنفسيهما من النجاح الإسلامي في سوريا، والمخاوف على امنهما بسبب أزمة اللاجئين في القطاع. 

كان محظورا ترك الساحة السورية لمعالجة اردوغان الذي سيحاول الان، باسناد امريكي، أن يفرض نظاما جديدا في الأراضي الإقليمية المدمرة لجارتنا في الشمال. فضلا عن ذلك، فانه اذا كانت التقارير التي تصدر عن الجانب العربي صحيحة حقا، فان مجرد حقيقة أن ترامب رفع العقوبات عن سوريا رغم مطالب نتنياهو، تشير الى رؤية أمريكية مختلفة تماما بالشرق الأوسط عن رؤية إسرائيل: مصالح مختلفة، استراتيجية أخرى، جدول اعمال جديد.

حتى لو بدا ظاهريا بان الفرصة قد افلتت منذ الان من ايدي إسرائيل فان لها احتمال أن تصلح الوضع. مع بلورة منحى سياسي لغزة ومع اعلان نوايا واضح بالنسبة لموقفنا في سوريا يمكنها أن تنخرط من جديد في الخريطة الإقليمية التي يحاول ترامب تصميها الان في الشرق الأوسط.

——————————————-

يديعوت احرونوت 15/5/2025  

هكذا تحولت إسرائيل المعقل المستقر والقوي لامريكا في المنطقة الى عبء

بقلم:  آفي شيلون

أحد الأمور الهامة التي كشفتها الحرب يرتبط بتعلق إسرائيل بالولايات المتحدة. من السهل أن ننسى، في ضوء النقد على سياسة التقييد التي اتبعتها إدارة بايدن، لكن في اليوم التالي لـ 7 أكتوبر، كان التهديد الذي اطلقه بايدن نحو حزب الله وايران، Don’t، الى جانب اطلاق حاملات طائرات الى المنطقة هو الذي منح إسرائيل السند الأساس لمواصلة الحرب التي كان من شأنها أن تتطور بشكل مختلف لولا الظهر الأمريكي الفوري.

في اثناء الحرب أيضا كان واضحا أنه بلا توريد دائم للسلاح، حتى لو شهد أحيانا قيودا معينة – والدعم السياسي الأمريكي لكان من الصعب علينا أن نواظب في المعارك. بينما في اثناء تبادل الضربات مع ايران، باتت الولايات المتحدة تقاتل فعليا الى جانبنا في الدفاع ضد الصواريخ. إسرائيل، وهذا واضح لكل مشاهد في الشرق الأوسط، ليس قادرة بلا أمريكا. 

التعلق بالولايات المتحدة هو، أولا وقبل كل شيء، ما فرضته الملابسات. مهما كانت إسرائيل قوية فانها محوطة بتهديدات عديدة جدا، كما انها محوطة بعداء سياسي في العالم. عمليا، الحلف مع قوة عظمى كان جزءا من الاستراتيجية السياسية – الامنية لإسرائيل منذ تأسيسها. منذ عهد بن غوريون، ربطت إسرائيل نفسها بحلف مع قوة عظمى كي تتصدى لجملة التهديدات عليها: في الخمسينيات والستينيات المبكرة كانت هذه فرنسا، ومنذ الستينيات وإسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة.

يمنحنا الحلف فضائل هائلة – تكنولوجية، عسكرية، اقتصادية وسياسية. لكنه يلزم إسرائيل بمراعاة المصالح العالمية لامريكا. زعيم إسرائيلي حكيم يفترض أن يعرف كيف يناور بين الأمور بل أيضا ان يربط المصالح. 

حقيقة أنه يبدو الان الولايات المتحدة تعمل على نحو منقطع عن مصالح إسرائيل او حتى بخلافها، تنبع في واقع الامر من أنه فضلا عن التطلع الى “النصر المطلق” على حماس، ليس لإسرائيل استراتيجية منذ بداية الحرب. وهكذا تحولت إسرائيل، التي لها أهمية بالنسبة لامريكا لانها المعقل المستقر والقوي في المنطقة الى عبء اكثر مما هي ذخر لامريكا. 

لقد حاولت إدارة بايدن من اللحظة الأولى ان تستغل الحرب كي تنهيها بانتصار استراتيجي، لكن إسرائيل واصلت التركيز على تحقيق “نصر مطلق” في غزة. عندما دخل ترامب الى البيت الأبيض كان واضحا انه الى جانب تصريحات دعم حماسية، عين غير قليل من الانعزاليين في مناصب أساسية في الإدارة، ناهيك عن انه سبق أن اثبت بانه يكثر من التهديد لكنه يعارض الحروب مبدئيا، فما بالك تلك الممتدة، إذ من ناحيته هي تبذير لمقدرات يمكن تحقيقها باتفاقات دون اطلاق رصاصة واحدة. كما كان يتعين على إسرائيل أن تفهم أيضا بانه ليس لاي رئيس – منذ جورج بوش، عبر أوباما، ترامب في ولايته الأولى وبايدن – مصلحة في أن يقاتل ايران وكلهم سيفضلون الاتفاق. وعليه فكان يفترض بإسرائيل ان تستغل ولاية ترامب كي تحقق تسويات مع دول عربية، بما فيها سوريا وفي غزة، بشروط لعله كان من الصعب عليها أيضا تحقيقها تحت بايدن.

لكن لا بالضبط مثلما عرفت إسرائيل كيف تطلب من بايدن مزيدا من المساعدات العسكرية فقط هكذا ترامب هو الاخر اكتشف بان إسرائيل غير معنية بان تنخرط في محاولته التجارية التقدم بالشرق الأوسط الى عصر جديد.  وهكذا فان إسرائيل في واقع الامر ترفض ان تساعد نفسها بما فيها ذلك في تحرير المخطوفين.

ان المفارقة البشعة في أن الولايات المتحدة تُسير الان الأمور على نحو منقطع عنا ليس بسبب بايدن ولا حتى بسبب ترامب. بل أساسا لان الحكومة لا تساعد الولايات المتحدة على العمل لاجل استراتيجية تخدمنا.

——————————————-

هآرتس 15/5/2025

ترامب يخطط لـ “شرق أوسط آخر” ونتنياهو يبحر في أوهام سموتريتش

بقلم: أسرة التحرير

يصعب التصديق: ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع، رجل جهادي كبير في القاعدة – ويصفه بأنه “شاب جذاب وصلب”. وكل هذا بعد إعلانه رفع العقوبات عن سوريا. بحث الرجلان مستقبل سوريا والعلاقات معها ومع دول المنطقة. قال ترامب إنه يأمل بانضمام سوريا إلى اتفاقات إبراهيم ووصف اللقاء بـ “رائع”.

رحلة ترامب المكوكية إلى الشرق الأوسط – السعودية وقطر والإمارات – واللقاء مع زعيم سوريا بعد 25 سنة من اللقاء الأخير بين زعيمي الدولتين، هما جزء من خطوة شاملة في الشرق الأوسط. ترامب يدفع قدماً باتفاق مع السعودية، ويسعى لاتفاق نووي جديد مع إيران، وسحب قواته من اليمن. بين هذا وذاك، يحرر مخطوفاً من أسر حماس.

خطوات ترامب ليست حراكاً جغرافياً- سياسياً تاريخياً فحسب؛ بل صفعة رنانة لنتنياهو وللسياسة المحملة بالمصائب التي يتبعها: حرب بلا نهاية، وموت جنود وإسرائيليين ومخطوفين، وقتل فلسطينيين بالجملة، ورفض سياسي شامل. لكن مع أن خطوات ترامب سيئة لنتنياهو لا يعني أنها سيئة لإسرائيل، بل العكس: إذا تحققت فستحسن لها، خصوصاً إذا ما حاد نتنياهو عن الطريق. 

تفهم واشنطن بأن رئيس وزراء إسرائيل لا يسعى للانتصار على حماس أو إنقاذ المخطوفين، بل تخليد الحرب لضمان سلامة ائتلافه المتطرف. إدارة ترامب تؤشر إلى أنها لا تعتزم الانجرار وراء خطة “الحرب حتى نهاية الأجيال” ولا ترى نفسها ملزمة بقرارات حكومة إسرائيل الحالية. 

في هذا الواقع، ينطوي منحى ترامب على صفقة بعيدة الأثر: وقف نار شامل، وتبادل أسرى، وإعمار غزة، وتحالفات إقليمية جديدة – ليس تهديداً، بل أمل. حكومة إسرائيلية مسؤولة كانت ستتبنى هذا المنحى بكلتا يديها، وتبدل رؤية سموتريتش الترحيلية بجهد حقيقي لإنقاذ الحياة ولإعادة المخطوفين ولفتح أفق سياسي جديد. بدلاً من هذا، تقود إسرائيل حكومة يأس تصر على تفويت الزخم التاريخي في المنطقة وجعل إسرائيل معزولة. 

الرئيس الأمريكي يطلق هذه الأيام حبل نجاة. فهو يدعو سوريا للانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، والسعودية هي الأخرى على جدول الأعمال. على ترامب أن يسير خطوة أخرى إلى الأمام ويضم السلطة الفلسطينية أيضاً إلى اتفاقات إبراهيم. إذا كانت إسرائيل محبة للحياة، فعليها الانضمام. ولكي يحصل هذا، على الحكومة الحالية أن ترى حلاً.

—————–انتهت النشرة—————–