24 ساعة من إرهاب المستوطنين: الضفة تحترق والاحتلال يوزع البنادق

إعداد: لوي صوالحة

المسار : في مشهد دموي يعيد الذاكرة إلى أبشع فصول النكبة، شهدت الضفة الغربية خلال الساعات الـ24 الماضية تصعيدًا خطيرًا ومقصودًا من اعتداءات المستوطنين، الذين باتوا يتصرفون كقوات احتلال موازية، بغطاء كامل من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبدعم سياسي مباشر من حكومة اليمين المتطرف.

من نابلس تبدأ القصة: السيطرة بدل الاقتحام

نابلس استيقظت على اقتحام هو الأضخم منذ أشهر، حيث اجتاحت أكثر من 65 حافلة تقل آلاف المستوطنين قبر يوسف، وسط حماية مشددة من مئات الجنود. هذا الاقتحام المنظم، الذي حول المنطقة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، لم يكن مجرد فعل ديني، بل مشهد يجسّد كيف تحوّلت المواقع إلى أدوات تهويد وهيمنة داخل مدن فلسطينية مأهولة.

منطق الاحتلال يتوسّع: التهجير القسري شمال رام الله

وإذا كان المشهد في نابلس يُظهر الهيمنة العسكرية، فإن ما جرى شمال رام الله يكشف الوجه الآخر لهذا الإرهاب: التهجير القسري المنهجي. ففي تجمع مغاير الدير شرق بلدة المغير، اقتحمت قوات الاحتلال والمستوطنون التجمع واعتدوا على السكان ومواشيهم، ما أجبر العائلات على النزوح تحت التهديد. سياسة تبدو كأنها تُنفذ بخطة مكتوبة، تكرر ذات المشاهد التي سبقت النكبة الأولى.

تصعيد بالنار: جريمة حرق جماعي في بروقين – غرب سلفيت

هذا التصعيد لم يتوقف عند التهجير، بل وصل حدّ الحرق المتعمد. بلدة بروقين كانت على موعد مع جريمة بشعة، حين هاجمت مجموعة من المستوطنين البلدة وأضرمت النيران في منازل ومركبات، ما أدى لإصابة 8 فلسطينيين بجروح متفاوتة، بينهم حالات خطيرة. النيران التهمت الممتلكات، والجيش وقف متفرجًا، بل متواطئًا.

بروقين ليست وحدها: خريطة الإرهاب تتسع

لكن بروقين لم تكن سوى حلقة في سلسلة طويلة، تؤكد أن الاستهداف منهجي. خلال الأسابيع الأخيرة، امتدت الاعتداءات إلى عشرات القرى والبلدات: حوارة، اللبن الشرقية، جالود، قصرة، عصيرة القبلية، دير شرف، بورين، عوريف، برقا، ترمسعيا، سنجل، رأس كركر، جيت، رامين، مسافر يطا، وأرياف بيت لحم والأغوار.

كل هذه الاعتداءات ليست عشوائية، بل تُنفذ وفق استراتيجية توسعية مدروسة.

منفذو الهجمات: جيش المستوطنين الرديف

الفاعل في هذه الجرائم لم يعد مجرد “مستوطن منفلت”، بل مجموعات منظمة ومدربة، منها:

فتية التلال: الذراع الأخطر، يتقنون حرق المنازل وقلع الأشجار.

شبيبة التلال: مراهقون يُربَّون على العنف ويُغذَّون بالتحريض.

حراس الجبال: أكثر تنظيمًا، وتتحرك بتكتيك عسكري.

نشطاء البؤر الاستيطانية: ينطلقون من بؤر مثل “نوفي نحمياه” و”ريخيليم” و”حفات يئير” لتنفيذ الاعتداءات على قرى سلفيت وقلقيلية ورام الله.

وتُظهر أنماط الهجمات أن هذه المجموعات لا تتحرك وحدها، بل تحت غطاء رسمي من جيش الاحتلال الذي يوفر الحماية أو يتجاهل وجودهم عمدًا، ما يضعه في خانة الشريك الكامل في الجريمة.

الدعم السياسي واضح: من يشع إلى بن غفير

وراء هذه الهجمات قيادة واضحة، يتصدرها شاي ألون، رئيس مجلس “يشع” – الهيئة السياسية للمستوطنات – ورئيس مجلس بيت إيل، الذي يدفع باتجاه توسيع الاستيطان والتسليح. ألون ليس وحده؛ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزّع آلاف البنادق على المستوطنين، ونظّم لهم تدريبات عسكرية داخل الضفة، بما يؤكد أن ما يحدث يتم بإرادة سياسية كاملة.

فهل اقتربت لحظة الانفجار؟

هذا الغطاء السياسي والعسكري يجعل السؤال القادم أكثر إلحاحًا:

هل نشهد اقتحامًا قريبًا لرام الله والخليل على غرار ما جرى في نابلس؟

هل نحن أمام خطة تطهير عرقي بطيئة تتم على مرأى العالم؟

شبكة المسار الإخباري تحذّر:

ما يجري ليس تصعيدًا مؤقتًا، بل مخطط احتلالي واضح، يتغذى من صمت المجتمع الدولي .

 

 

Share This Article