
المسار الإخباري :في تطور غير مسبوق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لوّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل، في حال لم تُلغَ محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما أثار جدلًا واسعًا حول دلالات هذه التصريحات وتوقيتها الحساس.
ويأتي تهديد ترامب في خضم الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتي خلّفت آلاف الضحايا في صفوف المدنيين، وسط اتهامات متصاعدة لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية. وبحسب مراقبين، فإن تصريح ترامب لا يقتصر على محاولة إنقاذ نتنياهو سياسيًا وشخصيًا، بل يُفهم كجزء من رؤية أوسع لإنهاء الحرب والدفع نحو ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة.
ويرى محللون أن استمرار محاكمة نتنياهو يقيّد قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة، أبرزها وقف العمليات العسكرية أو الدخول في تسوية سياسية شاملة. ومن هذا المنطلق، فإن ترامب يوجّه تهديداته ليس فقط للحكومة، بل لما يُعرف بـ”الدولة العميقة” في إسرائيل، بما فيها المنظومة القضائية والأمنية التي تؤثر على مفاصل القرار السياسي.
كما فُهمت تصريحات ترامب أيضًا كرسالة إلى بعض الدول العربية، بأنه مستعد للتدخل لوقف الحرب، ربما مقابل ضمانات سياسية حصل عليها خلال جولاته الإقليمية الأخيرة
ورغم الانتقادات التي تعتبر أن تدخل ترامب في القضاء الإسرائيلي خطوة فظة وغير ديمقراطية، إلا أن البعض يرى فيها محاولة لفك الجمود السياسي داخل إسرائيل، وتهيئة نتنياهو لتقديم تنازلات حقيقية تعيد رسم خارطة التوازنات في المنطقة.
وفي ظل تعقيدات المشهد الإسرائيلي الداخلي، تبقى احتمالات الاستجابة لهذه التهديدات محدودة، في ظل تباين المصالح بين القضاء، والمؤسسة الأمنية، والرأي العام، ما قد يُبقي الصراع مفتوحًا بلا حلول جذرية تلوح في الأفق.