غزة تئنّ بين فكي النزوح والمجاعة.. والمساعدات تتحوّل إلى “مصائد موت” تفتك بالجائعين

2 Min Read

المسار الإخباري :حذّرت بلدية غزة، اليوم الجمعة، من تفاقم الكارثة الإنسانية في المدينة في ظل تصاعد أزمة النزوح الجماعي والانهيار البيئي والخدماتي، وسط مشاهد مأساوية تتحوّل فيها نقاط توزيع المساعدات إلى “مصائد موت” تودي بحياة المدنيين الذين ينتظرون الغذاء.

وأكدت البلدية أن المدينة تواجه “كارثة حقيقية متفاقمة وخطيرة” بفعل غياب الوقود وانعدام الإمكانات، ما أجبرها على تقليص معظم الخدمات الأساسية، مع إعطاء الأولوية لتشغيل آبار ومحطات المياه في ظل ارتفاع عدد السكان بنسبة قاربت 50% ليصل إلى نحو 1.2 مليون نسمة، نتيجة النزوح من شمال القطاع والأحياء الشرقية.

وأطلقت البلدية نداء استغاثة للمنظمات الدولية من أجل التدخل العاجل، محذرة من تفشي الأمراض بسبب التدهور البيئي والصحي.

في السياق، عبّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن “استياء” أنطونيو غوتيريش من تدهور الأوضاع، مجددًا دعوته لحماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية.

من جانبها، وصفت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الأممية الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” بأنها “فخ قاتل” تم تصميمه بأكثر الأساليب سادية، محذرة من تحوّل الإغاثة إلى أداة ترهيب.

منظمة العفو الدولية هي الأخرى اتهمت تلك المواقع بتحوّلها إلى “نظام مساعدات عسكري قاتل”، استنادًا إلى شهادات مدنيين تعرّضوا لإطلاق نار مباشر أثناء انتظارهم للطعام.

كما كشف تحقيق لوكالة “أسوشيتد برس” عن استخدام حراس ومتعاقدين أميركيين للذخيرة الحية وقنابل الصوت ضد المدنيين في مناطق توزيع المساعدات، ما أثار ردود فعل غاضبة من منظمات إنسانية، طالبت 171 منها بإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية”.

ورغم نفي المؤسسة للاتهامات وإجرائها تحقيقًا داخليًا، فإن شهادات الناجين ومقاطع الفيديو المتداولة توثق استخدام القوة ضد الجائعين.

ووفق تقديرات رسمية، تجاوز عدد ضحايا “مصائد المساعدات” 600 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، في وقتٍ تتسارع فيه تحذيرات المنظمات الدولية من اقتراب المجاعة من اجتياح شامل للقطاع.

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفر عن أكثر من 192 ألف شهيد وجريح، وأدى إلى تهجير مئات الآلاف في ظل مجاعة متفاقمة، وسط تجاهل دولي مستمر لقرارات محكمة العدل الدولية.

 

Share This Article