“الغارديان” البريطانية “فتات الخبز لا يوقف المجاعة”.. إسرائيل تستخدم “مؤسسة غزة الإنسانية” كستار لتبرير سياسة التجويع

صالح شوكة
3 Min Read

المسار  الاخباري : في تحليل بالغ الأهمية، وصف الخبير في شؤون المجاعات والعمل الإنساني، أليكس دي وال، في مقالٍ له بصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة لا يقتصر على تجويع الفلسطينيين، بل يتعدى ذلك إلى “تدمير المجتمع الفلسطيني بالكامل”، مؤكدًا أن “مراكز توزيع الطعام” التي أنشأتها إسرائيل لم تعد مجرد فخاخ موت بل ذريعة لتغطية جريمة جماعية مستمرة.

ويؤكد دي وال، وهو المدير التنفيذي لمؤسسة “وورلد بيس فاونديشن” بجامعة تافتس الأمريكية، أن ما يجري في غزة يستدعي وصفه بـ”المجاعة المصنوعة عمدًا”، مشيرًا إلى أن التجارب التاريخية المشابهة، مثل بيافرا في نيجيريا ومجاعة إثيوبيا، تؤكد أن هذه الممارسات ليست عرضية بل ممنهجة.

“المجاعة ليست فقط ضمورًا في الجسد، إنها انكسارٌ في الكرامة، وانهيارٌ للروابط الاجتماعية.. إنها صرخة مجتمع يحتضر”.

■ أربع حجج ضد “مؤسسة غزة الإنسانية”

يكشف دي وال أن المؤسسة التي تروج لها إسرائيل كأداة رحيمة لإطعام الفلسطينيين، ليست سوى غطاء إعلامي لسياسة التجويع، مستعرضًا 4 أسباب رئيسية:

  1. أرقام مضللة: ما تقدمه المؤسسة من وجبات – نحو مليوني وجبة يوميًا – لا يغطي سوى أقل من نصف الحاجة الغذائية الأساسية في غزة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

  2. نظام توزيع غير إنساني: آلية التوزيع تشبه “رمي الفتات في بركة مليئة بالجياع”، وسط فوضى أمنية ومواقع عسكرية، حيث يُقتل العشرات يوميًا عند محاولتهم الوصول للطعام، بينما تُحرم الفئات الأضعف من النساء وكبار السن وذوي الإعاقة من الحصول على المساعدات.

  3. غياب الدعم التغذوي العلاجي: لا تضمّ الحصص الغذائية الموزعة أي أغذية علاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية، ولا ممرضين أو أخصائيين، وسط انهيار شامل للبنية الصحية.

  4. إهانة للكرامة: يرى دي وال أن المؤسسة لا تكتفي بالفشل الإنساني، بل تقوم بـإذلال المستفيدين، عبر تجاهل المجتمع المحلي وإدارة عمليات عسكرية الطابع تُجرّد الفلسطينيين من إنسانيتهم.

■ صحافة محظورة.. وشهادات مطموسة

يضيف الكاتب أن جزءًا من الجريمة يتمثل في الرقابة الإعلامية الصارمة، حيث يُمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، في تكرار لسيناريوهات المجاعات التي حاولت أنظمتها طمس معالم الجريمة عبر منع الكاميرا والصورة.

ويشير إلى أن إسرائيل، كما فعلت أنظمة أخرى في التاريخ، تتبنى أدوات إنكار المجاعة: منع استخدام المصطلحات، التشكيك في الإحصاءات، اتهام المنظمات الدولية بالتحيّز، وتوجيه اللوم للطرف الآخر، أي الفلسطينيين.

■ من بيافرا إلى غزة.. المجاعة كسلاح حرب

في ختام مقاله، يحذر دي وال من أن ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد كارثة إنسانية عارضة، بل هو استخدام متعمد للمجاعة كسلاح من أسلحة الحرب. وهي ممارسة يجب أن يُحاسب مرتكبوها، لا أن تُلمّع عبر منظمات وهمية أو حملات دعائية.

Share This Article