المسار: قالت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، إن العالم أخفق في التزاماته تجاه حماية الصحفيين والأطباء والمدنيين في قطاع غزة. وأشارت إلى أن الرواية الإسرائيلية القديمة لم تعد صالحة لإقناع الناس بأن الفلسطينيين كلهم إرهابيون.
وفي مقابلة، أكدت ألبانيزي أن إسرائيل تقتل الصحفيين بطريقة وقحة، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تتم تحت ذريعة انتمائهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بدلاً من توفير الحماية لهم لأداء عملهم.
إسرائيل تقتل الصحفيين بطريقة وقحة بزعم أنهم ينتمون لحركة حماس.
وأضافت أن إسرائيل لا تكتفي بقتل الصحفيين، بل جعلت المدنيين أهدافاً لآلتها العسكرية، وخاصة النساء والأطفال الذين يمثلون 75% من ضحايا هذه الحرب، في حين كانوا يمثلون 5% فقط من ضحايا الحرب العالمية.
وأوضحت ألبانيزي أن الرواية الإسرائيلية القديمة لم تعد مقبولة، وأن الشعوب بدأت تستفيق من غفلتها وتأخذ زمام الأمور بدلاً من الحكومات التي تعجز عن القيام بواجباتها.
وأشارت إلى أن هذا التحول العالمي في الموقف من فلسطين يتجلى في حركة المقاطعة الواسعة لكل ما هو إسرائيلي، وهو موقف مشابه لما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
لكنها أكدت أن هذا الموقف الشعبي لن يكون قادراً على وقف الحرب ما لم تتدخل الدول وتفرض العقوبات على إسرائيل وترسل سفنها المحملة بالغذاء والدواء لكسر الحصار المفروض على غزة.
وأوضحت ألبانيزي أن الدول تساعد إسرائيل، مشددة على ضرورة أن تكسر دول البحر المتوسط، وخاصة العربية، هذا الحصار وتنضم للقضية المرفوعة ضد إسرائيل لإجبارها على وقف الإبادة الجماعية.
كما لم تستبعد ألبانيزي أن يتمكن الضغط الشعبي العالمي من وقف الحرب كما حدث سابقاً في رواندا، حيث راح ضحيتها 800 ألف مدني أمام أعين الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن العالم، وخاصة الدول العربية، لا تلتزم الصمت فقط تجاه ما تقوم به إسرائيل، بل تسمح بحدوثه، حيث لم ينضم سوى بلدين عربيين إلى القضية المرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
كما أكدت أن التحرك العالمي للاعتراف بدولة فلسطين ليس كافياً، وأن على الدول إرسال سفنها وعناصرها لكسر الحصار المفروض على غزة.