المسار : شهدت منطقة جبل السماق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا مظاهرة لأبناء القرى الدرزية للتنديد ضد الدعوات الانفصالية التي خرجت في محافظة السويداء (جنوب).
وخرجت المظاهرة، السبت، في قرية معارة الإخوان، ضدّ من يدعون إلى تقسيم السويداء، معربين عن دعمهم لوحدة البلاد ورفضهم للخطاب الانفصالي.
وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “لا للتدخل الخارجي”، و”يسقط عملاء الصهاينة وفلول النظام ودعاة التدخل الخارجي” و”يسقط عملاء الصهاينة: الهجري، قسد، فلول النظام”.
“دعوات مرفوضة تماما”
وأكد خالد علي، أحد المشاركين في المظاهرة، بأن دعوات بعض الجماعات المتعاونة مع عناصر النظام المخلوع، ودعوة إسرائيل إلى السويداء، والدعوة إلى نظام فيدرالي، والدعوة إلى تقسيم البلاد، “مرفوضة تماما”.
وأشار علي، إلى أن إسرائيل استخدمت جماعات معينة في لبنان سابقًا ثم تخلت عنها.
وأضاف: “إسرائيل تلعب اللعبة نفسها الآن. هذه المحاولات لا تمثل أهالي جبل السماق. دعوات الزعيم الدرزي حكمت الهجري لا تعنيه إلا هو”.
وقال علي: “جبل السماق كله إدلب، وإدلب جبل السماق. الهجري لا يمثل حتى 10 بالمئة من أهالي السويداء”.
بينما شدد المتظاهر مازن رزوق: “نحن نقف إلى جانب الحكومة السورية. إسرائيل عدو ولا يمكن أن تكون صديقًا أبدًا. إعلامها يحاول خداع الناس. بوصلتنا هي دمشق، ونحن إخوة مع الشعب السوري”.
“لا يمثلون الطائفة الدرزية”
من جانبه، أكد المتظاهر حمود جركس، أنهم يتظاهرون ليقولوا “لا” بصوت عالٍ في وجه “أصوات الفتنة” ولمن يطلبون المساعدة من القوى الخارجية.
وأوضح جركس: أنهم يرفضون التقسيم وأنّ من يتخلى عن سوريا ليطلب الدفء من إسرائيل سيشعر بالبرد.
وقال إن الذين يدعون للتعاون مع إسرائيل في السويداء، لا يمثلون الطائفة الدرزية.
في حين أشار المتظاهر مدين رزوق، أنهم تجمعوا للتعبير بوضوح عن دعمهم للحكومة السورية.
وأردف: “كدروز، نقول لا لأي شكل من أشكال التقسيم”.
وفي وقت سابق السبت، رفع متظاهرون دروز تابعون لحكمت الهجري، أحد مشايخ العقل، علم إسرائيل في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، ورددوا شعارات تستجدي تدخل تل أبيب في شؤون بلادهم.
ولدروز السويداء 3 مشايخ عقل (مراجع دينية) بمواقف قد تختلف أحيانا، وهم حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع.
وسبق أن أعرب كل من جربوع والحناوي، في عدة مناسبات، عن رفضهما طلب الحماية من إسرائيل، وتمسكهما بخيار الوحدة الوطنية.
أما الهجري، فأصر على مناشدة تل أبيب مرارا التدخل، وأعرب عن شكره لها، وهو ما اعتبره ناشطون إفشالا لكل محاولات تسوية الأزمة الأخيرة في المحافظة.
ومنذ 19 يوليو/ تموز الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.
لكن إسرائيل استغلت الموقف، وتذرعت بـ”حماية الدروز” لتصعيد عدوانها على سوريا وانتهاكاتها ضد البلد العربي، وهو ما اعتبرته دمشق تدخلا سافرا في شؤونها، مطالبة بإلزام إسرائيل الامتثال لاتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين عام 1974.
وفي الوقت الذي تتذرع فيه إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية لدروز السويداء، تفشت المجاعة في قطاع غزة ووصلت مستويات غير مسبوقة، جراء الإبادة التي تنتهجها تل أبيب ضد الفلسطينيين المحاصرين.
ومرارا أكد المسؤولون السوريون، لا سيما الرئيس أحمد الشرع، أن الدروز “مكون أصيل” من الشعب، وحمايتهم مسؤولية الدولة لا غير، وأعربوا عن رفضهم ذرائع إسرائيل.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، بعد 24 عاما في الحكم.
(الأناضول)