“رويترز”: الخطوط العريضة لعرض بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا

Loai Loai
7 Min Read

المسار : قال مصدران مطلعان إن روسيا ستتخلى عن جيوب صغيرة تحتلها في أوكرانيا وستتخلى كييف عن مساحات من أراضيها في شرق البلاد التي لم تتمكن موسكو من الاستيلاء عليها، بموجب مقترحات السلام التي ناقشها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في قمتهما في ألاسكا. تردد هذا بعد يوم واحد من لقاء ترامب وبوتين في قاعدة للقوات الجوية في ألاسكا، وهو أول لقاء بين رئيس أميركي وبوتين منذ ما قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا. ومن المقرر أن يسافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن غداً الاثنين ليبحث مع ترامب تسوية محتملة للحرب الشاملة التي أطلقها بوتين في فبراير/ شباط 2022.

وعلى الرغم من أن القمة فشلت في التوصل إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار الذي قال إنه يريده، إلا أن ترامب قال في مقابلة مع شون هانيتي من قناة فوكس نيوز إنه ناقش مع بوتين نقل ملكية الأراضي والضمانات الأمنية لأوكرانيا، وأضاف: “اتفقنا إلى حد كبير”. وقال: “أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق”، مضيفاً: “على أوكرانيا أن توافق على ذلك. قد يقولون: ’لا’”.

وقال المصدران، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المسائل الحساسة، إن معرفتهما بمقترحات بوتين تستند في الغالب إلى المناقشات بين القادة في أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، وأشارا إلى أنها ليست كاملة. وأطلع ترامب زيلينسكي والقادة الأوروبيين على مناقشات القمة في وقت مبكر من أمس السبت. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت المقترحات التي قدمها بوتين مناورة افتتاحية لتكون نقطة انطلاق للمفاوضات أو أشبه بعرض نهائي غير خاضع للنقاش.

الأرض مقابل السلام

في ظاهر الأمر، فإن بعض المطالب على الأقل من شأنها أن تمثل تحديات كبيرة للقيادة الأوكرانية لقبولها. ويستبعد عرض بوتين وقف إطلاق النار حتى يجري التوصل إلى اتفاق شامل، ما يعرقل مطلباً رئيسياً لزيلينسكي الذي تتعرض بلاده للقصف اليومي من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية الروسية. وقال المصدران إن بموجب الاتفاق الروسي المقترح، ستنسحب كييف بالكامل من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين مقابل تعهد روسي بتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين.

ورفضت أوكرانيا بالفعل أي انسحاب من الأراضي الأوكرانية مثل منطقة دونيتسك، حيث تتحصن قواتها التي تقول كييف إنها تشكل بنية دفاعية أساسية لمنع الهجمات الروسية في عمق أراضيها. وذكر المصدران أن روسيا ستكون مستعدة لإعادة مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في منطقتي سومي الشمالية وشمال شرق خاركيف. وتسيطر روسيا على جيوب في منطقتي سومي وخاركيف تبلغ مساحتها الإجمالية حوالى 440 كيلومتراً مربعاً، وفقاً لمشروع رسم خرائط ساحة المعركة في أوكرانيا. وتسيطر أوكرانيا على حوالى 6600 كيلومتر مربع من دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك وتطالب بها روسيا.

وعلى الرغم من أن الأميركيين لم يوضحوا ذلك، إلا أن المصدرين قالا إنهم يعلمون أن بوتين يسعى أيضاً، على أقل تقدير، للاعتراف الرسمي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014. ولم يتضح ما إذا كان ذلك يعني اعترافاً من قبل الحكومة الأميركية أو، على سبيل المثال، جميع القوى الغربية وأوكرانيا. وترفض كييف وحلفاؤها الأوروبيون الاعتراف الرسمي بسيادة موسكو على شبه الجزيرة.

وقال المصدران إن بوتين يتوقع أيضاً رفع مجموعة من العقوبات المفروضة على روسيا على الأقل. ومع ذلك، لم يتمكنا من تحديد ما إذا كان هذا ينطبق على العقوبات الأميركية وكذلك الأوروبية. وقال ترامب يوم الجمعة إنه لا يحتاج في الوقت الراهن إلى النظر في فرض رسوم جمركية مضادة على دول مثل الصين لشرائها النفط الروسي، الذي يخضع لمجموعة من العقوبات الغربية، ولكن قد يضطر إلى ذلك “في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.

وذكر المصدران أن أوكرانيا ستُمنع أيضاً من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم أن بوتين بدا منفتحاً على حصول أوكرانيا على نوع من الضمانات الأمنية. ومع ذلك، أضافا أن من غير الواضح ما يعنيه ذلك عملياً. وقال الزعماء الأوروبيون إن ترامب ناقش الضمانات الأمنية لأوكرانيا خلال محادثتهم أمس السبت، وطرحوا فكرة ضمانات على غرار “المادة 5” خارج حلف شمال الأطلسي. ويعتبر حلف شمال الأطلسي أي هجوم يشن على أحد أعضائه هجوماً على الجميع بموجب البند الخامس من المادة الخامسة. والانضمام إلى الحلف هدف استراتيجي لكييف منصوص عليه في دستور البلاد.

وقال المصدران إن روسيا ستطالب أيضاً بمنح اللغة الروسية وضعاً رسمياً داخل أجزاء من أوكرانيا أو في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى حق الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في العمل بحرية. ويتهم جهاز الأمن الأوكراني الكنيسة المرتبطة بموسكو بالتحريض على الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال نشر الدعاية المؤيدة لروسيا وإيواء الجواسيس، وهو ما تنفيه الكنيسة التي تقول إنها قطعت علاقاتها الكنسية مع موسكو. وأصدرت أوكرانيا قانوناً يحظر المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، التي تعتبر الكنيسة واحدة منها. ومع ذلك، لم تبدأ بعد في تطبيق الحظر.

زوجة ترامب تراسل بوتين

في الأثناء، اتخذت ميلانيا ترامب خطوة فريدة من نوعها من خلال صياغة رسالة تدعو إلى السلام في أوكرانيا، وطلبت من زوجها ترامب تسليمها شخصياً لبوتين خلال اجتماعهما الجمعة في ألاسكا. ولم تذكر الرسالة أوكرانيا بالاسم، بل حثته على تذكر الأطفال “وبراءة تتجاوز الجغرافيا والحكومة والأيديولوجيا”. ولم تتطرق السيدة الأميركية الأولى إلى العنف، باستثناء إخبار بوتين بأنه يستطيع “بمفرده” استعادة “الضحكات العذبة” للأطفال المحاصرين في المعركة.

وكتبت على ورقة رسمية من البيت الأبيض: “بِحِمايتك لبراءة هؤلاء الأطفال، ستفعل أكثر من خدمة روسيا وحدها – أنت تخدم الإنسانية نفسها”. وحُصِل على نسخة من الرسالة لأول مرة من قبل فوكس نيوز، ونشرها لاحقاً على وسائل التواصل الاجتماعي أنصار الرئيس الأميركي، بمن فيهم وزيرة العدل بام بوندي. وقالت السيدة الأولى إن بوتين يمكن أن يساعد هؤلاء الأطفال بجرة قلم.

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Loading

Share This Article