نابلس – المسار الإخباري
شهدت مدينة نابلس اليوم وقفة جماهيرية ومسيرة حاشدة بدعوة من مؤسسات وفعاليات وطنية، واتحادات نسوية، ولجان شعبية، ونقابات مهنية، حملت شعار “صوموا لأجل غزة” رفضًا للإبادة الصهيونية المستمرة، وتنديدًا بسياسة التجويع الممنهج التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وضد الأسرى في سجون الاحتلال.
وامتدت الفعالية لساعات وسط المدينة، حيث شاركت فيها فصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المحلي، مرددين هتافات داعمة لغزة وصمودها، ومؤكدين وحدة الموقف الشعبي في مواجهة جرائم الاحتلال من تطهير عرقي في الضفة الغربية، إلى حرب إبادة جماعية في قطاع غزة.
وألقى الشيخ أحمد شوباش كلمة باسم الفصائل والقوى الوطنية، دعا فيها إلى توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز المقاومة الشعبية في مختلف محافظات الضفة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يتعرض منذ نحو عامين لإبادة جماعية وسط صمت دولي “يساوي بين القاتل والضحية”، بحسب تعبيره. كما طالب المؤسسات الدولية والأممية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه جرائم الاحتلال المتواصلة.
وأشار المتحدثون في الفعالية إلى تصاعد عمليات التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في الأغوار الوسطى والشمالية، ومسافر يطا وبني نعيم، إضافة إلى سياسة التدمير المنهجي لمخيمات طولكرم وجنين ونور شمس منذ أكثر من ثمانية أشهر، والتي حولت تلك المخيمات إلى ساحات دمار وتشريد.
كما استعرض المشاركون تصاعد الانتهاكات بحق الأسرى، حيث كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني في الآونة الأخيرة، بينهم مئات الأطفال والنساء، وسط ظروف غير إنسانية وإهمال طبي متعمد أودى بحياة 73 أسيراً خلال العامين الماضيين.
وفي السياق ذاته، نشرت وزارة الصحة في غزة إحصاءات صادمة، إذ أعلنت عن 62,122 شهيداً و156,758 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى ارتفاع ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 شهيداً بينهم 112 طفلاً، فضلاً عن سقوط 2018 شهيداً وأكثر من 14,947 جريحاً خلال انتظارهم للمساعدات الإنسانية التي يستهدفها الاحتلال بشكل متكرر.
كما أكد المشاركون أن سياسات حكومة الاحتلال، بقيادة سموتريتش وبن غفير، تهدف إلى تكريس مشروع استيطاني توسعي عبر شق مئات الطرق الالتفافية، وإقامة أكثر من ألف حاجز يقطع أوصال الضفة الغربية، في ظل خطة لإعادة تأهيل المستوطنات، ودفع ما يسمى بمشروع “المليون مستوطن” بميزانية تتجاوز 30 مليار شيكل.
واختتمت الوقفة على دوار الشهداء في نابلس، حيث رفع المشاركون شعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء سياسات التهجير والتطهير العرقي في الضفة الغربية.