المسار : قالت السيناتور جين شاهين، أبرز الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن الكونغرس أخفق في اتخاذ ما يلزم لمنع المجاعة في قطاع غزة، مؤكدة أن الحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات هو السبب المباشر لتجويع السكان.
وجاءت تصريحات شاهين بعد يومين من إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة، أن غزة تشهد “مجاعة من صنع الإنسان بالكامل”، وهي المرة الخامسة فقط منذ تأسيس الهيئة عام 2004 التي تُصدر فيها مثل هذا الإعلان.
وفي مقابلة مع برنامج Face the Nation على شبكة “سي بي إس”، وصفت شاهين الوضع بأنه “وصمة عار مخزية على الإنسانية أن يُسمح بحدوث هذا، وأن تسمح إسرائيل باستمراره”.
وأضافت، في حديث عبر الهاتف من العاصمة الأردنية عمّان عقب زيارتها برنامج المساعدات الإنسانية هناك: “يحاولون إدخال 150 شاحنة يوميًا إلى غزة، لكن إسرائيل تمنع مرور هذه الشاحنات بما يكفي لتوفير الغذاء اللازم لوقف المجاعة”.
ووفق تقرير الـIPC، فإن نحو ربع سكان غزة – أكثر من نصف مليون شخص – يعانون الجوع الشديد، مع توقع ارتفاع العدد إلى أكثر من 640 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل.
وردّت شاهين على اتهامات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف إعلان المجاعة بأنه “افتراء دموي معادٍ للسامية”، قائلة: “الواقع أننا نشهد موت أناس يتم تجويعهم بشكل ممنهج لأن إسرائيل ترفض إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.
وأضافت: “ليس هذا فقط، بل إن إسرائيل بدأت بالفعل التخطيط لعملية توغل جديدة ستؤدي إلى مقتل مزيد من الناس”.
وأكدت أن “هذا غير مقبول، وعلى العالم أن يرفع صوته”.
وكانت أصوات دولية عديدة قد اتهمت إسرائيل بممارسات ترقى إلى الإبادة، إذ رفعت جنوب أفريقيا دعوى في محكمة العدل الدولية مطلع عام 2024، مشيرة إلى تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا صراحة عن هدف محو سكان غزة أو تهجيرهم، بما في ذلك عبر سياسة التجويع المتعمّد.
وكانت الـIPC قد حذّرت منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023 من “خطر وشيك بوقوع مجاعة” إذا لم يتحسن وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
وكانت شاهين، التي أعلنت عدم نيتها الترشح مجددًا في انتخابات 2026، من أوائل الديمقراطيين الذين كسروا الخط الرسمي للحزب بشأن غزة، منتقدةً تأخر الرئيس جو بايدن في الضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار، كما صوتت لاحقًا لتعطيل شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، لكنها لم تُعلن هذه المواقف إلا في ديسمبر/ كانون الأول 2024 بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات.
ومع أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ انتظروا حتى الشهر الماضي – بعد أن تفاقمت المجاعة إلى حدّ إصابة واحد من كل خمسة أطفال في غزة بسوء التغذية – لإقرار قرار بوقف إرسال مزيد من الأسلحة لإسرائيل، إلا أن شاهين أقرّت بوضوح: “كان علينا أن نفعل المزيد، وكان ينبغي أن نتحرك مبكرًا. الجميع كان يجب أن يتحدث بصوت أعلى وفي وقت أبكر”.