المسار : تابعت دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سورية بقلق بالغ وخطورة بالغة الجلسة الخاصة التي عقدها البرلمان الأوروبي يوم الخميس 11/9/2025، تحت العنوان المسموم: «من الكتاب المدرسي إلى الإرهاب – صناعة جيل». هذه الجلسة تمثل حلقة جديدة في مسلسل الاستهداف المنهجي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في توقيتٍ ليس بريئاً أبداً، بل يتقاطع مع الاستعدادات الجارية في الأمم المتحدة للتصويت على تجديد تفويض الوكالة، ومع تصاعد الضغوط الأمريكية_ الإسرائيلية لشطبها وإنهاء دورها كعنوان سياسي وقانوني لقضية اللاجئين وحق العودة.
لقد شكّلت الجلسة منصة تحريضية خطيرة، استضافت فيها المؤسسة الأوروبية أصواتاً مشبوهة، أولها شخصية إسرائيلية قُدّمت تحت مسمى “باحث”، وثانيها وللأسف شخصية فلسطينية من غزة، عُرّفت بأنها “ناشط فلسطيني”، أطلق خطاباً مسموماً لا يمكن وصفه إلا بأنه خيانة صريحة للرواية الوطنية الفلسطينية، وتماهٍ مخزٍ مع المشروع الصهيوني الذي يسعى منذ عقود إلى تشويه صورة الأونروا وتجريم التعليم الفلسطيني وإفراغه من مضامينه الوطنية.
إنّ اللجوء إلى أدوات فلسطينية لتسويق التحريض ضد الأونروا يمثل أخطر أشكال التواطؤ، ويكشف حجم الضغط الذي تمارسه قوى الاحتلال وحلفاؤه لتفكيك الوكالة من الداخل.
إنّ دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: تدين انعقاد هذه الجلسة وما صدر عنها، وتعتبرها جزءاً من المخطط الأمريكي_ الإسرائيلي الهادف إلى تصفية الأونروا، بما هي شاهد حي على جريمة النكبة، وحارس للهوية الوطنية الفلسطينية، وضمانة قانونية لحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفق القرار 194.
وتحذر من خطورة التوقيت والمضمون، فالجلسة جاءت قبيل تجديد التفويض الأممي للأونروا، ما يكشف أنها محاولة مدروسة لإيجاد بيئة سياسية دولية تبرر تقليص التفويض أو العبث بمضمونه، عبر ترويج سرديات مسمومة تزعم أنّ المناهج الفلسطينية «تصنع الإرهاب»، في تكرار فج لادعاءات الاحتلال.
وتعتبر أن استدعاء شخصيات فلسطينية للتحريض على الوكالة، وصمة عار وسقوط مدوٍ في مستنقع التساوق مع المشروع الصهيوني، وأنّ هذه الأسماء سُتسجَّل في السجل الأسود للتاريخ، إلى جانب كل الذين طعنوا شعبهم وقضيته الوطنية خدمةً لمصالح ضيقة أو لأجندات خارجية.
وتجدد التأكيد أن الدفاع عن الأونروا هو دفاع عن جوهر القضية الفلسطينية، وعن حق اللاجئين في العودة، وأن المساس بالوكالة إنما هو خطوة على طريق شطب هذا الحق التاريخي، وهو ما لن يقبل به شعبنا تحت أي ظرف.
وتدعو دائرة وكالة الغوث جماهير شعبنا في الوطن والشتات، ومعها القوى السياسية والمؤسسات المدنية والهيئات التربوية والحقوقية، إلى رفع الصوت عالياً في مواجهة هذه الحملات المشبوهة، وإلى كشف أهدافها الاستعمارية، والتصدي لمحاولات توريط بعض الفلسطينيين في معارك تستهدف وجودهم وحقوقهم.
إننا في دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نؤكد أنّ معركة الدفاع عن الأونروا هي معركة الدفاع عن قضية اللاجئين وحقهم في العودة، ونشدد أنّ الوكالة ليست مجرد مؤسسة خدماتية، بل هي عنوان سياسي ووطني مرتبط بجوهر القضية الفلسطينية. وأي مساس بها هو مساس بحقوق ملايين اللاجئين وبالقرار الأممي 194.
وعليه، فإننا ندعو البرلمان الأوروبي إلى التراجع عن هذا النهج الخطير، ونطالبه بالانحياز لحقوق الشعوب ولقيم العدالة الدولية، بدلاً من الانجرار وراء الرواية الصهيونية التي فقدت صدقيتها أمام العالم بأسره■
دائرة وكالة الغوث
في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/ سورية
14 أيلول/ 2025