المسار : كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نحو 93% من إجمالي خيام النازحين في القطاع انهارت ولم تعد صالحة للإقامة، مؤكدا عدم توفر بدائل بفعل الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ مارس/آذار الماضي.
وقال المدير العام للمكتب إسماعيل الثوابتة “انهارت 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا، مما جعلها غير صالحة للإقامة، ومعاناة النازحين تتضاعف في ظل عدم توفر خيام جديدة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول مواد الإغاثة الأساسية”.
وعلى مدى نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات الآلاف من خيام النازحين بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، في حين اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء، حيث تحدثت حكومة غزة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن اهتراء 100 ألف خيمة نزوح.
وأوضح الثوابتة أن النازحين الفلسطينيين يواجهون “كارثة إنسانية غير مسبوقة” بفعل سياسة التهجير القسري التي تنتهجها إسرائيل منذ نحو عامين.
وأشار إلى أن خيام النزوح باتت تنتشر “بشكل عشوائي على قوارع الطرق وبين المكاره الصحية في بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة”.
ومع استمرار موجات النزوح من مدينة غزة باتجاه جنوبي القطاع، شدد الثوابتة على أن المحافظات الوسطى والجنوبية “لم تعد تحتمل المزيد من المواطنين، خاصة في منطقة المواصي (غرب خان يونس) التي تكدست بمئات آلاف الأسر”.
وندد بالاستهداف الإسرائيلي المتواصل للفلسطينيين من مدينة غزة باتجاه الجنوب، مؤكدا أن مستشفيات الجنوب استقبلت “مئات الشهداء والمصابين ممن تعرضوا للقصف وإطلاق النار المباشر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف الجيش الإسرائيلي من إنذار الفلسطينيين بمدينة غزة بمغادرتها والتوجه نحو جنوبي القطاع، خاصة المواصي التي تضم نحو مليون نازح فلسطيني وتفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وأشار الثوابتة إلى أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي فإن قرابة مليوني فلسطيني تعرضوا للنزوح القسري، وقد استهدف الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر نحو 293 مركزا للإيواء، مما ضاعف المأساة الإنسانية للنازحين وتركهم في مواجهة “الجوع والمرض والموت” دون ملجأ.
وحذر الثوابتة من سياسة “هندسة الفوضى” التي تنتهجها إسرائيل عبر دعم “عصابات إجرامية بالسلاح والغطاء الناري، مما أدى إلى انفلات أمني متعمد يهدد حياة النازحين”.
وطالب المسؤول الحكومي بغزة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته العاجلة عبر وقف المجازر والقتل اليومي ضد المدنيين الفلسطينيين، وإنهاء جريمة التهجير القسري، وضمان عودة النازحين إلى منازلهم، ووقف التدمير الشامل المتواصل ضد البنية التحتية.
ودعا إلى توفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، وفتح المعابر بشكل عاجل لإدخال الخيام والمواد الغذائية والطبية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
النازحون الفلسطينيون يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل سياسة التهجير القسري.