الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت 1/10/2025

مشاركة إسرائيل في صياغة خطة ترامب، والحاجة لمزيد من المفاوضات

بقلم: إيتمار آيخنر وليور بن آري

صرحت مصادر لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل “دفعت” نحو إدخال تعديلات على الخطة، بما في ذلك ما يتعلق بالدولة الفلسطينية، وأصرت على أنه في حال رفضت حماس، فإنها “ستروج لرؤية ترامب”. في الدول العربية، جادلوا بأن هناك حاجة إلى مسار لحل الدولتين. بينما أوضحوا في قطر أن “الانسحاب يتطلب توضيحًا”، قال مصدر سياسي: “الأمر غير قابل للتفاوض. “نعم أم لا”. الخلافات الرئيسية – وأين ستكون المرونة مطلوبة؟

بينما لا تزال خطة ترامب لغزة تطرح تساؤلات عديدة، لا سيما فيما يتعلق بحرية عمل جيش الدفاع الإسرائيلي في القطاع، صرّح مسؤولون لصحيفة وول ستريت جورنال الليلة الماضية (الثلاثاء) بأن إسرائيل ساهمت في صياغة الخطة، و”دفعت” نحو إدخال تغييرات ظهرت في الوثيقة النهائية. ويتعلق أبرز هذه التغييرات، وفقًا للمسؤولين، بمسألة الدولة الفلسطينية.

وبحسبهم، يُبقي المقترح الحالي المسألة مفتوحة، ولا يتضمن عبارة “حل الدولتين”. وبدلًا من ذلك، ذُكر “تطلع الشعب الفلسطيني” إلى تقرير مصيره. وأوضحت المصادر أن هذا يبقى غير مُلزم، وهو ما يتماشى أيضًا مع تصريحات سابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أكد مرارًا وتكرارًا أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية.

في غضون ذلك، قال نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء: “هناك صياغة مُعقدة هنا فيما يتعلق بما هو معروف عن الدولة الفلسطينية”. وأضاف: “السلطة الفلسطينية خارج الصورة. حتى في مجلس السلام، لا يُعيَّن أي ممثلين عنها. الشروط كثيرة وصارمة، وإسرائيل والولايات المتحدة هما من سيقرر ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستفي بهذه الشروط”.

وأكد المسؤولون الأمريكيون أنه إذا لم تقبل حماس المقترح، فإن “الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء العرب والدوليين سيدعمون رؤية ترامب في مناطق غزة التي لم تعد تحت سيطرة المنظمة الإرهابية”. من جهة أخرى، أكدت مصادر عربية أنه في غياب مسار واضح لحل الدولتين، من غير المتوقع أن تموّل السعودية الخطة. وذكرت المصادر أيضًا أنه على هامش لقاء نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شارك مسؤولون من دول عربية، منها قطر والسعودية والإمارات، في اجتماعات متعلقة بالمقترح.

كما زعمت المصادر العربية، كما ذكرت الصحيفة، أنه على الرغم من أن المقترح يتحدث عن الإفراج الفوري عن جميع الرهائن، إلا أنه سيكون من الصعب على المنظمة الإرهابية تنفيذ ذلك لأنها، وفقًا لهم، لا تعرف مكان احتجازهم بالضبط.

خلافات في الطريق، وانتظار رد حماس – وتلميح من قطر

في هذه الأثناء، تنتظر إسرائيل والولايات المتحدة رد حماس، والتقدير السائد هو أن المنظمة، كعادتها، لن تُجيب بالنفي، بل ستقول “نعم، لكن”. وصرح مكتب نتنياهو لقناة العربية السعودية بأن “الكرة الآن في أيدي حماس”.

وأفادت ا”لجزيرة” أن مسؤولين كبارًا من قطر ومصر وتركيا التقوا بوفد حماس المفاوض لمناقشة خطة ترامب. وأضافت: “أكد وفد حماس خلال الاجتماع أنه سيدرس بمسؤولية المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار. وأكد وفد حماس أنه سيعمل على إعداد رد رسمي في أقرب وقت ممكن بعد انتهاء المشاورات مع الفصائل الفلسطينية”. في الوقت الحالي، لا توجد معلومات واضحة حول الجداول الزمنية، وكل شيء رهن المفاوضات. تُوضح إسرائيل أن عملية الموافقة السياسية لن تبدأ إلا بعد موافقة حماس، وبعد ذلك سيتوجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة لإجراء المفاوضات. وكما في الجولات السابقة، سيتعين على الطرفين التوصل إلى تفاهمات معقدة حول القضايا الأمنية، بما في ذلك خطوط انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي، ووقف جمع المعلومات الاستخبارية، ومسألة نشر القوات. ووفقًا للخطة، سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة وينسحب تدريجيًا – وهي عملية وُصفت بأنها “معقدة للغاية”.

على الصعيد السياسي، لا تزال مناقشات إعادة إعمار غزة في مراحلها الأولى. أعلن ترامب أنه سيُنشئ “مجلس سلام” برئاسته، ويضم توني بلير، إلى جانب ممثلين من دول أخرى. ومن المقرر لاحقًا تشكيل قوة عربية مشتركة، ولكن حتى الآن لم تُصدر موافقة رسمية من الدول التي تعتزم إرسال قوات. ووفقًا للتقديرات، سيشمل هذا آلاف الجنود من دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وأذربيجان.

من المتوقع أيضًا أن تُثير قضية السجناء الأمنيين في إسرائيل جدلًا واسعًا. فقد أعلنت إسرائيل بالفعل أنها لن تُفرج عن “رموز” مثل مروان البرغوثي، في حين يوجد حوالي 280 سجينًا مؤبدًا في السجون الإسرائيلية، مما يُثير مخاوف من إطلاق سراح جميعهم تقريبًا. وسيُطلب من نتنياهو عرض الاتفاق على مجلس الوزراء والحكومة، حيث من المتوقع أن يحصل على أغلبية، وإن كان ذلك لا يخلو من معارضة من عناصر اليمين المتطرف.

في غضون ذلك، أفادت مصادر مُختلفة أن قطر ومصر وتركيا وجّهت رسالة واضحة إلى قيادة حماس، مفادها أن الاتفاق الحالي هو الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة – قبل انهيار الوضع تمامًا. ووفقًا للتقارير، أوضحت هذه الدول للمنظمة الإرهابية أنها لن تتمكن من مواصلة تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لها إذا اختارت رفض مسودة وقف إطلاق النار. وشددوا على أن “هذه لحظة حاسمة”، وأن “أي محاولة لتأجيل أو التهرب ستؤدي إلى قطع العلاقات وتعميق عزلة حماس الدولية”. في الوقت نفسه، صرّح مصدر سياسي إسرائيلي مساء أمس بأن “الخطة التي قدمها الرئيس ترامب غير قابلة للتفاوض – إنها إما موافقة أو رفض”. إلا أن الإدارة الأمريكية أشارت إلى أنها قد تكون مستعدة “لمفاوضات في الحد الأدنى”، لكنها ليست مستعدة بأي حال لعملية طويلة وممتدة. وأكد المصدر السياسي نفسه: “نحن ندعم الخطة. إنها غير قابلة للتفاوض إلا في المسائل الفنية”. من جهة أخرى، تزعم قطر وحماس أن الخطة الأمريكية ليست سوى “موقف تمهيدي” للمفاوضات.

من المحتمل أن تواجه حماس صعوبة في إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة، وستطالب بإطلاق سراحهم على مراحل. ومن المرجح أن تزعم أنها بحاجة إلى وقت لتحديد مكان جميع الرهائن نظرًا لانقطاع الاتصال ببعضهم بسبب قصف جيش الدفاع الإسرائيلي. كما تزعم المنظمة الإرهابية أنها غير قادرة على إعادتهم جميعًا دفعة واحدة، ولذلك قد تضطر هذه المرة إلى إظهار قدر من المرونة لتعظيم فرص الصفقة. وتتوقع مصادر سياسية أن تستمر العملية أيامًا، بل وأسابيع، من المفاوضات المعقدة. ومع ذلك، ثمة أمل في أن تتمكن تركيا، التي دخلت الساحة بناءً على طلب ترامب بعد لقائه أردوغان، من تغيير مسار الأمور وتحقيق الاختراق الذي طال انتظاره.

في غضون ذلك، صرّح رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني، في مقابلة مع قناة الجزيرة، بأن خطة ترامب قد نُقلت إلى فريق حماس المفاوض، وأن “الحوار معهم كان عامًا”. وقال: “نأمل أن ينظر الجميع إلى الخطة بنظرة بناءة، وأن يغتنموا الفرصة لإنهاء الحرب”. وأضاف أن خطة ترامب “تحقق الهدف الرئيسي المتمثل في إنهاء الحرب”، لكنه أشار إلى أن “هناك قضايا تتطلب توضيحًا وتفاوضًا. ما عُرض مؤخرًا هو مبادئ في الخطة يجب مناقشتها بالتفصيل، وكيفية تنفيذها. وقف الحرب بند واضح في الخطة. أما مسألة الانسحاب، فتتطلب توضيحًا، ويجب مناقشتها. لقد بذلت الدول العربية والإسلامية قصارى جهدها لإبقاء الفلسطينيين على أرضهم، وتحقيق حل الدولتين”. وقال إن المرحلة الحالية مهمة، وهي جزء من مفاوضات لا يُتوقع أن تنتهي “بشكل مثالي”. وأضاف آل ثاني: “لقد أوضحنا نحن ومصر لحماس خلال اجتماعنا هدفنا الرئيسي، وهو وقف الحرب. وقد تصرفت حماس بمسؤولية ووعدت بدراسة الخطة. وتركز قطر الآن على كيفية إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة. نحن نركز على إنهاء الحرب والجوع والقتل والتشريد في غزة”.

على الرغم من ادعاء المسؤولين مشاركة إسرائيل في صياغة الخطة، إلا أن التساؤلات حول تفاصيلها العملية تتزايد، لا سيما فيما يتعلق بحرية إسرائيل في العمل في قطاع غزة وفعالية آليات الرقابة التي ستحل محل جيش الدفاع الإسرائيلي على الأرض. ووفقًا للاتفاق، ستعمل الولايات المتحدة مع شركاء عرب ودوليين لإنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة، وستدخل قطاع غزة فورًا. ومن أهم التساؤلات المطروحة مدى حرية العمل الأمني ​​الفعلية التي ستتمتع بها إسرائيل بعد سيطرة قوة الاستقرار  على المنطقة. ومن المفترض أن تشرف على هذه القوة دول عربية معتدلة، وأن تكون تحت إشراف “مجلس السلام” برئاسة ترامب ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

 “خطة العشرين نقطة” لإنهاء الحرب في قطاع غزة – الإعلان الرسمي

سيصبح قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح خالية من الإرهاب، ولن يشكل تهديدًا لجيرانه

سيُعاد تطوير قطاع غزة لصالح سكانه الذين عانوا ما يكفي.

إذا وافق الطرفان على الاقتراح، ستنتهي الحرب فورًا. ستنسحب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الخط المتفق عليه استعدادًا لإطلاق سراح الرهائن. خلال هذه الفترة، ستتوقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستُجمّد خطوط القتال حتى تتحقق شروط الانسحاب التدريجي والكامل.

في غضون 72 ساعة من إعلان إسرائيل علنًا قبولها للاتفاق، سيتم إعادة جميع الرهائن – الأحياء والأموات.

بعد إطلاق سراح جميع الرهائن، ستفرج إسرائيل عن 250 سجينًا مؤبدًا و1700 غزي إضافي اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال الذين اعتُقلوا في هذا السياق. مقابل كل رهينة مدني إسرائيلي يُعاد، ستفرج إسرائيل عن جثث 15 غزيًا.

بعد إطلاق سراح جميع الرهائن، يُمنح أعضاء حماس الملتزمون بالتعايش والسلام خيار إلقاء السلاح والاستفادة من العفو. ويُمنح الراغبون في مغادرة قطاع غزة خيار المرور الآمن إلى الدول المضيفة.

عند قبول الاتفاق، تُضخّ المساعدات الكاملة فورًا إلى قطاع غزة، بكميات لا تقل عن تلك المنصوص عليها في اتفاق 19 يناير/كانون الثاني من هذا العام، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وتوفير معدات لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.

سيتم توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر، والهيئات الدولية الأخرى غير التابعة لأيٍّ من الطرفين. وسيتم فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وفق الآلية نفسها.

ستُدار قطاع غزة مؤقتًا من قِبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تُقدم الخدمات اليومية وتعمل تحت إشراف هيئة دولية انتقالية جديدة – “مجلس السلام” – برئاسة الرئيس دونالد ترامب، بمشاركة قادة آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. ستضع هذه الهيئة الإطار وتُدير تمويل التنمية حتى تُكمل السلطة الفلسطينية إصلاحاتها وتتمكن من العودة إلى السيطرة الآمنة والفعالة على القطاع.

ستُبنى خطة ترامب الاقتصادية لتنمية غزة من قِبل لجنة من الخبراء، ممن بنوا مدنًا حديثة مختلفة في الشرق الأوسط.

كما سيتم إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بتعريفات جمركية تفضيلية وترتيبات وصول تُحدد مع الدول المشاركة.

لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، ويمكن لأي شخص يرغب في ذلك المغادرة والعودة.

تلتزم حماس والفصائل الأخرى بعدم المشاركة بأي شكل من الأشكال في إدارة غزة، وتدمير جميع البنى التحتية الإرهابية وعدم إعادة بنائها، وإجراء عملية تسريح المسلحين تحت إشراف دولي، بما في ذلك برنامج لإعادة شراء الأسلحة وإعادة دمج المقاتلين.

ستوفر الشراكات الإقليمية ضمانات بوفاء حماس والفصائل بالتزاماتها، وضمان عدم تشكيل قطاع غزة الجديد أي تهديد.

ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين لإنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة، تُسمى قوات الاستقرار (ISF)، وستدخل قطاع غزة فورًا. وستقوم القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية المُعتمدة، وستنسق أنشطتها مع الأردن ومصر. وستعمل القوة مع إسرائيل ومصر لتأمين الحدود ومنع تهريب الأسلحة، مع ترتيب مرور سريع وآمن للبضائع.

لن تحتل إسرائيل غزة أو تضمها. ومع ترسيخ القوة الدولية للسيطرة والاستقرار، سينسحب جيش الدفاع الإسرائيلي وفقًا لمراحل وشروط يُحددها الجيش الإسرائيلي والقوة الدولية والدول العربية والولايات المتحدة، حتى تسليم قطاع غزة بالكامل إليهم. وسيقتصر الوجود الأمني ​​المحيط على المنطقة حتى التأكد التام من عدم وجود أي تهديد إرهابي من قطاع غزة.

إذا أرجأت حماس العرض أو رفضته، فسيستمر تقديم المساعدة في المناطق الخالية من الإرهاب التي تُنقل من سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي إلى القوة الدولية.

ستبدأ عملية حوار بين الأديان حول قيم التسامح والتعاون لتغيير الخطاب السائد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتأكيد على فوائد السلام.

مع تقدم عملية تنمية غزة، ومع تطبيق إصلاح السلطة الفلسطينية، ستُهيأ الظروف لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة – وهو طموح الشعب الفلسطيني.

ستجري الولايات المتحدة حوارًا بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر.

——————————————

هآرتس 1/10/2025

نتنياهو اضطر الى التساوق مع خطة ترامب ولا يزال يأمل في احباطها

بقلم: عاموس هرئيلِ 

لو انه تم عرض هذا الفيلم قبل عقد تقريبا لكنا بالتاكيد سنعتبره مدحوض من اساسه. عجوز، احد ارباب العقارات في نيويورك، مشكوك فيه، غريب في تاريخه، يقف في البيت الابيض ويطلق جبال من الكلمات التي تم القاءها على المشاهدين والمستمعين، من اعماق تيار لانهائي للوعي. الموضوع الرئيسي شبه الوحيد له هو نفسه: عظمته، حكمته الكبيرة، المحبة التي يحظى بها من الزعماء ومن المواطن العادي، الظلم المثير لغضب وسائل الاعلام والاعتراف الذي سيحصل عليه ذات يوم من المؤسسات الدولية.

مشكلات الاشخاص العاديين، الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يوجدون في مكان ما في الشرق الاوسط، لا تعنيه حقا، باستثناء امكانية ظهوره كمخلص لهم. ولولا الفرص الاقتصادية التي تنتظره في المنطقة، لو استطاع فقط فرض اتفاق لانهاء القتال في غزة، لكان مشكوك فيه أن يكلف نفسه عناء الانشغال بها. كنا سنكون مثل الجراد بالنسبة له. أما تجاربه الشخصية فهي اكثر اهمية بكثير – مثلا، قام بتعطيل الدرج الكهربائي في مبنى الامم المتحدة.

لكن هذا هو العالم الذي اوجده الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وهذا هو الواقع الذي نعيش فيه، مع بعض الاستراحات، منذ العام 2017. في المؤتمر الصحفي المطول والمشوش الذي فرضه ترامب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء أول أمس، تم توضيح بشكل نهائي ما بدأ يظهر منذ كانون الثاني الماضي: فقط ترامب يستطيع. هذه هي المرة الاولى منذ عودته الى البيت الابيض التي فيها الرئيس يلقي بكل ثقله من اجل التوصل الى انهاء الحرب، وربما الدفع قدما بعد ذلك باتفاقات تطبيع بين اسرائيل ودول عربية واسلامية. وداعا للريفييرا، الغزية المدهشة مع الفنادق الفاخرة، التي نسيت الآن. ترامب يحاول فرض على اسرائيل وعلى حماس اتفاق يؤدي الى تحرير المخطوفين واعادة الجثامين. انسحاب كامل للجيش الاسرائيلي من القطاع (باستثناء ممر ضيق قرب الحدود)، وتاسيس نظام عربي مؤقت لادارة القطاع بدون تدخل مباشر لحماس، واعطاء دور رمزي على الاقل للسلطة الفلسطينية.

نتنياهو، الذي يعرف بشكل ممتاز الرئيس ويدرك جيدا علاقات القوة الحقيقية بينهما، اضطر في هذه الاثناء الى تملق الرئيس الامريكي والتساوق معه. في استوديوهات قناته الداخلية ظهر ان بعض الابواق تقف على شفا الجلطة الدماغية: كيف سيوفقون بين وعود التدمير واحلام الترانسفير في القطاع، بدعم الرئيس المشهور الذي سيبقى الى الابد خلفنا، وبين الواقع المهين الذي فيه رئيس الحكومة اضطر الى الاعتذار من نظيره القطري على نفس محاولة الاغتيال الفاشلة والحقيرة لطاقم حماس للمفاوضات في الدوحة قبل ثلاثة اسابيع؟. في الواقع عند الظهيرة تم تسويق ادعاء انه فقط بفضل الرد الصهيوني المناسب في الدوحة، تراجعت قطر، والان ربما ستتراجع ايضا حماس. ولكن يبدو انه حتى محيط نتنياهو يجد صعوبة في اقناع نفسه بتصديق ذلك.

حتى الان ما زال يوجد لدى نتنياهو أمل – احتمالية تحققه ما زالت واقعية جدا. في نهاية المطاف ما يعرضه ترامب الان بخطوط عامة كان على جدول الاعمال في شتاء وربيع 2024. رئيس الحكومة نجح في افشال الخطة لسنة ونصف بفضل جهود التخريب والتعويق الذكية، وبفضل التعصب القاتل لقيادة حماس. مشكوك فيه أننا تخلصنا اخيرا من اسلوبه القديم. في الايام القادمة من المرجح ان يحاول نتنياهو البدء في مفاوضات مضنية مع رجال الادارة الامريكية حول بنود الاتفاق وصياغته النهائية ومسار تنفيذه. ان عدم اهتمام واضعي الخطة في وضع جدول زمني لانسحاب الجيش الاسرائيلي قد يعقد الوضع اكثر في المستقبل.

في نفس الوقت نتنياهو سيستغل معارضة احزاب اليمين المتطرف في الائتلاف، وسينشر تلميحات وتصريحات بهدف الضغط على حماس وايهام قادة الحركة بان اسرائيل ستخرق الاتفاق عندما تسنح لها الفرصة. لقد سبق لاسرائيل واخترقت الاتفاق السابق عندما استانفت القتال في شهر آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين لم يقم ترامب بالوفاء بوعد فرض الاتفاق بعد أن اطلقت حماس سراح الجندي عيدان الكسندر الذي يحمل الجنسية الامريكية. من جهة اخرى، حماس لم تعلن عن موافقتها على الاتفاق مساء أمس رغم الضغط الكبير الذي يستخدم عليها من قبل مصر وقطر ودول الخليج السنية. من المرجح ان تحاول هذه الدول الان الحصول على تنازلات معينة في صياغة الاتفاق لصالح حماس. من اهم الانجازات التي يمكن للحركة عزوها لنفسها هو البند الذي يتعلق باطلاق سراح 250 قاتل فلسطيني من السجون في اسرائيل مقابل الرهائن، وهي الخطوة التي يمكن ان تفرغ السجون تقريبا من السجناء الامنيين المحكومين بالمؤبد. مع ذلك، قد تسوء الامور بشكل كبير – البعض بالفعل يعملون على ذلك.

نظرة سريعة على خطة ترامب الجديدة تثير في الذاكرة ما قاله اهود باراك عندما كان رئيس الاركان عن اتفاق اوسلو: “توجد فيه ثقوب اكثر مما يوجد في الجبنة السويسرية”. مع كل الضغط المستخدم على حماس، التي قيادتها مقسمة بين الفيلات في الدوحة والانفاق في غزة، فانه مطلوب منا درجة كبيرة من التفاؤل من اجل التصديق بان حماس ستوافق على اطلاق سراح جميع المخطوفين والجثث خلال 72 ساعة من التوقيع المستقبلي مقابل التزام ترامب باجبار اسرائيل على الانسحاب المستقبلي على مراحل من القطاع. ايضا مكانة حماس، عندما سيتم نقل السلطة في القطاع الى الجهة العربية المستقبلية والمتخيلة، لا تبدو منظمة. تطبيق الاتفاق يتعلق بالقدرة على القفز على العقبات التي يضعها الان المعارضون من الطرفين، الذين يوجدون عميقا في الحكم. ترامب اظهر في الاسبوع الماضي نفس التصميم والحزم الذي ينسبه له مؤيدوه، الذي امتنع عنه لفترة طويلة في لقاءاته مع نتنياهو. الآن الكثير يتعلق ايضا بالاستماع والتركيز الذي سيظهره، وهذه ليست بالضبط صفاته التي يتميز فيها. رئيس الحكومة نتنياهو يامل ان ترد حماس سلبا، وعندها فان اسرائيل ستحصل على دعم ترامب للانقضاض العسكري الاخير على حماس في القطاع.

بعد الاعتذار المصطنع للقطريين اشار وبحق الاباء الثكالى وعائلات المخطوفين الى ان نتنياهو لم يكلف نفسه عناء الاعتذار لهم عن مسؤوليته عن الاخفاقات التي سمحت بمذبحة 7 اكتوبر. لا يوجد هنا ما يدعو الى حبس الانفاس. هذا لن يحدث الا اذا قالت له استطلاعات فنكلشتاين المناوب بان الاعتذار سيساعده بطريقة معينة في الانتخابات (كما ابتلع لعابه وزار اخيرا كيبوتس نير عوز بعد وعوده العبثية لمدة سنة تقريبا). لو انه كانت لديه ذرة نزاهة لكان وافق على الاتفاق ثم قدم استقالته. بالطبع هذا لا يخطر بباله. هناك كتلة ناخبين ستواصل التصويت له وتحميل خصومه المسؤولية عن أي كارثة تحدث هنا، بغض النظر عن الحقائق. انهاء الحرب في غزة، مع التاخير والانجازات المحدودة، سيعتبر فشل، خلافا لانجازات اسرائيل في لبنان وسوريا وايران. ولكن نتنياهو سيواصل تسويق رؤية الصراع الابدي مع الفلسطينيين، اضافة الى بعض الامل في التطبيع مع دول الخليج ووصولا الى الانتخابات القادمة. واذا تمكن ترامب من فرض الصفقة عليه فهذا يعني تفكيك الحكومة والذهاب الى الانتخابات في الربع من العام 2026. بهذا الشكل سيكون احتفظ بالحكم لسنتين ونصف على الاقل بعد الكارثة الافظع في تاريخ الدولة.

الحكومة الانتقالية ايضا قد تقر الاتفاق، وستحظى بدعم شعبي واسع وشبكة امان من بعض احزاب المعارضة في الكنيست. ويتجلى تطلع نتنياهو الى اجراء الانتخابات في تطورين حدثا مؤخرا، وهما غير منفصلين. فقد حرص رئيس الحكومة على اقرار تعيين دافيد زيني كرئيس للشباك مساء أمس. وفي استوديوهات قناته البيتية تصاعد التحريض على العنف ضد منظمي الاحتجاجات في الشوارع بشكل كبير. وسيكون سلوك اللواء (المتقاعد) زيني في جهاز الشباك عشية الانتخابات حاسم من اجل ادارتها بشكل سليم.

لا يوجد له ظهر. شخصية عامة، اعتادت على زيارة العائلات الثكلى من اجل التعزية منذ بداية الحرب، شهدت مؤخرا تحول ملحوظ. في زيارات العائلات التي فقدت اعزاءها في 7 اكتوبر تجلى الغضب من الجيش، وفي احيان كثيرة من الحكومة، بسبب الفشل الذريع الذي مكن حماس من شن الهجوم المفاجيء. بعد ذلك، رغم الالم الكبير، اعرب معظم الاباء والاخوة عن دعمهم الواضح لاهداف الحرب. الامور تغيرت كليا من شهر آذار، عندما افشلت اسرائيل صفقة الرهائن السابقة واستانفت القتال (يصعب تذكر ذلك، لكن نتنياهو ورغبته في استمرار الحرب الخالدة، كان له اعتبار سياسي ملموس وهو عودة ايتمار بن غفير الى الحكومة). في الاشهر الاخيرة ازداد عدد العائلات التي فقدت ابناءها في القتال والتي تطالب بانهاء الحرب بسرعة. كثيرون يقولون بدون مواربة: اعزاؤنا سقطوا عبثا. الاستثناءات الرئيسية هي اعضاء الصهيونية الدينية (الحركة وليس الحزب).

ان هبوط دعم الجمهور لاستمرار الحرب يتناسب الآن مع الموقف الذي يتخذه ترامب. نتنياهو ليس له دعم من اجل شن حرب دائمة. ما يبقيه في الحكم والحرب مشتعلة هو سلسلة المناورات السياسية مع حلفائه، الذين في معظمهم لا يثقون به، بل هي مجرد تقاطع مؤقت في المصالح. رئيس الاركان ايال زمير الذي يعرف الظروف جيدا، يدرك لماذا لا يسارع الى مدينة غزة لتنفيذ أمر الحكومة واستكمال احتلالها بسرعة. في تقدمه بحذر فان زمير وفر ارواح المقاتلين والرهائن. في المقابل لم يخفف الجيش الاسرائيلي من غاراته الجوية التي يقتل فيها عشرات المدنيين الفلسطينيين كل يوم، الى جانب عدد قليل نسبيا من الارهابيين. ولكن بطء وتيرة التحرك قلل حتى الآن خطر حدوث المزيد من التعقيدات مثل وقوع حوادث تجبي خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي أو اختطاف جنود اضافيين. زمير ينتظر ترامب – ونتنياهو الذي يعرف ذلك اختار حتى الآن عدم مواجهته.

في يوم الجمعة سجلت نقطة حضيض جديدة في سنتي الجنون العام عندما تبين ان نتنياهو أمر الجيش بأن يسمع الفلسطينيين خطابه في قاعة فارغة في الجمعية العمومية للامم المتحدة بواسطة مكبرات صوت كبيرة نشرت في القطاع. هذه كانت خطوة دعائية قبل ايام على الانتخابات التي وجهها فقط لمصوتيه. في نهاية المطاف فان عدد من يعرفون اللغة الانجليزية في غزة غير كبير بالضرورة، ومشكوك فيه ان تستطيع مكبرات الصوت اسماع صوته لمسافة بعيدة. عندما تسربت الامور الى وسائل الاعلام كالعادة ثارت ضجة، ومكتب رئيس الحكومة سارع الى التنصل من ذلك. التعليمات، كما قالوا في محيطه، كانت نشر مكبرات الصوت على طول الحدود بدون تعريض حياة الجنود للخطر. عندما اشار اليهم المراسلون بأنه لا يمكن من الحدود سماع أي شيء، ظهرت صيغة جديدة: العملية استهدفت رفع معنويات المخطوفين في الانفاق.

الجيش الاسرائيلي لم يشرح حتى الآن من الذي اصدر أمر وضع مكبرات الصوت في عمق المنطقة، وبدرجة معينة تعريض حياة الجنود للخطر في عملية سياسية. يبدو ان الامر اصدرته قيادة المنطقة الجنوبية، وربما من المستويات المتوسطة هناك. زمير، كما نشر في هذه الاثناء، طلب توجيه خطي من نتنياهو قبل تطبيق ذلك. في الجيش قالوا، دفاعا عن رئيس الاركان، بانه يجب عليه اختيار معركته. الاكثر اهمية هو سد الثغرة ومنع الرهان العبثي على عمليات انقاذ فاشلة او انجازات رمزية اخرى. كل الحدث لم يزد احترام الجيش الاسرائيلي، وبالتاكيد قوض اكثر ثقة الكثير من آباء الجنود بعمليات الجيش. لكن يمكن الشك في زمير بانه ذكي اكثر مما تخيلنا في البداية.

——————————————

هآرتس 1/10/2025

في مقترح ترامب تنقص التفاصيل الصغيرة التي قد تتبين كحواجز منيعة

بقلم: ليزا روزوفسكي

تقريبا لسنتين خرقت اسرائيل وقف اطلاق النار، في حين ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض وعوق صفقات لاعادة المخطوفين وانهاء الحرب مرة تلو الاخرى. الادعاء الذي كان في اساس موقف اسرائيل، والذي عرضه رئيس الحكومة، هو انه يجب القتال حتى “النصر المطلق” على حماس، الذي يتضمن استسلامها ونزع سلاحها. أول أمس وقف نتنياهو بجانب الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، في قاعة مليئة بالكاميرات والمراسلين واعلنا بان الحرب يمكن أن تنتهي حتى بدون تحقيق هذا الهدف. نتنياهو اضطر ايضا الى الموافقة على خطة تشمل التطرق المباشر والصريح الى “امكانية وجود مسار موثوق لتقرير المصير ولدولة فلسطينية”، هذا رغم تصريحاته الجديدة والمتكررة التي تقول بان الدولة الفلسطينية ستكون مثابة هدية لحماس.

قتل عشرات آلاف الفلسطينيين والخطر دائم على حياة المخطوفين – الذين حتى أن بعضهم قتلوا في هجمات اسرائيل أو قتلوا في الوقت الذي عمل فيه الجيش الاسرائيلي في المنطقة التي تم احتجازهم فيها – يمكن أن يتوقف في القريب، هذا بالطبع اذا وافقت حماس على اطلاق سراح جميع المخطوفين خلال 72 ساعة منذ اللحظة التي ستوافق فيها اسرائيل بشكل علني على الاتفاق. بعد اطلاق سراح المخطوفين من شان حماس ان توافق على تدمير بناها التحتية، بما في ذلك الانفاق ومنشآت انتاج السلاح، في الوقت الذي تبدأ فيه عملية نزع السلاح من غزة تحت رقابة مراقبين مستقلين، التي ستشمل اخراج السلاح بشكل دائم عن الاستخدام في عملية متفق عليها. من ناحية حماس الحديث يدور عن اقتراح غير سيء تماما: نزع السلاح لن يكون على الفور، ومشكوك فيه ان يتم استكماله بشكل كامل. حماس يمكنها الحفاظ ليس فقط على كرامتها، بل ايضا على تاثير واضح لها في القطاع.

اعلان رئيس الحكومة امس، انه يؤيد خطة ترامب وانها تحقق كل اهداف الحرب التي اعلن عنها في السابق، كان يمكن ان يبدأ العد التنازلي لانهاء الحرب. “خلال ايام لا يجب أن تكون أي طلقة”، قال الرئيس الامريكي في المؤتمر الصحفي. ولكن حلم ترامب، “سلام عالمي في الشرق الاوسط”، كما عرفه، غاب عنه الانشغال بالتفاصيل الصغيرة التي يمكن ان تضع امام الحطة عقبات لا يمكن تجاوزها.

على سبيل المثال، البند 17 في الخطة التي نشرها البيت الابيض كما يبدو في تطلع الى تقييد نتنياهو، ينص على انه حتى لو رفضت حماس الاقتراح أو اعاقته، فان اسرائيل ستنقل “مناطق خالية من الارهاب” الى يد قوة استقرار دولية. هذه القوة حسب ما تم الاشارة اليه في الوثيقة يمكن أن تشمل جهات عربية ودولية، وان تكون مدعومة من الخارج بآلية “استشارة” من جانب مصر والاردن. طبيعة تحديد المناطق النقية وصورة تشكيل القوة وموعد نشرها في القطاع، وبالاساس العلاقة بين نشرها وبين تفكيك قوة حماس في القطاع، بقيت بمثابة لغز. ايضا طريقة مواجهة السيناريو الذي حماس فيه ترفض الخطة بقي غير واضح. ترامب قال انه سيدعم نتنياهو بشكل مطلق اذا رفضت حماس الخطة، ونتنياهو اعلن بان اسرائيل “ستنهي العمل لوحدها”. كيف ستعمل في هذه الحالة، اذا عملت اصلا، القوة الدولية؟.

ثغرة اخرى للتشويش والتاخير الطويل في المفاوضات، ايضا في سيناريو فيه كل الاطراف توافق على الخطة وتريد الدفع بها قدما، هو عمق انسحاب اسرائيل وموعده. البيت الابيض ارفق بالاعلان عن خطة الرئيس خارطة تخطيطية لثلاثة مراحل انسحاب اسرائيل من غزة. استنادا الى هذه الخارطة يمكن التقدير بان المرحلة الاولى، “المتواضعة”، التي يتوقع ان تحدث بشكل فوري عند قبول الاتفاق بشكل علني، ستشمل انسحاب جزئي فقط من مناطق ماهولة (أو مناطق كانت ماهولة قبل الحرب)، وضمن ذلك اجزاء في مدينة غزة. نتنياهو سارع الى الشرح لناخبيه بان “اسرائيل ستبقى في معظم القطاع”. مرحلة الانسحاب القادمة يمكن ان تكون متعلقة بتشكيل قوة الاستقرار الدولية، في حين ان الانسحاب النهائي من كل القطاع حتى منطقة التماس، يمكن ان يحدث بعد ان “تكون آمنة من أي تهديد للارهاب” – وهو التعريف الذي يمكن من كسب الوقت تقريبا مثل “النصر المطلق”. لذلك فانه يمكن بالتاكيد الاعتماد على اقوال نتنياهو بان اسرائيل ستبقى في المنطقة المحيطة “في المستقبل المنظور”.

حماس لم ترد حتى الآن على خطة ترامب بشكل رسمي. والاصوات العلنية التي تسمع منها لا تبشر بالخير. الدليل على انه في هذه المرة التعويق لن يكون من قبل نتنياهو، بل حملة الدعاية الكثيفة للدفاع عن الخطة التي بدأ مكتبه فيها. سواء ننتنياهو نفسه في الفيلم الذي نشره (كعادته في حين ان الاحاطة للمراسلين الاسرائيليين تم تأجيلها وفي النهاية تم الغاءها)، أو سكرتير الحكومة يوسي فوكس، اوضحا بان رئيس الحكومة يواصل معارضته بشدة لدولة فلسطينية. ايضا عودة السلطة الفلسطينية الى القطاع، التي وعد بها بشكل صريح في الوثيقة الامريكية، حتى لو لم يتم تحديد موعد لذلك، تم طمسها وتقزيمها من قبلهما. مصادر في محيط نتنياهو اهتمت ايضا بتاطير النتيجة كانجاز اسرائيلي، والمقربون من رئيس الحكومة يقولون بثقة ان العملية في مدينة غزة وصلت الى نهايتها.

لكن انجازات مشابهة جدا كانت على بعد خطوة خلال اشهر. فقط مع مزيد من المخطوفين الاحياء وعدد اقل بكثير من الضحايا والتدمير في الطرف الغزي. اعلان بيرت ماكغورك، الذي كان المسؤول عن المفاوضات من قبل ادارة بايدن، الذي قال فيه ان المقترح الحالي قريب جدا “مما كان يجب ان يكون المرحلة الثانية في وقف اطلاق النار في كانون الثاني)، يدل على ذلك.

خطة الـ 21 نقطة لانهاء الحرب في غزة، التي اعلن عنها المبعوث الخاص للرئيس الامريكي في الشرق الاوسط ستيف ويتكوف بعد اللقاء بين ترامب والزعماء العرب والمسلمين في الامم المتحدة، تقلصت في نهاية المطاف الى 20 نقطة فقط. نقطة واحدة شطبت من الخطة لانه تم تحقيقها خلال اللقاء بين ترامب ونتنياهو، التي اضطر فيها رئيس الحكومة الى الاعتذار لرئيس حكومة قطر محمد آل ثاني، ووعده بانه لن يهاجم في أي يوم دولته. من وراء الضباب الذي تم نثره في المؤتمر الصحفي، ومن وراء الصعوبات الحقيقية التي سيواجهها كل من سيحاول ان يكون شريكا في الحل، فقد فهم الوسط الدبلوماسي في واشنطن أمر واحد: قطر خرجت كرابح كبير وواضح من اللقاء بين نتنياهو وترامب، مع انجاز واضح في صورتها وانجاز سياسي ملموس وواضح.

نتنياهو ظهر متاهب ومتوتر خلال الخطاب الطويل الذي القاه ترامب بجانبه. رغم الابتسامة المصطنعة التي رسمها، لقد مسح وجهه بمنديل عندما بدأ الصديق الافضل لاسرائيل بالثناء على امير قطر، وحتى انه تطوع لـ “تشكيل بالنسبة له رجل علاقات عامة”. في المؤتمر الصحفي اوضح الرئيس بان الرسالة التي صممت عائلات المخطوفين عليها، لكنه كان يصعب نقلها خلال اشهر، وصلت اخيرا، الكثير من الاسرائيليين “يريدون اعادة المخطوفين وانتهاء الحرب”، حسب الرئيس. بعد مرور سنتين التي فيها مفهوم “الوقت ينفد” اصبح كتماهي مع معاناة المخطوفين وابناء عائلاتهم، اشار البيت الابيض لنتنياهو بان الوقت الذي اعطي له لزرع الموت والدمار في غزة هو الذي نفد. ولكن هذا الاعلان جاء بحروف صغيرة، التي سيتم حل لغزها فقط في الايام القريبة القادمة.

——————————————-

هآرتس 1/10/2025 

هم لم يرغبوا في أن يكونوا طبق فضة

بقلم: تسفي برئيل 

بالاجمال نحن اردنا حفل صغير، متواضع، بدون فرقة موسيقية ومؤثرات. 48 مدعو، 20 احياء و28 في التوابيت، هذا كل شيء. هذه كان يمكن ان تكون صفقة بسيطة، يمكن تحقيقها في الاسابيع الاولى للحرب لو أننا فقط وافقنا على اعطاء في حينه ما اضطررنا الى “التنازل” عنه الآن، لكن الشهية لم تعرف الشبع. المزيد من الانتقام، برج آخر متعدد الطوابق يجب اسقاطه، مدينة اخرى يجب ابادتها، آلاف اخرى من بني البشر، اطفال ونساء وشيوخ يجب قتلهم، واحلام اخرى حول “غزة خاصتنا” يجب تحقيقها.

نحن اردنا، وما زلنا نريد، حرب من اجل الحرب. في الـ 24 شهر من العذاب الذي مر على المخطوفين قمنا بالصلاة من اجل لا تفسد حماس حملتنا المدهشة هذه، أن لا تنضغط وأن لا تتنازل، فقط أن تواصل. هكذا هي واصلت ونحن ايضا. مخطوفون ماتوا أو قتلوا، جنود سقطوا أو انتحروا أو يواصلون التآكل، دول صديقة انهت تحالفها مع اسرائيل، مشاريع تجارية انهارت، عائلات انهارت، الصرع تفشى في الدولة، وفي كل ذلك شاهدنا اجراس المسيح، اشارة من السماء تبشر بان النصر المطلق قد تحقق.

بخداع وتضليل وتجاهل متعمد تحول المخطوفون من وصمة عار سامة على جبين رئيس الحكومة والوزراء، عصابة المسؤولين المباشرين عن التخلي عنهم، الى “ذخر استراتيجي”. ليس فقط لحماس، التي اعتبرتهم بالاجمال ورقة مساومة في الصفقة، بل ايضا لحكومة اسرائيل التي ترجمت التزامها بانقاذهم الى ذريعة لمواصلة الحرب التي تضمن وجودها. على المخطوفين، الاحياء والاموات والمحتضرين، القت الحكومة المهمة. فبتواجدهم في غزة هم كان من شانهم ان يضمنوا تدمير حماس واجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية وتطهير دنس “كارثة الانفصال”. لقد اشعلوا رغبة الانتقام في الاخطبوط المسيحاني الذي غرس اذرعه في الضفة الغربية وقام برعاية حلم الضم. كان من المفروض ان يكون المخطوفين هم “طبق الفضة” الذي ستزدهر عليه طفرة العقارات لبتسلئيل سموتريتش في غزة.

“متعبون جدا، رهبان يقطرون ندى الشباب العبري… وقفوا بصمت وسكون، بدون أي  اشارة اذا كانوا على قيد الحياة أو اطلقت عليهم النار”، كتب نتان الترمان. لكن المخطوفين خانوا. فقد رفضوا تبني ما جاء فيما بعد في القصيدة الخالدة وأن يعلنوا للامة بتواضع: “نحن طبق الفضة الذي وهبت لكم عليه الدولة اليهودية”. هم وعائلاتهم، الذين قلبوا العوالم وجندوا الجمهور والرئيس الامريكي، رفضوا عرض ان يكونوا الوقود لرغبة الانتقام الجامحة، وأن يصبحوا “جنود مجهولين” وأن يؤدوا بخضوع المهمة التي القاها عليهم “التاريخ اليهودي”.

الآن من المتوقع ايضا ان يتم اتهامهم بالكارثة الفظيعة التي سينزلها الرئيس الامريكي الافضل على الدولة. بسببهم ستتوقف الحرب، والجيش الاسرائيلي سيقوم بالانسحاب من القطاع (باستثناء المحيط المقدس)، غزة سيتم اعمارها، والسلطة الفلسطينية ستكون مصدر الصلاحية لأي حكم أو ادارة سيتم تشكيلها في غزة، وحتى اللعنة التي تسمى الدولة الفلسطينية المستقلة عادت الى القاموس. حماس ستواصل وجودها كمنظمة وحركة، لانه في خطة ترامب لم يتم ذكرها كهدف للتدمير، والاخطر من كل ذلك هو ان هؤلاء المخطوفين سيتسببون باسقاط الحكومة، لانه بدلا من صفقة انسانية سريعة حصلنا على احتفال. فجأة اكتشفنا ان ترامب قام باعداد قائمة مدعوين خاصة به، الذين في معظمهم نحن لا نعرفهم، ومع الكثيرين منهم نحن لا نتحدث اصلا، من كل ارجاء العالم، بدءا بالهند افريقيا وحتى اندونيسيا، وصل المهنئون الى الاحتفال الذي انزل على اسرائيل، وحماس تلمح باستعدادها لقبول الصفقة.

اذا تم تنفيذ الصفقة وبحق فانه مرة اخرى سيتبين ان المخطوفين لم ينهوا المهمة بعد. مجوعون ونحيفون ومكسورون، احياء أو اموات، اذا تم اطلاق سراحهم فسيطلب منهم شكر من تخلوا عنهم على التحرير المامول، الذي نامل ان لا يتم افشاله. لأن من لا يرغب في ان يكون “طبق الفضة” يجب عليه من الآن فصاعدا أن يكون الكاس التي ستعرض للتفاخر على رف الانتصارات لحكومة الجريمة والاهمال.

———————————————

اسرائيل اليوم 1/10/2025 

خطة ترامب: إخلاء السجون الإسرائيلية من السجناء المؤبدين

بقلم: شيريت افيتان كوهين

 ستؤدي موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة إلى إخلاء السجون الإسرائيلية من أخطر الإرهابيين. في الواقع، علمت صحيفة “إسرائيل اليوم” أنه بعد إطلاق سراح 250 إرهابيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، سيبقى 40 إرهابيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد في إسرائيل.

هذا يعني أن هامش المناورة المتاح للحكومة محدود للغاية فيما يتعلق بإطلاق سراح المزيد من الإرهابيين، في حال أعلنت حماس قبولها للصفقة. تجدر الإشارة إلى أن إطلاق سراح الإرهابيين هو الجزء الوحيد من الصفقة الذي يتطلب موافقة الحكومة، حيث يُتوقع أن يُصادق الوزراء على أسماء المفرج عنهم، كما كان الحال في الصفقات السابقة.

في اجتماعات سابقة حول صفقات تحرير الرهائن، حذّر الوزراء من إخلاء السجون من الإرهابيين وما يترتب على ذلك من تداعيات أمنية. على سبيل المقارنة، أفرجت صفقة شاليط عن مئات السجناء المؤبدين، بمن فيهم يحيى السنوار، العقل المدبر لمجزرة الغلاف، الذي حُكم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد وأُفرج عنه ضمن الصفقة.

أفرجت الصفقة الثانية للإفراج عن الرهائن عن 200 إرهابي يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، ولم يبقَ الآن سوى 290 سجينًا. بعد الصفقة الحالية، من المتوقع أن يبقى 40 سجينًا فقط. سيتم الإعلان عن أسماء الإرهابيين ضمن نقاش الحكومة، ولكن ليس قبل ذلك، وقد أعربت العديد من عائلات ضحايا الإرهاب عن قلقها إزاء ما هو متوقع.

معارضة الحكومة للإفراج المتوقع

خلال اليوم، أعرب وزراء الحكومة عن معارضتهم للإفراج المرتقب. قال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في اجتماع مجلس الوزراء: “إن الاتفاق الذي يُطرح للنقاش هو اتفاق خطير على أمن إسرائيل. سأتحدث عنه أكثر، ولكن لا بد من القول إنه يضر بالأمن، وهو مليء بالثغرات، ولا يحقق أهداف الحرب التي حددناها”.

وأضاف بن غفير: “الاتفاق يُخرج جيش الدفاع الإسرائيلي من السيطرة العملياتية على غزة والمناطق المحتلة، ويترك أمن إسرائيل في أيدي قوات دولية، ليُصبح فجأة طرفًا ثالثًا يتولى أمننا. ويمنح العفو لقتلة حماس – وهذا ببساطة أمر غير مفهوم. أعتذر لإفساد فرحتكم. صحيح أننا جميعًا متحمسون لعودة المختطفين، لكن الثمن هنا غير مفهوم”.

——————————————

معاريف 1/10/2025 

هل خدعت قطر الولايات المتحدة وإسرائيل طوال الوقت؟

بقلم:  آنا برسكي

مع اقتراب الساعة التي حددها الرئيس ترامب، وتوجه أنظار الجميع في اسرائيل وواشنطن والقاهرة وأنقرة إلى الدوحة نحو قيادة حماس المنعزلة، يُصبح السؤال المحوري أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

هل تملك قطر، الوسيط الرئيسي وحاضنة كبار قادة المنظمة الإرهابية، حقًا مفتاح تحديد ما إذا كانت حماس ستوافق على خطة إنهاء الحرب – أم أن نفوذها محدود، وسيُتخذ القرار في قلب الحركة فقط، وليس بفضل الضغط القطري تحديدًا؟ لطالما اعتُبرت قطر طرفًا قادرًا على ترجيح كفة الميزان، بفضل الحماية السياسية والمال والمأوى الذي توفره لقيادة حماس. لكن الآن، عندما تبرز الحاجة إلى إجابة واضحة، يتبين أن مسألة مدى نفوذها الحقيقي ليست بهذه البساطة. ثلاثة خبراء يحللون الوضع: الدكتور أرييل أدموني، من معهد القدس للاستراتيجية والأمن، والخبير في شؤون قطر: “منذ بداية الحرب، كان هناك ميل لإسناد نفوذ كبير لقطر على حماس، وأعترف بأنني أشك في مدى هذا النفوذ الحقيقي. بالطبع، كان الدعم الاقتصادي والإعلامي والقانوني والدبلوماسي مهمًا لحماس، لكن مسألة مدى أهميته لها تأتي من منظور حماس.

أكثر من ذلك. إن اختيار قطر، بوعي، مشاركة المشهد، وتأكيد مجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري والمتحدث باسم وزارة الخارجية، في إحاطته الإعلامية على حضور رئيس المخابرات المصرية، وحضور تركيا أيضًا هذه المرة، ربما يُظهر وجود قلق هنا، مما يُسمى “إذا انهار هذا، فلا داعي للخوف من أن يؤدي ذلك إلى انهيار بين الدوحة وواشنطن، ولكن للاحتياط، هناك حلفاء آخرون في الغرفة: تركيا ومصر، سيتحملون اللوم – إذا لم تحضر حماس في النهاية ولم تُكتب للخطة النجاح”.

 الدكتورة جاليا ليندنشتراوس، باحثة أولى في معهد دراسات الأمن القومي ((INSS، جامعة تل أبيب: “تركيا تدعم حماس بقوة وعلناً، وكانت ترغب في أن تظل لاعباً سياسياً مؤثراً على الساحة الفلسطينية في اليوم التالي، حتى أن الرئيس التركي صرّح عدة مرات بأن حماس ليست حركة إرهابية بل حركة “مقاومة”. هناك أيضاً عناصر من حماس في تركيا، ويديرون الهجمات الإرهابية في إسرائيل والضفة الغربية، بالإضافة إلى نشاط حماس اللوجستي والمالي. لذلك، إذا أرادت تركيا الضغط على حماس لقبول الاتفاق، فيمكنها أن تُصعّب على حماس مواصلة أنشطتها من أراضيها، كما أن توقيعها الليلة الماضية على البيان المشترك مع الدول الإسلامية المُرحّبة بالخطة له أهمية أيضاً. في لقائه مع قادة الدول الإسلامية، أجلس ترامب أردوغان إلى جانبه، الذي كان عليه أيضًا إيصال رسالة مفادها أن لتركيا دورًا في الضغط على حماس للموافقة على خطة ترامب لإنهاء الحرب. مع ذلك، لم يطرأ أي تغيير على مواقف تركيا الأساسية تجاه حماس، ولذلك يُمكن اعتبار أفعالها الحالية نابعة بالأساس من الضغط الأمريكي.

يقول جاي أفياد، المؤرخ العسكري والباحث في شؤون حركة حماس: “تتمركز مراكز ثقل حماس في هذين البلدين، مع التركيز على آليات صنع القرار وبناء القوة. لكن حماس لديها أيضًا أيديولوجية، وفي الوقت الحالي، تعمل خطة ترامب على تعقيم عنصر المقاومة وتحويله إلى شيء آخر غير ما هو عليه. برأيي، ليس من الواضح تمامًا ما هي الديناميكيات الحالية بين الدول الثلاث، وخاصة فيما يتعلق بكبار قادة حماس الخمسة، الذين اختفوا عن الأنظار منذ حوالي شهر تحت حماية قطر. تجدر الإشارة إلى أن حكومة الوفاق الوطني هي أيضًا طرف فاعل يحتجز رهائن، وهي غير خاضعة لإرادة قطر أو تركيا.

الصورة التي تظهر من هذه المناقشات معقدة: قطر هي بالفعل العنوان الطبيعي للضغط على حماس – لكنها ليست الوحيدة. لقد اختارت تقاسم المسؤولية مع مصر وتركيا، مما يشير إلى أنها أيضًا غير واثقة من قدرتها على إملاء القرار على حماس. من جانبها، يمكن لتركيا، إذا رغبت، أن تضع عقبات حقيقية أمام حماس، لكنها تتصرف بشكل أساسي تحت ضغط أمريكي، وليس من منطلق تغيير جذري في سياستها. وحماس – في نهاية المطاف – تعتمد على أيديولوجية ترفض التخلي عن راية “المقاومة”، حتى لو كان ذلك على حساب الصراع مع العالم بأسره. تأثير الوسطاء موجود، ولكنه محدود. السؤال ليس فقط ما تريده الدوحة أو أنقرة – بل ما هي حماس على استعداد للتضحية به. وهذا سؤال لا تزال إجابته، على الأقل في الوقت الحالي، مفتوحة.

——————————————

يديعوت 1/10/2025 

وفق الخطة، حل الدولتين لا يزال قائمًا من منظور إدارة ترامب والمنطقة ونتنياهو

بقلم: نداف ايال

قد تبدو تصريحات القادة في البيت الأبيض الليلة الماضية بمثابة اختراق لإنهاء الحرب. إلا أنها قد تُعتبر، بالنظر إلى ما حدث، مدخلاً لتوسعها وتصعيدها. لاحظ البعض فور انتهاء الخطاب أن موقف حماس غير واضح، بناءً على تصريحات الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو. لكن ترامب ونتنياهو عبّرا عن ذلك صراحةً: الخطة تُفرض على حماس كشرط. وعليها قبولها. وإلا، فستكون لإسرائيل الشرعية لمواصلة العمل، بدعم أمريكي، بل وبدعم ضمني من العالم العربي وتركيا، الداعمين للخطة. وصرح مسؤولون إسرائيليون الليلة الماضية بأن قطر التزمت فعلياً أمام البيت الأبيض بضم حماس؛ وكانت هذه هي خلفية موافقة نتنياهو على الاعتذار، وبالتالي تحمل الإذلال الشخصي والوطني، من رئيس الوزراء القطري.

إذا استبعدنا التضليل الإعلامي والمصالح الشخصية، فثمة ما يناسب جميع الأطراف. إسرائيل تستعيد الرهائن، أولاً وقبل كل شيء. كان من المثير للاهتمام أن نرى كيف بدأ رئيس الوزراء، عندما سرد إنجازات الاتفاق، بهذا – بعد عامين من تراجع قضية الرهائن إلى المرتبة الثانية بالنسبة له، في أحسن الأحوال. هذا إنجازٌ رائعٌ بالفعل، إن تحقق. ستتخلى حماس فورًا عن أهم أوراق مساومة لديها، وفقًا لخطة الرئيس ترامب، مقابل انسحاب محدود من قطاع غزة. هذا هو إنجاز نتنياهو الثاني: ليس فقط عدم وجود انسحاب كامل من قطاع غزة على الإطلاق (لأنه سيُحكم سيطرته على محيطه)، بل إن أي انسحابات ستحدث (مرة أخرى، بعد عودة الرهائن بالفعل) ستكون مشروطة بدخول قوة استقرار متعددة الجنسيات، واستمرار نزع السلاح من غزة. هذا يعني أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيبقى في قطاع غزة، ظاهريًا في ظل الظروف التي ستسود بعد انتهاء الحرب. أما غزة نفسها، فلن تخضع لسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية في المرحلة الأولى، مع أن أي قارئ واعي لخطة ترامب يُنصح بالتأمل في هوية الفلسطينيين الذين سيسيطرون عليها. الإجابة هي السلطة الفلسطينية، وليس من قبيل الصدفة تكرار ذكرها في الخطة. ومن المسائل الأخرى الإشارة في الخطة إلى أن أعضاء حماس الذين يُسلمون أسلحتهم ويلتزمون بنهج اللاعنف سيُمنحون “عفوًا” وسيُسمح للآخرين بمغادرة قطاع غزة. وهذا يعني ضمنًا أن كل من لا يغادر قطاع غزة ولا يُسلم سلاحه سيكون هدفًا مشروعًا.

التنازلات لا قيمة لها من وجهة نظر إسرائيل، لكنها تُبدد أحلام اليمين المتطرف تمامًا: لا ضمّ في غزة، لا ترحيل من قطاع غزة، وهناك تشجيع للفلسطينيين على البقاء والتزامٌ بعودتهم. السلطة الفلسطينية تعود بقوة – مع إصلاحات بالطبع، والتي لا أحد يعلم إن كانت ستتحقق. ستتكوّن الإدارات داخل القطاع أيضًا من فلسطينيين، ولا شكّ أن هؤلاء أشخاص من فتح والسلطة الفلسطينية، وربما أيضًا عناصر مدنية من حماس. كل الوقت المُهدر في تصريحات جوفاء تُقصي السلطة الفلسطينية ضاع سدىً. أكّد رئيس الوزراء في بيانه الليلة الماضية أنه لن يُسمح لها بالمشاركة إلا بعد إصلاحات شاملة واستثنائية؛ وحاول أن يُطمئن سموتريتش وبن غفير. هذا لن يحدث أبدًا. لكن من المشكوك فيه أن يطمئنوا، بالنظر إلى أن عبارة “الدولة الفلسطينية” الصريحة موجودة في الخطة التي قبلتها إسرائيل. هذه سابقة بالغة الأهمية للمستقبل، تُبيّن أن حل الدولتين لشعبين لا يزال قائمًا من منظور إدارة ترامب والمنطقة وبنيامين نتنياهو. وفيما يتعلق بنزع سلاح حماس، لا تشترط الصيغة الأمريكية نزع سلاح حماس بالكامل كشرط لإنهاء الحرب، كما طلبت إسرائيل. سيتم نزع السلاح تدريجيًا، وهذا ليس شرطًا أساسيًا لوقف الحرب برمتها.

لكن ثمة مسألة مهمة تتعلق بالشروط. لقد نجحت إدارة ترامب، بل الرئيس نفسه، في إنجاز أمر نادر: التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل غزة. اتفاق يعزل حماس تمامًا ويضعها أمام خيار صعب للغاية. إما الموافقة، أو مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، والأهم من ذلك، مواجهة العالم العربي بأسره. وكما كُتب هنا عشية الاتفاق السابق، لا يسع المرء إلا أن يشكر الرئيس الأمريكي على انخراطه الشخصي في مساعي التوصل إلى اتفاق في غزة وإعادة المخطوفين. في بيانه المطول، ذكر ترامب المظاهرات في إسرائيل من أجل المخطوفين، والمطالبة بإنهاء الحرب، وقال إنهم يحبونه. هذا التقدير للرئيس الأمريكي لدى الرأي العام الإسرائيلي لا ينبع فقط من التزامه بإنهاء الحرب، بل أيضًا من قدرته على حشد التأييد لهذا الغرض. فهو من دفع نتنياهو إلى الاتفاق السابق، وهو من صاغ الاتفاق الحالي. والآن، ننتظر حماس.

——————————————

هآرتس 1/10/2025 

من الصعب التقدير اذا كان نتنياهو ملتزما بالمخطط الذي ترك له مجال مناورة

بقلم: يونتان ليس

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعلن بشكل علني عن موافقته على الخطة التي طرحها الرئيس الامريكي دونالد ترامب لانهاء الحرب. ولكن مصادر اسرائيلية واجنبية تتعامل بتشكك مع استعداده لتطبيق الآن جميع بنودها. كل الشهادات وصفت في السابق محاولات نتنياهو تعويق الاتصالات لعقد الصفقة وتشويشها، ضمن امور اخرى، بسبب الخوف من انهيار حكومته. والدليل على ذلك هو ان وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، تفاخر في كانون الثاني بانه هو نفسه اوقف مرة تلو الاخرى تقدم الصفقة بسبب قوته السياسية.

يصعب التقدير الى أي درجة نتنياهو يلتزم بالخطة الحالية. في المستوى السياسي يعتقدون ان رئيس الحكومة اصلا لا يمكنه ان يعارض علنا مبادرة الرئيس الامريكي في هذه المرحلة. نتنياهو في خطابه في البيت الابيض اوضح بان اسرائيل لن تتردد في “انهاء العمل” والقضاء على قادة حماس ومقاتليها في غزة اذا لم تتعاون حماس مع الاتفاق. هذه اشارة ثقيلة على ان رئيس الحكومة يفضل حتى الان، لاعتبارات سياسية أو امنية، مواصلة القتال على الارض. بالتأكيد في الوقت الذي فيه الاتفاق المطروح من شانه ان يمكن قيادة حماس من البقاء في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.

الخطة الضبابية التي طرحها ترامب تبقي لنتنياهو هامش مناورة. بعد ذلك، في محادثات استهدفت ترجمة مبادئها الى بنود عملية، يمكنه ادخال عنزة وتصعيب على المجتمع الدولي التوصل الى تهدئة أو اقامة نظام بديل في غزة. ايضا التلميحات التي اسمعتها قطر أمس حول امكانية أن تطلب حماس تعديلات على الصيغة، يمكن ان تساعد نتنياهو في تصعيب تطبيق الاتفاق المقترح.

الخطة الحالية لا تشمل قرارات جوهرية بشان تنفيذها. حسب اقتراح ترامب فان نتنياهو من شانه ان يعلن عن انتهاء الحرب على الفور بعد اعلان الطرفين عن تاييد الاتفاق، وان يوقف النشاطات الهجومية في غزة. هذه العملية تستهدف التمهيد لتحرير المخطوفين الاسرائيليين خلال 72 ساعة، وان تثمر انجاز حقيقي لاسرائيل. ولكن الخطة التي اعلن عنها ترامب لا تشير ما اذا كانت اسرائيل ستكون ملتزمة بالاتفاق امام حماس اذا اعلنت بانه ليس جميع المخطوفين الاحياء محتجزين لديها أو أنه لا يمكنها العثور على كل جثث المخطوفين الذين تم دفنهم في المنطقة.

في نفس الوقت الخطة تنص على مفتاح كمي واضح لعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم، ولكنها لا تتحدث عن هويتهم. هكذا يمكن لاسرائيل معارضة اطلاق سراح “الرموز”، السجناء الامنيين المعروفين، والتصادم مع حماس حول هذا الامر. سؤال آخر هو هل رئيس الحكومة سيوافق على “ابتلاع الضفدع” وأن يسمح لكبار قادة حماس بمواصلة العيش في غزة طبقا للشروط التي تظهر في الخطة، طالما أنهم “يلتزمون بالعيش بتعايش وسلام ونزع سلاحهم”. في كل الحالات الوثيقة تنص على ان اسرائيل ستكون ملزمة بتطبيق اجزاء في الاتفاق حتى لو رفضتها حماس في نهاية المطاف. في كل سيناريو سيضطر الجيش الاسرائيلي الى نقل السيطرة على المناطق التي سيتم تطهيرها من الارهاب الى الادارة المدنية التي ستشكل في غزة، وهي الخطوة التي ستمهد الطريق لاعادة اعمار القطاع وتقليص مناطق تواجد الجيش.

مشكلة اخرى من شانها التصعيب على تنفيذ الخطة بالفعل هي أنه في الوثيقة التي عرضها ترامب لا يوجد أي جداول زمنية لتطبيق البنود، ولا توجد أي اهداف واضحة قابلة للقياس في عدة مسائل رئيسية. مثلا، من هي الجهة التي ستحدد هل في الواقع تم نزع السلاح من غزة؟ من الذي سيحسم مسألة هل السلطة الفلسطينية قامت بتلبية طلبات الاصلاح وأنها مخولة بتحمل المسؤولية عن ادارة القطاع؟ وماذا عن كبار قادة حماس الذين سيختارون العيش في القطاع، هل يستطيعون الاحتفاظ بمسدس أو بندقية للدفاع عن انفسهم؟.

في محيط رئيس الحكومة اوضحوا بانه لا توجد أي حاجة الى تشويش فعلي أو ادخال عقبات كبيرة في النقاشات المستقبلية، لانه في اجزاء كبيرة في الاتفاق لا توجد امكانية لتطبيقها، وفي الاصل هي لن تتحقق الى الابد.

سكرتير الحكومة يوسي فوكس مثلا، قدر امس بانه خلافا للخطة فان السلطة الفلسطينية لن تتولى في المستقبل ادارة قطاع غزة. “الطلبات التي وردت خطة ترامب من العام 2020، اجراء اصلاحات مهمة (في السلطة الفلسطينية)، ومصادقة الولايات المتحدة واسرائيل على تنفيذها، لن تنفذ في أي يوم. في الاصل السلطة الفلسطينية لن تسيطر على قطاع غزة”، كتب.

حسب فوكس فانه “خلافا لاعلان النوايا للولايات المتحدة فان عملية خطة ترامب ايضا لن تدفع قدما باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل. “المعارضة المطلقة ما زالت سارية المفعول، وهذه الخطة لن تنشيء دولة كهذه والرئيس ترامب اعلن بصراحة انه يحترم موقف رئيس الحكومة الذي يعارض الدولة الفلسطينية، الذي هو ايضا موقف كل حكومة في اسرائيل”.

——————————————

موقع واللا 1/10/2025 

أول استطلاع رأي بعد مقترح ترامب

بقلم: يهودا شليزنجر

يشير استطلاع رأي موقع “والا” إلى زيادة في قوة المعارضة إلى 62 مقعدًا، مقارنةً بـ 48 مقعدًا فقط للائتلاف. يرى معظم الجمهور خطة ترامب انتصارًا لإسرائيل، ويؤيد دعم المعارضة للحكومة في حال استقالة بن غفير وسموتريتش.

بعد يوم من المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أُعلن فيه عن الخطة المكونة من 21 بندًا، يشير استطلاع رأي جديد لموقع “واللا” إلى تعزيز قوة كتلة المعارضة.

ووفقًا لنتائج الاستطلاع، لو أُجريت الانتخابات اليوم، لحصلت كتلة المعارضة على 62 مقعدًا، بزيادة مقعدين عن بداية الشهر.

في المقابل، تراجعت كتلة الائتلاف إلى 48 مقعدًا، بانخفاض مقعدين عن الاستطلاع السابق.

ويُعزى ارتفاع كتلة المعارضة بشكل رئيسي إلى ظهور حزب “الاحتياط” بقيادة يوعز هندل، الذي حصل على 5 مقاعد. في الوقت نفسه، خسر الليكود مقعدين وتراجع إلى 24 مقعدًا، بينما تعزز حزب “عوتسما يهوديت” بزعامة الوزير إيتامار بن غفير إلى 9 مقاعد. ويحتل حزب بينيت المركز الثاني بـ 23 مقعدًا، وحزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان في المركز الثالث بـ 11 مقعدًا، والحزب الديمقراطي بقيادة يائير غولان بتسعة مقاعد، وحزب يوجد مستقبل بسبعة مقاعد – وهو نفس عدد مقاعد حزب يشار بزعامة غادي آيزنكوت. ولم يتجاوز حزبا “أزرق أبيض” بزعامة بيني غانتس و”الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريتش العتبة الانتخابية.

تناول الاستطلاع أيضًا مواقف الجمهور تجاه خطة ترامب لإنهاء القتال في غزة. يعتقد ما يقرب من نصف المشاركين (حوالي 49 في المية) أن إسرائيل هي الرابح في حال تطبيق الخطة. ويعتقد ثلث الجمهور (33 في المئة) أن أيًا من الطرفين لم يفز، بينما يرى 8 في المئة فقط أن حماس هي الرابح. وأجاب 17 في المئة من المشاركين بأنهم لا يعرفون.

 يُظهر التحليل السياسي أن 60 في المئة من ناخبي الائتلاف يرون الخطة انتصارًا لإسرائيل، بينما يرى 43 في المئة فقط من ناخبي المعارضة ذلك. ويميل معظم ناخبي المعارضة إلى اعتبار النتيجة تعادلًا.

فيما يتعلق باستقرار الحكومة، يعتقد 69 في المئة من الجمهور أنه في حال استقالة الوزيرين إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش عقب توقيع اتفاق ترامب، فإن على أحزاب المعارضة دعم الحكومة لإنهاء القتال وإعادة المختطفين. يؤيد 36 في المئة الانضمام إلى الحكومة، بينما يؤيد 33 في المئة الدعم الخارجي. 11 في المئة فقط مهتمون بإسقاط الحكومة في هذه الحالة، ولم يُبدِ 21% رأيهم بعد.

نتائج استطلاع رأي أجراه موقع “والا” الإلكتروني، برئاسة الدكتور مناحيم لازار، بالتعاون مع منصة “بانيل فور أول” الإلكترونية. أُجري الاستطلاع في 30 سبتمبر/أيلول 2025، وشارك فيه 503 مشاركين، يُمثلون عينة تمثيلية للسكان البالغين في دولة إسرائيل، من يهود وعرب، ممن تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر. وبلغت نسبة الخطأ في هذا الاستطلاع 4.3 في المئة.

—————–انتهت النشرة—————–

Share This Article