في مقابلة مع الميادين… ماجدة المصري تهنئ شعبنا الفلسطيني باتفاق وقف الحرب على غزة وتدعو إلى تشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض على المراحل اللاحقة

المسار :في مقابلة هاتفية مع قناة الميادين حول اتفاق وقف الحرب على غزة ، قالت ماجدة المصري – نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – عبر الهاتف من نابلس، على قناة الميادين:

في البداية، اسمحوا لي أن أهنئ شعبنا العظيم في كل مكان، وفي القلب منه شعبنا الصامد في قطاع غزة، الذي صنع هذه الأسطورة. ونهنئ مقاومتنا الباسلة التي واصلت الصمود والنضال حتى هذه اللحظة، لتثبت حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

كما نهنئ أحرار العالم، ومنهم من يشارك في هذا المشهد الذي تتحدثون عنه في قناتكم.  أحرار العالم الذين واصلوا الوقوف إلى جانب شعبنا على مدار عامين، وكانوا جزءاً من النتائج التي حصدناها بفضل ضغوطهم على حكوماتهم، وبسبب ما وصل إليهم من معطيات وحقائق، كان آخرها أسطول الصمود العالمي الذي سلط الضوء على حصار غزة وتجويعها، وعلى أهمية وقف إطلاق النار.

وأضافت ماجدة المصري: جميعنا شركاء في معركة الصمود هذه، في هذه البسالة، وفي ما تحقق من وقف لإطلاق النار اليوم في مرحلته الأولى، على طريق إنهاء الحرب ووقفها بشكل كامل، وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، بما يعنيه ذلك من دخول المساعدات دون شروط، وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه، وبما يضمن توافر كل مقومات الحياة التي تمكن أبناء شعبنا من إعادة النهوض مجدداً.

وأكملت المصري :كذلك، لا بد من الإشارة إلى أننا طوينا صفحة التهجير القسري، سواء من الشمال إلى الجنوب أو بالعكس، أو حتى التهديد بالتهجير خارج القطاع ، إن بدء الانسحاب الإسرائيلي  يتوجب أن يتزامن مع عملية تبادل الأسرى التي ينتظرها الجميع، وشعبنا في الضفة الغربية ينتظر أبناءه للخروج من الأسر، لا سيما أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، وهذا بالنسبة لنا أمر بالغ الأهمية نحتفل به مع شعبنا وأحرار العالم أجمع.

وأضافت : يحق لشعبنا أن يحتفل، فهذا شعب صامد، واحتفاله هو نتيجة صموده وصبره وتضحياته الكبرى في مواجهة حرب إبادة جماعية. وبفضل هذا الصمود، وقف العالم كله معنا، وإن قضية غزة  وفلسطين اخترقت ضمير العالم، وأصبحت قضية إنسانية عالمية، قضية حق تقرير المصير، قضية الشعوب التي تطالب بحقوقها في وجه الاضطهاد. لقد اعتبرتها شعوب العالم قضيتها العامة، لأنها تجسد معركة الإنسانية ضد الظلم.

نحن أمام تضحيات جسيمة قدمها شعبنا في غزة: من دماء الأطفال، ومن جراح الجوع والحصار، عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة قضايا حقوق الإنسان في العالم. هذه القضية كشفت وجه الاحتلال الحقيقي، وأظهرت زيف ادعاءاته بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لتكشفه ككيان عنصري استيطاني.

وأكدت  المصري على أن الأهم الآن أن المرحلة المقبلة يجب أن تُستكمل حتى النهاية، وتنتهي بتبادل الأسرى وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق المتفق عليها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، المرحلة الثانية ستكون الأهم والأخطر، لأنها تتعلق بمستقبل غزة، بل بمستقبل القضية الفلسطينية برمتها، بما في ذلك الضفة الغربية. ولذلك، فالحوار الوطني أمر أساسي وهام جداً.

واكملت ماجدة المصري بالقول : نحن في الجبهة الديمقراطية كنا في مقدمة الفصائل التي دعت منذ البداية إلى حوار وطني شامل بعد إعلان ترامب خطته، وأكدنا على ضرورة الاتفاق على القضايا الرئيسية التي وردت في المرحلة الأولى، والدعوة إلى توحيد الموقف الفلسطيني حول مختلف القضايا المطروحة في المراحل اللاحقة من خطة ترامب، بما في ذلك “اليوم التالي”، طالبنا بأن يكون هناك موقف موحد ووفد فلسطيني موحد للتفاوض، وفق استراتيجية تفاوضية متفق عليها، وبالتنسيق مع الدول الضامنة لتنفيذ الاتفاق، وهي: الولايات المتحدة (ترامب الذي قدم المقترح ويعد نفسه ضامناً)، وتركيا، ومصر، وقطر.

هذه الدول مطالبة بضمان تنفيذ الاتفاق حتى لا نعود إلى تجربة الاتفاقيات السابقة التي انتهت بالعودة إلى الحرب بعد الإفراج عن الأسرى، فالضمانات الدولية ضرورية للمرحلة الحساسة المقبلة، مع وحدة الموقف الفلسطيني، حتى لا تُجزأ القضايا أو تُناقش بشكل منفصل كما يريد الاحتلال.

وعلينا أن نتمسك بكل النقاط الواردة في الاتفاق كوحدة واحدة، وأن نضع آليات تنفيذ واضحة، بحيث لا يُعطى الاحتلال فرصة لتعطيل أي خطوة أو انقلاب إسرائيل عليها كما جرت العادة.

وختمت ماجدة المصري مقابلتها بالتأكيد على أن الوحدة الداخلية والحوار الوطني ووجود وفد موحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية أمر في غاية الأهمية. ونحن نُقدّر الموقف الإيجابي لحركة حماس التي أعلنت قبولها بمبدأ الوحدة والتمثيل الموحد في المرحلة الثانية، باعتبار أن ما يُناقش اليوم لا يخص غزة وحدها، بل يخص مستقبل القضية الفلسطينية ومصير مشروعنا الوطني والنضال الفلسطيني برمته.

 

Share This Article