المسار :في تحوّل مفاجئ أعاد ترتيب الحسابات الإسرائيلية، كشفت تقارير عسكرية عبرية عن عودة حركة حماس سريعًا للسيطرة الميدانية على قطاع غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار، وسط دهشة واسعة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح الجنرال إسحاق بريك، أحد أبرز المحللين العسكريين الإسرائيليين، أن ما تشهده غزة اليوم بعد الحرب لا يشبه أي توقعات سابقة، مؤكّدًا أن حماس أعادت نشر نحو 7 آلاف شرطي مسلح خلال أقل من 24 ساعة، وأعادت تشغيل البلديات والمستشفيات، وأمنت الكهرباء والمياه، وأعادت المصرف المركزي في دير البلح إلى العمل، مع فرض رقابة اقتصادية صارمة على الأسواق لمنع الاحتكار والمضاربة.
وأشار بريك إلى أن حماس لم تنجُ فحسب، بل استرجعت دورها كـ “سلطة أمر واقع”، تتعاون مع الأمم المتحدة ووكالة الأونروا في توزيع المساعدات وتأمين الطرقات، ما يجعل أي بديل سياسي أو إداري في غزة شبه مستحيل في المرحلة الحالية
وأثار تحليله الأبرز ما سماه “التفويض الغامض”، مشيرًا إلى وجود تفاهمات سرية ربما برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تسمح لحماس بإدارة “اليوم التالي” في غزة، ما يعكس واقعًا جديدًا لا يمكن تجاهله: الاستقرار وإعادة الإعمار والسيطرة الأمنية لا تتحقق دون إشراك حماس.
وخلص الجنرال الإسرائيلي إلى أن اليوم الذي وعد به الإسرائيليون بأنه “يوم ما بعد حماس”، بدأ فعليًا، لكنه على طريقتها: حركة سياسية ومؤسساتية قوية، تفرض نفسها على الأرض، وتعيد تنظيم الحياة المدنية في غزة بسرعة مذهلة، في مشهد اعتبره مراقبون “معجزة أعادت ترتيب المعادلة السياسية والعسكرية في القطاع”