الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 27/10/2025

مستوطنون اقاموا بؤرة استيطانية في الضفة، اقتلعوا الأشجار وهاجموا سكانها

بقلم: متان غولان

مستوطنون اقاموا في الاسبوع الماضي بؤرة استيطانية على تلة قرب قرية مخماس في شمال القدس. بؤر استيطانية غير قانونية تحيط بالقرية، لكن القرب الاستثنائي للبؤرة الجديدة من القرية ومن تجمع بدوي قريب، قض مضاجع السكان.

بين البؤرة الاستيطانية – التي تضم خيمة خضراء واحدة – وبين القرية، يوجد وادي مليء بحقول الزيتون، يطل شماله على تجمع مخماس البدوي، الذي يعاني باستمرار من انتهاكات سكان البؤر الاستيطانية. قبل اربعة اشهر قرر التجمع البدوي اخلاء النساء والاطفال خوفا على حياتهم. وبعد اسبوع على قرار اعادة الاولاد الى البيوت، سجل اقتحام عنيف لعشرات المستوطنين للقرية والتجمع، الذي كان فيه اطلاق نار حية.

في يوم اقامة البؤرة الاستيطانية امرت الادارة المدنية باصدار اوامر هدم لما اقيم في البؤرة. ولكن بعد نقل معظم صلاحيات الادارة المدنية الى ادارة المستوطنات برئاسة الوزير سموتريتش، فانه لا يمكن للجيش الاسرائيلي تنفيذ اوامر الهدم الا بعد الاثبات بان البؤرة الاستيطانية تشكل خطر امني كبير. في اليوم التالي لاقامة البؤرة الاستيطانية اقتلع المستوطنون عشرات اشجار الزيتون القديمة في حقول تبعد عشرات الامتار عن البؤرة الاستيطانية. منذ ذلك الحين تمكنوا ايضا من احراق اشجار زيتون في الوادي نفسه، حسب اقوال السكان. وقد اتصل الحاخام اريك اشرمان، وهو رئيس منظمة توراة تصيدق التي ترافق العديد من تجمعات الرعاة في الضفة الغربية وتعتبر مركز لنشطاء التواجد الوقائي، اتصل عشرات المرات بالشرطة والجيش للابلاغ عن الخطر الذي تشكله البؤرة الاستيطانية. ولكن اتصالاته لم تنتج أي تعزيزات.

في ظهيرة يوم السبت الماضي قام ت. من مخماس بالذهاب الى قطف الزيتون في الحقول التي توجد شرق القرية. “في الساعة 4 – 4 ونصف، كنا نقطف الزيتون، جاء اربعة مستوطنين من البؤرة الجديدة، نزلوا وكسروا زجاج سيارتين بالعصي والحجارة”، قال. وقد شهد ان المستوطنين الاربعة تقدموا نحو الحظائر القريبة، والفلسطينيون منعوهم من الاقتراب خوفا من سرقة الاغنام أو الاضرار بها. “نحن شاهدنا المستوطنين وهم يقومون باجراء الاتصال بالهواتف، خلال دقائق وصل عشرات من المستوطنين. يبدو 50 مستوطن، بينهم على الاقل اربعة كانوا مسلحين وثلاثة كانوا مسلحين بسلاح طويل. 

ل.، وهي ناشطة اسرائيلية في “توراة تصيدق” كانت في نوبة تواجد وقائي في التجمع البدوي القريب، وتم استدعاءها للقرية. “وصلنا وشاهدنا 20 – 30 مستوطن ملثم وهم يتجمعون على تلة البؤرة فوق الحقول. فجأة بدأوا يتجهون نحو القرية وهم يركضون ويصرخون. عندما كانوا على بعد مئة متر منا سمعنا اطلاق نار وهربنا نحو القرية”، قالت.

ت. تحدث عن الهجوم: “المستوطنون المسلحون قاموا بمهاجمتنا بالحجارة وضربونا بالعصي اثناء هروبنا. انا ضربوني باليد بعد ان فتحوا رأسي وكسروا يدي. شخص آخر اصيب بقدمه وآخر ضرب على ظهره بالعصي، هذا حدث على بعد 50 متر من بيوتهم”.

حسب قوله احد المستوطنين هو رجل امن مدني من المحيط.

“هذا الشخص اطلق النار في الهواء، لكن الآخرين المسلحين اطلقوا علينا. نحن شاهدنا الرصاص وهو يسقط بين اقدامنا عندما كنا نركض. بعد ذلك قال رجل الامن: ابعدوا رجالكم وأنا سابعد رجالي. ابتعدنا من هناك وايضا المستوطنين، الذين بدأوا ينزلون نحو البدو الموجودين في الاسفل. حسب المستوطنين فان اكثر من 100 من سكان القرية هاجموهم ورشقوا الحجارة عليهم. حسب الشرطة اسرائيليين اصيبوا اصابة طفيفة في هذه المواجهة.

ل. شهدت ان الفلسطينيين توجهوا للجيش وحصلوا على رد بانه توجد قوة في الطريق. لكنها اشارت الى انها لم تشاهد جنود حتى انتهاء الحدث. وحسب قولها، عندما كانوا في الطريق من القرية الى التجمع البدوي الذي بدا المستوطنون باقتحامه، اتصلوا بالشرطة التي قالت “الجنود اصبحوا في المنطقة. لكن انا لا اعرف اذا كان هذا صحيح”. بعد اقتحام القرية مجموعة تتكون من 10 مستوطنين ملثمين بدات تقترب من التجمع البدوية من عدة جهات، البعض مشيا على الاقدام من التلال والبعض الآخر في السيارات.

الاولاد قمنا باخلائهم من قبل، عندما راينا ان عدد كبير من المستوطنين يتقدمون في السيارات نحو مخماس، عرفنا ان هذا سيصل الينا ايضا ولذلك يجب علينا اخراج الاولاد”، قال احد السكان. وحسب بعض الشهادات فانه خلال عشر دقائق خرب المستوطنون الكاميرات الموجودة في المكان واحرقوا خمسة بيوت وحطموا زجاج سيارة وسرقوا قطيع اغنام وهاجموا بالعصي والحجارة العدد القليل من الرجال الذين كانوا يحرسون بيوت التجمع هم وثلاثة نشطاء.

في موازاة ذلك، قال أ، اثنان من المستوطنين المسلحين بسلاح طويل واللذان جاءا في سيارة جيب، وقفا وضمنا حماية المستوطنين المشاغبين. “اطلقوا النار خمس مرات. احد الفتيان التقط شيء عن الارض، انا اعتقد انهم اخذوا الظرف الفارغ”، قال أ.

النشطاء الثلاثة الاسرائيليون قالوا انهم هوجموا ايضا من قبل المستوطنين. ل. قالت ان سيارة الحاخام اشرمان هوجمت بالحجارة، وزجاجها الخلفي تم تهشيمه. “بعد ذلك اخذني المستوطنون أنا ون. خمسة من المستوطنين ركضوا وراءنا مع العصي، وآخرون كانوا يحرقون بيوت. عندما هربنا تفرقنا، انا وصلت الى طريق بدون مخرج وكان يجب علي العودة بينهم كي اهرب. خمسة مستوطنون ضربوني بالعصي ورشقوني بالحجارة اثناء مروري بينهم اثناء الهرب. كسرت يدي بالعصا، وتم ضربي على قدمي وكتفي بالعصا، واحدهم من مسافة اربعة امتار رشق حجر على رأسي، الامر الذي تسبب بنزيف”.

ن. قالت انها وجدت لها ملجأ في احد البيوت. “جلست خلف الباب، بالضبط قريبة من اجل ان لا يروني من النافذة. للحظة اعتقدت ان هذا الامر نجح. هم نظروا من النافذة وصرخوا بانه لا يوجد أحد، بعد ذلك بدأوا يهاجمون واحرقوا البيوت. حسب قولها بعد فترة احد المستوطنين حاول الاندفاع الى داخل البيت الذي كانت فيه، وهي حاولت الامساك بيد الباب. “هو كسر الباب. ضربني بعصا وامرني بان اخرج الى الخارج. خرجت وانا ارفع يدي الى اعلى، وقال لي انهم اذا شاهدوني هنا مرة اخرى فساموت. بعد ذلك المستوطنون الذين احرقوا البيوت، ثمانية شباب، اقتربوا مني وعملوا دائرة حولي، وببساطة بدأوا يضربوني بالعصي والحجارة الى ان سقطت على الارض. وعندما سقطت صرخ احدهم: هي مصابة. عندما سقطت شاهدوا أن رأسي ينزف وهم لم يرغبوا في التورط في مشكلة اذا قتلوني. لذلك توقفوا وبدأوا يغادرون.

ن. نقلت الى مستشفى هداسا عين كارم، وتم علاجها مع وجود علامات ضرب على جسدها وخدوش في الراس والرقبة وكدمات في الاضلاع والصدر والساقين. اضافة الى ذلك في الفحص الذي تم اجراءه وجد انها تعاني من نزيف داخلي في الكبد.

من المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جاء: “قوات الجيش الاسرائيلي، حرس الحدود والشرطة، انطلقت الى منطقة جبع الموجودة تحت لواء بنيامين في اعقاب تقرير عن وجود مدنيين اسرائيليين وصلوا الى منطقة قريبة فيها فلسطينيون، في وقت مبكر هذا اليوم. في المنطقة تم تشخيص اشجار زيتون محروقة واغراض تم تخريبها. لا يوجد مصابين. عند وصول القوات جميع المدنيين الاسرائيليين تم اخلاءهم من النقطة باتجاه مخماس، هناك تطور احتكاك مع بعض الفلسطينيين، الذي فيه اصيب اسرائيليين اصابة طفيفة، وحصلا على العلاج في المكان، ومصابان اسرائيليان آخران، رافقا الفلسطينيين وتم اخلاءهم بصورة ذاتي لتلقي العلاج. في المنطقة تم تشخيص وجود حرائق. القوات عملت على اعادة النظام وتفريق الاحتكاك. مواصلة معالجة الحدث نقلت الى شرطة اسرائيل”.

من الشرطة جاء انه في اليوم الذي وقع فيه الاعتداء: “خلال احتكاك في قرية مخماس اصيب اسرائيليان اصابة طفيفة واثناء من النشطاء المرافقين للفلسطينيين، وقد تم اخلاءهم لتلقي العلاج. بعد ذلك تم تلقي تقرير عن احراق اربعة بيوت في التجمع البدوي قرب القرية. طواقم الاطفاء وصلت الى المكان، وخلال نشاط رجال شرطة مركز بنيامين في لواء شاي لاخذ الافادات، تمت مشاهدة شخص ملثم خرج من المبنى وقد تم اعتقاله في المكان. اضافة الى ذلك وجدت في المكان سيارة اسرائيلية تم جرها. المشتبه فيه وما تم العثور عليه، نقل للتحقيق في مركز بنيامين. الشرطة ستواصل التحقيق في ظروف الحدث حتى انفاذ القانون مع المتورطين.

——————————————

هآرتس 27/10/2025 

بسبب فظائع الحرب في غزة، ازداد الاعتراف بالحاجة الى حل

بقلم: اوري بار يوسف

التغييرات الكبيرة التي ادت الى انعطافة هامة في تطور الصراع الاسرائيلي – العربي كانت في معظمها نتيجة عمليات نضجت ببطء، واندلعت فجأة وخلقت تغيير دراماتيكي، وادت الى تطورات غير متوقعة. قبل اسبوع من اندلاع ازمة ايار – حزيران 1967 قدر رئيس “أمان” أنه لا يتوقع احداث دراماتيكية في المستقبل المنظور. الحرب التي اندلعت بعد شهر من ذلك غيرت، ليس فقط وجه النظاع، بل ايضا وجه العالم العربي. في اعقاب الانتصار الباهر في تلك الحرب كان من الواضح انه في السنوات القادمة لن تتجرأ مصر وسوريا على تحدي اسرائيل. الواقع اثبت ان هذه كانت سنوات دموية. عشية حرب يوم الغفران قدر رئيس “أمان” بان المصريين غير مستعدين لشن حرب قبل 1975. وعشية مبادرة السلام لانور السادات قدر وريثه في المنصب بان الاستعداد العلني للرئيس المصري للقدوم الى القدس هو تصريح لفظي وبلاغي فقط. ايضا الانتفاضة الاولى التي اندلعت في 1987 كانت غير متوقعة، وهكذا ايضا عملية اوسلو التي لم تكن لتولد بدون هذه الانتفاضة.

كل ذلك يجب تذكره الآن. للوهلة الاولى كارثة 7 اكتوبر والحرب وتدمير غزة، كل ذلك عمق النزاع والكراهية وأدى الى نقطة عدم الحل. ولكن التحليل الحذر للاحداث يسمح بتشخيص عمليتين، لم تحصلا على الحجم الجدير لهما في وسائل الاعلام الاسرائيلية، والدمج بينهما يخلق امكانية كامنة للتغيير الكبير في تاريخ النزاع منذ 1967.

العملية الاولى كانت في اعقاب الحرب في قطاع غزة. كلما استمرت الحرب وفظائعها ظهرت على الشاشات في ارجاء العالم (ليس في اسرائيل)، ازداد الاعتراف بالحاجة الى انهاء، ليس فقط الحرب، بل ايضا الوضع الذي ولدها. العملية الثانية، وهي نتيجة الهزائم التي تكبدها حزب الله وايران وسقوط نظام الاسد في سوريا، ادت الى تقليص قدرات “محور المقاومة” على صد الحل السياسي. معنى ذلك هو ان احداث السنتين الاخيرتين ادت بشكل متناقض الى خلق الغلاف الذي يسمح بالتغيير.

في السابق كانت هناك اوضاع، كان يبدو فيها ان السلام قريب، ولكن في نهاية المطاف هو لم ينضج. عملية اوسلو تم وقفها عند قتل اسحق رابين في 1995، وفشل قمة اهود باراك – ياسر عرفات في كامب ديفيد في 2000، واتفاق السلام مع سوريا تمت اضاعته في محادثات شبردزستان في 2000. ولكن خلافا لهذه الاوضاع يبدو انه الآن حدث التقاء بين ثلاثة مركبات اساسية، التي تحول امكانية الحل الى خيار واقعي اكثر مما كان في السابق.

المركب الاول هو حقيقة ان دولة اسرائيل توجد في حالة عزلة دولية غير مسبوقة. في الواقع في تاريخ الدولة كانت هناك اوضاع مشابهة، لكن أي وضع من هذه الاوضاع لم يقترب في الشدة من الوضع الحالي. ضد رئيس الحكومة هناك امر اعتقال من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. ودول العالم تعترف واحدة تلو الاخرى بحق دولة فلسطينية في الوجود وتعتبر اسرائيل كمن تضع عائق يجب ازاحته من امام حل الدولتين.

خلافا للسابق، ايضا حرية العمل امام الادارة الامريكية لم تعد قائمة. في ظل قيادة بنيامين نتنياهو احرقت اسرائيل الجسور مع الحزب الديمقراطي وفقدت الكثير من مكانتها ايضا في الحزب الجمهوري. في البيت الابيض لا يوجد مؤيدون لسياسة الجمود الاسرائيلية، واذا وجدوا فان وزنهم ضئيل جدا ازاء هيمنة الرئيس ترامب.

المركب الثاني هو الرئيس ترامب، الذي سيطلق أي شيء وفقا لخطته. المصالح الرئيسية التي تحركه من اجل العمل معروفة جيدا، الاموال والاحترام. ماليا هو وعائلته يهتمون جيدا بالسعودية ودول الخليج وقطر وربما ايضا تركيا. لذلك فان اداة ضغط هذه الدول عليه اكثر اهمية من اداة اسرائيل. ترامب ايضا معني بالتقدير والاحترام. انهاء النزاع ليس فقط الطريقة المؤكدة للحصول على جائزة نوبل للسلام، بل ايضا هو الخيار العملي اكثر. كل ذلك لانه حتى لو عمل على تحقيق انجازات في اوكرانيا، الا انه لا يملك هناك اداة الضغط التي يمكنه استخدامها على اسرائيل.

ترامب لا ينوي فقط توسيع “اتفاقات ابراهيم”. ففي مقابلة مع مجلة “تايم” (23/10) تطرق الى مسالة اطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن. تحرير البرغوثي، المرشح الاكثر طبيعية لقيادة حل الدولتين في الطرف الفلسطيني، توجد له اهمية واضحة، وهو أن الادارة الامريكية تسعى الى حل شامل.

عن الدافع العالي للدفع قدما بالحل يجب اضافة ايضا اسلوب عمل الرئيس. الحديث لا يدور عن جو بايدن أو اوباما، اللذان ترددا في استخدام قوتهما واخذ في الحسبان من يؤيدون اسرائيل في الادارة الامريكية، بل الحديث يدور عن رئيس قوي جدا، لا يتميز بتاجيل اشباع الرغبة. هذا الدمج يضمن ضغط شديد، قوي، سريع ويبدو ناجع، من اجل خلق الظروف لحل النزاع.

خلافا للسابق وصفة الحل، التي في اساسها اقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967 مع تبادل الاراضي وضمان امن اسرائيل وانهاء النزاع مع العالم العربي، معروفة. هذه الوصفة تم تحديدها في “صيغة كلينتون” من العام 2000، و”مبادرة السلام العربية” من العام 2002، و”خريطة الطريق” من العام 2003. المعنى هو انه خلافا لعملية اوسلو، التي تميزت بالنقاشات المطولة حول التوصل الى خطة شاملة، فانه في هذه المرة الخطة اصبحت موجودة. الطرف الفلسطيني وافق على مبادئها، والطرف الاسرائيلي، باستثناء فترة ولاية اهود اولمرت، عارضها بشدة. لذلك فان اسرائيل يمكن أن تحصل على معظم الضغط الدولي.

ما زال من المبكر الان توقع كيف ستتطور العملية، لكن هناك امر واحد يمكن قوله بثقة: ما كان قبل 7 اكتوبر لن يكون. التحديات في المستقبل لن تكون فقط محاكمة نتنياهو، الانقلاب النظامي او تجنيد الحريديم، بل ايضا وبالاساس تقرير مستقبل دولة اسرائيل. لقد حان الوقت لتغيير القرص.

——————————————-

هآرتس 27/10/2025

اذا قام ترامب بازاحة نتنياهو عن موقع قوته فانه سيصبح بطل اسرائيل

بقلم: ايريس ليعال

اللغة الدبلوماسية تغيرت بشكل دراماتيكي منذ عاد دونالد ترامب الى ولايته الثانية وقرر حل جميع النزاعات التاريخية في العالم. لذلك، يبدو منطقي تماما عندما يقول مصدر امريكي رفيع لمراسل القناة 12، براك ربيد، بانه “اذا قام نتنياهو بتخريب الاتفاق في غزة فان ترامب سيدمره”. بعد القطار الجوي من كبار شخصيات الإدارة الذين جاءوا للاشراف على الاتفاق، الان ينشرون ان الولايات المتحدة تراقب غزة بواسطة مسيرات من اجل التأكد من ان وقف اطلاق النار يتم الحفاظ عليه – هذه ذروة جديدة في عدم الثقة بين الإدارة الامريكية وبنيامين نتنياهو.

لقد كانت هناك علامات مسبقة حول شبكة العلاقات الجديدة بين ترامب ونتنياهو. العلامة الأولى ظهرت في الصور التي نشرها البيت الأبيض حول اعتذاره من رئيس حكومة قطر، عن الهجوم في الدوحة. ولكن الشعور بان شيء ما جديد وغريب يحدث ازداد بروزا في ذلك المساء في ميدان المخطوفين، عندما وقف ستيف ويتكوف وجارد كوشنر وايفينكا ترامب على المنصة، وتلقوا باستمتاع محبة الجمهور.

ليس فقط ان نداءات الازدراء التي اسمعت في كل مرة ذكر فيها اسم نتنياهو افرحتهم، في الأجواء وقفت أيضا ذكرى الدور التاريخي الذي لعبته ميادين المدينة في إزاحة زعيم مكروه او اغلاق حساب دموي معه. في تلك اللحظة هم ادركوا الى أي درجة نتنياهو مكروه على اغلبية شعبه. فقط أعضاء الائتلاف ووسائل الاعلام البيبية الغارقة في الغباء، اعتقدوا ان الثناء على نتنياهو في جلسة الكنيست هو الدليل على الحب والتقدير، وليس على التوبيخ القريب. عندما استشاط نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، غضبا من مشروع قانون تطبيق السيادة على الضفة الغربية، لم يخف حتى الاشمئزاز من محاولة عصيان الولايات المتحدة. ولو كان بتسلئيل سموتريتش موجود بجانبه عندما قال الاقوال التي لا يمكن فهمها عن السعودية – لربما انتهى الامر بشجار.

في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” وفي تسريبات لشخصيات رفيعة في الإدارة الامريكية وفي مقابلة لترامب مع مجلة “تايم”، لم يحاول أي احد إخفاء حقيقة ان الاتفاق تم فرضه على نتنياهو، وانه كان ينوي مواصلة الحرب لسنوات، وان محيطه ضللهم وجعلهم يعتقدون بانه لا يوجد مخطوفون على قيد الحياة من اجل الامتناع عن عقد الصفقة، وانه بشكل عام الإدارة تعتقد ان نتنياهو هو شخص فقد توازنه، أي أنه أصيب بالخرف.

لا يجب الدهشة من ان الإدارة حولت نتنياهو الى حاكم دمية، وفانس قال بانه تولد لديه الانطباع ان إسرائيل لا تتم ادارتها. يجب ان لا ننسى بان الأداة الرئيسية في السياسة الخارجية الامريكية – مثلما تمثلت في أمريكا اللاتينية، فيتنام، العراق، أفغانستان وغيرها – كانت تشجيع الانقلابات. هنا اقاموا في هذه الاثناء قاعدة في كريات غات. ومن المثير للاهتمام متى سيشعرون هنا ان الوقت قد حان لتشجيع انقلاب عسكري او اسقاط الحكومة. يقف امام الإدارة الامريكية الان سؤال واحد وهو هل هذا جيد لترامب، ان يكون نتنياهو خاضع كليا، لكنه عديم السيطرة على أعضاء الائتلاف، أم لا.

الاستطلاعات لا تشير الى الاتجاه الذي سيختار نتنياهو السير فيه وأي حكومة ستشكل. اذا اعتقد ترامب بانه يمكنه إدارة نتنياهو، أو يعتقد بانه يجب عليه تغييره. هذا ما سيحدد مستقبل إسرائيل. اذا ازاح نتنياهو عن موقع قوته فهو سيتحول الى بطل إسرائيل. لقد أوقف الحرب وسفك الدماء المتبادل، وأعاد المخطوفين وقضى على أوهام اليمين بشأن الاستيطان في غزة والسيادة في الضفة. هذا غير سيء. هو تقريبا يمكن ان يكون أيضا بطل. ولكن إسرائيل تفقد سيادتها، وهذا بالضبط أمر غير مضحك، وبالضبط من غير المؤكد كم سيكون بسرعة، العودة الى مجموعة الدول المستقلة بعد الهبوط الى مجموعة دول الرعاية. في هذه الاثناء حقيقة ان احد ما يسيطر على نتنياهو ويقيد خطواته تعمل لصالح هذه الدولة المتعبة والمتألمة. في المستقبل عندما نطالب باستقلالنا مرة أخرى، ربما سيكون الوقت متأخر جدا.

 ——————————————

إسرائيل اليوم 27/10/2025

تصريح سموتريتش اضر بالاتصالات مع السعوديين

بقلم: داني زاكن

أضر تصريح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضد الدور السعودي والاهانة التي وجهها لهم “فليركب السعوديون الجمال”، اضر بشكل مباشر وبالاتصالات مع السعوديين حول خطوات التسوية والاتفاقات المستقبلية أم بالموقف الإسرائيلي من المفاوضات على مستقبل قطاع غزة واتفاق وقف الحرب. هذا ما قاله لـ “إسرائيل اليوم” مصدر سياسي رفيع المستوى.

على حد قوله، بعد التصريح جرت محادثة قاسية على نحو خاص بين مكتب رئيس الوزراء نتنياهو وبين سموتريتش، وفي اعقابه نشر وزير المالية الاعتذار. ويشرح المصدر بان السعودية تؤيد معظم المواقف الإسرائيلية في المفاوضات على انهاء الحرب وتطالب، مثل إسرائيل، بنزع سلاح حماس كشرط أساسي لكل خطوة لاحقة.

“السعوديون انزلوا الى الحد الأدنى مشاركتهم في الاتصالات والمحادثات على مستقبل القطاع، ليس فقط بسبب سموتريتش ولكنه بالتأكيد دفع الى ذلك. اما الان فتتعامل إسرائيل مع تحالف تركيا، قطر ومصر، الذي يحاول إبقاء حماس في الساحة في اشكال مختلفة من التدخل ولا يحشرها في الزاوية في مسألة نزع السلاح”.

 لا يرسلون جنودا

مسألة السلاح الذي بحوزة حماس هي خط الفصل بالنسبة لاتفاق انهاء الحرب. ففي اتصالات الأيام الأخيرة انضمت عمليا كل الدول التي يفترض أن ترسل قوات للحفاظ على النظام والامن في القطاع الى الموقف الذي يقضي بالا يرسل الجنود طالما تحوز حماس السلاح.

وكنا في “إسرائيل اليوم” نشرنا معارضة السعودية واتحاد الامارات دخول قواتهما الى القطاع فيما تكون لا تزال حماس تسيطر عسكريا. وحسب مصادر دبلوماسية عربية، فان مصر أيضا ترفض ارسال جنود في المرحلة الأولى بتعليل ان على السلطة الفلسطينية، التي هي صاحبة السيادة في غزة حسب القانون الدولي، ان تأخذ السيطرة.

غير أن المصريين أيضا يفهمون بان صدام جنودهم مع مخربي حماس المسلحين سيكون مجرد مسألة وقت، وبالتأكيد اذا كانت محاولة لنزاع سلاح حماس. وتؤيد هذا الموقف باقي الدول أيضا، اندونيسيا، أذربيجان، الأردن والمغرب. وعلمنا ان حتى قطر، التي كان يفترض بها أن تبعث بقوة لحفظ النظام، ترفض عمل ذلك للسبب ذاته.

 قوة مراقبين

فكرة عرضها قسم من الدول العربية المشاركة كانت ان تكون القوة التي ترسل نوع من المراقبين والمشرفين الذين يجرون دوريات في خط الحدود الفاصل بين المناطق التي بسيطرة الجيش الإسرائيلي ومناطق حماس دون الدخول الى المناطق المأهولة. حماس، بشكل غير مفاجيء تغير هذا النهج. والمعنى هو أن عمليا لا توجد في هذه اللحظة قوة يمكنها أن تأخذ المسؤولية عن القطاع وتتحمل المهمة الأساس – التي هي نزع سلاح حماس وفقا لخطة ترامب.

في هذه الاثناء تتواصل إقامة القيادة الدولية التي قاعدتها في كريات جات وفيها مندوبون عسكريون من بعض الدول، بما فيها المانيا، فرنسا، الدنمارك، الأردن، كندا، الولايات المتحدة، بريطانيا، اسبانيا واتحاد الامارات. وكان الأردن نفى أن يكون بعث بممثلية عسكرية الى إسرائيل. الممثلية الاسبانية وربما أيضا الكندية تثير علامات استفهام، إذ ان هذه دول توجه نقدا حادا لإسرائيل بل تهددها بخطوات كالمقاطعة وحظر السلاح. اسبانيا هي من اكثر الدول الأوروبية بروزا في هذه المسألة فيما يقود رئيس الوزراء الاشتراكي سانتشيز خطا يقترب من اللاسامية.

 علاقة طيبة بين الجيوش

مع ذلك، تجدر الإشارة الى ان العلاقة بين الجيش الإسرائيلي وجيوش عديدة في العالم، بما في ذلك الدول المعادية سياسيا مثل اسبانيا هي بالذات علاقة ممتازة ومندوبو العديد من الجيوش يسعون للتعلم من الجيش الإسرائيلي الدروز والمفاهيم من الحرب.

في كريات جات يبنى التعاون والتنسيق بين إسرائيل والامريكيين، فيما يتلقى مندوبو الجيوش الأخرى أساسا تقارير عما يجري ويخططون للمشاركة في الحراسة في المناطق الإنسانية التي تحت سيطرة إسرائيل.

في اطار التنسيق نشر ان الأمريكيين يتابعون بالمُسيرات الاحداث في غزة. وحسب مصدر امني هذا ليس عملا جديدا، فمُسيرات على ارتفاع عالٍ واقمار صناعية أمريكية تراقب القطاع منذ بداية الحرب. ويقول المصدر انه بخلاف ما نشر، فان إسرائيل لا تطلب الاذن بالهجمات لكنها بالتأكيد تطلع بها وتنسقها وفقا للحاجة وللاعمال الإنسانية الدولية في الميدان.

——————————————

هآرتس 27/10/2025

رغم ازدياد الشكاوى للشرطة بشان الارهاب اليهودي في الضفة، الا ان التحقيقات انخفضت

بقلم: يهوشع براينر

عدد التحقيقات التي تم فتحها في الشرطة بشان احداث اجرامية قومية وارهاب يهودي في الضفة الغربية في حالة انخفاض، رغم انه منذ بداية السنة ارتفع عدد الشكاوى التي قدمها الفلسطينيون – هذا ما يتبين من بيانات الشرطة التي وصلت الى “هآرتس” في اعقاب طلب من حرية المعلومات. وتبين ايضا من البيانات انه في النصف الاول من العام 2025 قدمت 427 شكوى عن جرائم قومية في الضفة، مقابل 680 شكوى قدمت في 2024 كله.

حسب البيانات التي قدمت لحركة حرية المعلومات فانه في اشهر كانون الثاني – حزيران هذه السنة فتح فقط 144 ملف تحقيق جنائي في لواء شاي التابع للشرطة – 33 في المئة من كل الشكاوى التي قدمها الفلسطينيون عن جرائم قومية لليهود. هذا مقابل 308 ملفات تحقيق تم فتحها في السنة الماضية، التي كانت تشكل 45 في المئة من اجمالي الشكاوى التي قدمت في حينه من قبل الفلسطينيين. وتبين ايضا ان معظم ملفات التحقيق تم فتحها بشان مخالفات للاضرار بالممتلكات، الاعتداء، اشعال الحرائق على خلفية قومية ورشق الحجارة. اضافة الى ذلك في 2025 بدأ ارتفاع صغير في عدد اليهود الذي اعتقلوا للاشتباه فيهم بتهمة ارتكاب جرائم على خلفية قومية متطرفة: 44 معتقل في النصف الاول من السنة مقابل 71 معتقل في العام 2024.

الوحدة المركزية في لواء شاي، المسؤولة عن التحقيق في الارهاب اليهودي والجريمة القومية، تعمل منذ سنة بدون قائد ثابت. القائد السابق، العقيد شرطة افيشاي معلم، تم نقله من منصبه في اعقاب تحقيق تم فتحه ضده بتهمة التعود بشكل متعمد على تجاهل معلومات استخبارية ضد نشطاء من اليمين المتطرف، واحداث ارهاب يهودي والامتناع عن تنفيذ اعتقالات، هذا حسب الاشتباه، من اجل ارضاء وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، ومن اجل الحصول على ترقية في الشرطة.

معلم متهم، ضمن امور اخرى، باعطاء رشوة والخداع وخيانة الامانة وسوء استخدام قوة سلطته. اثناء توليه هذا المنصب صمم على انه حدث انخفاض في عدد احداث الارهاب اليهودي، رغم انهم في اللواء اليهودي في الشباك صمموا على انه كان ارتفاع. الان يقود اللواء المفتش موشيه بنتسي، الذي يعتبر مقرب من بن غفير والذي عمل كسكرتيره الامني.

مدير عام حركة حرية المعلومات، المحامي هيدي نيغف، قال انه فقط بواسطة الطلب تم كشف البيانات بشان عجز الشرطة في معالجة الجريمة القومية. “ارتفاع عدد الشكاوى المقدمة للشرطة، مقابل عدد لوائح الاتهام القليلة، يجسد اكثر من أي شيء آخر عمل الشرطة في ظل الوزير بن غفير وعدم الرغبة في محاربة الارهاب اليهودي”، قال. “باستثناء ما يبدو كفشل مهني في عدم المعالجة الجنائية للشكاوى، يبدو انه يزداد ايضا فشل اخلاقي واسع واكثر خطورة في الشرطة”.

حسب متابعة “هآرتس” فانه مع بدء موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية يظهر هناك ارتفاع في عدد احداث الاعتداء والجريمة القومية المتطرفة من قبل المستوطنين في ارجاء الضفة. في السنة الماضية ارتفع عدد الاعتداءات التي كانت تتركز في مناطق ج ووصلت ايضا الى داخل القرى والبلدات في مناطق ب – التي فيها السيطرة المدنية هي للفلسطينيين، في حين ان السيطرة الامنية هي للجيش الاسرائيلي. في يوم السبت اكثر من عشرين مستوطن ملثم قاموا بمهاجمة الفلسطينيين ونشطاء حقوق انسان في التجمع البدوي في مخماس جنوب شرق رام الله، وبعضهم حتى اطلقوا النار عليهم. في الليلة السابقة احرق المستوطنون سيارة قرب البيوت السكنية قرب قرية المغير القريبة من رام الله.

الشرطة قالت ردا على ذلك بانه “خلافا للتشويه المعروض – هناك ارتفاع 14 في المئة في عدد ملفات التحقيق التي تم فتحها. مع ذلك، الشرطة لم تعرض دليل على هذا العدد، الذي لا يتساوق مع البيانات التي قدمتها في اطار طلب حرية المعلومات. الشرطة قالت ايضا بانه حدث ارتفاع 16 في المئة في عدد المعتقلين، و143 في المئة في عدد لوائح الاتهام التي قدمت مقارنة مع السنة الماضية”. حسب الشرطة فان البيانات “تعكس سياسة غير متسامحة في انفاذ القانون مع المشبوهين المتورطين في جرائم عنف متطرفة”.

——————————————

هآرتس 27/10/2025 

المحادثات في القاهرة حول المرحلة الثانية بعيدة جدا عن التوصل الى اتفاق

بقلم: حاييم لفنسون

 لقد مر شهر منذ ان عرض الرئيس الامريكي دونالد ترامب خطته المكونة من عشرين نقطة في قطاع غزة. الضباط المسؤولون عن برنامج التعليم في الجيش الامريكي طبعوا هذه التوصيات على ورق مقوى جميل ووضعوها في القاعدة الامريكية قيد التطوير في كريات غات. الرهائن الاحياء عادوا الى بيوتهم، بينما الباقون بقوا عالقين. عند اطلاق البرنامج اعتقدت الولايات المتحدة انه في غضون شهر سيتم انشاء “مجلس السلام” لتولي ادارة قطاع غزة. بعد اسبوع مليء بالاتصالات المدنية – بمشاركة المبعوث الامريكي ويتكوف وصهر الرئيس كوشنر ونائب الرئيس فانس ووزير الخارجية روبيو – فانه من الواضح ان اقامة المجلس ما زالت بعيدة. ونتيجة لذلك فان انشاء “قوة الاستقرار” لمحاربة حماس تم تاجيله لموعد غير معروف، وبدأت تظهر الشكوك حول تشكيلها أصلا.

 جذر هذه المعضلة هو في طرح خطة ترامب، التي لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية، ودفعت الى حلق حماس واسرائيل. المشكلة الثانية هي حماس. “مجلس السلام” لم يتم تشكيله لانه لا يوجد لأي دولة مصلحة في الالتزام بارسال الاموال بدون معرفة ماذا سيكون وضع القطاع في المستقبل، ولا يمكن معرفة ماذا سيكون الامر مع القطاع الى ان تقرر حماس ما تريد ان تكونه في غزة في المستقبل، وماذا سيفعلون في مسألة السلاح.

 التفكير الامريكي بان قوة عربية – اسلامية ستحارب، حرفيا، حماس، لا يوجد حتى الآن أي صلة له بالواقع. الدول الاجنبية مستعدة لارسال قوات “لحفظ السلام” – نوع من شرطة زائد، التي ستظهر التواجد وستوزع الزهور والحلوى وربما ايضا ستوزع بعض مخالفات السير. لا يوجد لديهم أي نية للانتقال من بيت الى بيت ومن نفق الى نفق، والدخول في معارك واسعة مع حماس. المنظمة بقيت حركة شعبية في الشارع العربي وحتى لا أحد يريد ان يعتبر مبعوث للامبريالية الغربية التي تقمع ابطال الامة الاسلامية.

 اندونيسيا، التي وعدت بارسال آلاف الجنود، تبين أنها قصبة ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها. رئيسها برافو سوفيانتو يعتبر شخص غير مستقر، الذي في نفس اليوم يمكنه الاعلان عن حرب نووية في اسرائيل وفي نفس الوقت الاعلان عن اتفاق سلام. مصر غير متحمسة للدخول بشكل عميق الى قطاع غزة، الاماراتيون يوافقون، ولكن مواردهم البشرية محدودة. في زيارة تعبئة الوقود في الدوحة أمس تحدث ترامب عن ارسال قوات قطرية – مثال كلاسيكي لعدم معرفته للتفاصيل. لا يوجد لقطر اشخاص وقوات. فعليا شرطتها هي نموذج للشرطة في غزة: قطر تستورد رجال شرطة من كينيا وتضع عليهم مراقبين محليين كبار، ازاء نقص السكان القطريين الاصليين في شبه الجزيرة.

 الاتصالات لحل الازمة تجري في القاهرة. هناك وراء الكواليس تجري نقاشات بين مصر وحماس والسلطة الفلسطينية ودول عربية، التي هدفها التوصل الى خطة متفق عليها بشان المرحلة الثانية. من الواضح ان حماس ستضطر الى “نزع سلاحها”. السؤال هو بالطبع ما هو هذا السلاح، وما الذي ستحصل عليه حماس في المقابل. حماس لا تنوي فتح نوادي تزلج في الريفييرا الغزية لترامب، بل تريد ادارة غزة من وراء الكواليس. المصريون ياملون ان تتخذ حماس خطوة كبيرة الى الوراء، وتسلم سلاحها بصورة ذاتية، وتتصالح مع السلطة الفلسطينية، وتدعو “الاخوة العرب” لاعادة اعمار غزة من اجل الجميع.

 يبدو ان المفاوضات في القاهرة بعيدة جدا عن خطة متفق عليها. ولا يهم ماذا سيتم الاتفاق عليه بشان السلوك في المرحلة الثانية، من الواضح ان ذلك لن يكون مقبول على اسرائيل. الحد الاعلى الذي حماس مستعدة لاعطائه غير قريب من الحد الادنى الذي بنيامين نتنياهو مستعد لاخذه، وبالتاكيد عندما يكون سموتريتش واوريت ستروك يمسكان بعنقه ويذكرانه بان حماس ما زالت حية وقائمة في المناطق التي يحتلها في غزة.

 في غضون ذلك الامريكيون يدركون ان اسرائيل متحمسة لتفجير اتفاق وقف اطلاق النار. ومثلما وعدوا في اللقاء الشخصي مع احد قادة حماس الكبار، خليل الحية، بانهم يضمنون عدم حدوث ذلك. زيارة الوقود الغريبة في الدوحة وفرت لترامب فرصة اخرى لاظهار حبه الكبير لامير قطر ومحفظته المنتفخة، باستضافة استثنائية ونادرة لزعيم اجنبي على متن “اير فرانس 1”. مصالح قطر واضحة: مقابل كل تصفيق حصل عليه ترامب في الكنيست في اسرائيل، يحصل ترامب على حقيبة ذهبية (مجازية). نائب الرئيس فانس نقل لاسرائيل رسالة تفيد بان أي تحرك عسكري طفيف من قبل اسرائيل في غزة يحتاج الى اخطار امريكي مسبق – أي حق نقض امريكي. الولايات المتحدة تدعم حماس في مسألة تسليم جثث المخطوفين، وتعطي الحركة مهلة لاعادتهم جميعا. اليوم تحت الضغط الامريكي، تم ارسال قوات هندسية مصرية الى غزة للبحث عن الجثث. وقد غرد ترامب الذي يزور آسيا بأنه يتابع التطورات. ومن المؤكد أننا سنشاهد في هذا الاسبوع اعادة عدد آخر من جثث المخطوفين.

الولايات المتحدة تشرف على كل شيء، بدءا من القاعدة في كريات غات. هي في الواقع منشأة تجسس اجنبية في اسرائيل، هدفها مراقبة كل عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة لضمان عدم خرقها لوقف اطلاق النار. على المدى البعيد تناقش واشنطن ما يجب فعله. من جهة تحاول تشكيل عدة تحالفات دولية. وفي نفس الوقت تتبلور فكرة البدء في انشاء بنى تحتية مؤقتة في رفح – من خلال جمعيات افنغلستية – كرفانات وخيام ومدارس واماكن عمل – بغطاء امني من جيش الدفاع الاسرائيلي لاثبات ان حماس ليست اله وان القطاع يمكنه التعافي بدونها. هذه الخطة حتى الان لا يوجد لها أي تمويل. في نهاية المطاف هذا الامر سيقع على عاتق اسرائيل.

——————————————-

معاريف 27/10/2025

حان الوقت لاستعادة الروح الإسرائيلية

بقلم: اللواء (احتياط) إسحق بريك

 مقدمة: الجبهة الداخلية، ساحة المعركة الحقيقية

إنّ التهديد الأكبر لأمن إسرائيل لا يكمن خارج حدودها، بل في داخلها. علينا أن ندرك هذه الحقيقة: لا يعتمد وجود إسرائيل على قوة جيشها فحسب، بل على وحدة مجتمعها وقوته المعنوية. لا يمكن لأمة منقسمة أن تصمد؛ ولا يمكن لأحد إخضاع أمة موحدة. لا يفحص أعداؤنا ترساناتنا، بل يفحصون تصدعات مجتمعنا. عندما نكون منقسمين، يتقدمون؛ وعندما نتكاتف، يتراجعون. لا تُقاس القوة الوطنية لأي دولة بعدد الدبابات أو الطائرات، بل بمستوى الثقة المتبادلة والتضامن بين مواطنيها. يبدأ الأمن الوطني بالتماسك الاجتماعي، وهو القبة الحديدية الحقيقية.

 1-نستحق الحلم الذي بنى الوطن

“وُلدتُ في قرية صغيرة جنوب البلاد… نشأتُ في كيبوتس غالون، حيث غُرست فيّ قيم العمل والعطاء والمسؤولية وحب الوطن”. لم نُولد لليأس. وُلِدنا من تراب هذا الوطن، من الحقول والورش وساحات القتال حيث آمن رجال ونساء بأن خدمة الوطن رسالة. نحن، شعبًا ودولة إسرائيل، جسد واحد وروح واحدة.

نستحق الحلم الذي بنى هذا الوطن، نستحق أن نكون شعبًا يعيش على أسس العمل والصدق والتواضع والوحدة. ستبقى إسرائيل ليس فقط لأن أعدائها سيخشونها، بل لأنها تستحق الوجود، لأن قوتها المعنوية ستعود أقوى من قوتها العسكرية.

2-نستحق قادةً يرون الناس

“على القائد أن يرى الجندي قبل أن يرى المهمة”. “القيادة مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى”. نستحق قيادةً تجسد الشجاعة والصدق. القائد الحقيقي ليس بمنأى عن الخوف، فهو من يتمسك بالحقيقة حتى في خوفه.

 نستحق قادةً ينظرون في أعين مواطنيهم، يصغون إليهم، يُثقفون، ويتحملون المسؤولية بدلًا من فرضها على الآخرين. يجب أن ينشأ الجيل القادم من قادة إسرائيل من الداخل، من البيوت والمدارس والقواعد حيث لا تزال المسؤولية مقدسة. نستحق قيادةً لا تخشى ضميرها، تقول الحقيقة حتى لو كانت مؤلمة، وتصمد حتى لو اهتزت الأرض.

 3-نستحق جيشًا يعكس روح الأمة

“لا معنى للأسلحة الحديثة بدون روح قتالية وانضباط عملي ومهني”.

“قوة الجيش هي انعكاس للقوة المعنوية للشعب”. نستحق جيشًا شعبيًا، لا جيشًا سياسيًا. نستحق جنودًا وقادةً تُرشدهم القيم، لا المصالح. نستحق جيشًا يتذكر رسالته: حماية ليس فقط جسد إسرائيل، بل روحها أيضًا. عندما يؤمن المقاتلون بالقادة، ويؤمن القادة بالمقاتلين، لن ترتكز قوة إسرائيل على الكلمات، بل على الروح.

4-نستحق المسؤولية، لا الخوف

“طوال حياتي سعيتُ وراء الحقيقة، لا الأعذار”. “العدو الحقيقي لشعب إسرائيل هو الرضا عن النفس”. نستحق وطنًا يستبدل الخوف بشعور بالمسؤولية. يجب على كل إسرائيلي، جنديًا، ومعلمًا، وأبًا، ومواطنًا، أن يكون حارسًا لمستقبل مشترك. تحمل المسؤولية ليس عقابًا، بل هو أسمى أشكال حب هذا الوطن. عندما نتصرف بصدق وشجاعة، دون أعذار ودون سخرية، سنكرم الأجيال التي بنت هذا الوطن بالعمل والعرق والدم. نحن نستحقهم.

5-نستحق وحدةً لا تُقهر

“لقد نجا شعب إسرائيل بفضل الإيمان والمسؤولية المتبادلة”. لا يقيس أعداؤنا مدى الصواريخ، بل عمق الانقسام. عندما ننقسم، يزدادون قوة؛ وعندما نتحد، يتراجعون. نستحق وحدةً لا تنبع من الخوف، بل من الإيمان. كلمة “رعوت” تعني رابطًا عميقًا لدرجة أن كل واحد مستعدٌّ للتضحية بحياته من أجل الآخر. يجب أن يصبح عقد الأخوة هذا أساس حياتنا المدنية اليوم. نحن شعب واحد، أصواتنا متعددة، ومصيرنا واحد. نستحق وحدةً لا تنبع من الشعارات، بل من التضامن؛ لا من الخوف من العدو، بل من الإيمان ببعضنا البعض. هذه هي القوة التي لا يمكن لأحد في العالم أن يكسرها.

6-نستحق ثقة الجيل القادم

“مسؤولية حياة الجيل القادم من المقاتلين هي بوصلتي”. يستحق أطفالنا وطنًا ينطق قادته بالحق، وتخدم مؤسساته شعبه، ويخدم شعبه ودولته بعضهما البعض. نحن، الشعب والدولة معًا، نستحق ثقتهم إذا عرفنا كيف نعود إلى الأمة التي تمنيناها لأنفسنا.

7-نستحق أن نعيش بهذه القيم

إلى جانب القيادة والمسؤولية والصهيونية، يجب على كل مواطن وقائد وجندي أن يعيش في ظل هذه القيم: القدوة الشخصية، والتميز المهني، والموثوقية، والعزيمة والإخلاص للرسالة، والمسؤولية، والمبادرة، والتضامن المتبادل، واللطف، والأخوة، والإيمان بعدالة الطريق، التي تشمل حب الوطن، وإدراك أنه لا وطن لنا سواه. هذه القيم ليست أفكارًا مجردة، بل هي نفس القوى التي أبقت المقاتلين في مرمى النيران. هذا العقد نفسه من الأخوة والصدق والإيمان يجب أن يعيد بناء الوطن. الحقيقة والنزاهة والشفافية هي درع الحكم الرشيد. إن الشجاعة الأخلاقية نفسها التي تحمي البلاد في ساحة المعركة يجب أن تحميها أيضًا في مؤسساتها.

  1. نستحق التجديد معًا

“هذا الوطن ملكٌ لمن هم على استعدادٍ للكفاح من أجله، ولإصلاحه”. نستحق وطنًا قادرًا على النهوض من جديد، لأننا عانينا، لكننا لم نُكسر؛ تعثرنا، لكننا لم نضِل طريقنا. سنعيد بناء الوحدة، ونستعيد الروح، ونستعيد الإيمان بقدرة إسرائيل على إصلاح نفسها.

لأنه عندما يقف الشعب والوطن معًا، جسدًا واحدًا وروحًا واحدة، تصبح إسرائيل لا تُقهر. الأمة التي تتذكر من هي، لن تُهزم أبدًا.

الخاتمة: لأننا ما زلنا نستحق

نستحق مستقبلًا يرى فيه الإسرائيليون بعضهم بعضًا كشركاء، لا كأعداء؛ حيث تكون الخدمة، لا السخرية، لغتنا المشتركة. نستحق، وتستحق إسرائيل، أن تكون الأمة التي تؤمن، وتوحد، وتثبت. لأننا ما زلنا نستحق، وسنظل كذلك دائمًا.

 ——————————————

معاريف 27/10/2025

نتنياهو يخضع لسيطرة أمريكية كاملة

بقلم: افرايم غانور

في تاريخ شعب إسرائيل ودولة إسرائيل ستذكر الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو الى الابد كمن في ورديتها وقعت الكارثة الافظع منذ المحرقة وكمن غيرت وجه الدولة الى الأسوأ من مفاهيم عديدة. في اعقاب سلوكها الفاشل على مدى سنتي الحرب احتدمت الكراهية تجاه دولة إسرائيل والشعب اليهودي بعامة. لكن الخطيئة الأكبر للحكومة هي أنها لم تتمكن من عرض خطة لليوم التالي، لم تبادر الى خطة سياسية إسرائيلية، براغماتية وموضوعية، في ظل استغلال الضربات العسكرية القاسية التي تعرض لها حزب الله وايران كي تخلق مرة واحدة والى الابد واقعا جديدا ومختلفا في قطاع غزة. بدلا من ذلك، اوغلت الحكومة في الخيالات العقارية، الاستيطان اليهودي المتجدد في قطاع غزة بحيث يؤدي زعما الى هجرة المليوني غزي.

سُحب رئيس الوزراء نتنياهو من أنفه على مدى هاتين السنتين من قبل شريكيه المسيحانيين، سموتريتش وبن غفير اللذين اقتاداه واقتادا إسرائيل الى الواقع الحالي. بعد 77 سنة استقلال أقيم في قلب دولة إسرائيل فرع للبنتاغون الأمريكي تحت الاسم “القيادة الامريكية” وذلك، حسب تعريف الإدارة الامريكية لاجل الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار، التنسيق بين الدول المشاركة في حماية وقف النار والحرص على البدء باعمار القطاع واحتياجات مواطني غزة، لتحديد الاطار الأمني لنشر القوات الدولية ومنظومات الاشراف والسيطرة على القطاع. عمليا، كل ما كان يفترض أن يكون تحت عنوان “اليوم التالي” الذي كان ينبغي لدولة إسرائيل أن تعرضه وتنفذه.

بعد سنتين من الحرب لم تريا نهايتها، ولد حل الرئيس الأمريكي ترامب الذي فهم بان حكومة المتبطلين هذه ستورط نفسها وتورط اكثر من ذلك الشرق الأوسط في ظل المس بمصالح أمريكية. هنا ولدت رقابة “الأخ الأكبر” دونالد ترامب الذي سارع ليوضح لنتنياهو وللعالم بان ما كان لن يكون بعد اليوم. الجيش الإسرائيلي لن يبقى في قطاع غزة، إسرائيل لن تحكمه وبالطبع لن تقام هناك مستوطنات إسرائيلية. غزة ستكون تحت سيطرة ورقابة قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة تركيا، قطر ودول أخرى – الامر الذي ينبغي أن يقلق كل إسرائيلي. الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من العمل في قطاع غزة مثلما يعمل بحرية في لبنان حين يشخص عملا فيه خروقات للاتفاقات الموقعة.

يدور الحديث عن ثمار فجة ولدت من التبطل التام للحكومة ورئيسها الذين حرصوا فقط على بقائهم. هذه حكومة يمين تباهت بموقفها ونواياها، التي جعلت إسرائيل الولاية الـ 51 للولايات المتحدة وان كانت لا تزال بدون نجمة على العلم الأمريكي. وكما يبدو هذا اليوم، رغم كل جهود نتنياهو لتشويش وتشويه الحقائق والواقع فانه يخضع لسيطرة أمريكية كاملة، تملي عليه وعلينا جميعا بشكل جلي وواضح جدول الاعمال الأمني والسياسي.

——————————————-

يديعوت احرونوت 27/10/2025 

ضمادة على جرح الإهمال

بقلم: ناحوم برنياع

مساء السبت، وصل الى ساحة المخطوفين اعداد أقل بكثير من المتظاهرين. قد لا يظهر الفرق على شاشات التلفزيون، لكنه واضح جليًا في ساحة الميدان. كان انخفاض التوتر متوقعًا: الآن وقد أصبح جميع المختطفين على قيد الحياة بيننا، مع عائلاتهم، ودُفن جزء كبير من القتلى في المقبرة اليهودية، خفّ القلق والذعر والدموع التي كانت تجلب عشرات الآلاف إلى الساحة أسبوعيًا. بقي المطلب كما هو، واضحًا وقاطعًا: “الجميع – الآن!”، لكن ثارت تساؤلات حوله.

في الواقع، لماذا اجتمعنا؟ هل جئنا لنحتفل مجددًا بإنقاذ الرهائن الأحياء؟ أم لنشكر ترامب ومبعوثيه مجددًا، وللجماهير التي انضمت إلى النضال بأعداد كبيرة؟ وللعائلات؟ لنرى العائلات في فرحها ولنعانق العائلات التي لا يزال أحباؤها هناك؟

هل جئنا للفرح أم للاحتجاج، للهتاف أم للصراخ؟ وإذا جئنا للاحتجاج، فضد من، ضد الحكومة؟ ضد ترامب؟ ضد قطر؟ ضد حماس؟ تواجه الاحتجاجات صعوبة في التعامل مع الرسائل المعقدة. فهم يفضلون عدوًا واحدًا، ومذنبًا واحدًا، واضحًا، ومتهمًا، وملموسًا. تجري مفاوضات إعادة الجثث الثلاثة عشر المتبقية حاليًا في منطقة الصمت. لا يُنشر إلا القليل جدًا، وما يُنشر ملوث بمعلومات مضللة. يبدو أن الجيش الإسرائيلي لديه معلومات عن أماكن دفن ثمانية من الشهداء الثلاثة عشر المتبقين، لكن المعلومات لا تشير بالضرورة إلى مكان الدفن الدقيق. لا يُعرف الكثير عن مواقع القبور الخمسة المتبقية. حماس لا تحدد أماكن القبور بالوتيرة المطلوبة إما لأنها لا تملك المعلومات أو لأنها تريد ابتزاز شيء آخر مقابل المعلومات. من المرجح أن يكون كلاهما.

تنتقد هيئة العائلات الحكومة لتخليها مسبقًا عن أدوات الضغط التي كان من الممكن أن تجبر حماس على إعادتهم جميعًا. كان من الصواب، في رأيها، استمرار احتجاز بعض الأسرى في السجون حتى إطلاق سراح آخر شهيد. وليس من المؤكد أن مثل هذا الترتيب كان ليُفرض على حماس خلال المفاوضات المعقدة التي أدت إلى الاتفاق.

تشتبه هيئة عائلات الشهداء في أن للحكومة دوافع خفية هنا: فقد سمحت للوسطاء بإثارة الغموض حول عودة الشهداء لإبقاء خيار تجديد القتال قائمًا: حماس لن تلتزم بالاتفاق، وترامب سيُهدد بالجحيم، وإسرائيل ستكون حرة في استئناف القتال وجميع الرهائن على قيد الحياة في الداخل.

لقد استحقت الحكومة الحالية كل الشكوك التي وُجهت إليها بصدق. ومع ذلك، لا يوجد حاليًا أي دليل يؤكد هذه الشكوك. فقد دعا النضال من أجل إعادة المختطفين مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى التوحد. كان الميدان واحدًا، لكن المشاعر التي قادت إليه كانت مختلفة: التعاطف مع الإسرائيليين الذين كانت حياتهم في خطر، وكراهية عدو شرير قاسٍ، وحب الشعب الذي كانت وجوهه المبتسمة تطل من كل جدار، والغضب على حكومة تخلت عنهم. كل ذلك مرتبط بنضال واحد، ومطلب واحد.

ماذا سيفعل هؤلاء الإسرائيليون الآن؟ لقد أعادت عودة المختطفين أحياءً، والسعادة التي تنعكس في صورهم، والاحتفال الوطني من حولهم، إلى جدول الأعمال توقع المصالحة الوطنية.

وكما هو الحال دائمًا، فإن نتنياهو هو أول من يعترف. لقد خففت لغة خطاباته على الفور؛ وكذلك المحتوى. تم وضع خوذة الجنرال، المنتصر المطلق، بعيدًا في أدراج مكتب رئيس الوزراء. وفي مكانها حلت قبعة الصبي المقدسي الصالح لأبي الأمة، الموحد العظيم، المغذي، المزود، الغفور. أستمع وأتذكر أمسالم، وبلوين، وغوتليف، الذئب ذو القبعة الحمراء الذي كان يرتدي ملابس الجدة. لكن نتنياهو لا يستهدفني. إنه يستهدف تلك الولايات الخمسة-الستة-السبعة لليمين الناعم، والتي قد توجد أو لا توجد في الشارع الإسرائيلي. إنه يستهدف جفعات شموئيل، المدينة الصهيونية الدينية الممتدة بين بتاح تكفا ورمات جان. إنه يستهدف حيي القطمون والبقعة، وهما حيان دينيان ليبراليان جنوب القدس. عندما طلبتُ من أحد قادة المعارضة أن يقترح شخصيةً تُمثل هذا الجمهور، قال لي على الفور: راشيل غولدبرغ بولين، والدة هيرش الفاتنة، الذي قتل في أسر حماس. إن لم تكن هي، فجيرانها وأصدقاؤها.

ان إعادة القتلى المتبقين واجبٌ على الحكومة: هي التي تخلت وهي التي تعيد. من المناسب تذكيرها بواجبها كل أسبوع، في الساحة، وأمام الصور، وأمام العائلات. لكن هذا لا يكفي: لا يمكن أن تكون عودة المخطوفين ضمادةً على جرح التخلي. المصالحة ضرورية، والتصحيح ضروري، لكن لا يمكن أن يستمرا تحت جناح هذه الحكومة، وهذا الائتلاف.

——————————————

هآرتس 27/10/2025

“التأجيل غير دستوري”.. المستشارة القانونية ترد على لفين: مشروع هدفه حماية نتنياهو

بقلم: أسرة التحرير

أبلغت المستشارة القانونية وزير العدل ياريف لفين أمس، أن مشروع القانون الذي أقرته الحكومة، والذي يُخوّل لجنة الكنيست تأجيل الإجراءات القانونية ضد رئيس الوزراء ووزرائه، غير دستوري وشخصي، وينتهك أسس النظام الديمقراطي، لذا لا ينبغي العمل عليه. وصرحت غالي بهراب ميارا بأن القانون يهدف إلى حماية رئيس الوزراء من ربقة العدالة.

لا يحتاج لفين إلى رأي المستشارة ليعلم أنه مشروع قانون باطل وفاسد ولن يجتاز اختبار المحكمة العليا، ولكنه يُدير حملة تشويه ضد النظام القضائي. من وجهة نظره، يُعدّ التلاعب بالنظام وتحريض القاعدة ضده مهمةً بالغة الأهمية.

إلى جانب تقويضه ثقة الجمهور بالنظام القضائي وتمزيقه البلاد، ليس لدى ليفين أي إنجاز يُفخر به. وبدلاً من التعلم من أخطائه، يُمعن في إظهار كراهيته للنظام القضائي المُؤتمن عليه.

في هذه المرحلة، أضاف لفين والحكومة أسباباً أخرى لمواصلة عملهما على تدمير النظام القضائي: الحملة التي يُديرها نتنياهو للحصول على عفو من رئيس الدولة، حتى إنه استدرج رئيس الولايات المتحدة ترامب؛ ومحاولة التهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية، والتي تقع سلطة تحديد تشكيلها على عاتق رئيس المحكمة العليا، القاضي إسحق عميت؛ والدخول في عام انتخابي، الأمر الذي يتطلب قصة كبيرة وقوية تُثير حماسة القاعدة وتُحشدها.

في ولايته الحالية، قلّل نتنياهو تمامًا من شأن صورته كـ”سيد أمن” أو “سيد اقتصاد”، والأكثر ارتباطاً به الآن هو السابع من أكتوبر. ورغم أنه أقال جميع كبار قادة الأمن الذين خدموا وقت الفشل، لم يجد بعدُ من المناسب تحمّل مسؤولية الكارثة المروعة، والاستقالة من منصبه، وهو وشركاؤه يعرقلون بكل قوتهم تشكيل لجنة تحقيق رسمية. يُلقي نتنياهو باللوم على الجميع، ويتهرب من المسؤولية، ويحاول ترتيب عفو لنفسه، ويحثّ وزرائه على نشر عرائض، بينما يُروّج شركاؤه لمشاريع قوانين لا أساس لها من الصحة تُنقذه من المحاكمة.

هذا السلوك الفاسد يُشير إلى طبيعة الحملة الانتخابية القادمة: مشاريع قوانين ومبادرات لا تُحصى لإضعاف النظام القضائي، والحفاظ على نفوذ ائتلاف نتنياهو الحالي، والإضرار بالمرشحين المنافسين (مثل قانون تقييد خطوات نفتالي بينيت بسبب ديون حزبه السابقة)، وتعبئة الناخبين من خلال صدامات متكررة مع المستشارة ومحكمة العدل العليا، و”الدولة العميقة”.

لقد استفاد نتنياهو من نهجه المتباكي في الماضي في صناديق الاقتراع، ولكن بعد عامين من الحرب التي قُتل وجُرح فيها الآلاف من الناس، فقد حان الوقت لكي يعترف الجمهور بالضحايا الحقيقيين لسياسات الحكومة الحالية: الجميع باستثنائه.

—————–انتهت النشرة—————–

Share This Article