كتب نايف زيداني
المسار: حاول 279 جندياً إسرائيلياً الانتحار، بين يناير/ كانون الثاني 2024 ويوليو/ تموز 2025، وفق ما يتضح من بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تم تسليمها إلى مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، وأشارت إليها وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء. وبناء على وثيقة البيانات، تم تصنيف 33 من محاولات الانتحار على أنها “خطيرة”؛ أي أنّ طريقة التنفيذ كان من الممكن أن تؤدي إلى وفاة الشخص أو إلى إصابة جسيمة.
جاءت الوثيقة التي أعدها مركز أبحاث الكنيست الإسرائيلي بناء على طلب النائب عوفر كسيف (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة). وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أنه في السابق، لم يكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجمع بيانات حول محاولات الانتحار، وبدأ بجمعها فقط اعتباراً من عام 2024. وتشمل البيانات فقط الحالات التي تم الإبلاغ عنها لاختصاصيي الصحة النفسية في الجيش. ولفتت هيئة البث الإسرائيلي (كان) إلى أنّ المعنى الإحصائي للمعطيات، هو أنه مقابل كل جندي انتحر خلال هذه الفترة، تم توثيق سبع محاولات انتحار إضافية.
وبحسب التقرير الوارد في الوثيقة، فإنه بين عام 2017 ويوليو/ تموز 2025، انتحر 124 جندياً، من بينهم، 68% كانوا في الخدمة الإلزامية، و21% في الخدمة الاحتياطية الفعّالة، و11% في الخدمة الدائمة. وأشار التقرير إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المنتحرين بين جنود الاحتياط منذ عام 2023، مما أدى إلى زيادة نسبتهم من إجمالي حالات الانتحار كل عام. وفي هذا السياق، أفادت وزارة الأمن بأنه يجب فحص هذه البيانات على خلفية الزيادة الهائلة في عدد جنود الاحتياط النشطين، منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
“وباء الانتحار” في جيش الاحتلال
وعلّق النائب عوفر كسيف، الذي أُعد التقرير بناءً على طلبه، بالقول: “لا توجد قيمة أهم من حياة الإنسان. وباء الانتحار، الذي من المرجح أن يزداد سوءاً الآن مع انتهاء الحرب، يتطلب إنشاء أنظمة دعم حقيقية للجنود والمجنّدات، وقبل كل شيء، إنهاء الحروب وتحقيق سلام حقيقي. الحكومة التي ترسل جنودها إلى الحرب والأسر ثم تتخلى عنهم، هي التي تعمل ضدهم، وليس من يناضل ضد الحروب وجرائمها”.

