المسار : حذر المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، من هشاشة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى استمرار انتهاكات خطيرة ومتكررة من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعث بها منصور إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد جهود وساطة دولية، ما زال يواجه انتهاكات جسيمة.
وأشار منصور إلى أن مئات الانتهاكات الإسرائيلية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أسفرت عن استشهاد 211 فلسطينياً في غزة، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى دمار واسع للبنية التحتية، مع استمرار وجود آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
وأوضح أن أكثر من 170,000 فلسطيني أصيبوا خلال الفترة نفسها، وأن العديد منهم يعانون دون تلقي الرعاية الطبية اللازمة بسبب انهيار النظام الصحي وقيود الاحتلال على دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المعدات والإمدادات الطبية.
ودعا منصور المجتمع الدولي والدول الوسيطة إلى الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات فوراً وضمان استدامة وقف إطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة أن يصبح الاتفاق شاملاً ودائماً لكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، حيث تواصل قوات الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم الوحشية، وأسفرت عن استشهاد عدد من الأطفال.
كما نبه إلى استمرار توسيع المستعمرات غير القانونية بشكل منهجي، مؤكداً أن إجمالي المشاريع الاستعمارية غير الشرعية هذا العام يقارب 30 ألف وحدة، مع نقل مئات الآلاف من المستوطنين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
ورحب منصور بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2025، الذي شدد على الالتزامات القانونية لإسرائيل، بما في ذلك ضمان وصول الفلسطينيين إلى مقومات الحياة الأساسية وتسهيل خطط الإغاثة ومنع التجويع كوسيلة حرب أو التهجير القسري.
وأكد المندوب الفلسطيني أن المجتمع الدولي بحاجة إلى التحرك الفوري لتنفيذ القرارات الدولية، وحماية حياة الفلسطينيين في غزة، والمساعدة في بدء إعادة الإعمار، ووضع حد نهائي للإبادة الجماعية، وتحقيق مسار حقيقي نحو العدالة والسلام للشعب الفلسطيني.
