إنذار الفجر الضائع.. كيف تجاهلت قيادة الاحتلال إشارات هجوم حماس قبل ساعات من اندلاع “طوفان الأقصى”

المسار : من كتاب “#سقوط_فرقة_غزة” لـ إيلان كفير

في ساعة مبكرة من صباح يوم 7 أكتوبر 2023، تم إرسال رئيس الشاباك رونين بار، إلى هيئة الأركان العامة، ونتيجة للأنشطة الاستخباراتية التي لم تكتشف مسبقا، تلقى رئيس الشاباك إشارات مقلقة تدل على نشاط غير اعتيادي.

الإشارات شملت رصد دعوات لجمع مقاتلي حماس في المساجد فجرا، إلا أن الجيش لم ير في ذلك مؤشرا قاطعا لاحتمال وقوع حادثة اختراق للسياج الحدودي، ومع ذلك، أُبلغ رئيس الشاباك عند الساعة الرابعة صباحا بمعلومات إضافية حول ضرورة متابعة الإشارات عن كثب.

بشكلٍ عام، كانت كلّ الإشارات غير كافية لتأكيد إنذارٍ حقيقي، ولم يُعرف أنها كانت مؤشرات واضحة لما كان يجري التحضير له، كل شيء بدا في ذلك الوقت وكأنه لا يشير إلى أي تهديد حقيقي من جانب حماس.

الإشارات نفسها لم تُفسَّر كعلامات على هجوم وشيك، بل كاستعداد لتدريب آخر، تماما كما حدث سابقا، وتلك الإشارات، حسب التقديرات الاستخباراتية، اعتُبرت عادية.

رئيس الشاباك قرر مع ذلك إيقاظ رئيس الأركان هرتسي هاليفي في منتصف الليل، وكذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا، الذي كان في تلك الساعة في إجازة في إيلات.

حاليفا، الذي شعر بقلق من الإشارات التي وردت، قرر المشاركة في نقاش مع ضباط كبار آخرين: قائد القيادة الجنوبية، ياورون فينكلمان، ورئيس شعبة العمليات، اللواء عودد بسيوك، بينما رئيس شعبة الاستخبارات لم يشارك في النقاش، ولا أي ضابط كبير آخر.

في شعبة الاستخبارات العسكرية، وجّه رئيس الأركان أوامره إلى اثنين من كبار الضباط بالتأكد في نقاط المراقبة الاستخباراتية مما إذا كانت حماس تخطط لحرب، وأمرهم بإعداد تقدير إضافي للوضع في تمام الساعة 8:30 صباحا.

في المقابل، تقرر استدعاء ضباط كبار كانوا في إجازة العيد، من بينهم قائد القيادة الشمالية، الذي خرج على الفور إلى قيادته، وكذلك فريق “تكيلا” من الشاباك.

“تكيلا” هي الوحدة العملياتية الخاصة في الشاباك، والتي تضم مقاتلين ذوي خبرة كبيرة من وحدات الجيش الخاصة الذين نفذوا عمليات كثيرة في الضفة الغربية.

أُبلغوا بضرورة تقديم حلولٍ ميدانية سريعة، لكنهم لم ينجحوا في تفسير تلك الإشارات التي تلقوها، ولم يتيقنوا من كونها تدلّ على مهمة مباشرة لعناصر مسلحة في غزة.

قائد فرقة غزة، العميد آفي روزنفيلد، أُبلغ هو الآخر بالتطورات الأخيرة، وتلقى تحديثا في الساعة الرابعة صباحا، قبل وقت قصير من الحدث الكبير وكذلك قادة الألوية في فرقة غزة: الراحل آساف حمامي، قائد اللواء الجنوبي، وحاييم كوهن، قائد اللواء الشمالي.

بالإضافة إلى إرسال وحدة “تكيلا”، تقرر في القيادة الجنوبية أن يُطلَب من سلاح الجو الاستعداد لتجهيز الطائرات بدون طيار والطائرات الصغيرة لمهام مراقبة بعيدة المدى، بينما تقرر عدم رفع مستوى التأهب العام في القواعد.

لهذا السبب، لم تُنقل أي تحذيرات إلى المقاتلين المتمركزين، ولا إلى قادة الكتائب والألوية، أو أطقم الدبابات والمدرعات، أو وحدات المراقبة والمراقبين المنتشرين على طول السياج الحدودي، حتى قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، لم يكن مشاركا في أي من المناقشات الليلية.

أما على المستوى السياسي، بما في ذلك رئيس الحكومة ووزير الدفاع، فلم يتلق أي منهما تحذيرا أو معلومة في الوقت الحقيقي عن النقاش الليلي الذي أُجري في الجيش، والذي كان يمكن أن يغيّر مجرى الأحداث.

Share This Article