المسار :كشفت شهادات أسرى محررين عن فظائع وانتهاكات جسيمة ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي داخل السجون ومراكز الاحتجاز، منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصفين تلك المرحلة بأنها “الأكثر قسوة ووحشية” في تاريخ الحركة الأسيرة.
الأسير المحرر محمد شماسنة، الذي أفرج عنه في صفقة “طوفان الأحرار 3″، تحدث عن واقعٍ مظلم عاشه الأسرى داخل زنازين مغلقة على الضوء والهواء، حيث مُنعوا من الصلاة جماعة وصودرت مصاحفهم، قائلاً: “كنا نعيش في سجون بلا شمس، بلا صلاة، بلا حياة”.
وأشار شماسنة إلى أن الاحتلال حوّل الزنازين إلى مختبرات للتعذيب النفسي والجسدي، من خلال العزل الانفرادي، وقطع الكهرباء والماء، ومنع الاستحمام لأشهر طويلة، إلى جانب الاعتداءات الجسدية باستخدام الكلاب المدربة وعمليات الإذلال اليومية أثناء التفتيش.
وأضاف أن الإهمال الطبي المتعمد فاقم معاناة الأسرى، حيث تفشّى مرض “الجرب” في عدد من الأقسام دون تقديم أي علاج حتى أصيب بعض السجانين بالعدوى، فبدأت إدارة السجون حينها فقط بمعالجة الحالات.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن 77 أسيرًا استشهدوا منذ بداية العدوان على غزة جراء التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، بينما تحتجز سلطات الاحتلال جثامين 85 أسيرًا ارتقوا داخل السجون، بينهم 74 منذ الحرب الأخيرة، في ظل صمت دولي مريب.
كما تحوّلت معسكرات الاحتجاز الجديدة مثل “سديه تيمان” و“ركيفت” إلى رموز للتعذيب الممنهج، إذ يتعرض المعتقلون هناك للضرب المبرح والتجويع والاعتداءات الجنسية، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية واتفاقيات جنيف.
وتُجمع الشهادات الحقوقية على أن الاحتلال يستخدم الاعتقال كأداة انتقام جماعي تستهدف كسر روح الأسرى والمعتقلين، فيما يصف مراقبون هذه الممارسات بأنها جرائم حرب مكتملة الأركان تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود بحق الفلسطينيين.

