المسار : في خطوة أثارت علامات استفهام واسعة، ظهر عمدة نيويورك المنتهية ولايته، إريك آدامز، في تل أبيب مُطلقًا سلسلة تحذيرات عدائية ضد العمدة المنتخب زهران ممداني، بدلًا من مواجهة أسئلة تتعلق بإخفاقه الانتخابي وانسحابه من سباق إعادة الانتخاب.
وخلال زيارة وُصفت بأنها بلا مبرر سياسي واضح، قال آدامز: “لو كنت يهوديًا في نيويورك، لقلقت على أطفالي… هناك ما يدعو للقلق”، في تصريحات بدت كأنها محاولة لإعادة إشعال خطاب الخوف بعد أن فقد شعبيته داخل مدينته.
وجود آدامز في تل أبيب، بعد سقوطه السياسي، فتح الباب أمام تساؤلات لاذعة: هل يبحث العمدة المنتهية ولايته عن منصة خارجية لتصفية حساباته السياسية؟
وهل جاءت زيارته تعويضًا عن غياب الاهتمام المحلي به بعد أن تراجع نفوذه داخل نيويورك؟
ولماذا اختار إسرائيل بالتحديد ليهاجم مسؤولًا منتخبًا ديمقراطيًا من مدينته؟
آدامز، الذي فشل في الفوز بولاية جديدة وانسحب من السباق بسبب ضعف الدعم الشعبي، يواصل حملته ضد ممداني، مستخدمًا ورقة “الخطر على اليهود”، رغم أن ممداني فاز بدعم واسع من شرائح يهودية داخل المدينة.
وخلال حملة 2025، لجأ آدامز إلى خطاب مماثل، محاولًا الترشح على قائمة “إنهاء معاداة السامية”، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة يائسة لإنقاذ مستقبله السياسي.
العديد من الأصوات داخل نيويورك رأت في زيارة آدامز “دعاية خارج الحدود” تهدف لضرب شرعية ممداني وتشويه صورته، خاصة أن الأخير اشتهر بمواقفه المنتقدة لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
ورغم إطلاق رابطة مكافحة التشهير (ADL) منصة “مراقب ممداني”، خرجت شخصيات ديمقراطية بارزة لتنتقد التهويل، أبرزهم المستشار السياسي ديفيد أكسلرود، الذي وصف ردّ الـADL بأنه “مبالغ فيه وتحريضي وغير مسؤول”.
وفي تعليقها على هجوم آدامز، قالت دورا بيكيتش، المتحدثة باسم ممداني: “كان ممداني فخورًا بدعم مئات الآلاف من اليهود في نيويورك، وهو يتطلع لحماية جميع سكان المدينة بدون استثناء”.
وبين زيارته المفاجئة لإسرائيل، وهجومه الحاد على خليفته المنتخب، يجد آدامز نفسه متهمًا بإشعال نار الانقسام بدلًا من احترام إرادة الناخبين.

