المسار : – تصاعدت المخاوف في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، بعد إخطار الاحتلال الإسرائيلي للبلدية بنيته استملاك 1473 دونماً من أراضي البلدة وبرقة المجاورة، في أكبر أمر استملاك للمواقع الأثرية في تاريخ المنطقة.
ويأتي هذا الإجراء ضمن ما تصفه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بـ”التسلل بالآثار”، حيث تستخدم إسرائيل المواقع التاريخية ذريعة لضم الأراضي تدريجياً، وفصل المدن الفلسطينية عن بعضها، وتعزيز الاستيطان في شمال الضفة الغربية.
ويشير رئيس بلدية سبسطية محمد عازم إلى أن القرار يشمل 570 قطعة أرض تحتوي على نحو 3000 شجرة زيتون، إضافة إلى 25 منشأة سياحية فلسطينية، مثل مطاعم ومتنزهات، والتي ستغلق أبوابها بفعل المشروع. ويؤكد أن معظم الأراضي مملوكة للأهالي منذ عام 1956، أي قبل الاحتلال.
ويعتبر الخبراء أن المشروع الاستيطاني تحت غطاء الآثار يهدف إلى فصل نابلس عن محافظتي جنين وطولكرم، بما يضمن السيطرة على شمال الضفة الغربية، مع التأكيد على أن هذه المخططات ليست لها أي أهداف تراثية حقيقية، بل تخدم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
ويذكر أن سبسطية تتمتع بتاريخ عريق يعود إلى العصر البرونزي، وشهدت حضارات متعددة مثل الكنعانيين والرومان والبيزنطيين، وتحتوي على مواقع أثرية بارزة تشمل المدرج الروماني، شارع الأعمدة، ومعبد أغسطس، والتي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها لترويج رواية أثرية إسرائيلية مزيفة.
المشروع يمثل تهديداً اقتصادياً مباشراً لأهالي البلدة الذين يعتمدون على الزيتون والسياحة كمصدر رئيسي للدخل، وسط استمرار الاقتحامات والمضايقات الإسرائيلية المتكررة.

