المسار : قال قائد سلاح الجو السابق في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط أمير إيشل، إن الحرب القادمة مع إيران وأذرعها ستطرح تحديات كبيرة غير مسبوقة أمام إسرائيل وغيرها.
في محاضرة له، ضمن مؤتمر أمني في تل أبيب، علّل إيشل تحذيراته بالقول إن الحرب القادمة ستشهد هجمات بمئات، بل بآلاف الصواريخ المتطورة بكافة تشكيلاتها، وبأسراب كبيرة من المسيّرات الانتحارية.
وسبقت إيشل صحيفة “معاريف” العبرية التي نقلت عن رؤساء في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهم إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية بدأت تشديد إجراءات الحماية على أصحاب المناصب والعلماء من الصناعات العسكرية الإسرائيلية عندما يسافرون إلى الخارج، وعلى أصحاب المناصب الرفيعة المستوى في وزارة الأمن.
وكشفت أيضاً أنه في الفترة الأخيرة شُددت الحماية حول مدير عام وزارة الأمن، اللواء في الاحتياط أمير برعام، خلال تنقّله حتى داخل البلاد، وخصصت له طاقم حراسة يرافقه.
كذلك قالت “معاريف” إن شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” وقسم العمليات فيها قد أدركا بعد المواجهة مع إيران أنه يجب تغيير مفهوم “حماية الشخصيات” داخل الجيش الإسرائيلي، منوّهة أنه قد تقرر تحويل وحدة حماية الشخصيات التابعة لهيئة الأركان إلى لواء، كما تقرر إدخال عدد من ضباط الجيش في دائرة الحماية، بمن في ذلك ضباط برتبة عميد، وليس فقط ضباط هيئة الأركان برتبة لواء.
لكن المنظومة الأمنية، حسب “معاريف”، تدرك أن إيران لا تقيّد نفسها بالانتقام من العسكريين فحسب، بل أيضاً ستحاول استهداف كبار العاملين في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وبينهم علماء ومديرون في شركات كالصناعات الجوية، ورفائيل، وإلبيت سيستمز، والعاملون في مديرية البحث والتطوير الدفاعي وغيرهم. وتتابع: “على هذا الأساس، فهي تقرر تنفيذ ترتيبات أمنية لبعض أصحاب المناصب، وبالتوازي، قبل سفر هؤلاء الأشخاص إلى الخارج، يجري تقييم موقف يحدد حجم الحراسة وترتيبات الأمن التي سترافقهم”.
وكانت القناة 13 العبرية قد نقلت على لسان مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن إيران و”حزب الله” سيحاولان الانتقام من خلال استهداف أهداف إسرائيلية ويهودية في العالم. كما نشرت تقريراً بثت فيه صوراً من إيران تظهر عملية ترميم الأضرار التي تعرضت لها المواقع التي هاجمها الطيران الأمريكي والإسرائيلي قبل ستة شهور، كما تظهر إنتاج صواريخ متطورة إيرانية الصنع.
في المقابل، يُشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يبدي مؤشرات على رغبته بتفاقم التوتر في المنطقة، طمعاً بأن حرباً مع “حزب الله” أو إيران من جديد ستخدم مآربه السياسية والانتخابية من خلال صرف الأنظار عن مسائل داخلية تربكه، مثل إعفاء اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية، ومطالبة أوساط إسرائيلية واسعة بلجنة تحقيق رسمية بالحرب الأخيرة التي لم تنته بعد في عدة جبهات. وهذا ما يفسر محاولاته تعطيل الاتفاق حول غزة، وتأجيج التوتر مع لبنان، والزيارة الاستفزازية لقمة جبل الشيخ المحتلة منذ شهور.

