الاحتلال يعتقل في سجونه أكثر من 74 مسناً في ظروف قاسية

أكّد مركز “فلسطين لدراسات الأسرى” أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحتجز في سجونه أكثر من 74 مسناً فلسطينياً تجاوزت أعمارهم الـ 60 عاماً، مُشدّداً على أن الاعتقال يتمّ في ظل ظروفٍ قاسية لا يحتملها الشبان عوضاً عن كبار السن.

وأضاف المركز بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، والذي يصادف الأول من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، أنّ الاحتلال لا يميز بين أسيرٍ طاعن في السن، وأسيرٍ آخر صغير في السن، حيث يتعرض الأسرى كبار السن إلى ممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم، وكثيراً ما قامت إدارة السجون بعزل عدد منهم، أو حرمانهم من الزيارة.

وتطرّق إلى ممارسة الاحتلال كذلك الإهمال الطبي بحق الأسرى كبار السن، مُشيراً إلى كونهم يعانون جميعاً من أوضاعٍ صحية صعبة بسبب كبر سنهم، وسوء الأوضاع الصحية والمعيشية في سجون الاحتلال، موضحاً أنّ السجون تُعتبر أرضيةً خصبة لانتشار الأمراض.

وقال مدير المركز، الباحث رياض الأشقر، إنّ الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين كبار السن ويمارس بحقهم الإهانة والتعذيب، من دون سبب لمجرد أنهم مواطنين فلسطينيين ثابتون على أرضهم، ولا يكاد يخلو يوماً من عمليات اعتقال أو اعتداء على كبار السن في أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبعضهم يطلق سراحه بعد التحقيق أو الضرب، وآخرين يتم نقلهم إلى السجون.

وأشار إلى حادثة استشهاد المسن الفلسطيني، عمر عبد المجيد أسعد (80 عاماً) من قرية جلجليا شمال رام الله، في شهر كانون الثاني/يناير 2022، إثر اعتقاله بطريقة همجية خلال عودته من زيارة أقاربه حيث تمّ تكبيل يديه وعصب عينيه، والاعتداء عليه بالضرب من قبل الاحتلال، وسحله على الأرض لمسافة تزيد عن 200 متر، وإلقائه في منزل قيد الإنشاء الأمر الذي أدّى إلى وفاته.

وأوضح أنّ عمليات اعتقال المسنين تظهر بشكل واضح في استهداف المدافعين عن المسجد الأقصى بالاعتقال والتنكيل رغم كبر سنهم.

وأشار الأشقر إلى أنّ كافة الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل “اتفاق أوسلو” وعددهم 22 أسيراً إضافة إلى عشرات آخرين من عمداء الأسرى وغيرهم تجاوزت أعمارهم 60 عاماً”، لافتاً إلى أنّ عدد من الأسرى المسنين استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة ظروف الاعتقال القاسية والإهمال الطبي المتعمد الذي مورس بحقهم منهم الأسير جمعة إسماعيل موسى من القدس، الذي استشهد في عام 2008 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بعد 15 عاماً من الاعتقال، وكان يبلغ من العمر آنذاك 65 عاماً.

كما استشهد الأسير سعدى الغرابلي (75 عاماً) من حي الشجاعية قد استشهد في مدينة غزة، عام 2020 بعد أن أمضى 26 عاماً في سجون الاحتلال، ولا يزال جثمانه محتجزاً، بينما استشهدت في تموز/يوليو 2022 الماضي الأسيرة المسنة سعدية سالم فرج الله (65 عاماً) من بلدة اذنا قضاء الخليل، في سجن الدامون بعد أن أصيب بجلطة قلبية نتيجة الإهمال الطبي وهي أم لثمانية أبناء.

 

وفي تمّوز/يولو الماضي، استشهد الأسير المحرّر المسن، جمال زيد (65 عاماً) مِن مدينة البيرة، بعد عدّة شهورٍ فقط من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، وذلك بعد أن أمضى 15 شهراً في الاعتقال الإداري، رغم أنّه كان مصاباً بالفشل الكلوي واحتاج غسيلاً للكلى ثلاث مراتٍ في الأسبوع.

وأشار  مدير مركز “فلسطين لدراسات الأسرى” إلى أنّ الاحتلال لا يتورع عن احتجاز المسنين تحت قانون الاعتقال الإداري التعسفي، من دون تهمه رغم كبر سنهم و معاناتهم من أمراض مختلفة.

وطالب الأشقر مؤسسات الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي إلى “ضرورة التدخل من أجل إطلاق سراح الأسرى كبار السن والمعتقلين منذ سنوات طويلة، وخصوصاً المرضى منهم، حيث أنّ مواثيق الأمم المتحدة خصصت هذا اليوم لتكريم هذه الفئة العمرية التي قدمت خدماتها للإنسانية حتى وصلت لهذا السن، وجعلت من رعايتهم وتوفير الحياة الكريمة، والعلاج، والمرافق اللازمة لتلبية احتياجاتهم واجباً لابد من الالتزام به”.

وفي 28 أيلول/سبتمبر الماضي، أكّد “مركز فلسطين لدراسات الأسرى”، أنّ حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر من العام 2000، وصلت إلى 143 ألف حالة اعتقال من بينهم 2604 امرأة وفتاة، و20237 طفل، مشيراً إلى أنّ أعداد الأسرى ارتفعت بشكل كبير نتيجة الاعتقالات في السنوات الأولى للانتفاضة، حيث وصلت عام 2007، إلى ما يزيد عن 12 ألف أسير فلسطيني.