عربي

موقع قطري: “السعودية أصبحت شريكة للصهاينة في احتلال فلسطين

“ميدل أيست مونتيور” القطري ويصدر في لندن، مقالا تحت عنوان “السعودية تصبح شريكا للصهاينة في احتلال فلسطين.

وقال، في منتدى الاستثمار السعودي الهندي الذي عقد بعد اجتماع مجموعة العشرين في الهند، أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن إنشاء الممر الاقتصادي الذي أعلنته نيودلهي، والذي سيصل بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، سيحقق مصالح مشتركة بتعزيز التواصل الاقتصادي، ورغم الجدل المحيط بشروط السعودية للتوقيع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، إلا أن هذا يثبت أن المملكة تتقدم بسرعة كبيرة في هذا الأمر.

ويضيف، وقد أزالت تصريحات بن سلمان حول الممر الاقتصادي كل الغموض بشأن العلاقة الحقيقية بين السعودية وإسرائيل، وأشار المحلل السياسي الإماراتي سالم الكتبي إلى أن هذا المشروع الطموح يعتبر أرضية مشتركة للتعاون والتكامل، مؤكدًا أن “الاقتصاد يعد بوابة إلى السياسة” وأنه يمكن أن يرسم بشكل فعال خريطة جيوسياسية جديدة للتحالفات، وأن مصالح هذه الأطراف متشابكة أكثر من أي وقت مضى، مما ينعكس على سياستها الإقليمية والدولية.

وأشار الكتبي، الذي نشر رأيه على الموقع الإلكتروني لصحيفة إسرائيلية يومية، إلى أن السعودية منخرطة بالفعل في ترتيبات جيوسياسية تشمل إسرائيل كجزء أصيل من المنطقة، دون إبداء أي اهتمام بالقضية الفلسطينية.

وأشار الى أن مبعوث الولايات المتحدة الأمريكي السابق للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي يزور السعودية بشكل متكرر الآن، إلى أن المملكة تخضع لتحول “لا يصدق” ونصح الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتركيز على المحادثات المباشرة،

وتجنب الضغط على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية “أكثر مما يريده السعوديون”.

وأكد أن بن سلمان لا يريد ما يريده الفلسطينيون، وأشار إلى أن السعوديين يحتاجون فقط إلى تحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين، وهذا قد تحقق بالفعل. هذا، إلى جانب ما قاله عن المطالب السعودية، يثبت أن البلاد قد تجاوزت بالفعل مرحلة التوقيع على اتفاق تطبيع.

وقال غرينبلات، وهو يهودي، إنه حضر احتفالاً برأس السنة اليهودية في السفارة الأمريكية في الرياض، وإنه يرتدي القلنسوة اليهودية في المملكة دون أن يشعر بأي رد فعل سلبي من السعوديين. هذا إلى جانب ما قاله عن المطالب السعودية؛ تثبت أيضًا أن الدولة الخليجية قد تجاوزت بالفعل مرحلة التوقيع على اتفاق التطبيع.

وفي سبتمبر/أيلول، قام وفد إسرائيلي مكون من تسعة موظفين، بقيادة وزير السياحة، حاييم كاتس، بزيارة المملكة العربية السعودية كمراقبين في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو. وقال كاتس إن “التعاون في مجال السياحة لديه القدرة على جمع القلوب وتحقيق التقدم الاقتصادي”.

وألمح إلى أن تطبيع العلاقات قد تم بالفعل، لكنه قال إن القلوب لا تزال بحاجة إلى التقارب.

ويعني ذلك أن تسويق التطبيع للسعوديين لا يزال العائق الوحيد، متعهدا بأنه “سيعمل على تعزيز التعاون والسياحة والعلاقات الخارجية لإسرائيل”.

وبعد أيام من زيارة كاتس، وصل وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي، على رأس وفد مكون من 14 عضوا من كبار المسؤولين الإسرائيليين، إلى المملكة العربية السعودية لحضور المؤتمر الاستثنائي الرابع للاتحاد البريدي العالمي.

وأخذ كرعي، وهو يهودي متشدد، مسألة الزيارة إلى أبعاد تتجاوز العلاقات السياسية التي اعتقد اليهود أن الوصول إليها يحتاج إلى عقود بعد توقيع الاتفاق.

ونشر كهري صورا ومقطع فيديو له وهو يشارك في صلاة يهودية صباحية في السعودية. كما ألمح إلى أن صلاته من الرياض باتجاه القدس تبشر بعودة اليهود إلى السعودية.

وقال كرعي في بيان، في إشارة إلى دانيال، الشخصية التوراتية المنفية إلى بابل: “تماما كما فُتحت نوافذ بيت دانيال في مواجهة القدس، كذلك تمكنا في الرياض من الصلاة والنوافذ مفتوحة في مواجهة القدس”.

وشددت في مقال سابق على أن السعودية ستمضي في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بغض النظر عن مطالب الفلسطينيين وبغض النظر عن حقوقهم والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين.

وأثناء زيارة الوزراء الإسرائيليين للمملكة العربية السعودية، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، وكان المستوطنون اليهود يدنسونه ويعتدون على المصلين المسلمين داخله.

وأكثر من هذا، ففي حين أن البلد الذي يضم الحرمين الشريفين لدى المسلمين، مغلق أمام ملايين المسلمين، إلا أنه مفتوح أمام اليهود لممارسة الأعمال التجارية وأداء طقوسهم الأسطورية وبثها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما يقوم السعوديون بالفعل بتسهيل دخول اليهود إلى المملكة، فإنهم ينهون عقود العمال الفلسطينيين ويطردونهم.

الحقيقة على الأرض فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لا علاقة لها بتوقيع صفقة. إن توقيع الاتفاق لا يقل أهمية عما يجري فعلياً على الأرض.

وختم المقال قائلا: علاقات جيدة وتبادل زيارات رسمية وطائرات إسرائيلية تحلق في أجواء السعودية والتنازل عن المطالب الفلسطينية وتجاهل تدنيس اليهود الإسرائيليين للمقدسات والانتهاكات ضد الفلسطينيين وحقوقهم تمر دون أن تلاحظها الرياض. وهذا أكثر من مجرد تطبيع للعلاقات، ولكنه مشاركة مع الصهاينة في احتلال فلسطين.