دحض تقرير أعدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ، مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن وقوف جهة فلسطينية وراء مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني، التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيداً فلسطينياً، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وبعد ساعات من المجزرة الإسرائيلية، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، مستعيناً بصور عرضها في مؤتمر صحافي، إن التحقيقات كشفت أن جهة فلسطينية تتحمل مسؤولية توجيه صاروخ “عن طريق الخطأ” إلى مبنى المستشفى، فيما روجت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى الخبر، وتبنت واشنطن ودول غربية عدة الرواية الإسرائيلية، فيما ندّدت دول عديدة بالمجزرة.
ومن خلال عرض تحليل بصري للصور المنشورة، قالت “نيويورك تايمز” إنّ مقطع الفيديو الذي ظهر فيه صاروخ فلسطيني انفجر على حدود قطاع غزة، واستخدمته إسرائيل ووسائل إعلام غربية لتبرئة جيش الاحتلال من المجزرة، هو صاروخ انفجر على بعد 3 كيلومترات على الأقل من المستشفى، ولم يتسبب في تلك المجزرة.
ومن خلال استخدام صور الأقمار الاصطناعية، كشفت الصحيفة أن الصاروخ الذي استهدف مستشفى المعمداني كان قد أُطلق من محيط مستوطنة “ناحل عوز” الإسرائيلية.
وختمت الصحيفة بالقول إنّ تقريرها لا يكشف الجهة المسؤولة عن المجزرة، لكنه يدحض الأدلة التي قدمها جيش الاحتلال بشأن وقوف جهة فلسطينية وراء الاستهداف، خصوصاً تلك التي تتعلق بمقطع الفيديو التي روجت له إسرائيل.
وبحلول الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول، استهدفت الطائرات الإسرائيلية المعادية “المستشفى المعمداني” أو “المستشفى الأهلي العربي” الواقع في حيّ الزيتون جنوبي مدينة غزة، لترتكب واحدة من أفظع مجازر الاحتلال.
وبعد صمت عالمي مستهجن، مذ بدأ الاحتلال عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أثارت مشاهد مجزرة المعمداني المروّعة الرأي العام العالمي الذي صدرت عنه ردود فعل مستنكرة، فيما سُجّلت تحرّكات احتجاجية عفوية في عدد من الدول العربية.
ويُعَد المستشفى المعمداني من أقدم المستشفيات في قطاع غزة، وقد أُنشئ في أواخر القرن التاسع عشر. أُعيد تأهيله قبل أعوام، وكان يُطلق عليه اسم المستشفى الإنكليزي ويُعَدّ من أقدم المستشفيات التخصصية في قطاع غزة.