ضباط إسرائيليون في غزة: “مستوى القتال في الميدان ومقاومة حماس أعلى بكثير من كل ما صادفناه في الماضي. وواضح أن حماس استعدت للقتال ضد القوات الإسرائيلية وهي بعيدة جدا في هذه المرحلة عن أزمة ونقطة انكسار”
تشير تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه ستبدأ مرحلة جديدة في الحرب على غزة، وستكون مرحلة “أشد وأكثر تعقيدا، ويتوقع أن تكون أبطأ، وهذه مرحلة تطهير المنطقة (مدينة غزة وشمال القطاع) من كبير جدا من مقاتلي حماس المنتشرين بشكل منظم”، حسبما ذكرت صحيفة “معاريف” اليوم، الخميس.
وستحاول قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع الوصول إلى “موارد عسكرية” لحماس، بينها مخازن أسلحة، غرف تحكم، مواقع، واستهداف أنفاق “المترو” وخاصة التي تتواجد فيها مراكز القيادة والتحكم.
ويتوقع جيش الاحتلال، حسب الصحيفة، أن تدور معارك بقوة أشد بكثير في المرحلة المقبلة من الحرب على غزة معارك، وسيتم خلالها “اختبار نجاعة العملية العسكرية البرية في تحقيق إنجازات ميدانية واستهداف مراكز قيادية لحماس”.
ونقلت الصحيفة عن ضباط في قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع، وشاركوا في حروب سابقة على غزة، قولهم إن “مستوى القتال في الميدان ومقاومة حماس أعلى بكثير من كل ما صادفناه في الماضي. وواضح أن حماس استعدت للقتال ضد القوات الإسرائيلية وأخذت بالحسبان بشكل مؤكد أن الغزوة في غلاف غزة ستؤدي إلى دخول الجيش الإسرائيلي إلى القطاع”.
وأضاف الضباط الإسرائيليون أن حماس “بعيدة جدا في هذه المرحلة عن أزمة ونقطة انكسار، وفي معظم الأماكن تنجح حماس بالحفاظ على أسلوب قتالي منظم ويستند إلى قتال الأنفاق والخروج من فتحاتها في قلب المنطقة المبنية ومحاولة نصب كمائن واستهداف قوات الجيش الإسرائيلي بواسطة قذائف مضادة للمدرعات بالأساس”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل 17 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة، أول من أمس، حدث في أعقاب خروج مقاتلي حماس من نفق وإطلاق قذائف مضادة للمدرعات باتجاه ناقلتي جند مدرعتين. وأضافت أن الجيش ينظر إلى هذين الحدثين على أنهما إشارة تحذير تستوجب توفير رد تكتيكي ميداني، لأن حماس تبحث عن نقاط ضعف، وأن كون ناقلات الجند المدرعة من طراز متطور لا تشكل “بوليصة تأمين”.
ولفتت الصحيفة إلى أن ضباط كبار في جيش الاحتلال الذين اعتقدوا أن حماس لن تستخدم الأنفاق تحسبا من استهداف مقاتليها داخل الانفاق “ارتكب خطأ جسيما”، “فأنفاق المترو لا تزال تشكل هذه المرة أيضا مكان المناورة المركزي الذي تستخدمه حماس بتنقلاتها في قلب المنطقة المبنية بعد أن استمر الجيش الإسرائيلي في التقدم”.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن “التعاطف العالمي مع التراجيديا التي تعرضت لها إسرائيل (هجوم 7 أكتوبر الفائت) بدأ ينتهي بسرعة. وساعة الشرعية الدولية (لحرب إسرائيل على غزة) بدأت تدق بشكل يقلق إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى إعادة الأردن لسفيرها من تل أبيب، وإلى نشر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، نص محادثته مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، وشدد فيها على “الحاجة إلى منح أفضلية لأمن المدنيين في القطاع ونقل مساعدات إنسانية إليهم”.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تنتظر زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إليها غدا، للاطلاع على الرسالة التي سيحملها من الر ئيس الأميركي، جو بايدن، حول “مدى التسامح الأميركي” حيال مشاهد الدمار الهائل والمروع في غزة والارتفاع الرهيب في عدد الشهداء المدنيين، وخاصة الأطفال.