مبعوث أميركي في زيارة مفاجئة لبيروت: لا نريد تمدد الحرب من غزة إلى لبنان

تبادل الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، الثلاثاء، قصفا عبر الحدود، بالتزامن مع زيارة غير معلنة لموفد أميركي خاص إلى بيروت. المسؤول الأميركي يجري مباحثات مع رئيسي مجلس النواب والحكومة، وقال إن واشنطن لا ريد امتداد الجرب من غزة إلى لبنان.

وصل المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة غير معلنة تأتي على خلفية تصاد التوترات الإقليمية في إطار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اجتمع خلالها مع رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حكومة تصريف الأعمال.

وشدد الموفد الأميركي الرفيع خلال الزيارة على أن الولايات المتحدة “لا تريد تمدد التصعيد من قطاع غزة إلى لبنان”، وقال للصحافيين، بعد اجتماع مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إن استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية للبنان أمر “في غاية الأهمية”، على حد تعبيره.

وأوضح أنه استمع لمخاوف بري بشأن التوترات على طول المناطق الحدودية جنوبي لبنان، حيث يتبادل مقاتلو “حزب الله” وفصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، إطلاق النار مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو شهر، على وقع الحرب الإسرائيلية المدمرة والعنيفة على قطاع غزة.

وقال هوكشتاين، في بيان مقتضب، إن “الولايات المتحدة لا ترغب في أن ترى الصراع في غزة يتصاعد ويمتد إلى لبنان”، وأضاف أنه أطلع بري على “ما تقوم به الولايات المتحدة، التي لا تريد لما يحصل في غزة أن يتصاعد ولا تريد له أن يتمدد إلى لبنان”.

وتابع: “المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية للولايات المتحدة، وكذلك يجب أن يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل، وهذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701”. فيما قال مكتب بري بعد اللقاء إنه “جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية، على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة”.

ولاحقا التقى هوكشتاين رئيس الحكومة اللبناني، نجيب ميقاتي، واستعرض معه المستجدات، وخاصة التصعيد العسكري على الحدود في الجنوب، بحسب بيان لمكتب ميقاتي. وبحسب البيان، أبلغ الموفد الأميركي، خلال اللقاء، ميقاتي بأنه “لمس من خلال محادثاته أن لبنان وإسرائيل لا يرغبان بتصعيد الوضع”.

وقال إن “البحث جارٍ للتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة، قبل الانتقال إلى مراحل الحل الأخرى”، دون توضيح ماهيتها. علما بأن واشنطن تكتفي بالدعوة إلى “هدن إنسانية”، وترفض وقف إطلاق النار؛ بزعم أن “حماس” ستستفيد منه عبر إعادة تنظيم صفوفها.

في المقابل، قال نائب في البرلمان عن “حزب الله”، اليوم، إن حزب الله سيرد “الصاع صاعين” على أي هجمات إسرائيلية على المدنيين بعد ضربة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد ثلاثة أطفال وجدتهم في جنوب لبنان، وذلك في تصريحات صدرت عن النائب علي فياض خلال تشييع جثامين اللبنانيين الأربعة.

وفي قرية بليدا الجنوبية القريبة من الحدود، سار مئات الرجال والنساء أمام التوابيت الأربعة الملفوفة بالرايات السوداء والبيضاء، الثلاثاء، لدفنها في المقبرة المحلية، علما بأن الشهداء الأربعة ارتقوا في ضربة إسرائيلية مساء الأحد، استهدفت مركبات مدنية في جنوبي لبنان.

وعُرضت ملصقات كبيرة لسميرة عبد الحسين أيوب وحفيداتها الثلاث/ ريماس شور (14 عامًا)، وتالين شور (12 عامًا)، وليان شور (10 سنوات)، في المقبرة الواقعة في مدينة بليدا جنوب شرق البلاد. وأصيبت والدة الفتيات الثلاث هدى حجازي في الهجوم وما زالت تتلقى العلاج في المستشفى.

وشدد النائب فياض على أن “أي عدوان يستهدف المدنيين اللبنانيين المقاومة لن تتساهل حياله، هي سترد كل عدوان أضعافا مضاعفة وهي سترد الصاع صاعين”، في تصريحات تعكس الوضع المضطرب على طول المنطقة الحدودية جنوبي اللبنانية.

ويقول مسؤولون أمنيون لبنانيون إن المواجهات التي تعتبر الأكثر عنفا في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان منذ عام 2006، أدت إلى استشهاد أكثر من 60 من مقاتلي حزب الله وعشرة مدنيين. فيما قتل سبعة جنود إسرائيليين ومدني واحد على الأقل.