
على طريق “تصفير الدامون” أجرى برنامج وطن وحرية، في حلقته اليوم حواراً قصيراً مع لأسيرتين المحررتين إسراء الجعابيص وروان أبو زيادة، وكلتاهما لم تكن تصدق حتى لحظة إجراء اللقاء أنهما تحررتا من “الدامون”، وأن الدامون في طريقه للتصفير، وكأنه حلم يتحقق بسواعد المقاومة.
الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص تصف في حديثها لبرنامج “وطن وحرية”، ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، تصف لحظات التحرر الأولى، وتقول إن الفرحة منقوصةٌ ومغمسةٌ بالحزن على الدم النازف في غزة، وأعادت كلمتها الأولى في لحظة التحرر الأولى “نخجل أن نفرح وغزة وفلسطين كلها جريحة”.
إسراء المحررة الجريحة لم تستطع وصف وتفسير العناق الأول لنجلها معتصم، وتركته طفلاً لم يتجاوز السابعة من عمره عند اعتقالها في العام 2015، وتحررت من السجن وهو فتى في مقتبل العمر، ويبلغ من العمر الآن خمسة عشر عاماً، تقول إسراء: “أشعر وكأن معتصم الآن بمقام أمي، فهو يحطيني برعاية مذهلة، حُرمت منها طيلة سنوات السجن المظلم، ولا أعرف كيف يتحول الابن إلى أم والأم إلى طفلة في حضن الابن”.
وتتحدث إسراء عن مشاعرها المختلطة، بالفرح الممزوج بالحزن والحداد على أرواح الشهداء في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وتوجه رسالة للمتفاوضين من أجل إنجاز صفقة شاملة، تضمن تحرر كافة الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، ومن براثن السجان الحاقد، لا سيما وأن الأسرى والأسيرات يتعرضون لصنوف من التعذيب الشديد، والتنكيل، والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، منذ بدء العدوان على غزة، وقبل ذلك.
وبذات الكلمات تعبر الأسيرة المحررة روان أبو زيادة من بلدة بيتللو في رام الله، عن فرحتها المنقوصة بالتحرر والممزوجة بالألم وبالدم.
اعتقلت روان في العام 2015 وحكم عليها بالسجن لـ9 أعوام، وتحررت قبل 8 أشهر من إنهاء فترة محكوميتها، ومع ذلك تقول إن الأيام الـ50 الأخيرة قبل التحرر، كانت بمثابة دهر كامل، جراء القمع والتنكيل والتعذيب الشديد، حيث جرى الاعتداء على الأسيرات بالضرب والرش بالغاز السام وغاز الفلفل، مؤكدة تعرض الأسيرات للتجويع والتعطيش.
وتقول أيضاً إن إدارة السجون تعمدت المماطلة في إجراءات تحرير الأسيرات، والتنغيص عليهن، حيث جرى إبلاغها بتحريرها قبل 10 دقائق فقط من مغادرتها للدامون، الذي تتمنى أن يُصار إلى تصفيره بشكل كامل، وأن تُغلق أبواب الدامون إلى الأبد
وتوجه روان رسالة للعاملين في مجال الإعلام من خلال وطن وحرية، لمواصلة الاهتمام بقضايا الأسرى والأسيرات، وتقول إن العمل الإعلامي في قضايا الأسرى وجهٌ من أوجه النضال الوطني.
ويشار إلى أن سلطات الاحتلال تخصص سجن الدامون جنوب حيفا المحتلة، لاحتجاز الأسيرات والأسرى الأشبال، تم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى في العام 2000، ويقع شمال فلسطين في أحراش الكرمل بحيفا، وأقيم في عهد الانتداب البريطاني.