سيناريوهات الحرب بين حماس وإسرائيل ما بعد انتهاء الهدنة، والدور الذي يمكن ان يلعبه الأردن

تقرير دولي – نضال العضايلة: تقريرٌ، اطلقته مؤسسة مكانة 360، المتخصصة في تحليل الحوارات والتفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعهد السياسة والمجتمع الدولي، يتضمن تحليلاً لأكثر من أربعين ألف حوار على موقع X التويتر سابقاً، لمن يصفون أنفسهم على صفحاتهم الشخصية بأنهم خبراء عسكريون، وهو التقرير الأول من نوعه عالمياً الذي يستهدف هذه العينة بصورة خاصة من العسكريين والأمنيين والخبراء والمتخصصين في هذا المجال.

يبين التحليل أنّ الغالبية العظمى من التحليلات جاءت من الولايات المتحدة الأميركية، ثم بريطانيا، بدرجة كبيرة، بما يصل إلى ثلثي العينة، كما يوضح تغلب مشاعر الاستياء والحزن والغضب من العمليات العسكرية على أغلب هذه التحليلات، مما يعكس تطوراً ملحوظاً لصالح الرواية الفلسطينية على مستوى العالم مقارنة بالمرحلة الأولى من الحرب التي كانت قد شهدت تفوقاً كبيراً للرواية الإسرائيلية في ذلك الوقت.

توقع الخبراء (إذ أجري التحليل خلال مرحلة الهدنة العسكرية) أنّ إسرائيل ستسارع بعد الهدنة إلى استنئاف عملياتها العسكرية بضراوة، واعتماد استراتيجية معينة لتجنب الأخطاء والخسائر، بينما ستحافظ حركة حماس على تكتيكاتها العسكرية التي اتخذتها سابقاً، وستعتمد على أسلوب الكر والفر وحروب الغوريلا، والأنفاق مع محاولة تعزيز الصورة الإنسانية للضحايا المدنيين والأطفال والنساء لزيادة الضغط العالمي على إسرائيل لوقف الحرب على

غزة.

الموقف الأردني من الحرب حسب الخبراء سيتموضع بين سينارهين الأول يتمثل في النمط الحالي من التدخل الديبلوماسي والإنساني، أما النمط التفاعلي الأكبر في حال زادت الكلفة الإنسانية للعدوان الإسرائيلي، فإنّ الأردن سيزيد بدرجة كبيرة من نسبة تدخله ويرفع سقف الاشتباك مع الحالة الفلسطينية، وسيعمل على تشكيل إطار دولي وإقليمي

لوقف الحرب.

ويرى الخبراء أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية ستعتمد بعد انتهاء مدة الهدنة على الركائز التالية:

1.الضربات المستهدفة والعمليات الدقيقة، إذ رجحوا أن من مصلحة الاحتلال أن يطور دقته العسكرية في التعامل مع غزة، حيث أشارت التحليلات إلى فشل إسرائيل في توجيه ضربات عسكرية دقيقة أو تكتيكية، وأن تعمل إسرائيل على تكثيف ضربات جوية دقيقة وقصف المدفعية، مستهدفة البنية التحتية الرئيسية لحماس ومراكز القيادة ومخازن الأسلحة التي تم تحديدها من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية خلال وقف إطلاق النار.

2- تحرك إسرائيل بشكل أعمق داخل المناطق التي كانت في السابق تحت سيطرة حماس، مع التركيز على تفكيك القدرات العسكرية المتبقية.

3- ستكون تكتيكات حرب المدن حاسمة، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وقد يشمل ذلك وحدات مشاة متخصصة في عمليات التفتيش من مبنى إلى مبنى، وتحييد الأفخاخ والكمائن.

اما على صعيد حركة حماس وكيف ستفكر في التعامل مع استئناف الحرب على غزة وما هي خياراتها العسكرية، فقد ذهبت الاتجاهات إلى الركائز التالية:

•حرب المدن والحرب غير المتكافئة: من المتوقع أن تقوم حماس بتكثيف تكتيكات حرب المدن، مستغلة المشهد الحضري في غزة لصالحها.

•قد يتم زيادة استخدام الأجهزة المتفجرة المرتجلة، وهجمات القناصة، وأساليب الهجوم والهروب.

•قد تستمر حماس إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة في الداخل، مستهدفةً كلًا من المناطق العسكرية والمدنية لتطبيق الضغط النفسي والجسدي.

•قد يكون استخدام الصواريخ طويلة المدى لاستهداف أعمق نقاط في الأراضي الإسرائيلية استراتيجية عرض القدرات.

•ستستمر شبكة الأنفاق الواسعة في لعب دور حاسم بالنسبة لحماس، سواء لشن هجمات مفاجئة أو للخدمات اللوجستية وتحركات القوات.

•من المرجح أن تستمر حماس في استخدام وسائل الإعلام والدعاية لكسب التضامن الدولي وتصوير مقاومتهم الدفاعية ضد العدوان الإسرائيلي.

•قد تسعى حماس للتواصل مع حلفائها في المنطقة للحصول على الدعم المادي أو السياسي، خاصة إذا تصاعد النزاع أو طال أمده.

وبالنظر إلى التطور في موقف الأردن من النزاع بين إسرائيل وحماس، يمكن تصور سيناريوهين مختلفين بناءً على مستوى مشاركة الأردن: التدخل الكبير والتدخل المستمر. هذه السيناريوهات تعكس درجات مختلفة من التفاعل الاستباقي للأردن في النزاع وما يترتب عليه من تداعيات.

تعتبر مواقف الأردن في النزاع الإسرائيلي-الحمساوي محوريا لتحديد تطورات المنطقة، ويقدم التقرير سيناريوهين محتملين لموقف الأردن في المستقبل:

في السيناريو الأول الذي يتعلق بالتدخل المستمر، يظل الأردن ملتزمًا بمشاركته الحالية في الحراك والتدخل، حيث يستمر في دعم وقف إطلاق النار من خلال جهود دبلوماسية مستمرة والتركيز على القضايا الإنسانية في غزة. يحافظ الأردن على دوره كوسيط وموفر للمساعدة الإنسانية، مع التركيز على المراقبة الاستراتيجية والتفاعل الحذر مع التطورات.

أما في السيناريو الثاني الذي يستعرض التدخل الكبير، يتوقع أن يزيد الأردن بشكل كبير من مشاركته في النزاع، حيث يقود مبادرة دبلوماسية كبيرة ويتفاعل بشكل مباشر مع إسرائيل وحماس. يعزز الأردن جاهزيته العسكرية ويبني تحالفًا إقليميًا لمعالجة تداعيات الحرب. يتخذ موقفًا سياسيًا أكثر قوة، يستند إلى دعم الرأي العام ويسعى للتأثير على المشهد الإقليمي والدولي لصالح قضية الفلسطينيين.

السيناريو 1: التدخل المستمر في سيناريو التدخل الحالي، يواصل الأردن مشاركته الحالية، محافظًا على توازن بين المشاركة الدبلوماسية والاستقرار الإقليمي:

1.الدعوة الدبلوماسية المستمرة:

●يواصل الأردن جهوده في الأمم المتحدة ومنصات دولية أخرى، داعيًا إلى قرارات ومناقشات تدعم وقف إطلاق النار وتتناول القضايا الإنسانية في غزة.

●يحافظ على دوره كوسيط لكنه يتجنب أي إجراءات قد تغير بشكل كبير من موقفه الدبلوماسي الحالي.

2.المساعدة الإنسانية والدعم:

●يستمر الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، مركزًا على المساعدة الطبية والإمدادات الأساسية والدعم للاجئين حسب الحاجة.

●قد يزيد من قدرته على تقديم المساعدة، بناءً على الوضع في غزة وفعالية الجهود الحالية.

3.المراقبة والحذر الاستراتيجي:

●يراقب الأردن الوضع بعناية، جاهزًا لضبط مستوى مشاركته بناءً على التطورات في غزة وأفعال إسرائيل.

●يتجنب أي خطوات قد تزيد التوترات مع إسرائيل أو تؤثر سلبًا على أمنه واستقراره الخاص.

4.التعامل مع الشركاء الدوليين:

●يستمر الأردن في التعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، لضمان تمثيل مصالحه ووجهات نظره في أي مناقشات أوسع حول النزاع.

●يسعى للتوفيق بين دعمه لحقوق الفلسطينيين والحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومصالحه الوطنية.

السيناريو 2: التدخل الأكثر صرامة وتصعيدي، يزيد الأردن من مشاركته بشكل كبير، مما قد يغير ديناميكيات المنطقة:

1.المبادرات الدبلوماسية النشطة:

●يقود الأردن مبادرة دبلوماسية كبيرة، ربما بالتعاون مع قوى إقليمية أخرى، لتحقيق اتفاق سلام طويل الأمد بين إسرائيل وحماس.

●قد يتخذ المسؤولون الأردنيون دورًا أكثر بروزًا في المحافل الدولية، مدافعين بقوة عن حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين.

2.دور التفاوض المباشر:

●قد يعرض الأردن التوسط مباشرة بين إسرائيل وحماس، مستغلاً موقعه الفريد كدولة لها علاقات مُطبّعة مع إسرائيل وروابط تاريخية مع فلسطين.

●قد يشمل ذلك استضافة محادثات سلام أو مفاوضات غير رسمية، مستغلاً علاقاته الدبلوماسية مع الطرفين.

 

3.تعزيز الجاهزية العسكرية:

●على الرغم من عدم المشاركة المباشرة في النزاع، قد يزيد الأردن من جاهزيته العسكرية على حدوده للتصدي لأي تداعيات للنزاع أو لإدارة تدفقات اللاجئين المحتملة.

●زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء الإقليميين لمراقبة والرد على أي ت escalate في النزاع.

 

4.الموقف السياسي والرأي العام:

• مع تزايد شعبية أيديولوجية حماس بين الأردنيين والعرب في المنطقة، قد يتخذ الأردن موقفاً سياسياً أقوى صرامة ضد الأعمال الإسرائيلية، خاصة إذا استمر عدد الضحايا المدنيين في غزة في الارتفاع.

• سيتم تسخير المشاعر العامة في الأردن، وخاصة التعاطف مع حماس والغضب من التصرفات الإسرائيلية، وانعكاسها في سياسات الحكومة. وقد يؤدي ذلك إلى مظاهرات عامة واسعة النطاق، وحملات بموافقة الحكومة، ومبادرات إعلامية لدعم فلسطين.

• يمكن للحكومة استخدام هذا الرأي العام لحشد الدعم الإقليمي والدولي، وإظهار وحدة العالم العربي بشأن القضية الفلسطينية.

5.بناء تحالف إقليمي:

●قد يقود الأردن أو يشارك في تشكيل تحالف إقليمي لمعالجة التداعيات الأوسع للحرب على غزة، مع التركيز على الأمن والاستقرار السياسي والجوانب الإنسانية.

●قد يشمل هذا التحالف دولًا عربية عدة إضافة إلى تركيا وربما يشمل حلفاء غير تقليديين، تأثرًا بتغيرات الخريطة الجيوسياسية