دول الخليج العربي تؤكد استمرار دعمها للانروا

حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني خلال زيارة رسمية لدول الخليج العربي (الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والسعودية) من أن عمليات الوكالة المنقذة للحياة في غزة وخدماتها الحيوية في جميع أنحاء المنطقة أصبحت الآن مهددة بشكل خطير في أعقاب قرار بعض شركائها الرئيسيين تجميد تمويلهم.

ودعا لازاريني في زيارته التي تأتي لحشد الدعم للوكالة في الوقت الذي تواصل فيه الاستجابة للوضع الكارثي في غزة، شركاء الأونروا الإقليميين إلى المساعدة في الحفاظ على الخدمات الأساسية في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، والأردن ولبنان وسوريا.

وقال لازاريني: “لطالما اعتمد لاجئو فلسطين على تضامن وسخاء الحكومات والشعوب العربية. ومع القرار الحالي الذي اتخذته بعض الجهات المانحة الرئيسة بتجميد تمويلها للأونروا، فإنني أتوجه إلى الشركاء في المنطقة لمساعدة الوكالة على أن تبقى شريان حياة للاجئي فلسطين”.

وعقب لقائهما في أبو ظبي، أكد الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات، دعمه الثابت للعمل الإنساني الذي تقوم به الأونروا، مشيراً إلى أن استدامة الجهود الإنسانية التي تقوم بها الوكالة أصبحت أولوية ملحة، وتتطلب تضافر الجهود من المجتمع الدولي لدعم الوكالة وجميع جهود الأمم المتحدة المبذولة لتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني.

وشدد عبد الله على أن الادعاءات التي تواجهها الأونروا يجب ألا يكون لها تداعيات سلبية على جهود الأونروا الإنسانية في غزة، حيث نزح حوالي 1.7 مليون شخص بسبب النزاع المستمر، مضيفا أنه يقدر الإجراء الفوري الذي اتخذته الأونروا ورئاسة الأمم المتحدة للتحقيق في هذه الادعاءات. وكرر دعوة الدول المانحة التي أوقفت تمويلها للأونروا إلى إعادة النظر في قرارها.

من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن دولة قطر ستستمر في دعم الأونروا، نظرا لتضاعف مسؤولية الوكالة وسط الوضع الإنساني الكارثي الحالي الذي يواجه السكان المدنيين الأبرياء في غزة. مشددا على حرص دولة قطر على مواصلة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى غزة دون عوائق.

وحذر محمد من التبعات الكارثية الناجمة عن تعليق التمويل للأونروا. كما شدد على ضرورة التمييز بين الأونروا، باعتبارها وكالة تابعة للأمم المتحدة ذات قيم وتقاليد عميقة الجذور، والادعاءات المرفوعة ضد عدد قليل من موظفيها الذين يخضعون للتحقيق.

بدوره، أكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيى، دعم الكويت الثابت للشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعمها للأونروا، مشيرا إلى أن الوكالة تشكل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، مؤكدا على أهمية عملها النبيل والخدمات الإنسانية التي تقدمها للاجئي فلسطين.

أما وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أكد على مركزية الأونروا في الاستجابة الإنسانية في غزة وشجع المفوض العام على مواصلة إظهار القيادة لأكبر جهة فاعلة إنسانية في المنطقة.

وفي اجتماع ضم وزراء الخارجية الأربعة مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ. دعا المشاركون في الاجتماع إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأعربوا عن دعمهم الكامل للأونروا، ودعوا شركاءها إلى مواصلة دعم الوكالة أيضا.

يذكر أن ما يقرب من مليوني شخص في غزة – غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال – يعتمدون على الأونروا من أجل بقائهم على قيد الحياة حيث تقوم الوكالة بإدارة الملاجئ المكتظة والمساعدات الغذائية والرعاية الصحية الأولية. وإذا ظل التمويل معلقا، فإن عمليات الوكالة سوف تتعرض للخطر بحلول نهاية شهر شباط، ليس فقط في غزة بل وأيضا في جميع أنحاء المنطقة.

وتواجه الأونروا مزاعم من قبل الاحتلال بأن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13,000 موظف في غزة قد شاركوا في هجمات 7 تشرين الاول، حيث قام بعض الشركاء الرئيسيين بتعليق التمويل للوكالة