(فيديوهات)// “ابن جنرال إسرائيلي” أصبح مناهضا للصهيونية يواجه مذيعين بريطانيين ويصفهما بـ”العنصريين” ـ

لندن:

واجه ميكو بيليد، الكاتب والناشط الإسرائيلي ـ الأمريكي المدافع عن فلسطين والمناهض للصهيونية، مذيعي برنامج تلفزيوني بريطاني يوصف بـ”سيئ الصيت” مثل القناة التي تبثه “تولك تي في”، ووصفهما بـ”البهلوانين المنافقين والعنصريين وداعمي الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة” أمام استمرارهما في مقاطعته واستفزازه.

وخاطب بيليد مقدم البرنامج الرئيسي والذي يحمل اسمه “جيمس ويل مطلق العنان” “James Whale Unleashed”، الذي قام مؤخرا بطرد ضيفه في الأستوديو عندما بدأ بالحديث عن “الإبادة الجماعية” التي تقوم بها إسرائيل في غزة: “هل أحضرتني إلى هنا للحديث عن إدانة الفلسطينيين الشجعان!؟”. وأكد بيليد على وصف “حماس” بالمقاومة، ودافع عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم أمام الاحتلال الإسرائيلي ورفض وصف مقاومتهم بـ”الإرهاب”.

وأكد بيليد “لقد نظر العالم بعيدًا عندما قام النازيون بتجميع اليهود لذبحهم، والآن العالم يدعم إسرائيل وهي تقوم باعتقال الفلسطينيين، وتذبحهم، يا للعار!”.

وقد أثار مقطع مواجهة بيليد للمذيعين تفاعلا واسعا على مواقع التواصل، وقام كثير من المعلقين بتحية بيليد، الذي تمكن بحسبهم من “لجم جيمس ويل وآش غولد، ووضعهما في مكانهما”.

وعلى حساب قناة “تولك تيفي” (المملوكة لروبرت ميردوك)، توالت الانتقادات للمذيعين وانحيازهما والقناة وعدم مهنيتها وتكرار مثل هذا المشاهد في برامجها.

  وبيليد وهو مؤلف كتاب شهير بعنوان “نجل الجنرال”، روى فيه كيف تحول نجل جنرال إسرائيلي معروف حارب في جيش الاحتلال، وحفيد أحد قادة إعلان دولة الاحتلال، من داعم للصهيونية، وطامح لأن يكون ضمن القوات الخاصة لجيش الاحتلال، إلى ناقد للصهيونية ومدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني”.

وكان جيمس ويل قام، مؤخرا، وعلى الهواء مباشرة، بطرد ستيف هيدلي، الرئيس السابق لاتحاد عمال النقل والسكك الحديدية في بريطانيا، عندما بدأ بالحديث عن “الإبادة الجماعية” التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وانتقاد الحكومة البريطانية التي لديها الأموال لصرفها على الحروب وعلى دعم أوكرانيا وإسرائيل.

وقد ثار المذيع ضد ضيفه مباشرة، وذهب لمهاجمته لأنه “يرتدي الكوفية الفلسطينية”. وسأل ويل ضيفه “إن كان فعلا يؤيد الفلسطينيين؟”، فأجاب هيدلي: “أدافع عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم. أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية فاشية وإرهابية”.

وانضم المقدم الآخر في البرنامج آش غولد لويل (الذي أشار ويل إلى أنه يهودي) ضد الضيف، ليقول للأخير إن “إسرائيل دولة ديمقراطية”، فردّ هيدلي: “حتى هتلر انتُخب ديمقراطيا!”.

وفي القناة البريطانية نفسها التي تعرض فيها الطبيب والسياسي الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي لتعامل “غير مهني ووقح” وصراخ في وجهه من قبل مذيعة في القناة.

من هو ميكو بيليد؟

 وقد اشتهر بيليد بكتابه “ابن الجنرال”، الذي روى فيه مساره الذي بدأ بحلمه وهو صغير أن يصبح عضوا في الوحدات الخاصة الإسرائيلية المعروفة بقبعاتها الحمراء.

كان حلمه النهائي أن يصبح جنرالا مثل أبيه، الذي قاد سرية اشتهرت في حرب 1948 باحتلال مناطق في النقب، ثم ترقى ليصبح جنرالا في حرب 1967. وقد تحققت أمنية ميكو بدخول الجيش والالتحاق بالقوات الخاصة، ولكنه ترك الجيش بعدها.

وكان الحادث الفارق في وعي بيليد مقتل ابنة أخته (13 عاما) في عملية بالقدس خريف العام 1997، حيث تملكه شعور بعد العملية وألح عليه بفهم مقتل “سمدار” ابنة شقيقته والدافع الذي يجعل شابين فلسطينيين في مقتبل العمر يضحيان بنفسيهما.

وقال بيليد: “ولدت في القدس عام 1961 وأنحدر من عائلة صهيونية معروفة، والدي ربما كان أكثر الأشخاص شهرة بالعائلة، فقد كان جنرالا، وجدّي كان أحد الموقعين على تأسيس إسرائيل ونشأت وطنيا للغاية ومؤيدا كبيرا لبلدي ودولتي وبالطبع للصهيونية”.

وأشار إلى أنه تأثر كثيراً بأفكار والده في المراحل الأولى من حياته، وأنه خدم في الجيش الإسرائيلي لفترة، لكنه ندم لاحقاً وترك الخدمة.
ويروي “عندما كان والدي يرتدي الزي العسكري بعد حرب الأيام الستة (1967)، قال: انظروا، نحن لا نبحث عن فرصة الآن لأننا أقوياء، نحن هنا إلى الأبد ووجودنا لم يعد في خطر، يجب أن نسمح للفلسطينيين بأن تكون لهم دولتهم الصغيرة في جزء صغير من فلسطين”.

وأردف بيليد: “لكن لم يفكر أحد بهذه الطريقة، بمجرد انتهاء الحرب بدأوا في بناء مدن ضخمة بالقدس الشرقية والضفة الغربية، شطبوا أي خيار يمكن تطبيقه لإقامة دولة فلسطينية”.
وأفاد أنه لا يوجد مكان يسمى فلسطين في الفلسفة الأساسية للصهيونية، وقال: “وفقا للصهيونية، هذه أرض إسرائيلية وهذه الأرض ملك لجميع اليهود في العالم، وليس للفلسطينيين الذين يعيشون هنا”.
وأكد: “إذا كانت لديك أيديولوجية عنصرية، أي إذا كنت تؤمن بأن مجموعة ما لديها حقوق أكثر من مجموعة أخرى، فأنت بحاجة إلى استخدام العنف حينها. يجب أن يكون لديك نظام الفصل العنصري حتى يمكن تحقيق هذه الأيديولوجية. هذه هي دولة إسرائيل”.
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بدأت قبل 75 عاما وليس اليوم، وقال: “الصهاينة كحركة ثم دولة إسرائيل التي انبثقت عن هذه الحركة، أعلنوا الحرب على الشعب الفلسطيني، لقد رأينا التطهير العرقي والإبادة الجماعية في هذه الحرب وشاهدنا نظام الفصل العنصري”.
ووصف بيليد إسرائيل بأنها “دولة إرهابية”، ولفت الانتباه إلى القمع الذي يعاني منه الفلسطينيون منذ سنوات قائلا: “يتعرض الفلسطينيون للإرهاب كل يوم”.

واستطرد: “عندما بدأت رحلتي أدركت أن البلد الذي اعتقدت أنه بلدي، كان في الواقع لناس آخرين، كنت أعيش في مستوطنة بواقع سطحي مصطنع لم يكن حقيقيا، لقد قامت إسرائيل على أساس فصل عنصري مبني على الأكاذيب”.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وصف الناشط الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بأنها “عدوانية للغاية”.

ونقلت وكالة “الأناضول” عنه قوله: “الفلسطينيون الذين لا علاقة لهم بالحدث (هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر) يدفعون ثمناً باهظاً. لقد تعرضت إسرائيل للإهانة وهي الآن تنتقم وتصب غضبها على الأبرياء والمدنيين الذين لا علاقة لهم بالهجوم”.
وأشار بيليد إلى أن وسائل الإعلام الغربية تتعمد إدانة حركة حماس في كل منشور يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
واستدرك: “من السخافة إدانة الأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد لفترة طويلة، المقاومة كانت متوقعة. إذا أردنا القضاء على المقاومة فيجب علينا القضاء على الاضطهاد. المقاومة دائما رد فعل على الاضطهاد، لقد عاش الفلسطينيون أكثر من 75 عاما من القمع. وكان ردهم على أعمال العنف غير مسلح في الغالب”.
وأوضح بيليد أن الجهود المبذولة لإدانة حركة حماس، لم تبذل من أجل لفت الانتباه إلى الضحايا المدنيين في غزة.
وتابع: “إذا كان هناك أي شيء يستحق الإدانة، فهو نظام الفصل العنصري والعنف والوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون كل يوم، واعتقال وقتل آلاف منهم بالضفة الغربية والعنصرية التي تمارسها إسرائيل ضدهم”.
وأشار إلى أنه من غير الواضح كيف سيتطور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفا: “الأمر الواضح بلا شك هو أنهم (الإسرائيليون) لن يتمكنوا من هزيمة الفلسطينيين، سمها حماس أو أي شيء آخر، لا يهم إلى أي حركة ينتمي الفلسطينيون، فهم لن يُهزموا”.
ووصف إسرائيل بأنها “تمثل كل ما هو سيئ، إن الدعوة لدعم إسرائيل ستؤدي إلى مزيد من الموت والدمار والعنصرية، وهذا يعني المزيد من إزهاق أرواح الأبرياء. هذه حرب ضد السلام والعدالة”.