(فيديوهات وصور)//مباراة ودية في جنوب أفريقيا .. الرئيس رامافوزا يهتف: “الحرية لفلسطين”.. والجمهور: “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”-

كيب تاون
“الحرية لفلسطين.. الحرية لفلسطين”.. يتردد هذا الهتاف يوميا على ألسنة المناصرين للقضية الفلسطينية في كل أنحاء العالم، لا سيما في هذا الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لحرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت تطبق نظام الفصل العنصري.
لكنّ اللافت في هذه المرة، أن مَن رددّ الهتاف، هو رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في وقت يلوذ العالم السياسي –بمجمله تقريبا- في صمت مطبق عن “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، وهي تحرق غزة، وتسرق أراضي الضفة.

رامافوزا هتف بالحرية لفلسطين في مناسبة رياضية، لكنها اكتسبت صبغة سياسية وتضامنية بالغة الوضوح مع الفلسطينيين، ولا سيما أهل غزة.
تلك المناسبة التي أقيمت مساء يوم الأحد، هي مباراة في كرة القدم بين منتخب فلسطين، المشكّل من لاعبين محليين، ومنتخب محلي أيضا من جنوب أفريقيا، تحت شعار “السلام والأمل والتضامن”، وموعدها حُدد بعناية ليوافق الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرر الرمز الأشهر عالميا في الكفاح ضد الفصل العنصري، الراحل نيلسون مانديلا.
أمام الآلاف من أبناء شعبه الذين حضروا إلى ملعب أثلون في مدينة كيب تاون، ردد رامافوزا هتافه متوشحا بالكوفية الفلسطينية، وإلى جانبه رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، جبريل الرجوب، وعدد من المسؤولين والوزراء.
رامافوزا أكد للحاضرين على وقوف جنوب أفريقيا -دولة وشعبا- إلى جانب الفلسطينيين في كفاحهم من أجل الحرية، في هذه “المباراة التي نحتفل فيها بالإنسانية، والصداقة والتضامن”.

 

أمّا ضيفه الفلسطيني، جبريل الرجوب، فقد استعاد عبارة شهيرة للراحل مانديلا بأن “حرية جنوب أفريقيا لن تكتمل إلا بتحرر فلسطين”، و”أن فلسطين اليوم، هي جنوب أفريقيا بالأمس” وذلك أثناء مخاطبته الجماهير في الملعب، مجددا التأكيد على عمق العلاقة بين بلدين اكتويا بنار الاستعمار والفصل العنصري.

وطوال 90 دقيقة هي زمن المباراة في الملعب، بل حتى قبل صافرة البداية بعدها، لم يتوقف المشجعون الذين حضروا بعائلاتهم وأبنائهم، عن الهتاف لفلسطين وغزة “وبالروح بالدم نفديك يا أقصى”. وطغى العلم الفلسطيني على مدرجات الملعب الذي ألقى فيه مانديلا كلمة بمناسبة عيد العمال عام 1996.
وكان لافتا أيضا رفع بعض الحاضرين في المدرجات علم “حزب الله”.

ورغم أن النتيجة الرياضية للمباراة لم تكن في صالح الفلسطينيين، حيث خسروا بهدف دون رد، لكنهم بالتأكيد خرجوا رابحين على صعيد التضامن الإنساني مع قضيتهم، وتبين لهم أن هناك بقية في العالم لا زالت تقف إلى جانب حقهم في دولة مستقلة، وتعلموا من تجربة جنوب أفريقيا، أن الفصل العنصري لا بدّ زائل، وأن فجر الحرية سيبزغ يوما.