عمان:
مشهد مستجد تماما في التحول الأردني: اللواء المتقاعد الدكتور صلاح القضاة يقف وبصفته رئيسا للملتقى الوطني الشعبي لدعم المقاومة أمام جمهور عريض مطالبا بالإفراج عن “المعتقلين والموقوفين” لأسباب “سياسية”.
يتحدث الجنرال القضاة حصرا عن نشطاء اعتقلتهم السلطات الأردنية على هامش فعاليات التعبير عن تضامن الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني وباتهامات منوعة.
قبل ذلك وعلى ليلتين يبرز “وجه مختلف ومهم” من نخبة المتقاعدين العسكريين الأردنيين على شاشة الجزيرة وهو الفريق الركن قاصد محمود نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق الذي أصر مجددا على “عدم تصديق” رواية الجانب الإسرائيلي عن قصة “تحرير أسيرين” وانتظار ما تقوله المقاومة.
الجنرال محمود واحد من أرفع الشخصيات التي تحمل رتبة فريق في هرم النخبة العسكرية الأردنية، وخلال مداخلاته المتلفزة التي بدأت تلفت الانتباه يتجاهل التحفظ في إظهار رأيه الفني بأن معارك إسرائيل تبدو فنيا متعثرة ضد المقاومة في قطاع غزة.
فيما خطب الجنرال القضاة قائلا “أفرجوا عن أبنائنا” كان الفريق محمود يؤسس بخبرته للمقاربة التي تقول “المقاومة نشطة شمالي القطاع.. معركة خان يونس لا تزال قائمة والمقاومة في رفح لم تختبر بعد”.
ما يلفت الانتباه خصوصا في ظل الشهرة العارمة لمحلل عسكري آخر هو اللواء المتقاعد فايز دويري أن نخبة من متقاعدي المؤسسة العسكرية الأردنية “تتصدر” حرفيا الجهد في التحليل المساند للمقاومة وفي النشاط الشعبي الآن لنصرة المقاومة.
يقر سياسي أردني بارز وخبير بأن تلك إشارة في منتهى الأهمية ولا بد من قراءتها في سياق التحولات التي تجتاح المجتمع الأردني و”نخبة الجنرالات المتقاعدين” في الصدارة هنا.
لا يمكن لأي مراقب إغفال تدحرج ملحوظ ومرصود في دور النخبة العسكرية من المتقاعدين في التحذير والعمل الشعبي لا بل في استقطاب آراء وتحليلات “جريئة وغير مألوفة” ولا تلتزم بـ”النص الرسمي” عبر بعض محطات التلفزيون خارج المملكة.
حتى قناة المملكة شبه الرسمية جربت حظها باستضافة خبراء أظهروا تأييدا كبيرا لما فعلته المقاومة في يوم 7 أكتوبر وقبل ذلك وبالتزامن ظهرت مقالات مهمة لجنرالات أمنيين متقاعدين أيضا من بينهم لا بل أبرزهم في متابعة المستجد الفلسطيني اللواء محمد البدارين صاحب المقولة الشهيرة المنشورة بان العسكرية الأردنية تستطيع- إذا لزم الأمر-السيطرة على منطقة الأغوار وأريحا بكل بساطة وبكل سرعة.
المقاربات التي يثيرها جنرالات متقاعدون في غاية الأهمية وسط الرأي العام الأردني.
مؤخرا رصد نشاط ملحوظ لمتقاعدين عسكريين في الفعاليات الشعبية وفي الملتقيات التي تساند مقاومة الشعب الفلسطيني وحتى في تنظيم وقيادة مسيرات في الشارع.
وذلك برأي الخبراء مؤشر في غاية الحيوية رغم كل ما يقال عن حسابات المصالح الرسمية على أن تفاعلات دراماتيكية تحصل الآن في عمق الشريحة التي مثلت دوما مواقع الصف الأول في الدولة العميقة.
الإحساس بالمخاطر كبير ويرتفع في الأردن عند المتقاعدين العسكريين عند التلاقي مع سياسيين كبار… هؤلاء يتحدثون بسقف غير مسبوق وعلنا عن “تشخيص مصلحة النظام الأردني” مرحليا في ظل مخاطر اليمين الإسرائيلي على أساس ضرورة التشبيك بعد الآن مع خيارات المقاومة.
قال جنرال سياسي آخر خبير ومهم هو الرئيس أحمد عبيدات الذي خدم سنوات طويلة في المنظومة الأمنية كلاما صريحا بهذا الاتجاه قبل غيره وعبر فضائية اليرموك التابعة للإسلاميين.
المصدر: القدس العربي