الأردن: الشعب يريد “شرطة نسائية” والملكة رانيا تسأل عن تفاصيل ” أطفال غزة ”

عمان

واحدة من الملاحظات الجوهرية للحراكات الشعبية الزخمة التي عادت للشارع الأردني مع بداية الأسبوع الحالي مناصرة لغزة هي تلك المتمثلة بـ”الحضور النسائي الكثيف” في الشارع.

مسألة الحضور العائلي والنسائي أثارت نقاشات بصورة غير مألوفة حيث قادة نقابيون ومعارضون طالبوا الأجهزة الأمنية بتوفير عدد أكبر من “كوادر الشرطة النسائية” حصريا لإدارة العلاقة مع النساء في ميدان التظاهر والاحتجاج احتراما لـ”تقاليد الشعب الأردني”.

برز ذلك بعد بيانات للملتقى الشعبي لنصرة المقاومة وللجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طالبت بالمساءلة والتحقيق مع “المسؤولين الأمنيين” عن الاعتداء على “نساء أردنيات ونشميات” خلال اعتصامات متكررة على مدار ليلتين.

مصادر رسمية أمنية بدأت تشير إلى أن الحضور النسائي المكثف في التظاهرات في محيط مقر السفارة الإسرائيلية وسط عمان العاصمة بدأ يثير الارتباك خصوصا في جزئية العمل الميداني عندما يطلب من الكادر الأمني التصرف بخشونة أثناء إبعاد محتجين يحاولون اختراق مقر السفارة.

في أكثر من حادثة اشتكت فعاليات نسائية من مظاهر خشونة غير مبررة تطال الأردنيات.

وتردد أن بعض الشكاوى أرسلت لمكتب رئيس الديوان الملكي يوسف عيسوي أيضا، فيما لم تتوقع السلطات الحكومية أن تصلها بيانات من الملتقيات الشعبية تطالب بإبعاد رجال الأمن عن الاحتكاك في الشارع مع النساء المتظاهرات لا بل تسأل: أين الشرطة النسائية؟.

كانت الملتقيات قد طالبت عدة مرات “عائلات الأردنيين” بالخروج للشارع.

وطوال أيام الأحد والإثنين والثلاثاء وبعد صلوات التراويح شهدت عمان تحشدات غير مسبوقة بالتتابع في محيط مقر سفارة الكيان ويقدر حقوقيون متابعون بأن “النساء الأردنيات والنشميات” قررن مغادرة البيوت بعدد كبير والتظاهر أيضا تضامنا مع “نساء غزة” وزاد الحضور الأنثوي بصورة غير مسبوقة بعد التقارير عن حالات اغتصاب في غزة ضمن الجرائم الإسرائيلية.

تواجه الأجهزة الأمنية إشكالية في بروتوكول التصرف الدركي في الميدان في حال وجود عدد كبير من الفتيات والنساء والأطفال وبدأت غرفة العمليات تقر بذلك.

ويبدو أن التقارير الواردة من غزة والمشار إليها أظهرت طاقات وقدرات وحضور تنظيم “الأخوات المسلمات” في الحركة الإسلامية وإن كان التواجد النسائي لم يقتصر على الإسلاميات بل رصد بوضوح ومن مختلف التكوينات في ميادين التظاهر والاحتجاج التضامني.

ولاحظ الجميع كيف ظهرت تجمعات “نسائية” بزخم في محيط عدة مساجد وكيف بات عدد عناصر الشرطة النسائية يزداد في التعاطي الأمني، فيما أنتج ذلك الانطباع بأن حركة حماس نفسها تعاملت مع هذا التطور في ملف التضامن الأردني عندما وافق القيادي خالد مشعل على التحدث بمداخلة عن بعد لتجمع نسائي تضامني مع غزة فخطب بالموجودات مطمئنا “المقاومة بخير”.

الملكة رانيا العبدالله عادت للظهور سياسيا وتصرفت باعتبارات الأمومة، حيث نشر عصر الأربعاء خبر رسمي عن لقاء خاص عقدته الملكة مع وفد أجنبي يمثل “منظمة إنقاذ الطفل الدولية” وهي واحدة من أكبر منظمات حماية الأطفال دوليا.

الملكة استقبلت رئيسة المنظمة إنجير أشنغ ومرافقين لها واستفسرت بكثافة عن كل تفاصيل ما يجري مع “أطفال غزة” وفقا لتقييمات وفد المنظمة الذي تواجد في الميدان وهي خطوة تسبق انطباعا بأن الملكة صاحبة المداخلات الفعالة دوليا في طريقها للتحدث مجددا عن المرأة والطفل في ظل العدوان.