مطالبة الملتقى الشعبي الأردني لنصرة المقاومة، حكومةَ البلاد بشرح وتوضيح “مزاعم” الصحافة الإسرائيلية بخصوص ليلة الهجوم الصاروخي الإيراني، قد يكون لها ما يبررها سياسيا وإعلاميا، لكنها في الوقت نفسه، مطالبةٌ تظهر شغف القوى السياسية والحراك الشعبي بملء فراغات الأسئلة التي تلحّ على الأردنيين هذه الأيام، في ظل تصاعد احتمالات وسيناريوهات توسع الصراع إقليميا.
الملتقى الشعبي والذي يمثل مجموعة عريضة من الأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة في الأردن، وجّه في بيان له صدر صباح الثلاثاء، سؤالا للحكومة عن مزاعم تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن الأجواء الأردنية كانت مستباحة ليلة الهجوم الإيراني أمام الطيران الغربي والإسرائيلي.
وقال بيان الملتقى: “لا نقبل ذلك لأرضنا وسمائنا”. لكن اللافت أن ما ورد في البيان أعاد تسليط الأضواء على ما يسمى بالقواعد العسكرية الأمريكية في الأردن، والتي سبق لأعضاء كبار في البرلمان بينهم صالح العرموطي، أن حذروا منها. فيما طالب الملتقى مجددا بإغلاق تلك القواعد ومغادرة أي قوات غربية.
طبعا بالقياس على ذلك، هذا مطلب مبالغ فيه في ظل الوقائع على الأرض. لكن الإعلام الإسرائيلي ولليوم الثالث على التوالي، يتسبب بكمية كبيرة من إنتاج الأسئلة وسط المجتمع الأردني، وهو يعرض الكثير من التقارير ذات العناوين المرتبطة بالجهد الجماعي في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية، مع أن كبار المسؤولين في الحكومة صرحوا بعكس ذلك، وبأن النشاط الدفاعي الجوي الأردني كان هدفه المؤكد السيادة على الأجواء وليس الدفاع عن إسرائيل كما وصف وزير الخارجية أيمن الصفدي علنا.
في المقابل، أظهرت المؤسسات العميقة في الدولة الأردنية حالة تجاوب مع أسئلة الشارع والملتقيات، بمعنى تقديم بعض الإجابات على أسئلة مطروحة، وسط تكرار نصيحة مجلس الوزراء للمواطنين بتجنب الشائعات والتسريبات، واستقاء المعلومات من مصادرها ومراجعها الرسمية.
ذلك حصرا ما كرره بيان صدر باسم مصدر عسكري مأذون فجر الثلاثاء، شرح الظروف التي أدت بعد منتصف ليلة الإثنين لتسيير دوريات جوية في السماء الأردنية للتأكد من عدم حصول أي انتهاكات.
في البيان العسكري، تأكيد مباشر على أن أجواء الأردن لن تُستخدم من قبل أي دولة في المنطقة لضرب دولة أخرى.
وتلك الإشارة فيما يبدو، استهدفت طمأنة الرأي العام الأردني إلى أن أجواء المملكة لن تُستخدم من قبل طائرات إسرائيلية مقاتلة لقصف إيران أو غيرها.
الحد الفاصل المفهوم في لغة البيان العسكري الأردني المباشِرة، هو أن سماء الأردنيين خارج نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما كانت خارج نطاق الهجوم الإيراني.
وتلك الرواية تصادق على ما أعلنه وزير الخارجية أيمن الصفدي، وإن كانت تردّ ضمنا على تقارير الصحافة الإسرائيلية التي أقلقت الملتقى الشعبي لنصرة المقاومة.