بقلم “صالح شوكة” تحولات عميقة : طوفان الأقصى والتحولات السياسية الهائلة في المنطقة

في السابع من أكتوبر، شهدت “إسرائيل” تغيّراً كبيراً عندما دخلت في مواجهة مع جبهة غزة الوحيدة، وها هي الآن تواجه الآن ست جبهات ، وما زال البعض دولا وأحزابا وأشخاصا منهم أوساطا قيادية فلسطينية يتجاهلون هذه التحولات، ويستمرون في حالة من الرهانات الخاسرة على الوعود الأمريكية ، لكن الحقيقة هي أن الخريطة السياسية للمنطقة ما زالت تتغير بشكل جذري .

إن أهم تحول في المنطقة قد تمثل بسقوط نظرية الردع الإسرائيلية التي طالما عشعشت في بعض الأذهان ، والإثبات للعالم أن لا حل ولا استقرار في المنطقة بدون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس ، وأن هذا التحول قد وجّه ضربة في الصميم إلى مشروع التطبيع في المنطقة الذي تسعى بعض الأنظمة العربية من خلاله للتحالف مع إسرائيل في مواجهة ما تدعيه بالأطماع التوسعية الإيرانية.

إن تغير المشهد العربي أت لا محالة وإن طال الوقت مهما حاولت الأنظمة العربية ضبط إيقاع التحركات الجماهيرية في بلدانها المناصرة والداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان وتواطؤ بعض الإنظمة وخشيتها من تأثير انتصار المقاومة الفلسطينية على بلدانها ، ولهذا فإن الإدارة الأمريكية وخارجيتها تسعى إلى احتواء هذه التغييرات والمضي قما في مشروعها لبناء الشرق أوسط الجديد بما يتلائم ويخدم مصالحها الاستعمارية وفي القلب منها استمرار دولة الاحتلال كدولة متسيدة على الشرق الأوسط .

إن الرد الإيراني على هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق ، والذي يعتبر تاريخيا قد أضاف بعدا آخر وضرب في الصميم قوة الردع الإسرائيلية ، وأثبت من جديد أن إسرائيل بدون الإعتماد على حلفائها الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وعلى تواطؤ بعض الأنظمة العربية هي في غاية الهشاشة …. فهل من يعتبر؟؟؟