مقالات

كتب عماد وليد كباجة: بينما الكنيست يُشرعن ضم الضفة … السلطة تواصل التنسيق المقدّس

المسار : في مشهد لا يخفى على من بقي فيه بقية من وعي، صرح الاحتلال أخيرًا بنيته ضم الضفة الغربية رسميًا إلى “سيادته”، وكأنما جريمة السابع من أكتوبر كانت الحجة التي طال انتظارها لابتلاع ما تبقى من الأرض بلا مقاومة. فهنيئًا لكل من ردد أن “المقاومة سبب الدمار”، فهذا الضمّ هو الجواب القاطع لمن ارتضى الانبطاح بديلاً عن المواجهة.

لقد بات اليوم يُقرر عنك، ويُسلب منك هويتك ومكانك، لأنك لا تملك سوى الإدانة والاستنكار. وكل ذلك يحدث بينما العربدة الصهيونية من قبل قطعان المستوطنين في تطور يومي مستمر، ونشر المستوطنات على مساحة الضفة الغربية لم يعد مجرد “مخطط”، بل روتين متسارع يستبيح السيادة، والإنسان، والبيوت، دون حسيب أو رادع.

في المقابل، لدينا سلطة شكلية لا وظيفة لها سوى خدمة مصالح الاحتلال، تتماهى معه وتبرر خيانتها بذريعة “سحب الذرائع منه”! كيف يمكن لسلطة تُطبّع قبل أي دولة عربية، أن تزعم السيادة أو تمثل الشعب؟ وهي التي جاء بها الاحتلال، وهو من يقصيها متى شاء، ويقرر صلاحيتها بانسحاب من اتفاق لم يعد قائمًا إلا في خطابات فارغة.

انتهت “صلاحيتكم” بمجرد انسحاب الاحتلال من اتفاقية أوسلو، فلم تعد هناك شرعية لكم، لا سياسية ولا وطنية. فلا يُسترد ما أُخذ بالقوة إلا بالقوة، لا بالتنسيق الأمني “المقدس”، ولا بالتعايش مع واقع الاحتلال الذي يزداد شراسة وابتلاعًا.

ثم يخرج علينا من يقول: إن السلطة أقدر على حفظ المال، والأرض، والنفس، والعِرض! وإنها الأجدر بترويض النفوس “التي شذّ طبعها”! أي منطق هذا؟ عن أي عرض تتحدثون وأنتم شركاء في بيعه؟ وعن أي نفس وأنتم تُسلمونها للاعتقال والتعذيب؟!

لا أريد نصائح من أحد، ولا مواقف خائبة مبنية على انتماء أعمى يرفض مواجهة الحقيقة. فالحقيقة ساطعة كالشمس، ولا مجال بعد اليوم لتغطيتها بغربال.

23 يوليو 2025

“هذا المقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يعبّر عن وجهة نظر شبكة المسار الإخباري.”