فلسطيني

تصريح صادر عن الهيئة الوطنية الفلسطينية للسلم الأهلي

المسار : لتقف جريمة التجويع والإبادة الجماعية في غزة فورا، وللتسع دائرة الاضراب عن الطعام نصرة لأهلنا في قطاع غزة الأبي.

في قطاع غزة، لا ينتظر الموت الألف أو العشرة آلاف، بل يقف على أبواب البيوت ومراكز الايواء، والخيام لانتزاع أرواح مليونين من البشر، بلا رحمة، بلا دواء، بلا ماء، بلا طعام وتحت وابل القصف الجوي والبحري والأرضي لقوات الاحتلال . الأطباء والطبيبات سقطوا/ن مغشيًّا عليهم/ن من الجوع والإرهاق، الطواقم الطبية لم تعد تقوى على تقديم الإسعاف، فبعضهم أُصيب بالهذيان، وبعضهم ينتظر الموت مع مرضاه.

الوحشية الاستعمارية بلغت ذروتها، إذ يُطلب من الأمهات أن يصبرن ويصابرن، بينما يشاهدن أطفالهن يتضوّرون جوعًا، يذبلون أمام أعينهن، يُسلَب منهم آخر أنفاس الحياة.

قُرَّة أعينهن تُنتزع أرواحهم تحت سمع العالم وبصره، دون صرخة، دون غضب، دون ارادة سياسية في مجلس الأمن وفي الاتحاد الأوروبي وفي الجامعة العربية لوقف الإبادة.

الضمير العالمي مات، والنظام الرسمي العربي شريكٌ بالصمت، بالتطبيع، بالخذلان. والنظام السياسي الفلسطيني غير موحد لقد آن لنا أن ننتفض قبل أن نُمحى جميعًا، قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية بصمت العالم وخنوع الأنظمة واستمرار الانقسام.

أمام هذا الإجرام الممنهج، وأمام العجز الدولي والانقسام الفلسطيني، لم يعد الصمت خيارًا. وعليه، فإننا في الهيئة الوطنية الفلسطينية للسلم الأهلي نُعلن:

– دعمنا الكامل للإضراب المفتوح عن الطعام الذي أطلقه نشطاء فلسطينيون وأحرار في الضفة الغربية رفضًا لجريمة التجويع والإبادة، واستنهاضًا للكرامة الوطنية في وجه التواطئ والتخدير والشلل السياسي.

– ندعو كافة القوى الوطنية والطلابية والنقابية والشبابية في الضفة الغربية، والقدس، وفي مخيمات اللجوء، وفي الدول العربية، إلى الانضمام الفوري لهذا الإضراب، كلٌّ من موقعه، وإعلاء صوت غزة في وجه التجاهل والتطبيع والتواطؤ.

– نناشد أحرار العالم، والشعوب العربية، الاحزاب والحركات الاجتماعية والنقابات، والجامعات، والمؤسسات النسوية، والحقوقيين، إعلان أيام غضب جماهيري، وميادين صمود، تضامنًا مع غزة، ورفضًا للتجويع والإبادة.

ليس لدينا ترف الوقت، ولا وهم الوساطات، ولا حياد الجلاد. كل دقيقة صمتٍ هي شراكة في القتل. كل لقمةٍ نأكلها وصوتنا ساكت، هي طعنة في خاصرة غزة.

ليكن الإضراب عن الطعام فعلًا سياسيًا جماعيًا يُحرّك الضمير، ويكسر جدار اللامبالاة، ويُعيد المعركة إلى جوهرها: نحن أمام مشروع اقتلاع كامل لشعبٍ يُراد له أن يُمحى من التاريخ والجغرافيا.

غزة لا تُجَوَّع وحدها. فلنُجَوِّع ضمائر العالم معهم، حتى تصرخ.

الهيئة الوطنية الفلسطينية للسلم الأهلي

فلسطين، 25 تموز