
|
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
يديعوت احرونوت 24/7/2025
حماس لا تسارع الى الصفقة
بقلم: افي يسخاروف
حسب التقارير المختلفة التي تأتي من جهة قطر ومصر يبدو أن قيادة حماس لا تسارع الى الصفقة، وبالتأكيد ليس في صيغتها الجزئية. حماس هي الان الجهة المركزية التي تعرقل الوصول الى صفقة تتضمن 10 مخطوفين احياء خلال 60 يوما من وقف النار.
فقد طرحت المنظمة جملة شروط تصعب جدا انهاء الصفقة وذلك رغم ان إسرائيل بثت في الأيام الأخيرة تفاؤلا عظيما، ولا سيما في ضوء حقيقة ان رئيس الوزراء نفسه شطب على ما يبدو بعضا من الشروط الإسرائيلية للصفقة، مثل استمرار السيطرة في محور موراغ.
فضلا عن الفشل في الوصول الى اتفاق، في حماس يرون في النجاة كانجاز، انجاز يؤدي بإسرائيل الى مزيد من التنازلات. وذلك رغم أن غزة في الخرائب والجمهور الغزي يعاني ليس فقط من الدمار الهائل، القتلى والجرحى بل ومن الجوع أيضا. في إسرائيل ربما يحاولون التنكر لحقيقة أنه توجد مشكلة غذاء عسيرة في القطاع لكن الصور التي حتى الناطق العسكري اطلقها للنشر فان مئات الفلسطينيين يهاجمون شاحنات الغذاء، في ظل تعريض حياتهم للخطر، مما يدل على حجم الضائقة في غزة. وبالفعل هذه الضائقة تصبح اشد من يوم الى يوم. لكن حماس في موديل 2025 لا تعني ضائقة السكان الغزيين لها مشكلة، بل العكس – في نظر المنظمة المتطرفة، هذا يخلق لها ميزة ومجال مناورة. وهذا لان الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب يتزايد والكراهية بين الفلسطينيين تجاه إسرائيل ترتفع فقط وفي إسرائيل نفسها أيضا، الثمن الذي لا يطاق للقتال دون تحرير المخطوفين او تقويض حماس، جعل هذه الحرب في نظر الكثيرين حربا تجري الان من أجل استمرار البقاء السياسي لرجل واحد – هو بنيامين نتنياهو.
وهكذا، تواصل حماس العمل كحماس، لا تتراجع، لا تستسلم، لا تساوم بل تواصل فقط استنزاف أبناء شعبها وتجويعهم. الصور الأخيرة لنشطاء حماس في الانفاق يأكلون كل ما تتناوله أيديهم، توضح كم حماس انقطعت عن شعبها ولم يعد يهمها موقف الجمهور. الجوع لا يهدد حماس بل العكس، المنظمة تسيطر على شاحنات المساعدات المختلفة التي تبعثها الأمم المتحدة الى قطاع غزة وتوفر الغذاء لنشطائها. كما ان المناورة العسكرية الحالية تتيح لحماس مواصلة العمل في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش، أي في مدينة غزة ومخيمات الوسط. بقدر كبير فان حماس تخلت عن نهجها كحركة شعبية ترغب في كسب ود الناس. حماس في واقع الحال تقول لجمهورها – اصبروا، هذا فقط سيجلب خير اكبر لنا جميعا. كما أن “الإنجازات” التي تسجلها حماس لنفسها، أي عدد المصابين العالي نسبيا بين جنود الجيش تشجعها على المواصلة. بين هذا وذاك يبدو واضحا النهج المتطرف لعز الدين الحداد رئيس الذراع العسكري، الذي يرفض الحلول الوسط من جانب قيادة حماس في الخارج.
لشدة الأسف، صورة مرآة القطيعة بين حماس والجمهور الغزي تنعكس جيدا في إسرائيل أيضا. حزب الليكود اتخذ امس خطوة أخرى تجسد كم هو منقطع عن الجمهور الإسرائيلي وحتى عن جمهور مصوتيه هو نفسه. فتنحية ادلشتاين وانتخاب بوعز بسموت يجسد كم بعيدا مستعد نتنياهو أن يسير كي يضمن استمرار حكم الليكود حتى بثمن فقدان الجمهور.
لكن في ضوء الخسارة المتوقعة لنتنياهو والليكود في الانتخابات التالية في تشرين الثاني 2026 يثور الاشتباه فيما ا ذا كانت هذه الانتخابات ستجرى: مشكوك أن يسمح نتنياهو ورفاقه لهذه الانتخابات ان تجرى بانتظام، دون محاولة تأجيلها او تغيير قواعد الانتخابات (تخفيض نسبة الحسم كي يدخل سموتريتش الى الكنيست أو شطب الأحزاب العربية. قد يبدو هذا تآمريا جدا – لكن من كان يتصور ان يقيل نتنياهو رئيس لجنة من الليكود فقط كي يعفي مزيدا من الحريديم من الخدمة في زمن حرب لا تزال تعربد.
——————————————
إسرائيل اليوم 24/7/2025
“تعاون استراتيجي”: لقاء ساعر .. واقتراح اوكرانيا
بقلم: دود.ي كوجن
التقى وزير الخارجية جدعون ساعر في كييف امس بالرئيس الاوكراني فلودومير زلنسكي في زيارة هي الثانية لمسؤول إسرائيلي كبير الى الدولة ليلتقي الرئيس منذ بدأ الغزو الروسي لاوكرانيا في شباط 2022.
في إسرائيل يتحدثون عن لقاء ودي وحار، بين مسؤولي الدولتين اللتين توجدان من فترة طويلة في حرب على وجودهما. وبالفعل، تنعكس الحرب في كل زاوية في كييف: جنود احتياط تعبون في محطات الباص، موظفون يتأكدون من أنك تعرف اين الملجأ القريب وصور الشهداء الكثيرين في الحرب منتشرة على “سور الابطال” – حائط طويل في وسط المدينة حيث وضع الوزير ساعر إكليلا من الزهور.
في مبنى الحكم تبرز الحرب اكثر: أكياس من الرمل، وسائل حراسة ونماذج من السلاح الإيراني.
هذا هو ما جعل وزارة الخارجية تعتبر الزيارة خطوة تضامن مع شعب يوجد في حرب، من جانب من يمثل شعبا هو نفسه يوجد في حرب. عندما شجب الوزير ساعر “العدوان الروسي ضد المدنيين” – فانه سار خطوة الى الامام من ناحية الخطاب الإسرائيلي تجاه كييف.، حيث ذكر بالاسم الصريح روسيا التي تقيم إسرائيل معها علاقات سليمة.
مع ذلك قال مصدر دبلوماسي اوكراني لـ “إسرائيل اليوم” ان الإحساس هو ان “إسرائيل جاءت بيدين فارغتين، ولكنها “مليئة بالطلبات” – قول يجب النظر اليه في ضوء حقيقة ان معظم زعماء الدول الذين يزورون الرئيس زلنسكي درجوا على الإعلان عن ارسال رزمة سلاح أخرى او تمويل لها.
في إسرائيل يرون هذا بشكل مختلف، وهذه هي النقطة التي شدد عليها الوزير ساعر في اثناء زيارته لوزارة الخارجية الأوكرانية. إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي عملت عسكريا على اضعاف الحلف الروسي – الإيراني. وذكر الدعم الإنساني من إسرائيل بشبكات المياه الى المناطق التي تضررت في الحرب، شبكات الإنذار المبكر، مستشفى الميداني وغيره. اما سيبيا من جهته فشدد على أن “ايران وروسيا تشكلان تهديدا وجوديا ليس فقط على أوكرانيا وإسرائيل بل على الامن العالمي بعمومه”. وأضاف: “موسكو، طهران وبيونغ يانغ اتحدت في حلف لانظمة خارقة للقانون، يدعم الواحد الاخر ويعرضون العالم الحر للخطر”.
تعاون أمني
أوكرانيا كما اسلفنا تواقة للسلاح، وهذا طلب يتكرر في كل لقاء بين مسؤول اوكراني ونظيره. ولم تكن زيارة ساعر لتشذ عن ذلك. يبدو أن إسرائيل حاليا لا تشعر انه بوسعها الاستجابة لذلك لاعتبارات مفهومة: الحفاظ على مستوى معين من العلاقات مع موسكو، حتى بعد ان لم تعد في سوريا.
من الصعب التصديق بانه ينقصها السبل للمس بدولة إسرائيل – او مساعدة أعداء إسرائيل – الذين هم في الغالب أصداء روسيا. هذا إضافة الى مسألة الجالية اليهودية الكبيرة في روسيا، رفاهها والقدرة على عقد علاقات معها.
وشدد الوزير الاوكراني سيبيا على إمكانيات التعاون في مجال التكنولوجيات الأمنية.
“الان هو الوقت لتحقيق هذه الامكانية الكامنة معا، قال، وأضاف بان الرجلين اتفقا على “فحص احتمالات التعاون في الصناعة الأمنية وتشخيص مشاريع مشتركة واعدة.
وقال المصدر الاوكراني إياه انه بين الاقتراحات التي طرحت حول كييف جرى الحديث عن تعاون تكنولوجي في اعتراض المسيرات، التي يبدو أن إسرائيل واوكرانيا هما الدولتان اللتان تتصدى لها باستمرار وبمدى غير مسبوق.
خطوة أولى في هذا الاتجاه يمكن للاوكرانيين أن يروها ربما في ما يراه الإسرائيليون كدرة التاج في الزيارة: تحريك “حوار استراتيجي على التهديد الإيراني”. هذا الحوار، اذا ما تطور كما ينبغي ولم يغرق في البحر الجغرافي السياسي العاصف، كفيل بالطبع أن يتضمن تعاون استخباري وتكنولوجي، وكذا في جوانب امنية أخرى.
——————————————-
هآرتس 24/7/2025
الولايات المتحدة تعمل على توحيد أجزاء سوريا وترى في إسرائيل عائقا في الطريق الى الهدف
بقلم: تسفي برئيل
لقد كان هناك لتوم براك، السفير الامريكي في تركيا والذي يعمل ايضا كمبعوث خاص لسوريا ولبنان، تشخيص اصيل، حتى لو كان غريبا، يدل على الفروقات العميقة بين اسرائيل والولايات المتحدة، وليس فقط بالنسبة لسوريا. في مقابلة مع وكالة “إي.بي” المح الى ان اسرائيل كانت تفضل سوريا مفككة ومقسمة على ان تكون دولة موحدة تسيطر على اراضيها. “الدول القومية، لا سيما الدول القومية العربية، تعتبر بالنسبة لاسرائيل عدوة. ولكن في سوريا انا اعتقد ان جميع الاقليات هي حكيمة بما فيه الكفاية كي تقول: من الافضل لنا ان نكون معا تحت سلطة مركزية”، قال براك.
مشكوك فيه ان الدروز، العلويين والاكراد، كانوا سيوقعون على مقولة براك الجيوسياسية، لكنها تشرح بشكل جيد لماذا هذه الفروقات في الرؤى اثارت الرد الغاضب للبيت الابيض والادارة الامريكية ضد التدخل العسكري الاسرائيلي في الاحداث الدموية في السويداء، خاصة بخصوص قصف المباني الحكومية في سوريا التي من بينها هيئة الاركان والمباني في محيط القصر الرئاسي.
حسب براك فان هذا التدخل لم يتم تنسيقه مع الادارة الامريكية، وقد “خلق فصل جديد معقد جدا، وفي توقيت سيء جدا”. انا اتساءل اذا كان يمكن حسب رأيه أن يكون توقيت آخر عندما كانت عصابات المسلحين التابعة لوزارة الداخلية يذبحون الدروز، واذا كان يمكن استخلاص مثل هذا الاستنتاج الشامل حول النهج الاستراتيجي الشامل تجاه سوريا.
اين الاستراتيجية
مشكوك فيه اذا كان يوجد لاسرائيل استراتيجية واضحة بخصوص مستقبل سوريا. سياستها تراوحت في فترة قصيرة بين اعتبار الرئيس السوري احمد الشرع، الارهابي الجهادي الذي يرتدي البدلة، قبل الاحداث في السويداء، وبين اجراء حوار مباشر والتوصل الى تفاهمات ملموسة، التي تحطمت في اعقاب المواجهات في السويداء وتم استبدالها بالتهديدات والهجمات المباشرة. بعد ذلك مرة اخرى تم استئناف المفاوضات حول ترتيبات امنية مع الشرع.
مقابل اسرائيل يوجد للولايات المتحدة استراتيجية متبلورة تتطلع الى اقامة دولة سورية موحدة مع سلطة مركزية تسيطر على كل ارجاء الدولة، لكنها تجد صعوبة في تطبيقها. هكذا هي تجد نفسها تتحرك بين القول بان النظام يجب عليه دفع ثمن الاعمال الفظيعة في السويداء وبين ما توصل اليه براك، وهو أن “الحكومة السورية، التي بدأت رحلتها للتو والتي لا تملك الا موارد قليلة للتعامل مع القضايا الكثيرة التي ظهرت على طريق توحيد المجتمع المنقسم، تعاملت معها بالطريقة الافضل”.
الطريقة الافضل للشرع لا تكفي لموازنة منظومة الاواني المستطرقة، التي في داخلها تعمل الان الولايات المتحدة في سوريا بهدف اقامة دولة موحدة. هذه منظومة يتم تفعيلها على ايدي اقليتان رئيسيتان، الاكراد والدروز، مقابل الاقلية العلوية، وهي ايضا تمتلك السلاح الذي ما زال يحظى بمكانة “السلاح المرخص”.
هذه الاقليات تطالب بالحكم الذاتي أو على الاقل الاعتراف بمكانتها الخاصة. كل واحدة منها يوجد لها دولة رعاية، بالنسبة للدروز هذه الدولة هي اسرائيل، والاقلية الكردية ما زالت تعتمد على امريكا. كل واحدة منهما تفحص انجازات الاقلية الاخرى امام السلطات من اجل المطالبة بمقابل مشابه. قيادات هذه الاقليات، التي تمثل حجم سكان باعداد مختلفة – الدروز 700 ألف شخص، الاكراد 2 – 3 مليون شخص – وقعت على اتفاق مباديء مع الشرع، لكن هذه الاتفاقات هي حتى الآن نظرية على الورق، وتنتظر اجتياز حقل الالغام المتفجر والمكتظ بشروط وطلبات، التي تلب
تحية من الاكراد
بؤرة الجهد الامريكي موجه الآن نحو الاكراد، الذين يطلب منهم تسليم سلاحهم والانضمام بشكل كامل الى الجيش السوري الجديد. بالنسبة للولايات المتحدة فان دمج الاكراد في الجيش السوري هو عملية حيوية ليس فقط من اجل سلامة البيت السوري، بل من اجل انهاء الحرب الطويلة والدموية التي تشنها تركيا ضد القوات الكردية، التي تعتبرها منظمة ارهابية تهدد امنها الوطني.
انهاء هذه المواجهة امر مطلوب كي تستطيع الولايات المتحدة نقل الى تركيا وسوريا المسؤولية عن مواصلة الحرب ضد داعش وانسحاب القوات الامريكية من سوريا في نهاية المطاف. خلال سنوات طلب من الولايات المتحدة التوقف عن دعم الاكراد – وهو الطلب الذي تم رفضه بشكل ثابت من قبل الرئيس الامريكي السابق جو بايدن، الذي اعتبر “عدوا” لتركيا، لا سيما للرئيس رجب طيب اردوغان الذي سماه “ديكتاتور”. الدولتان الآن تريان بنفس الطريقة مستقبل سوريا والحاجة الى انهاء قضية مكانة الاكراد.
من اجل تطبيق هذه الخطوة يستخدم السفير براك الضغط الكبير على قيادة الاكراد، لا سيما قائد القوات الكردية مظلوم عابدي. حسب تقارير في وسائل الاعلام فان براك وضع للاكراد انذار نهائي، الذي بحسبه يجب عليهم خلال ثلاثة ايام استكمال الاتفاق مع النظام والاندماج في الجيش السوري. واشنطن الرسمية تنفي هذا الانذار، لكن براك نفسه قال في الاسبوع الماضي للمراسلين بانه “اذا لم يوافق الاكراد (على تطبيق الاتفاق مع النظام السوري) فلا يوافقوا. ولكن نحن لا ننوي البقاء هنا الى الابد في دور مربية الاطفال أو دور الوسيط”. وقد حذر ايضا من انه اذا لم يوافق الاكراد فان هناك “بدائل اخرى”، ولم يشرح ذلك.
الاكراد الذين يعرفون جيدا معنى هذا التهديد يظهرون في هذه الاثناء موقف غير مبالي وحتى بارد، المتحدث بلسان القوات الكردية افغار داود، قال في يوم الثلاثاء الماضي بانه “في الظروف الحالية القوات الكردية لن تسلم سلاحها، وهو الامر الذي سيأتي فقط اذا اعترف الدستور السوري بالمكانة الخاصة للاكراد”.
مفهوم “ظروف خاصة” يقصد به الاحداث في السويداء التي اوضحت للاكراد بانه يجب عليهم حمل السلاح للدفاع عن انفسهم وعن طائفتهم، هذا على خلفية عجز النظام في الدفاع عن الدروز وامام حرية عمل العصابات المستقلة، التي تحصل على رعاية النظام. بخصوص الوضع الخاص للاكراد، فان هذا مفهوم واسع يتراوح بين المطالبة بمنح مكانة مستقلة للوحدات الكردية التي ستنضم للجيش وبين تشغيلها في الدفاع عن المحافظات الكردية، وحتى الاعتراف بها كمحافظات فيها حكم ذاتي.
امام هذه الطلبات تقف تركيا مثل سور منيع. مقابل المبعوث الامريكي براك، الذي يتحدث بشكل غامض عن “البدائل”، فان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لا يتلاعب بالاقوال. وقد قال “نحن نعتبر كل محاولة لتقسيم سوريا تهديد لامننا القومي، ونحن سنتدخل. يجب ان لا تقوم أي مجموعة بخطوات تؤدي الى تقسيم سوريا”، قال بلغة واضحة جدا.
للحظة كان يبدو ان فيدان يوجه تهديده ايضا لاسرائيل بسبب دعمها للدروز. ولكن وزارة الخارجية في تركيا سارعت الى التوضيح بان الوزير قصد الاكراد. ولكن توضيح تركيا لا يغير البنية الاساسية للقوى الموازية التي تشكلت في سوريا.
حسب هذه التشكيلة فان الولايات المتحدة وتركيا، وفي الخلفية السعودية التي ارسلت أمس وفد كبير من المستثمرين السعوديين الى دمشق، تتبنى الشرع كزعيم لا يوجد له بديل في هذه الاثناء، في حين ان اسرائيل يجب عليها ان تتساوق مع هذه الرؤية، وبالتاكيد عدم تعريض للخطر المصالح الامريكية بخطوات عسكرية او مدنية، التي سيتم تفسيرها كتشجيع على تقسيم سوريا.
——————————————-
هآرتس 24/7/2025
مستوطنون يسيطرون على نبع ويخربون آبارا تستخدمها نحو 30 قرية في الضفة
بقلم: هاجر شيزاف
المستوطنون سيطروا على نبع عين سامية وخربوا محطات فلسطينية لسحب المياه، التي توفر المياه لنحو 30 قرية فلسطينية في منطقة رام الله. المستوطنون بدأوا في ضخ المياه المخصصة للفلسطينيين الى بركة قريبة. منطقة عين سامية تشمل 5 آبار تعود لشركة مصلحة مياه محافظة القدس الفلسطينية، وفي الشهر الماضي قام المستوطنون بتخريبها اربع مرات. ورغم الهجمات المتكررة فان الجيش الاسرائيلي لم يخصص قوات لتامين المكان أو وقف اعمال المستوطنين ولم يتم اعتقال أي مشتبه فيهم.
في مصلحة مياه محافظة القدس يقولون ان18 قرية تحصل على كامل احتياجاتها من المياه من نبع عين سامية، و14 قرية تعتمد عليه بصورة جزئية. في الشركة قالوا للصحيفة بانه في اطار عمليات الاعتداء تم تخريب كاميرات حماية في المكان والحاق الضرر باجهزة الرقابة والسحب في الآبار، وتسبب ذلك بعدد من الانقطاعات الطويلة في تزويد المياه. حسب قولهم فان البركة التي سيطر عليها المستوطنون يملكها مزارع من كفر مالك، والعاملين في الشركة لا يمكنهم الوصول الى المكان بسبب وجود المستوطنين. المستوطنون يسمون البركة الآن باسم نبع الرعاة على اسم المستوطنين اللذين قتلا في عملية في محطة الوقود في عالي في 2023. من اجل تمويل الاعمال في المكان فتحوا مشروع تمويل عام على منصة جيب تشات، في اطارها جندوا حتى الآن 110 آلاف شيكل.
في الفيلم الذي نشروه قال المستوطنون بان النبع هو النبع الاكبر في منطقة السامرة، وانه منذ 1965 يتم سحب منه المياه لمنطقة رام الله. “لم نتنازل، بعد جهود كبيرة نبع الرعاة يعود الى الحياة”، قال في الفيلم ميخا سوداي، وهو صاحب مزرعة في المنطقة. المستوطنون قاموا بزرع في منطقة البركة اشجار، وفي ايام الجمعة يقام في المكان بسطة لبيع الاكل. بعد ذلك هم ينوون ضخ المياه الى وادي العوجا (الذي يسمى وادي يتاب)، الذي يمر في محمية طبيعية.
من الجيش الاسرائيلي جاء رد بانه في الفترة الاخيرة حصلنا على تقارير عن اعتداءات متعمدة لمواطنين اسرائيلي على بنى تحتية للمياه في منطقة عين سامية. “لكن قوات الجيش الاسرائيلي سارعت الى المكان ولم يتم العثور على أي مشبوهين. قوات الامن المسؤولة عن المنطقة تنظر بخطر الى كل حدث من هذا النوع”. في موازاة ذلك “الادارة المدنية عملت على السماح لمصلحة المياه الفلسطينية بالوصول الى هناك والقيام باصلاح الاضرار”.
المس بالنبع يضاف الى ضائقة المياه التي تفاقمت في الاشهر الاخيرة في مناطق مختلفة في الضفة الغربية. وعلى خلفية المحل الشديد الذي تم الشعور به في الشتاء الماضي. ضمن امور اخرى، نبع العوجا، اكبر الينابيع في غور الاردن، جف كليا. هذا النبع يضخ كل سنة 13 مليون متر مكعب بالمتوسط، في داخل المحمية الطبيعية وادي يتاب، الى قناة مياه تخدم القرى الفلسطينية في المنطقة.
هو يجف بشكل عام مرة كل عشر سنوات، لكن هذا الامر يحدث دائما في شهر تموز. في هذه السنة جف النبع في بداية شهر أيار، الامر الذي اجبر الفلسطينيين على شراء المياه من مزودين محليين وجلبها الى المنطقة في الصهاريج.
——————————————-
يديعوت احرونوت 24/7/2025
الجوع في غزة: واقع لا يطاق
بقلم: رون بن يشاي
في الجيش الإسرائيلي يصرون على أنه لا يوجد جوع في قطاع غزة وان “حملة التجويع الكاذبة” هي مبادرة من حماس تستهدف التأثير على الوعي، لا تصف الواقع على الأرض. على الرغم من ذلك نشرت هذا الأسبوع اكثر من 20 دولة – معظمها صديقة لإسرائيل مثل بريطانيا، فرنسا، كندا وأستراليا بيانات مشتركة أعلنت فيها بانها “تشجب القتل غير الإنساني للمدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء وضخ المساعدات بالتنقيط”، من قبل إسرائيل.
لكن ما هو أخطر حتى من نزع الشرعية عن حقنا في الدفاع عن أنفسنا هي الصور، مقاطع الفيديو وشهادات أطباء وصحافيين غربيين يتواجدون في غزة – تثبت أنه يوجد أطفال ورضع يموتون جوعا في القطاع باعداد لا تطاق. وحسب وزارة الصحة الغزية، التابعة لحماس، ففي اثناء الأسبوعين الاولين من شهر تموز ادخل الى المستشفيات 1.648 طفلا في حالة سوء تغذية حاد، ومنذ بداية السنة ادخل الى المستشف نحو 19 الف طفل للسبب ذاته. حتى لو كانت هذه الأرقام مبالغا فيها جدا، وحتى لو كان فقط نصف عدد هؤلاء الأطفال جوعى، فهذه لا تزال مشكلة أخلاقية لا يمكننا كيهود ان نتعايش معها. لقد أصبحت إسرائيل دولة منبوذة في الرأي العام العالمي، والجنود الذين يقاتلون دفاعا عنها يلاحقون كمجرمي حرب.
كل هذا، لان خطة منع سلب ونهب الغذاء والمساعدات الإنسانية من قبل حماس، تعطي الان مفعولا واقعيا لـ “حملة التجويع” التي كانت كاذبة عندما بدأت بها حماس – والان هي واقع رهيب، أخلاقيا واعلاميا.
صندوق غزة الإنساني هو مشروع لبضعة رجال اعمال هرعوا تلبية لحقيقة أن حماس تسلب المساعدات الوافدة الى غزة، تبيعها في السوق وهكذا تمويل تجنيد مقاتلين جدد لصفوفها. هذا الصندوق استأجر شركة حراسة كي يحرس توزيع الغذاء بواسطة حراس من خريجي الجيش الأمريكي.
اقام الجيش الإسرائيلي مراكز التوزيع والصندوق يوزع رزم غذاء جاف تزن كل رزمة منها 19 كيلو غرام، ويفترض أن تكفي عائلة من خمسة نفوس لثلاث وجبات في اليوم لمدة خمسة أيام. منذ بدأ العمل وزع الصندوق لغزة ملايين الرزم كهذه. لكن ما حصل بالفعل حقق نتائج معاكسة لما أمل به مؤسسوه ودولة إسرائيل التي تمول من أموال دافع الضرائب معظم ميزانيته، وجنود الجيش الإسرائيلي يحرسون مراكز التوزيع من الخارج.
مئات الأشخاص قتلوا وهم يحاولون الحصول على الغذاء في مراكز التوزيع. بعضهم قتل بـ “نار الابعاد” التي نفذها جنود الجيش الإسرائيلي. عشرات آخرون قتلوا دوسا من الجموع، والحراس الامريكيون لا ينجحون في تنفيذ توزيع مرتب. ما يجري على الأرض هو “اخطف بقدر وسعك”، من قبل الأقوياء. اما الغزيون الضعفاء، المرضى، الأطفال والنساء فيعودون من مراكز التوزيع باياد فارغة – ويرون بعيون تعبة كيف يعرض تجار محنكون الغذاء المسلوب من مراكز التوزيع للبيع في بسطات محملة بكل خير، بأسعار مبالغ فيها في أسواق غزة او دير البلح.
ممَ ينبع هذا الوضع؟ أولا من ان كميات الغذاء التي يوفرها صندوق غزة الإنساني ببساطة غير كافية. لكن السبب الأساس هو العدد القليل (5 فقط) لنقاط توزيع الغذاء من قبل الصندوق، وموقعها البعيد عن مراكز السكان. فلاجل الوصول الى مراكز التوزيع يتعين على الغزيين ان يسيروا على الاقدام كيلومترات كثيرة. محظور عليهم أن يصلوا في مركبة الى مراكز التوزيع منعا لخطر سيارات مفخخة ضد جنود الجيش الإسرائيلي والحراس الأمريكيين.
ولما كان الغزيون لا يعرفون متى تصل شاحنات المساعدات الى مراكز التوزيع، فانهم يتدفقون الى هناك بالالاف، منذ ساعات الليل كي يسابقوا ويكونوا في المكان قبل ان تصل الشاحنات. وعندما يسمح رجال الصندوق وجنود الجيش الإسرائيلي لهم بالوصول فانهم ينقضون، بكل معنىا الكلمة على مراكز التوزيع.
“تسونامي بشري” يندفع ويدوس على كل من يكون في طريقه، والوضع يخرج عن السيطرة. جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحرسون من مسافة كيلو متر مراكز المساعدات، يشعرون انهم يعرضونهم للخطر، يطلقون النار نحو الجموع. وهكذا يوجد قتلى.
لقد كانت الفكرة ان تقام مراكز التوزيع في مكان نقي كي لا تتمكن حماس من سلبها، وان يتلقى كل غزي رزمة غذائه. الهدف الأول تحقق بالفعل، وحماس حقا لا تنجح في سلب الغذاء من مراكز التوزيع. غير أن ليس كل الغزيين ينجحون في الحصول على الغذاء. أولئك الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة او انهم ببساطة ضعفاء جسديا كالاطفال، النساء والشيوخ ممن ليس بوسعهم ان يسيروا الكيلومترات الكثير مع 19 كيلوغرام على الظهر وليس بوسعهم ان يصارعوا الشبان الذين يستخدمهم التجار ممن يخطفون من أيديهم رزم الغذاء – يتبقون جوعى.
ما فاقم الوضع الكارثي هذا هو حقيقة انه قبل 11 أسبوع من بدء الصندوق لعمله، دولة إسرائيل بقرار من الكابنت منعت ادخال كل مساعدة انسانية لغزة. كنتيجة لذلك هزلت مخزونات الغذاء التي كانت في غزة لدى منظمات المساعدات الإنسانية، واساسا الأمم المتحدة، والان ما يدخل الى القطاع ليس كافيا.
وما يبعث على الغضب هو ان العنوان كان على الحائط. المنظمة العليا لهيئات الإغاثة في غزة نشرت في أيار من هذا العام قبل ان يبدأ الصندوق الإنساني بالعمل بيانا حذر فيه من أن “مسؤولين إسرائيليين حاولوا تعطيل شبكة توزيع المساعدات القائمة التي تشغلها الأمم المتحدة والمنظمات المشاركة لها، والحصول على موافقتنا على تقديم المساعدات عبر مراكز لوجستية إسرائيلية. حسب الخطة التي عرضت علينا فان أجزاء واسعة من غزة بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة والأكثر هشاشة وضعفا سيبقون بلا تموين. الخطة خطيرة لانها تبعث المدنيين الى مناطق عسكرية كي يتلقوا وجبات غذائية وهكذا تعرض حياة الانسان للخطر”. هذا التوقع الذي الغوه في اسرائيل بهزة كتف استخفافية تحقق بكامله.
هذه الكارثة يجب وقفها. يجب العودة للسماح الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتوزيع المساعدات، حتى لو جنت حماس هنا وهناك ربحا. او إيجاد طريقة لنثر عشرات أخرى من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، تشغلها الصندوق، وفقط مسارات وصول شاحنات المساعدات اليها يحرسها الجيش الإسرائيلي. لا يمكن لهذا ان يستمر على هذا النحو.
——————————————-
هآرتس 24/7/2025
التجويع لهم والعار لنا
بقلم: جدعون ليفي
خطة اسرائيل، التطهير العرقي في قطاع غزة، تتقدم بشكل جيد، وربما حتى بشكل اكبر مما هو متوقع. لقد اضيف مؤخرا الى الانجازات المهمة التي سجلت حتى الآن، القتل والتدمير الممنهج، انجاز آخر هام وهو أن التجويع بدأ يؤتي اكله. فهو ينتشر بسرعة وبدأ يسقط الضحايا باعداد لا تقل عن اعداد القتلى بسبب القصف. من لا يقتل في طابور الحصول على الغذاء فان لديه فرصة جيدة للموت بسبب الجوع. سلاح التجويع اثبت نفسه. صندوق المساعدة لغزة تبين ايضا انه قصة نجاح. ليس فقط مئات الغزيين اطلقت النار عليهم وقتلوا اثناء انتظارهم لرزم الصندوق، بل هناك ايضا اشخاص لا ينجحون في الوصول ويموتون بسبب الجوع، معظمهم من الاطفال والرضع. فقط امس توفي عشرة اشخاص بسبب الجوع (15 ماتوا أول أمس، بينهم 3 اطفال ورضيع ابن ستة اسابيع)، 111 ماتوا منذ بداية الحرب، بينهم 80 طفل والعدد في تزايد في الفترة الاخيرة. الصور التي يتم اخفاءها عنكم في وسائل الاعلام الاجرامية في اسرائيل، التي لن يغفر لها ولن يتم نسيان تقصيرها في تغطية غزة، لم تسلم من عيون العالم. هي صور لاشخاص متعبين بسبب الجوع، صور الكارثة، واخفاءها هو انكار للكارثة، هياكل عظمية لاطفال رضع وصغار، احياء واموات، تظهر عظامها من خلال الانسجة الدهنية التي تم هضمها، والعضلات المخفية، عيونهم وافواههم مفتوحة ونظراتهم مجمدة.
هم مستلقون على الارضية في المستشفيات وعلى الاسرة، بدون ملابس أو يتم حملهم على عربات تجرها البهائم. هذه صور من جهنم. في اسرائيل هناك كثيرون يتنكرون لها ويشككون في مصداقيتها، آخرون يعبرون عن السرور والتفاخر عند مشاهدة أي رضيع مجوع. نعم، نحن وصلنا الى هذه الحالة.
ان تحويل التجويع الى سلاح مشروع ومقبول على الاسرائيليين، سواء بالدعم الصريح أو باللامبالاة، هي المرحلة الاكثر شيطنة في الحرب التي شنتها اسرائيل ضد غزة حتى الآن. وهي ايضا الوحيدة التي لا يمكن ايجاد أي مبرر أو ذريعة أو تفسير لها. حتى ان اجهزة الدعاية في اسرائيل التي ليس لها حدود، لن تنجح في ذلك.
التجويع اصبح سلاح مشروع لانه وسيلة اخرى لتحقيق هدف التطهير العرقي. يجب علينا استيعاب ذلك ورؤية استمرار الحرب على خلفية هذا التفسير، بالضبط مثلما انه من الجيد لاسرائيل ان يتم قتل عشرات الالاف بنار قواتها، فمن الجيد لها ايضا موت المئات بسبب الجوع. هكذا فقط يمكن تحويل القطاع الى مكان غير قابل للعيش. وهكذا فقط سيغادرون “طواعية”، في البداية الى “المدينة الانسانية” ومن هناك الى ليبيا أو الى مكان لا يعرفه إلا الله فقط.
التجويع يترك بصماته الان على الجميع. المراسلون الفلسطينيون في غزة، الذين لم يتم اطلاق النار عليهم وقتلهم على يد الجيش الاسرائيلي، يقولون انهم لم يأكلوا أي شيء منذ يومين أو ثلاثة ايام. وحتى الاطباء الاجانب تحدثوا امس عما أكلوه، وبالاساس عما لم يأكلوه. طبيبة كندية في مستشفى ناصر قانه انه في الايام الاخيرة اكلت فقط صحن عدس صغير. هي لا تستطيع المواصلة هكذا ومعالجة الجرحى والمرضى. ايضا هذا جيد لاسرائيل.
طاقم قناة “الجزيرة” رافق امس شاب خرج للبحث عن الطحين لاولاده. بحث وبحث الى ان وجد في السوق بسطة عليها كيسين صغيرين من الطحين الاسرائيلي وزجاجة زيت. السعر كان مئات الشواقل للكيس الصغير، لذلك عاد خالي الوفاض الى بيته، الى عند اولاده المجوعين. في الاستوديوهات شرحوا المراحل الثلاثة التي في نهايتها يكون الموت بسبب الجوع. اولاده هم في المرحلة الثانية.
التجويع حول هذه الحرب الى اكثر حروب اسرائيل رعبا، وبالتاكيد اكثر الحروب اجراما. لم نجوع في أي يوم مليوني شخص. ولكن هناك فقط شيء واحد اسوأ من التجويع وهو اللامبالاة التي يتم استقبال هذا التجويع بها في اسرائيل، على بعد مسافة ساعة ونصف سفر من المكان الذي توفي فيه أمس الطفل يوسف الصفدي ابن الستة اسابيع. عائلته لم تتمكن من الحصول على بديل حليب الأم. في الوقت الذي مات فيه تم بث في القناة 12 برنامج “المطبخ الفائز” ونسبة المشاهدة كانت ممتازة.
——————————————-
معاريف 24/7/2025
أيها المجانين، اخرجوا من غزة
بقلم: يوسي هدار
منذ نحو سنتين، وكثيرون لم يعودوا بيننا. في كل يوم تقريبا يسقط جنود اعزاء على مذبح الحرب التي لا تنتهي. القلب يتفطر إربا، ولا يزال هذا يتحدث وذاك يأتي، عوالم كاملة تخرب. غير أن هذه الحرب، الأطول في تاريخ إسرائيل، ليست حرب الاستقلال وبالتأكيد ليست “حرب الانبعاث” حسب لغة نتنياهو المغسولة بل حرب غنيمة سياسية.
حرب 7 أكتوبر – نعم، هذا هو اسمها – وان كانت بدأت كحرب اللامفر، كحرب هي الأكثر عدالة ضد منظمة الإرهاب الفلسطينية التي ذبحتنا – لكن كلما مر الوقت، بدلا من ترجمة الإنجازات العظيمة للجيش الإسرائيلي، الذي أثار العجب بضرباته لحماس، الى خطوات سياسية كانت ستساعد في تصفية هذه المنظمة البربرية، واصلت الحكومة الحرب بدوافع سياسية ولمصالح غريبة.
أيها المجانين اخرجوا من غزة. كل يوم يمر يورطنا فقط اكثر في الوحل الغزي، وما كان ممكنا قبل سنة او نصف سنة بات شبه متعذر الان – والثمن اثقل من أن يحتمل. هذه نتيجة انعدام السياسة لنتنياهو.
اذا كنا نعرف حتى الان بان من يعرقل الصفقة لاعادة المخطوفين كلهم وانهاء الحرب، من يفرضون دفعات وحشية ولا يسعون الى حل شامل، هم نتنياهو، سموتريتش وبن غفير، الان تقدر حماس بان الإرادة السياسية الجديدة لنتنياهو هي عقد صفقة، ولهذا فان منظمة الإرهاب هي الأخرى تؤخرها. في هذه الاثناء، في مملكة الشر وانغلاق الحس تقترح الوزيرة ستروك احتلال المزيد من الأجزاء في غزة، حتى لو كلف الامر حياة المخطوفين، وسموتريتش وبن غفير يتخيلان استيطانا في القطاع وريفييرا غزة.
عمليا، كل جوهر هذه الحكومة السيئة هو تنفيذ نزوات نتنياهو السياسية والشخصية وبقاء الحكومة نفسها. وهكذا، من يدير مفاوضات على قانون تملص من الخدمة في اليوم الذي سقط فيه ثلاثة ابطال في غزة، دفع قدما بالخطوة لتنحية رئيس لجنة الخارجية والامن النائب يولي أدلشتاين فقط لانه عرقل إرضاء الأحزاب الحريدية المعنية بان يواصل جمهورها التملص من الخدمة والا يتحمل عبء الحرب. يبدو أن اقالة وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي لم تنجح في توفير البضاعة، ولهذا فان ادلشتاين هو الان على بؤرة الاستهداف.
علينا أن نخرج من غزة ليس لأننا لا نريد تصفية حماس. نحن سنبيد هؤلاء النازحين غير أنه يجب عمل هذا بحكمة. علينا أن نخرج من غزة كي ندفع قدما بتسوية سياسية تضعف حماس الى أن نعود الى هناك ونكمل المهمة.
على الا يرووا لنا القصص عن مصاعب العودة الى القتل. المثال الحي والمظفر على ذلك هو وقف النار في لبنان الذي في اثنائه نحن نهاجم حزب الله.
علينا أن نخرج من غزة كي نعيد الخمسين مخطوفا الذين تبقوا هناك، من بينهم 20 على الأقل على قيد الحياة، شبان يعانون منذ سنتين من التعذيب ويحلمون بربع رغيف. علينا أن نخرج من هناك لان جنودنا منهكين وينفذون المهام على مدى زمن طويل جدا، يحتاجون لان يخرجوا كي لا نسمع مرة أخرى “سمح بالنشر”.
علينا أن نخرج من غزة أيضا في ضوء التدهور الذي لم يشهد له مثيل في المكانة الدولية لإسرائيل – اصبحنا منبوذين في العالم. حتى لو لم يكن الجيش الإسرائيلي يؤذي الأبرياء عن عمد، وحتى لو كانت حماس الحقيرة تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وحتى لو كانت إسرائيل تنقل مساعدات إنسانية وغذاء وليست مذنبة في صور الجوع في غزة، التي يحتمل أن تكون بعضها مهندسة على افضل تقاليد الكذب لحماس – علينا أن نخرج من هناك.
تكاد لا تكون دولة في العالم بما فيها الدول الصديقة لنا في أوروبا لا تخرج ضد إسرائيل بسبب ما يجري في غزة. المواطنون الإسرائيليون يخافون السفر الى الخارج، الجنود يلاحقون في العالم واللاسامية تصل الى ذرى جديدة.
غير ان الحكومة بغبائها الشديد لا تريد أن ترى الأمور كما هي، وتفضل مواصلة الحرب، الانقلاب النظامي، اقالة المستشارة والسيطرة المعادية على الديمقراطية الإسرائيلية.
——————————————-
هآرتس 24/7/2025
غيلا غملئيل توزع الخطط، لكن لن تُقام ريفييرا في غزة، بل ستقام “يد واسم” للضحايا هناك
بقلم: اوري مسغاف
اشخاص واطفال رضع يموتون الآن بسبب الجوع في غزة. اعداد كبيرة اخرى تعيش في حالة سوء تغذية. مجوعون. نحن وصلنا الى هذه الحالة. الدائرة تم استكمالها. نحن جزء من جريمة بمستوى تاريخي. لن يتم تنظيفنا منها. في كل مكان سيسألوننا ويسألون اولادنا أين كنا وماذا فعلنا في المرحلة التي تحولت فيها الحرب الدفاعية، التي بدأت كرد مشروع على الغزو البربري لارضنا، الى حملة ثأر هستيرية ومنهجية ضد سكان غزة.
الارقام الحذرة اكثر تتحدث عن 60 ألف قتيل. حسب تقديرات مشددة، ليس اقل من نصفهم هم غير مخربين، بينهم حوالي 18 ألف طفل. اطفال! 70 في المئة من المناطق الماهولة تم تدميرها، حرثها وتسويتها بالارض، بالقصف من الجو وبتفجيرات هندسية وبالجرافات العسكرية والمدنية. هذه ليست اسرائيليتي أو يهوديتي. هذه ليست دولتي، وليس من اجل ذلك اقيمت هنا بعد الكارثة.
أنا اتابع برعب مناقشات اللوبي الجديد الذي تم تاسيسه في هذا الاسبوع في الكنيست تحت عنوان “ريفييرا في غزة”. الجهاديون اليهود، بالقبعات والعمائم والاوشحة التي تمتد حتى السقف، ينشرون الابتسامات والهتافات هناك. لايفوفيتش كان على حق. عاموس ايالون كان على حق. وحانوخ لفين كان على حق. هؤلاء وامثالهم بنبوءات الغضب حول الطريق المؤكدة نحو الهلاك، الذي يمهده لنا المزج بين القومية اليهودية المتطرفة ولعب دور الضحية اليهودية والاصولية اليهودية.
وزيرة الابداع والتكنولوجيا غيلا غملئيل، نشرت فيلم ذكاء اصطناعي طفولي (هذه هي الموضة الآن)، تفاخرت فيه بـ “خطة غملئيل – ترامب” (هكذا في المصدر)، نفس الريفييرا على شواطيء البحر الابيض المتوسط، مع صورتها وصورة بيبي وسارة وهم يتجولون في المتنزه المزدهر في غزة. في نهاية الفيلم توجد العاب نارية، وكل ذلك في الوقت الذي فيه الجنود والمخطوفون يقتلون ويختنقون هناك. عشرات المواطنين الغزيين يقتلون كل يوم وصور الجوع والتجويع تملأ العالم. هؤلاء مجانين – لن تقوم ريفييرا في غزة. ذات يوم ستقوم على انقاضها “يد واسم” عربية.
عندنا يغرقون في النقاشات الاكاديمية حول هل القتل والدمار ينطبق عليه التعريف القانوني للابادة الجماعية وجرائم الحرب. هل هذا حقا يغير أي شيء؟ في وسائل الاعلام المحلية يجري نقاش اكاديمي حول ما اذا يجب على الاسرائيليين رؤية حقيقة ما قمنا بصنعه بايدينا في غزة. في هذه الاثناء سئل بنيامين نتنياهو، القائد الاعلى لكل ذلك، في بث صوتي من قبل مهرجين امريكيين ما اذا كان يفضل ماكدونالدز أو بيرغر كينغ.
اسرائيل التي في بداية طريقها كانت منارة للاغيار، او على الاقل معجزة من صنع الانسان للبناء والتقدم، اصبحت مثل كوكب آخر، لا يوجد حدود للهستيريا. في غزة يقتلون ويُقتلون، يُجوعون، يقصفون، يتخلون عن المخطوفين ويضحون بالجنود. وفي القدس ينشغلون في السباق الذي لا يوجد فيه فرق بين ميلفتسكي وبسموت على رئاسة لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، التي ستشرعن تهرب الحريديين.
أنا احاول حساب الساعات في حياتي التي استثمرتها في دراسة الكارثة. مراسيم، صافرات انذار، متاحف، دروس تعليمية، رحلتان الى بولندا، افلام، مسرحيات، عشرات الكتب النثرية وغير الروائية. سؤال كبير يلوح في الافق وهو كيف حدث ذلك للالمان وشعوب اخرى عبر التاريخ ايضا. الجواب في النهاية متشابه بشكل مخيف: الامر يبدأ بصدمة وطنية، أو الشعور بالتهديد الوجودي الذي تشعله حكومة مشوشة. وبعد ذلك الشعور بالتفوق الممزوج بالضحايا والاحباط، وهنا تأتي الرغبة في الانتقام، نزع انسانية العدو والشعور بعدم وجود أي خيار.
كل ذلك يحدث في موازاة حرب شاملة على الحدود. هكذا فان المعارضة أو الاحتجاج يعتبران خيانة. القلب يتحجر، القتل اصبح صناعة بدون تمييز، وسائل الاعلام تغض النظر، الجهاز القضائي يتراجع، يتم الغاء الديمقراطية أو ببساطة يتم افراغها من المضمون، جزء من الجمهور راض، وجزء آخر لا يبالي أو أنه غارق في مشكلاته وفي ضحاياه، أو ببساطة هم عاجزون مثلي. هكذا يحدث دائما. وهذا ما يحدث لنا.
——————————————-
هآرتس 24/7/2025
العنف والصمت نزلا معا على العالم، لماذا صمتوا في المانيا؟ في غزة؟ ولماذا يصمتون عندنا؟
بقلم: يوسي كلاين
النازيون يعودون. ليس اليسار هو الذي اعادهم، بل بنيامين نتنياهو وعميت سيغل. نتنياهو قال ان حماس هم “النازيون الجدد”، وسيغل قارن بين التدمير في غزة والتدمير في درزدن. هل هذا استخفاف بالكارثة؟ الكارثة هي امر مثير للغضب؟ محظور مقارنتها مع أي شيء آخر؟ ومسموح طالما أن النازي هو الموجود في الطرف الثاني. حماس اثبتت انه يمكن العمل كنازيين حتى بدون نظرية العرق. في 7 اكتوبر حماس كانت نازية تماما.
هناك جرائم حرب نازية وجرائم حرب عادية. الجريمة النازية متميزة، أما جرائم الحرب فلا. لم تكن هناك جرائم نازية اخرى، لكن كانت هناك جرائم. اطفال ونساء تم تهجيرهم من مكان الى آخر حتى بعد هذه الجرائم. العقاب الجماعي والطرد الجماعي لم يختفيان. نحن نفعل ذلك رغم ان اسرائيل وقعت على ميثاق يحظر ذلك. هل ارتكبنا في غزة جرائم حرب؟.
الجواب هو الصمت، لا تأكيد ولا نفي.
هم يخفون الامور عنا، لا يتحدثون معنا ولا توجد بيانات. يعترفون أن هناك جوع ولكنهم ينفون التجويع. يوافقون على ان الاطفال الرضع يموتون، لكنهم لا يعرفون العدد ولماذا. كل العالم يعرف ونحن فقط الذين لا نعرف. يخفون فقط ما يخجلون منه. واذا عرفنا انه توجد جرائم حرب فماذا سنفعل؟ لا شيء. من يعترف بجريمة الحرب فهو بذلك يلقي التهمة على اولادنا الابطال، جنودنا الابطال.
الاخفاء هو اعتراف بالتهمة.
ألم نقل بأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه. لم نجلب ادعاءات جديدة. الانظمة الظلامية دائما تقوم بالاخفاء. دخان المحارق في معسكر دخاو وصل الى المدينة المجاورة. صدى الانفجارات في غزة يسمع في اسدود. لا يمكننا القول بأننا لا نعرف. ايضا العالم يعرف. كيف سيرد؟ هل سيجبرنا على زيارة الانقاض؟ هل سيلزمنا بارسال الطلاب كي يتعلموا بأن هذا لن يتكرر؟.
عندنا يخافون من رد العالم، لكن ليس من ردنا، ليس من غضب الجمهور أو من المظاهرات التي يشارك فيها 400 ألف شخص. هم يعولون على الصمت. الصمت على جرائم الحرب في غزة. الصمت على ضرب عضو كنيست. الصمت على مذابح المستوطنين وخلع ملابس المتظاهرين على يد رجال الشرطة. عندنا هؤلاء مجرد “اشخاص ينفسون عن الغضب”. الغضب يؤدي الى العنف، في الشارع، في المدارس وفي غزة. العنف يتفشى، من الحكومة الى الكنيست، ومنها الى الجيش ومن هناك الى الشرطة والشارع.
العنف يولد الصمت.
العنف والصمت نزلا معا على العالم. لماذا صمتوا في المانيا؟ في غزة؟ في الاتحاد السوفييتي سابقا؟ لماذا يصمتون عندنا؟ لأن العنف مخيف، العنف يؤدي الى الصمت. هل تشاهد انهم يضربون عضو كنيست؟ اصمت. يضربون متظاهر في الشارع؟ لا ترد. ما شأنك به؟ سيقومون باستدعائك للتحقيق، سيخلعون ملابسك، ستقضي ليلة في السجن.
هل العنف يساعد؟ في الاستوديوهات لم يقرروا بعد. لا يعرفون هناك اذا كانت جرائم الحرب هي سبب للتفاخر أو العار. هل الاطفال القتلى يحققون نسبة مشاهدة عالية أم لا. واذا كانت الصور القاسية تعتبر معلومات أو وشاية، هل يجب علينا الثناء على الترانسفير أو ادانته. محظور المقارنة، لكن مسموح فعل ذلك.
الترانسفير سمح به وتمت شرعنته. وقد تم تهويده في موازاة العملية التي اصبح فيها نتنياهو مئير كهانا. “الترانسفير لا يجب ان يكون كلمة قاسية، احيانا السلام الحقيقي جاء فقط عندما غادر احد الاطراف”، كتب وزير في الحكومة (بعد ذلك قام بشطب ما كتب). عاموس عوز فكر بطريقة اخرى: “هذه فكرة مستحيلة لاننا لن نسمح لكم… حتى لو اضطررنا الى تقسيم الدولة والجيش، حتى اذا اضطررنا الى الاستلقاء تحت اطارات الشاحنات”. اسرائيل عوز ليست اسرائيل نتنياهو. لا أحد سيستلقي تحت اطارات الشاحنات، ولا أحد سيحتج على الاطفال الرضع الذين يموتون، رغم أنه لا يخطر بالبال ان جندي في الاحتياط، أب لاولاد، سيكون لامبال بالاطفال الرضع الذين يموتون. الاطفال الرضع الموتى هم اطفال رضع موتى، سواء في بئيري أو في غزة.
ايضا في فيتنام، الشاعرة دنيس ليبراتوف كتبت عنهم: “… مرة اخرى، مرة اخرى، طفل رضيع تلو آخر، تم نسيان اسماءهم، جنسهم غير معروف، يحترقون في اللهب، لكنهم لا يختفون – لا يختفون مثل رؤيته، بل يستمرون، مثل الرماد على العالم، او يعيشون – مع التنهدات، أو يتعفنون في المستشفيات، ثلاثة على سرير واحد، لذلك، جاءت رؤيتي القوية، الواضحة والمداعبة، رؤيتي الشاعرية التي اعطيت لي، ستجعلني اغنية تم طمسها، توجد طبقة سميكة من المياه الزرقاء على عيوني، عيوني الداخلية”، ترجمة ريكي تارون.
—————–انتهت النشرة—————–