
المسار الإخباري :في تصريح يُعدّ من أكثر التصريحات الإسرائيلية تطرفًا وإثارة للجدل منذ بداية الحرب على غزة، قال وزير التراث في حكومة الاحتلال عميحاي إلياهو، الخميس، إن إسرائيل “تتسابق لمحو غزة”، وتعمل على تحويلها إلى “أرض يهودية بالكامل”، متفاخرًا بما وصفه بـ”إبادة سكانها”، نافياً وجود مجاعة في القطاع.
وفي مقابلة مع إذاعة “كول بارما” العبرية، صرّح إلياهو بوضوح:
> “نقضي على هذا الشر. نقضي على سكان غزة. وسنجعل غزة كلها يهودية”.
ووصف مشاهد الجوع في غزة بأنها “دعاية موجهة”، زاعمًا أن “الغذاء موجود والشاحنات تدخل يوميًا، ومن يعاني الجوع عليه أن يلوم من يحكمه”، وأضاف:
> “لا توجد دولة تطعم أعداءها. البريطانيون لم يطعموا النازيين، ولا الأمريكيون اليابانيين، فلماذا نُطعم سكان غزة؟”.
ردود رسمية ومحاولات احتواء
في محاولة لتخفيف وقع هذه التصريحات الخطيرة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “إلياهو لا يمثل الحكومة، وهو ليس ضمن مجلس الوزراء الأمني”، مضيفًا أن “مواقفه لا تعكس سياسة الدولة”.
كما أدان سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، تصريحات إلياهو واعتبرها لا تمثل الموقف الرسمي الإسرائيلي، مؤكدًا أن إسرائيل “تواصل إيصال المساعدات لسكان غزة غير المقاتلين رغم التحديات”.
تصريحات إلياهو تفضح النوايا الحقيقية لبعض أقطاب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تتبنى بشكل صريح خطاب الإبادة العرقية والتطهير السكاني، مما يعزز من الاتهامات الدولية الموجهة لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.
ويُنظر إلى هذا التصريح على أنه دليل إضافي على أن الحرب الإسرائيلية الجارية لم تعد تدار تحت مبررات “الدفاع” بل باتت تتجه بشكل متسارع نحو مخططات إحلالية واستيطانية تهدد وجود الفلسطينيين في القطاع بشكل كامل.
في السياق الدولي، من المتوقع أن تشعل هذه التصريحات موجة إدانة جديدة داخل أروقة الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، لا سيما في ظل تصاعد الأصوات الحقوقية التي تطالب بإجراء تحقيقات عاجلة في جرائم الحرب والإبادة التي تُرتكب بحق المدنيين في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.