تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية ضد دعم الإدارة الأمريكية للحرب الإسرائيلية على غزة: الاعتقالات والتوتر يدفعان للانضمام إلى الحراك الطلابي

اتسعت حركة الاحتجاج بين طلاب جامعات أميركية ضد سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تنتهجها إدارة جو بايدن، ومع الاعتقالات التي نفذتها الشرطة الأميركية لطلاب جامعيين منذ يوم الجمعة الماضي دخلت جامعات جديدة في النشاط الاحتجاجي وظهرت مخيمات جديدة مناوئة للحرب ومطالبة بعدم تقديم الأسلحة لإسرائيل.

جامعات أميركية جديدة تنضم للاحتجاجات

ومن بين المخيمات الجديدة، نصب طلاب جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهي جامعة اشتهرت بنشاطها الطلابي خلال ستينيات القرن الماضي، خياماً للتضامن مع المتظاهرين في الجامعات الأخرى. وفي كاليفورنيا أيضاً، أغلقت السلطات حرم جامعة كال بولي هومبولت، وهي جامعة عامة في أركاتا، بعدما احتل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين مبنى في الحرم الجامعي.

وفي حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول، أزالت الشرطة أحد المخيمات بعدما طلبت منها الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.

وتأتي الاحتجاجات الجديدة في أعقاب اعتقال أكثر من 120 محتجاً في حرم جامعة نيويورك في وقت متأخر أول أمس الاثنين، وفق متحدث باسم شرطة مدينة نيويورك. وقالت الشرطة إن سلطات الجامعة طلبت المساعدة، وإن المحتجين لم يتركوا أماكنهم بحلول الموعد النهائي الذي حددته الجامعة.

واعتقل أكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا، الأسبوع الماضي، وألغت جامعة نيويورك حضور الطلاب، أول أمس الاثنين، في محاولة لنزع فتيل التوتر في الحرم الجامعي وخشية أن يواجه الطلاب اليهود مضايقات محتملة، وقالت الجامعة أمس الثلاثاء إن الدراسة لبقية العام ستكون بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت.

ويطالب الطلاب المحتجون جامعاتهم بإدانة الحرب الإسرائيلية على غزة، كما يطالبون الجامعات بسحب استثماراتها من الشركات التي تبيع الأسلحة لإسرائيل. وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي، مع إقامة “مخيم تضامن مع غزة” في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى، مثل جامعة نيويورك، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ييل وغيرها.

وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي في جامعات أميركية مع إقامة “مخيم تضامن مع غزة” في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى، مثل جامعة نيويورك، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ييل وغيرها. وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيين في جامعات عدة خصوصاً المرموقة منها، مثل هارفارد وكولومبيا، بتحذيرات من تنامي “معاداة السامية”، ولا سيما أنّ العديد من الجامعات الكبرى في البلاد تعتمد اعتماداً رئيسياً على دعم مالي من منظمات ومموّلين من اليهود.

مزاعم معاداة السامية

وزعم مسؤولو جامعة كولومبيا، إلى جانب مسؤولي الولاية وبعض أعضاء الكونغرس والبيت الأبيض، أن طلاباً يهوداً تعرضوا لوقائع تنطوي على معاداة للسامية ولمضايقات من قبل متظاهرين. وقال رئيس بلدية مدينة نيويورك إريك آدامز إن السلطات حددت أشخاصاً لا علاقة لهم بالجامعات يسببون مشكلات خلال الاحتجاجات السلمية في معظمها. وأضاف في مؤتمر صحافي: “لا يمكن أن يأتي محرضون من الخارج ويثيروا الفوضى”.

وكانت مزاعم معاداة السامية في هذه الاحتجاجات أيضاً محور اتصال هاتفي بين نائبة الرئيس كاملا هاريس والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أمس الثلاثاء. وقال البيت الأبيض بعد المكالمة: “استنكرت نائبة الرئيس معاداة السامية البغيضة، وكذلك تصاعدها في جميع أنحاء العالم، وشددت على التزامها والتزام الرئيس (جو) بايدن التنديد بها علناً”.

وردّ منظمو الطلاب في مخيم جامعة كولومبيا، أول أمس الاثنين، على مثل هذه الانتقادات بالإشارة إلى وجود جماعات يهودية في الاحتجاجات مثل الصوت اليهودي من أجل السلام و”إف نوت ناو”، قائلين إن وسائل الإعلام ركزت على “المحرضين الذين لا يمثلوننا”.

وقال المنظمون: “نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف يقظين ضد الأشخاص من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتشكل بين الطلاب – زملاء الدراسة الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود والسود والمؤيدين للفلسطينيين”.